وافهم لمراد الله ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم منك اذا لا يمكن ان تصل الى علم وخير ما وصلوا اليه ولذلك ما احسن ما قال ابن كثير رحمه الله بالله تجد ان الوالد المحب المشفق يقول لابنه اذهب ذات اليمين فاذا ذهب قال انت مخطئ المطلوب؟ ان تفهم من ذات اليمين ذات الشمال هذا لا يفعله الذي يريد الهداية فصل وكل ما ذكرناه من صفات الله تعالى تفصيلا او اجمالا اثباتا او نفيا فاننا في ذلك على كتاب ربنا وسنة سنة نبينا معتمدون وعلى ما سار عليه سلف الامة وائمة الهدى من بعدهم سائرون بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله به اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه ولجميع المسلمين قال العلامة محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله تعالى في عقيدة اهل السنة والجماعة ونرى وجوب اجراء نصوص الكتاب نصوص نصوص الكتاب والسنة في ذلك على ظاهرها وحملها على حقيقتها اللائقة بالله عز وجل الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد هذه خلاصة منهجية مهمة بينها المؤلف رحمه الله تعالى بهذه الجملة النفيسة من كلامه رحمه الله فانه يقول وكل ما ذكرناه من صفات الله تعالى تفصيلا او اجمالا اثباتا او نفيا فاننا في ذلك على كتاب ربنا وسنة وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم معتمدون. نعم هذا هو الاصل الاصيل وهذه القاعدة ام القواعد في هذا الباب العظيم احباب اسماء الله عز وجل وصفاته وهي ان المعول والمعتمد انما هو على الكتاب والسنة لا غير فما اثبته الله عز وجل لنفسه او اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم او نفاه سبحانه عن نفسه او نفاه عنه نبيه صلى الله عليه وسلم فالواجب في كل ذلك الاذعان والتسليم والاعتقاد والتصديق هذا هو الحق الذي لا شك فيه ولا ريب مقدمة هذه الجملة فيها تقسيم اتنين هذه الصفات الواردة في الكتاب والسنة وهي ان من الادلة ما جاء فيه اثبات مجمل للصفات ومن الادلة ما فيه اثبات مفصل ومنها ما فيه نفي مجمل ومنها ما فيه نفي مفصل من ادلة الاثبات المجمل كل دليل جاء في حمد الله سبحانه وتعالى فادلة الحمد كلها من ادلة الاثبات المجمل فانها تدل على ثبوت الصفر تدل على ثبوت الصفات لله تبارك وتعالى اجمالا واما الادلة التفصيلية فمعلومة ومرت جملة منها صفات تفصيلية تثبت لله سبحانه وتعالى كما ان هناك طائفة من الادلة جاء فيها النفي مجملا فمرت بنا غير مرة كما انه جاء النفي في طائفة اخرى مفصلة اذا في كل هذه الاقسام الاربعة الاعتماد والتعويل على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم هذه جادة اهل السنة وهذه هي العلامة الفارقة بينه وبين غيرهم في هذا الباب على وجه الخصوص وفي كل ابواب الدين على وجه العموم سواء ما كان منها متعلقا بالاعتقاد او متعلقا بالاحكام او كان متعلقا المعاملات المقصود ان كل ابواب الدين انما يكون التعويل فيها على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء وهذا المقام مقام عظيم فان داء الامة الاكثر تأثيرا فيها في هذا الزمان مع الاسف الشديد انما هو ضعف تعظيم الكتاب والسنة والرجوع اليهما وتحكيمهما في الدقيق والجليل ولو كانت هذه الامة قد حكمت كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في انفسها في افرادها ومجتمعاتها فكان الحال غير الحال مع الاسف الشديد طائفة تجعل التعويل على العقل ومرتبة الكتاب والسنة متأخرة وطائفة تجعل التعويل على اقوال ائمة المذاهب والشيوخ المقلدين ومرتبة الكتاب والسنة متأخرة وطائفة تجعل المعولة عليه والمقدم فرؤى ومنامات وما يزعمونه كشوفا ومرتبة الكتاب والسنة متأخرة وطائفة تجعل الاعتماد والتعويل على عادات الناس واعرافهم ومرتبة الكتاب والسنة متأخرة اما اهل السنة المحضة فانهم على خلاف كل ذلك لا شيء يقدم عندهم على الاية او الحديث متى ما جاءت الاية او الحديث سلموا واذعنوا واقبلوا بكليتهم على هذا الدليل ولو ان كل من في الارض كانوا في جانب كانوا في جانب والدليل من الكتاب او السنة في جانب ما بال ما بالوا بالناس جميعا ووقفوا حيث الكتاب والسنة اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء لا يمكن لمن كان صادق الايمان صادق الاتباع ان يقدم شيئا على الدليل من الكتاب والسنة انما كان قول المؤمنين اذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم ان يقولوا سمعنا واطعنا لا تردد ولا تلوم ولا تأخر جاء الدليل مباشرة يقول المسلم الصادق حي على الرأس وعلى العين ولو خالف الهوى ولو خالف ما يراه مصلحة ولو خالف عادات الناس واعرافهم ولو خالف اي شيء لا شيء يقدم على الكتاب والسنة هذه يا اخوة زبدة الايمان وحقيقة الايمان هذا هو الواجب الحتمي الذي لا خيار فيه على كل مسلم ومسلمة فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما تسليم وقبول واذعان تام بدون تردد من كان يروم ان يكون من اهل هذا الايمان الصادق فدونه هذا المقام العظيم هذا الامتحان الذي يمتحن فيه كل انسان هل يقدموا الكتاب والسنة او يقدم عليهما غيرهما هذا امر عظيم ينبغي علينا ان نتأمله كثيرا فقلت انفا واقول مكررا ان اكبر داء واعظم داء بل هو الداء الدوي مع الاسف الشديد في هذا الزمان المتأخر عند كثير من الناس ضعف العناية وضعف التعظيم وضعف الاقبال على الكتاب والسنة يأتي هذا الانسان دليل من القرآن والسنة على خلاف ما يشتهي فيبدأ انواع من التأويلات لعل المراد كذا طيب ما الحكمة من كذا لعله قيل في هذا كذا وهذا ولا شك ليس مسلك اهل الاتباع الصادق واهل الايمان الواجب انما يطرح كل رأي ويتطرح كل عقل ويتطرح قول كل قائل تحت الكتاب والسنة اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء اذا اهل السنة والجماعة انما يعولون في باب الصفات مهما تصرفت مسائل هذا الباب انما يعولون على كتاب الله وعلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وايضا على ما يرجع اليهما وهو اقوال الصحابة رضي الله عنهم فان الصحابي اذا ثبت عنه مقالة في اثبات اسم او صفة لله عز وجل او نفي صفة عن الله عز وجل فان الواجب قبول ذلك لان هذا القول من الصاحب محمول على الرفع الى النبي صلى الله عليه وسلم لان مثل هذا لا يقال من قبيل الاجتهاد انما هو محمول على انه بلغه في ذلك علم من رسول الله صلى الله عليه وسلم طيب واين محل العقل هل العقل ايضا من جملة هذه الادلة التي يمكن ان تستقل باثبات الاسماء والصفات لله عز وجل هل يمكن ذلك؟ هل يمكن ان نعد الكتاب والسنة واقوال الصحابة ونضيف اليهما العقل ايضا ونضيف اليهما العقل ايضا الجواب لا العقل مرتبته متأخرة في هذا المقام العقل لا يستقل بادراك تفاصيل اسماء الله عز وجل وصفاته سبحانه وتعالى على وجه الاستقلال والتفصيل يمكن للعقل ان يصاحب النقلة في اثبات بعظ الصفات وهي التي تسمى عند العلماء الصفات النقلية العقلية فالعقل يؤيد النقلة ويدل على ما دل عليه النقل من ثبوت بعظ الصفات كحياة الله عز وجل وعلمه وعلوه وقوته وحكمته الى غير ذلك لكن ان يكون مرجعا ومعولا عليه في هذا المقام الغيبي الجواب لا ويخطئ خطأ عظيما ذاك الذي يعتمد على عقله في مسائل الغيب العقل يا اخوة له في شرعنا منزلة والشرع انزله منزلته اللائقة به ولكن تنبه الى قاعدتين مهمتين في هذا المقام عليهما قام منهج اهل السنة والجماعة في ما يتعلق بالعقل القاعدة الاولى تقول ان العقل لا يمكن ان يفيد هدى ما لم يتصل به نور الوحي العقل لا يمكن ان يفيد هدى ما لم يتصل به نور الوحي مثل العقل وانتبه لهذا المثل مثل البصيرة كعين البصر مثل العقل كالعين العين يبصر بها ولكن تبقى عاجزة اذا كان الظلام دامسا اذا لم يكن ثمة نور وضوء فان هذه العين لا تعمل ولا ترى شيئا. اليس كذلك تبقى معطلة لا قيمة لها تبدأ بالعمل ويكون لها اثر ونفع متى ما وجد نور حسي يتصل بها كذلك الشأن في العقل اذا لم يتصل بهذا العقل النور المعنوي نور الوحي فانه يكون حينئذ معطلا لا يثمر فائدة بل ربما ادى الى عكس هذه الفائدة يوقع في الضلال و الله سبحانه وتعالى قد بين لنا ذلك قال سبحانه ولقد مكناهم في ماء مكناكم فيه وجعلنا لهم سمعا وابصارا وافئدة فما اغنى عنهم سمعهم ولا ابصارهم ولا افئدتهم من شيء والسبب اذ كانوا يجحدون بايات الله ما استضاءوا بنور الوحي فبالتالي ما اغنى عنه ما اغنى عنهم ما اغنت عنهم افئدتهم ولا عقولهم شيئا لانه كانوا معرضين عن الوحي اذ كانوا يشهدون بايات الله اذا العقل انما ينتفع به في ثمرة الهداية متى ما اتصل به نور الوحي فالعقل الة جعلها الله سبحانه وتعالى في ابن ادم لاجل ان يفهم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ويتدبر ذلك ويحمله على محمله وبالتالي اذا اعرض عن الوحي فانه لا يفيد شيئا ولذلك من المسلم به ان العقل لا يستقل بالهداية الهداية لها طريق وحيد هو الوحيد قال سبحانه وان اهتديت فبما يوحي الي ربي هذا هو طريق الهداية وحي الله سبحانه وتعالى القاعدة الثانية ان العقل محدود العقل محدود العقل لا يمكنه ان يجول في كل فضاء وان يدخل الى كل باب وان يحكم في كل مسألة الامر ليس كذلك العقل له حدود ضيقة لا يمكنه ان يتجاوزها سبب ذلك انه مكبل بالمحسوسات انه ماذا مكبل بالمحسوسات لا يمكنه ان يدرك شيئا خارجا عن حدود المحسوسات اذا مثل العقل وانتبه لهذا المثل مثله كمثل حاكم يحكم في مكان معين ولا يمكن ان ينفذ له حكم في مكان اخر ارأيت رئيسا او حاكما او سلطانا يحكم في بقعة من الارض هل ينفذ له حكم في بقعة اخرى وفي بلد اخر هل يمكن ان يقال اصدر هذا الحاكم قرارا والقرار يتعلق ببلد اخر الجواب لا لا ينفذ له حكم لم لان له سلطانا معينا هذا السلطان ضيق محدود بالمحسوسات اذا خرج عن هذه الحدود فقد قيمته واصبح تائها ومن ذلك مسائل الغيب هذه خارج خارج حدود العقل والعقل نفسه يسلم بذلك العقل يقول انني لا يمكن ان اعمل خارج حدود المحسوس هكذا يقول العقل ومسائل الغيب لا تدخل في المحسوسات لانها غيب اليس كذلك وبالتالي اذا اراد العقل ان يزن مثلا مسائل اليوم الاخر يضع هذا العقل مسائل اليوم الاخر في ميزانه وبالتالي يترتب القبول او الرد على حكم العقل هل هذا مقبول الجواب ليس مقبولا انت يا ايها العقل لا يمكنك ان تحكم على شيء خارج عن الحدود التي تفهمها وتعرفها وتدركها الحياة الاخرة حياة مختلفة ليست من جنس هذه الحياة التي يعرفها العقل وبالتالي لا يمكنه ان يكون ميزانا توزن به مسائل اليوم الاخر فكيف اذا كان الامر متعلقا بصفات الله سبحانه وتعالى وبنعوت جلاله وكماله وجماله لا شك ان العقل ها هنا سوف يقف ولا يمكنه ان يرتفع الى هذه المنزلة فيكون حاكما على هذه المسائل اذا فهمنا هاتين القاعدتين سنفهم الخلاصة عند اهل السنة والجماعة في هذا المقام وهي العقل تابع والنقل متبوع العقل تابع والنقل متبوع المقدم هو النقل والمراد بالنقل الكتاب والسنة والعقد يأتي والعقل يأتي في المرتبة الخلفية يأتي تابعا منقادا هذا الذي ينبغي للنقل متى ما سار النقل الى وجهة فعلى العقل ان يتابعه على ذلك. لانه تابع والنقل هو المتبوع هذا هو الحق الذي لا شك فيه في هذا المقام عقولنا محدودة ولها مجال معين فلا يمكن ان تحكم فيه خارجه ولذلك اخرج ابن بطة رحمه الله في كتابه الابانا ان رجلا جاء الى ابن عباس رضي الله عنهما بابن له فقال انه قد حيرت الفكرة لبه وابعدته عن ربه شاب مسكين ذهب به عقله في اودية لا يطيقها فوقع في امر عظيم فجاء ابوه به الى ابن عباس الحبر البحر رضي الله عنهما قال له ابن عباس رضي الله عنهما تعال يا ابن اخي ما هذا الخيال المشرف هناك نظر فقال فلان قال احسنت وما هو الذي وراءه قال لا ادري فقال ابن عباس رضي الله عنهما فكما جعل الله لابصار العيون حدا محدودا من دونها حجاب مستور فكذلك جعل لبصائر القلوب حدا لا يجاوزها فعند ذلك انقطع هذا الشاب عن هذه الفكرة السيئة اذا كما ان العقل محدود كما عفوا البصر محدود هل يمكنك ان ترى ما وراء هذا الجدار انظر من فيكم نظره ستة على ستة يمكن ان ينظر ما خلف الجدار يمكن والله لا يمكن اذا كذلك العقل له حد محدود لا يمكنه ان يتجاوزه اذا مسائل الغيب لا يحكم فيها العقل انما في مسائل معينة ومحدودة ويكون فيها تابعا للنقل لا مستقلا هذا هو منزلة العقل في هذا الباب قال رحمه الله وعلى ما سار عليه سلف الامة وائمة ما عليه سلف الامة وائمة الهدى من بعدهم سائرون هذا ايظا فارق مهم يتميز به اهل السنة عن غيرهم وهو انهم في اتباعهم لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يعتمدون نهج السلف الصالح فبفهم السلف الصالح يفهمون نصوص الكتاب والسنة ويتكلمون في المسائل التي تكلم فيها السلف ويسكتون عما سكت عنه السلف ويتابعونهم في منهج الاستدلال والتلقي هذه ميزة لاهل السنة والجماعة ولذلك اثنى الله سبحانه وتعالى على الذين تابعوا الصحابة رضي الله تعالى عنهم باحسان قال سبحانه والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه ورضوا عنه وعدلهم جنات تجري تحتها الانهار خالدين فيها ابدا ذلك الفوز العظيم وفي حديث الارباط عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عليه الصلاة والسلام فعليكم بسنتي سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي فالتطبيق العملي لسنة نبينا صلى الله عليه وسلم ستجده في سنة اصحابه من بعده ورأسهم الخلفاء الراشدون اذا هذا الذي يتعين علينا معشر اهل السنة والجماعة ان نكون للسلف الصالح رحمهم الله متابعين والله جل وعلا حثنا على متابعة الاخيار فقال سبحانه واتبع سبيل من اناب الي من اولى الناس بهذا الوصف بعد انبياء الله ورسله اليس الصحابة اليس التابعون من بعدهم؟ اليس اتباعهم؟ اتباع التابعين من بعد التابعين اذا علينا ان نتابعهم اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ورأس الصادقين بعد الانبياء اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ثم الذين تربوا على ايديهم وهم التابعون ثم الذين تربوا على ايدي التابعين وهم اتباع التابعين هؤلاء صفوة الامة هؤلاء خيارها هؤلاء الذين زكاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصفهم بالخيرية فقال خير الناس او قال خير امتي قرني ثم الذين يلهونهم ثم الذين يلونهم اذا اتباع السلف الصالح رحمهم الله حتم لا خيار فيه ليس المجال مفتوحا ان تقرأ كتاب الله او سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ثم تأتي بالبدائع والغرائب وتقول انا افهم هذا وانا يترجح عندي هذا وانا وصلت الى علم كذا الامر ليس كذلك هذه النصوص الايات والاحاديث سمعها قبلك من هم اعلم بالكتاب والسنة منك عند قوله عند تفسيره لقول الله سبحانه وتعالى عن المشركين لو كان خيرا ما سبقونا اليه يعني هذه مقالة المشركين في حق اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لو كانت دعوة الاسلام خيرا ما سبقنا اليها الصحابة. نحن السادة والاشراف كنا نحن سابقنا الى هذا لو كان خيرا ما سبقونا اليه هنا قال ابن كثير رحمه الله وقال اهل السنة والجماعة في كل بعلم او عمل لم يسبق اليه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لو كان خيرا لسبقونا اليه لو كان خيرا لسبقونا اليه فانهم لم يدعوا خصلة من خصال الخير الا وهم السابقون اليها اذا باب من الابواب في مطالب الدين في المطالب الالهية او غيرها وجدت ان السلف الصالح اعرضوا عن الكلام في هذا الموضوع عليك ان تعرض وليس لك ان تنقر فانهم عن علم وقفوا وببصر نافذ كفوا ولن تبلغ علمهم ولن تكون احرص منهم ويكفيك شرفا وفضلا ان تكون متابعا لهم فتقول حيث قالوا وتسكت حيث سكتوا اذا عندنا فارقان منهجيان مهمان يتميز بهما اهل السنة والجماعة عن غيرهما ضعه ما يرعاك الله نصب عينيك الاول تقديم الكتاب والسنة على كل مقالة وعلى كل رأي وعلى كل عقل والفارق الثاني اعتماد منهج السلف الصالح في فهم الدين ومعرفة الكتاب والسنة يجب ان يتابع السلف الصالح رحمهم الله في هذا المقام نعم ثم قال رحمه الله ونرى وجوب اجراء نصوص الكتاب والسنة على والسنة في ذلك يعني في باب الصفات على ظاهرها حملها على حقيقتها اللائقة بالله عز وجل من طريقة اهل السنة والجماعة في الاستدلال انهم يحملون النصوص المتعلقة بالصفات على ظاهرها بمعنى انه لا يمكن ان يقبل في نصوص الصفات ان تحمل على خلاف ظاهرها دعوة تدعى بلا دليل هذا لا يمكن ان يكون مقبولا فالواجب ان تحمل نصوص الكتاب والسنة في باب الصفات كما هو الشأن في الابواب الاخرى. على ظاهرها ومن ادعى خلاف ظاهرها فانه مطالب بالدليل والا فان قوله مردود لماذا لان الله سبحانه وتعالى جعل هذا الكتاب كتابا مبينا ونورا مبينا وتبيانا لكل شيء ولا يمكن ان يكون كذلك اذا كان له ظاهر غير مراد وله باطن هو المراد لا يمكن ان يكون كذلك اذا كان بهذه المثابة الله جعل هذا القرآن هداية للناس نورا يستنيرون به وضياء يستضيئون به وبشرى للمسلمين كيف يكون كذلك وهو يتكلم بما هو في ظاهره شيء وفي باطنه شيء اخر والباطن هو المراد يعني لا يمكن ان يكون هذا القرآن هداية للناس وفيه يخافون ربهم من فوقهم والمراد ان تفهم من هذه الاية ان الله لا داخل العالم ولا خارجه ما يمكن ان يكون كتاب هداية اذا كان كذلك لا يمكن ان يكون كتاب هداية والله عز وجل ينص في هذا الكتاب العظيم ان له يدا وعلينا ان نفهم من كل هذه النصوص ان الله لا يد له انما هذه مجاز والمراد القدرة والقوة او النعمة لا يمكن ان يكون كتاب هداية وهو كذلك لا يمكن ان يأتي في كتاب الله في مواضع عديدة انه مستو على عرشه وعلينا ان نفهم من هذه النصوص التي هي بلسان عربي مبين ومعناها مفهوم في لغة العرب علينا ان نفهم خلاف ذلك وان نستوى على العرش يعني استولى على العرش لا يمكن ان يكون كتاب هداية وهو كذلك لا يمكن ان يكون النبي صلى الله عليه وسلم يتحدث ويتكلم مع اصحابه واصحابه يبلغون الامة بنصوص الصفات ولها ظاهر يفهم منها والمطلوب ان نعتقد خلاف ظاهرها لا يمكن يقول النبي صلى الله عليه وسلم ان الله ينزل الى سماء الدنيا اذا بقي ثلث الليل الاخر والمطلوب منا ان نفهم من هذا الحديث انه ينزل امره او ينزل ملك من ملائكته. هو يتكلم بلسان فصيح واضح ان الله تعالى ينزل والمطلوب منك ان لا تعتقد ذلك بل لو اعتقدت ذلك انت مشبه كفرت بالله عز وجل لا يمكن ان يكون كتاب هداية اذا كان ذلك كذلك النبي صلى الله عليه وسلم يقول ان الله ينزل والمطلوب مني ان لا افهم هذا بل افهم ان المراد ان امره ينزل او ان ملكا ينزل طيب لماذا النبي صلى الله عليه وسلم الحريص علينا الذي هو اشفق شفيق على هذه الامة لماذا ما بين لنا ذلك اليس النبي صلى الله عليه وسلم يقول كما عند النسائي وابي داوود وغيرهما انما انا لكم مثل الوالد اعلمكم كيف يعتقد هذا في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والله يقول والله يريد ان يبين نعم يريد الله ليبين لكم الله يريد ليبين لنا ونحن نقول لا المطلوب هو ان نفهم من هذه النصوص خلاف ظاهرها هذا الذي يقول هذا لا شك انه قد وقع في امر عظيم فانه بلسان حاله متهم النبي صلى الله عليه وسلم اما في علمه واما في نصحه واما في بيانه لا يمكن ان يتحدث النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الاحاديث الكثيرة وهي بالمئات فربما اكثر ويتلو على المسلمين هذا القرآن ليل نهار ولا مرة واحدة يقول لهم حذاري ان تحملوا هذه النصوص على ظاهرها والمطلوب من الامة صغيرها وكبيرها ورجلها و اه نسائها رجالها ونسائها وعلمائها وجهالها ان يقرأوا القرآن واذا بهم اذا حملوه على ظاهره وصل بهم الى الضلال فلا يمكن ان يكون يا اخوة الا وقائل ذلك متهم ان النبي صلى الله عليه وسلم في واحد من هذه الامور الثلاثة وما احسن ما قال ابن القيم رحمه الله في نونيته فسل المعطل عن ثلاث مسائل تقضي على التعطيل بالبطلان ماذا تقول اكان يعرف ربه هذا الرسول حقيقة العرفان صلى الله عليه وسلم ام لا وهل كانت نصيحته لنا كل النصيحة ليس بالخوان ام لا؟ وهل حاز الفصاحة كلها؟ فاللفظ والمعنى له طوعان فاذا انتهت هذي المسائل وهي واضحة وهي كاملة مبرأة من النقصان فلاي شيء عاش فينا كاتما للنفي والتعطيل في الازمان ولاي شيء لم يصرح بالذي صرحتم في ربنا الرحمن العجزه عندك عن تقصيره في النصح ام لخفائ هذا الشأن حاشاه بل ذا وصفكم يا امة التعطيل للمبعوث بالقرآن صلى الله عليه وسلم اذا هذه النبذة تبين لك ان هذا المقام الذي اخطأ فيه كثير من الناس كما قد تجده في بعض الكتب او في بعض اقوال الناس الذين يزعمون ان ظاهر الكتاب والسنة في باب الصفات يفيد التشبيه ومن اعتقده فقد ضل ضلالا مبينا وربما قعدوا قاعدة و ما اشنعها من قاعدة حينما يقولون ان الاخذ بظواهر الكتاب والسنة من اصول الضلال اعوذ بالله بل والله ان هذا عين الضلال وان الاخذ بظاهر الكتاب والسنة هو الهدى والنور لان الله ما جعل هذا الكتاب كتاب الغاز وكتاب احاجيب فضلا عن ان يكون كتاب اضلال حاشا وكلا الله ينزه عن ذلك وكتابه ينزه عن ذلك انما هو كتاب هداية وبيان وتبيين وارشاد ونور مبين ولا يمكن ان يكون كذلك الا وظاهره الذي هو لائق بالله سبحانه وتعالى هو الحق المبين. الذي يجب اعتقاده والذي لا يجوز العدول عنه لعل في هذا القدر كفاية واسأل الله تبارك وتعالى لي ولكم التوفيق والهداية و الثبات في الامر ونعوذ به من الحور بعد الكور ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان