الله عليه وسلم وجبريل وصالح المؤمنين. هؤلاء الذين هم يحبوننا معشر المؤمنين وهم حريصون علينا اشد الحرص وهذا من معنى ولايتهم لنا فانهم منذ ان يكون الانسان نطفة في رحم امه وهم يتولونه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا والحاضرين وجميع المسلمين قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى في رسالة عقيدة اهل السنة والجماعة فصل ونؤمن بملائكة الله تعالى وانهم عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون خلقهم الله تعالى ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فكنا قد بدأنا بعون الله عز وجل الكلام عن الايمان بالملائكة عليهم السلام الذي هو الركن الثاني من اركان الايمان فذكرنا ان الايمان بالملائكة يتضمن الايمان باربعة امور اولا الايمان بوجودهم وان الله سبحانه وتعالى خلقهم فهم عباد مربوبون والامر الثاني الايمان بما ثبت لهم من اسماء وصفات واعمال وذكرنا طرفا مما جاء في اسمائهم والقابهم وما جاء في صفاتهم الخلقية والخلقية وكذلك ما يتعلق باعمالهم فان الله سبحانه وتعالى قد يسر الملائكة وامرهم باعمال واعظم اعمالهم عبادة الله سبحانه وتعالى فهم يؤمنون بالله ويعبدونه ويخافونه ويسبحون ويصلون له ويسجدون الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين امنوا وانا نحن الصافون وانا لنحن المسبحون وابرز عباداتهم التي جاءت في النصوص تسبيح الله سبحانه وتعالى وكذلك ثمة اعمال يأمرهم الله سبحانه وتعالى بها فان الملائكة من جند الله يدبر الله شؤون هذا الكون بهم فهم المدبرات امرا كما قال سبحانه فالمدبرات امرا وهم الملائكة عليهم الصلاة والسلام فالله عز وجل هو الذي يدبر الامر ومن يدبر الامر فسيقولون الله والملائكة مدبرة ايضا واضافة التدبير الى الله عز وجل هي من جهة امره وابنه ومشيئته وخلقه واضافة التدبير الى الملائكة من جهة المباشرة فهم الذين يباشرون ذلك بامر الله فصحت اضافة التدبير الى الله عز وجل واضافة التدبير الى الملائكة والاعمال التي كلف الملائكة بها كثيرة كما سيأتي الكلام عن ذلك ان شاء الله. اما الامر الثالث فانه اعتقاد فضلهم وانزالهم منزلتهم فان الملائكة عباد مكرمون بنص كتاب الله عز وجل وصفهم الله عز وجل بانهم كرام بايدي سفرة كرام بررة والملائكة اظافهم الله عز وجل اليه وهذه الاظافة اظافة تشريف كل امن بالله وملائكته وصفهم الله عز وجل بانهم عنده ومن عنده الذين يسبحون الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم هؤلاء يحملون عرش الله عز وجل منهم من يحمل العرش ومنهم من هو حوله فهم مقربون الى الله عز وجل ولا الملائكة المقربون هؤلاء لهم العلو هم الملأ الاعلى الذين لهم علو المكان ولهم علو المكانة هؤلاء الذين اكثر الله عز وجل من ذكرهم في كتابه حتى قال ابن القيم رحمه الله في كتابه اغاثة الله فان انه لا تخلو سورة من القرآن من ذكر الملائكة اما تصريحا واما تلويحا واما اشارة هؤلاء الذين اقسم الله عز وجل بهم كما تجده في مفتتح الصافات وفي مفتتح المرسلات وفي مفتتح النازعات لا شك ان تعظيمهم ولا شك ان اعتقاد فضلهم شيء واجب يجب على الانسان ان يعتقد ذلك ان لهم المكانة وان لهم المنزلة وان لهم الشرف العظيم عند الله سبحانه وتعالى الامر الرابع موالاتهم ومحبتهم مما يتضمنه الايمان بالملائكة موالاتهم عليهم السلام ومحبتهم وكيف لا يكون ذلك كذلك؟ والملائكة اولياء المؤمنين في الدنيا والاخرة ولذلك فانهم اذا بشروا المؤمنين وهم يبشرون المؤمنين يتنزلون عليهم مبشرين. ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا. تتنزل عليهم الملائكة وهذا التنزل كما حققه ابن القيم رحمه الله يكون عند الموت ويكون عند البعث ويكون عند دخول الجنة هؤلاء الملائكة الكرام عليهم الصلاة والسلام يقولون نحن اولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الاخرة لهم الولاية لاهل الايمان فكيف لا يتخذهم المؤمن اولياء هؤلاء الذين قال الله عز وجل عنهم او قال عن بعضهم كما هو عن جبريل عليه الصلاة والسلام فان الله هو مولاه يعني النبي والى ان يغادر هذه الحياة ثم بعد ذلك يوم ان يبعث ثم بعد ذلك اذا دخل الجنة بفضل الله عز وجل والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم في كل ذلك وفيما بينه الملائكة يتولون عباد الله المؤمنين. يسددونهم ويثبتونهم اذ يوحي ربك الى الملائكة اني معكم فثبتوا الذين امنوا. يذكرونهم اذا نسوا يقذفون في قلوبهم الخير والعلم ولذلك نقل شيخ الاسلام رحمه الله ان مذهب السلف في العلم الذي يكون عقيم النظر والاستدلال انه يكون من الملائكة يعني الهام من الله سبحانه وتعالى بواسطة الملائكة يقذفون ذلك في القلوب كما بين هذا وبسطه بسطا نافعا في كتاب الرد على المنطقيين ولذا يقول ابن مسعود رضي الله عنه ان للملك لمة وان للشيطان لمة ما هي لمة الملك؟ قال رضي الله عنه فاما لم واما لمة الملك فانها اعاد بالخير وتصديق بالحق وهذا روي مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وسلم كما عند الترمذي وغيره هؤلاء الملائكة الكرام عليهم الصلاة والسلام يدعون الله لنا ويستغفرون الله لنا كما اخبر الله عز وجل عنهم ويستغفرون لمن في الارض وكما قال سبحانه وتعالى وتأمل هذا الدعاء العجيب. الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون ويستغفرون للذين امنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم ربنا وادخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من ابائهم وازواجهم وذرياتهم انك انت العزيز الحكيم وقهم السيئات ومن تقي السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم انظر الى هذا الدعاء العظيم الذي لا يمكن ان يصدر الا ممن هم محبون لنا معشر اهل الايمان اذا كان ذلك كذلك فان من المتعين على اهل الايمان ان يحبونهم وان يوالونهم بعكس حال الكفار من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال. فان الله عدو للكافرين. اهل الايمان على الضد من ذلك لا يتخذون الملائكة اعداء وانما يتخذونهم اولياء هذا هو المتعين على اهل الايمان ويتبع ذلك مراعاة الادب معهم واجتناب اذيتهم فان من امن بهؤلاء الملائكة الكرام وقام بالذي ينبغي عليه من اعتقاد فضلهم ومن محبتهم وولايتهم فانه ينبغي عليه ان يراعي الادب معهم وان يحذر من اذيتهم فان الله سبحانه وتعالى قد ارشدنا لهذا فقال سبحانه وان عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون قال اهل التفسير فاجلوهم اذا كان الشأن كذلك فان حقهم ان يجلهم المؤمن فلا يري هؤلاء الملائكة من نفسه ما لا ينبغي الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو ادم كما اخبر بهذا النبي صلى الله عليه وسلم فالاذية لا تنبغي حتى ولو كانت برائحة بصل او ثوم. ولذلك امر النبي صلى الله عليه وسلم من اكل بصلا او ثوما الا يقربن مساجد المسلمين وعلل ذلك عليه الصلاة والسلام بقوله فان الملائكة اذى مما يتأذى منه بنو ادم اليس المؤمن من الانس يتأذى بحصول المعصية في حضرته اذا كذلك لا ينبغي ان يؤذى الملائكة بذلك حق الملائكة الاكرام ولذلك احسن ابن القيم رحمه الله في كتابه الدائي والدواء حينما قال اذا كان اكرام الضيف والجار من لوازم الايمان فكيف باكرام افضل جار وخير ضيف هذا الملك الذي يكون معك ويوكله الله سبحانه ويوكلك ويوكله الله سبحانه وتعالى بك هذا جار لك وضيف عليك حقه ان يكرم وان يتأدب معه وان يحذر من اذيته ولذلك تلحظ هذا واظحا في السنة تجد مثلا النهي عن اذية الملائكة ولو بالرائحة تجد ان النبي صلى الله عليه وسلم ينهى كما ثبت عنه في الصحيح ان يبصق المسلم في صلاته عن يمينه وعلل ذلك بقوله فان عن يمينه ملكا فان عن يمينه ملكا اذا لا ينبغي اذيته بهذا الفعل الذي لا ينبغي كذلك ينبغي على الانسان ان يحرص على الا يكون منه سبب يمنع دخول الملائكة بيته الملائكة تنفر ولا تدخل بيتا فيه كلب او تمثال او صورة كما ثبت هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب ولا صورة هذا مما ينبغي ان يجتنبه المسلم بعض الناس مع الاسف الشديد يقول انه يزين بيته بالصور صور ذوات الارواح اما ان تكون صورا معلقة لا ظل لها واما ان تكون وهذا اشد صورا مجسمة لذوات الارواح يقول انا ازين البيت انت بهذا سبب انت بهذا وقعت في سبب يمنع الملائكة من دخول بيتك واذا دخل الملائكة بيتك فابشر بالخير في دخول الملائكة بيتك حصول الخير العظيم لك. واذا لم تدخل الملائكة دخلت الشياطين. نعم انت تزين البيت. لكنك تزينه للشياطين ولست تزينه للملائكة اذا هذا من الامور التي ينبغي مراعاتها وينبغي ملاحظتها وهذا من تحقيق الايمان بالملائكة عليهم الصلاة والسلام نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله خلقهم الله تعالى من نور فقاموا بعبادته وانقادوا لطاعته. نعم قال رحمه الله ونؤمن بملائكة الله تعالى وهذا كما اسلفت من اركان الايمان وهذا من البر كما اخبر الله عز وجل وبين كذلك ان الكفر بهم ضلال بعيد. والشأن في الايمان بهم وفي ذكرهم واثبات وجودهم كثير في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. الاحاديث التي تتعلق بالملائكة عليهم الصلاة والسلام شيء كثير يصعب حصره الايمان بذلك لا شك انه من اعظم اركان الايمان بل هو الركن الثاني في ترتيب النبي صلى الله عليه وسلم بعد الايمان به سبحانه وتعالى. قال رحمه الله وانهم عباد مكرمون. لا يسبقونه بالقول وهم يعملون. هذا جزء من قوله تعالى وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون فان المشركين قالوا ويا قبح ما قالوا ان الملائكة بنات الله اكذبهم الله سبحانه وتعالى في ذلك وبين انهم عباد مكرمون وصفهم الله عز وجل بانهم عباد مكرمون. وهذا ما ذكرت انه قد جاء في كتاب الله عز وجل في هذه الاية كذلك في قوله تعالى وان عليكم لحافظين كراما كاتبين بايدي سفرة كرام بررة قال لا يسبقونه بالقول معنى قوله لا يسبقونه بالقول اي لا يتقدمون عليه بالقول فلا يقولون الا بما يقول وبما يأمرهم ان يقولوا وهذا من عظيم طاعتهم لله سبحانه وتعالى. قال وهم بامره يعملون. الباء ها هنا للسببية فاذا امرهم الله عز وجل فانهم يعملون ولا يعملون الا اذا امر الله سبحانه وتعالى عليها ملائكة غلاظ انشداد لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون وما نتنزل الا بامر ربك اذا بامر الله عز وجل اذا كان الامر من الله عز وجل فانهم يفعلون ويجوز ان تكون الباء ها هنا للمصاحبة فانما عملهم وفعلهم مصاحب لامر الله سبحانه وتعالى. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله خلقهم الله تعالى الم النور فقاموا بعبادته وانقادوا لطاعته. كلمة من نور هذه ساقطة في نسخته وفي بعض النسخ التي اطلعت عليها والصواب ثبوت فاذا كانت غير موجودة عندك فاثبتها. خلقهم الله عز وجل من نور كما مر معنا في درس البارحة في حديث عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم والذي اخرجه الامام مسلم في صحيحه خلق الله الملائكة من نور وخلق الجان من مارج من نار وخلق ادم مما ذكر لكم فنحن يجب ان نعتقد ان الملائكة خلقهم الله سبحانه وتعالى من نور لكن كيف كان ذلك نقول الله اعلم هذه مسألة غيبية ما اخبرنا الله عز وجل بها فالله اعلم قال فقاموا بعبادته وانقادوا لطاعته. لا شك ان الملائكة عليهم الصلاة والسلام معصومون من معصية الله عز وجل وهذا من توفيق الله عز وجل لهم الملائكة مجبولون على طاعة الله يخطئ بعض الناس حينما يقول عنهم انهم مجبورون على طاعة الله هذه كلمة لا ينبغي استعمالها والصواب ان نقول انهم مجبولون على طاعة الله. وفقهم الله سبحانه وتعالى لطاعته ولذا فانهم معصومون عن معصية الله عز وجل. كما قال الله سبحانه وتعالى عن طائفة منهم وهم خزنة النار. قال لا يعصون ان الله ما امرهم وبقية الملائكة حالهم كحال هؤلاء الكرام عليهم الصلاة والسلام. وكيف تكون منهم المعصية و وقتهم كله مشغول بطاعة الله فلا ينقطعون عن طاعة الله عز وجل البتة ان تكون المعصية منهم وهذه حالهم قال رحمه الله لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون. يسبحون الليل والنهار لا يفترون. قال سبحانه لا يستكبرون لما قال وله من في السماوات والارض ومن عنده وهم الملائكة لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسنون الاستكبار يعني الاستنكاف لا يستنكفون عن طاعة الله سبحانه وتعالى. كما قال جل وعلا لن يستنكف المسيح ان يكون عبدا لله ولا الملائكة ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم اليه جميعا ايضا انهم لا يستحسرون معنى يستحسرون قيل ينقطعون عن طاعة الله لا يتوقفون البتة بل هم في عبادة دائبة مستمرة لطاعة الله وقيل لا يستحسرون يعني لا يتعبون وقيل لا يستحسرون يعني لا يملون وكل ذلك فيما يبدو يرجع الى معنى واحد فيمكننا ان نقول انهم لا ينقطعون عن طاعة الله عز وجل. لا بسبب تعب ولا بسبب ملل وسآمة لا ينقطعون عن طاعة الله والانقطاع ان حصل فانما مرجعه الى اما تعد واما سآمة وهذا كله لا يكون منهم. فلا هم الذين يسأمون ولا هم الذين يتعبون. وبالتالي فانهم عن عبادة الله لا ينقطعون. قال يسبحون الليل والنهار لا يفترون. لا ينقطعون عن تسبيح الله عز وجل وطاعته في كل في كل وقت حتى وهم يباشرون الاعمال التي امرهم الله عز وجل بها فانهم لا ينقطعون عن تسبيح الله عز وجل ولذا قال من قال من السلف عنهم انهم يلهمون تسبيح الله عز وجل كما نلحم نحن النفس. كيف اننا ونحن نباشر الاعمال؟ نتكلم او نقوم او نقعد او نفعل بايدينا. ومع ذلك فان هذا ايمنعنا من ماذا من التنفس نلهم ماذا النفس الشأن في الملائكة على ما قال هؤلاء الاسلاف رحمهم الله انهم يلهمون التسبيح كما كما نلهم نحن النفس وبالتالي فانهم لا ينشغلون عنه ولا ينقطعون عنه نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله حجبهم الله عنا فلا نراهم. وربما كشفهم لبعض عباده. فقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام على صورته له ست مئة جناح قد سد الافق وتمثل جبريل عليه السلام لمريم بشرا سويا. فخاطبته وخاطبها. واتى الى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده الصحابة بصورة رجل لا يعرف ولا يرى عليه اثر السفر. شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر. فجلس الى النبي صلى الله عليه وسلم فاسند ركبتيه الى النبي صلى الله عليه وسلم ووضع كفيه على فخذيه وخاطب النبي صلى الله عليه وسلم وخاطبه النبي صلى الله عليه سلم واخبر النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه انه جبريل. نعم هذه مسألة مهمة وهي مسألة رؤية الملائكة عليهم الصلاة والسلام الاصل والقاعدة هي ان الملائكة عالم غيبي فلا يرون الاصل ان الناس لا يرون الملائكة لو تلمسنا الحكم في ذلك لوقفنا على ثلاثة اسباب اولا ان مادة خلقهم مختلفة فهم خلقوا من ماذا من نوف والامر الثاني ان الملائكة على صورتهم التي هم عليها خلق عظيم ولذلك من رحمة الله عز وجل بالناس انهم لا يرونهم على هيئتهم والا لاصابهم من ذلك شيء عظيم ولذلك لما كان المشرع كان المشركون يطلبون نزول الملائكة وان يكون لهم رسل من الملائكة قال ولو جعلناه ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون من رحمة الله عز وجل بنا حتى يستقيم لنا الحال وتستقيم بنا الحياة اننا لا نرى هذا العالم الغيبي من الملائكة والجن وما الى ذلك هذا ستره الله سبحانه وتعالى عنا والا فكيف نهنأ بعيش او بمنام او بما شاكل ذلك ونحن نرى هذه الاشياء العجيبة الغريبة فمن رحمة الله عز وجل ان حجب عنا رؤية ذلك والامر الثالث ان في هذا ابتلاء وامتحانا لنا حتى يتميز المؤمنون من غيرهم فان الايمان بالملائكة ايمان بامر غيبي واول سمة جاءت في وصف المؤمنين كما في مفتتح البقرة الذين يؤمنون بالغيب فلو كان الناس يرون الملائكة كما يرون المشاهدات لم يكن هذا من الايمان بالغيب فتزول حكمة الابتلاء والامتحان اذا عندنا ثلاثة اسباب يمكن ان نتلمسها بشأن حجب الله سبحانه وتعالى الملائكة عنا يبقى بعد ذلك ان عندنا في مسألة رؤية الملائكة تحريرا لمقام مهم نحن بحاجة الى ان نحرر المقام ونعيد القول في ذلك الى ستة امور اولا في سماع الملائكة الملائكة يمكن ان تسمع اصواتهم شوف انتقلنا الان الى مسألة ماذا السماع وليس وليس الرؤية وذلك للقرب بين المسألتين الملائكة يمكن للناس ان يسمعوا صوتهم. ولذلك سمعت مريم عليها السلام صوته. اذ قالت الملائكة يا مريم الثلاثاء وفقني الله واياكم وسدد خطايا وخطاكم والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين ان الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين اذا يمكن ماذا سماع صوت الملك يمكن ان يسمع الانسان شيئا من صوته وكلامه. ولذلك في صحيح مسلم من حديث مطرف عن عمران ابن حصين رضي الله عنه قال اخبار عن نفسه انه كان يسلم عليه انه كان يسلم عليه حتى اكتوى. فانقطع هذا التسليم فلما ترك الكيل عاد اليه هذا الصوت وبين الشراح كما بين هذا النووي رحمه الله وغيره انه كان يسمع ماذا تسليم الملائكة كان يسمع تسليم الملائكة. اذا السماع لاصوات الملائكة هذا شيء ممكن ولكن ليس المقام بالمقام السهل الذي يتساهل فيه الانسان فيظن ان كل شيء يسمعه انه صوت ملك ربما يكون صوت جن صوت شيطان ما يدريك انه صوت ملك فالمقام يحتاج الى تحقق الامر الثاني رؤية الملائكة في الاخرة وهذا واقع لا شك فيه يوم يرون قال الله عز وجل عن الكفار يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين اذا الملائكة يرون في الاخرة المسألة الثالثة رؤية الملائكة في المنام وهذا امر ممكن ايضا فيمكن ان يرى الانسان في منامه الملائكة عليهم الصلاة والسلام ومن ذلك ما ثبت في صحيح البخاري عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما انه رأى في منامه ملكين اتيا اليه فاخذاه ثم ذهبا به الى النار فرآها كالبئر المطوية ففزع فزعا شديدا فلقي ملكا ثالثا فقال انك لا ترى انك لا ترى آآ لما قص هذا على حفصة رضي الله عنها فقصت ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم. قال عليه الصلاة والسلام نعم العبد عبد الله لو كان يقوم من الليل فما كان ينام بعد ذلك من الليل الا قليلا. اذا رؤية الملائكة في المنام امر ماذا ممكن كم كم شيء عندنا الان ثلاثة الامر الرابع رؤية غير الانسان للملائكة وهذا قد ثبت عندنا في شأن الديكة الديك النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا اذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله فانها رأت ماذا ملكا يمكن ان يقع او ان تقع رؤية الملائكة من غير الانس هو الذي ثبت عندنا رؤية ماذا الديكة لهم لكن كيف يرونهم وهل يرونهم على هيئتهم او على خلاف هيئتهم هذا شيء ماذا مسكوت عنه في هذا الحديث فنقول ماذا الله اعلم حسبنا ان نقول انهم ماذا ان انهم اذا صاحوا فانهم ماذا؟ قد رأوا ملكة او انها اذا صاحت فانها رأت ملكا. الامر الرابع عفوا الامر الخامس رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في الحياة الدنيوية يقظة وهذا قد ثبت له عليه الصلاة والسلام مرتين على هيئتهم وصورتهم التي خلقهم الله عز وجل عليها رؤيتهم على هيئة غير هيئتهم كما سيأتي ان شاء الله هذا ثبت للنبي صلى الله عليه وسلم كثيرا لكن رؤية الملائكة على هيئتهم وصورتهم التي خلقهم الله عز وجل عليها هذا كان من النبي عليه الصلاة والسلام رأى جبريل عليه الصلاة والسلام على هيئته مرتين كما ثبت في حديث عائشة رضي الله عنها في الصحيحين وبين هذا ابن مسعود كما في الصحيحين انه رآه وله ست مئة جناح سد بها الافق كما سيأتي ايضا في كلام المؤلف رحمه الله اذا النبي عليه الصلاة والسلام له شأن وهو انه قد حصل له رؤية الملائكة على هيئتهم كان له ذلك اه كان منه عليه الصلاة والسلام ذلك حيث رأى جبريل عليه الصلاة والسلام على صورته التي هي صورته مرتين كما اخبر عن نفسه عليه الصلاة والسلام في حديث عائشة الامر السادس والاخير وهو رؤية غير النبي صلى الله عليه وسلم للملائكة في الحياة الدنيا يقظة على هيئتهم التي خلقهم الله عز وجل عليها الذي يظهر والله تعالى اعلم ان هذا غير واقع ولا دليل عليه اذا كان النبي صلى الله عليه وسلم انما ثبت عندنا انه رآه ماذا مرتين فحسب اذا غيره لم يرى النبي لم يرى الملائكة على هيئتهم التي هم عليها ولا دليل على ذلك انما يمكن رؤية الملائكة على غير هيئتهم فان الله سبحانه وتعالى قد جعل لهم قدرة على التشكل والتمثل والتصور يتصورون ويتشكلون وجاء هذا ويمكن ان نقسم الادلة في هذا على ضربين اما ان يروا على هيئة رجل اما ان يروا على هيئة رجل وهذا جاءت الادلة فيه كثيرة من ذلك ما كان منا رؤية مريم عليها الصلاة والسلام لجبريل عليه الصلاة والسلام وقد تمثل لها بشرا سوية يعني انسانا تام البشرية كذلك ما كان مما سمعت في حديث جبريل المشهور وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه رأوا جبريل في سورة رجل ما عرفوه لكنه شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه اثر السفر كذلك كان يأتي جبريل عليه الصلاة والسلام على صورة دحية الكلبي رضي الله عنه كما ثبت في الصحيحين من حديث ام سلمة رضي الله عنها ان جبريل عليه الصلاة والسلام جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم فكلمه في صورة رجل فلما ذهب قال لها النبي صلى الله عليه وسلم من هذا؟ قال الدحية ثم قام النبي صلى الله عليه وسلم فخطب فاخبر ان جبريل عليه الصلاة والسلام قد جاءه فدل هذا على انه قد يأتي ايضا في سورة ماذا في سورة رجل كذلك ما ثبت في الصحيحين عن سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه ان انه رأى رجلين عليهما ثياب بيضاء عن يمين النبي صلى الله عليه وسلم وشماله في غزوة احد وبين في وبين في اخر رواية مسلم انهما جبريل ميكائيل كذلك في قصة ابراهيم ولوط عليهما الصلاة والسلام وهذه مبينة في كتاب الله عز وجل انه قد جاءه الملائكة في سورة جاءه الملائكة في سورة رجال اليس كذلك فدل هذا على انهم يتصورون في صورة رجل كذلك في قصة الاعمى الاقرع الابرص جاءهم الملك في سورة ماذا رجل ذاك الذي ذهب الى قرية لاجل ان يزور اخاه في الله ارصد ارصد الله عز وجل له ملكا في صورة في صورة رجل اذا هذا وله امثلة كثيرة فيه ان الملائكة يمكن ان يروا يمكن ان يروا لكن على صورة غير صورتهم. وهذه النصوص فيها رؤيتهم على صورة رجل والضرب الثاني رؤيتهم على غير ذلك ومن ذلك ما اخرج الامام مسلم وعلقه ايضا البخاري رحمه الله في صحيحه ان اسيد بن حضير رضي الله عنه كان يقرأ في الليل من سورة البقرة فرأى ظله فوق رأسه فيها مثل المصابيح فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان تلك الملائكة تنزلت استمعوا للقرآن فاذا يمكن ان يرى مثل ذلك منا قبل المؤمنين في اليقظة لكنها ليست صورتهم ليست صورتهم التي هي صورتهم اذا الخلاصة ان رؤية الملائكة عليهم الصلاة والسلام على هيئتهم التي خلقهم الله عز وجل عليها ان هذا شيء لم يقع الا للنبي عليه الصلاة والسلام وكذلك ينبغي ان يلاحظ ان رؤية الملائكة عليهم الصلاة والسلام على غير صورتهم ان هذا ايضا من الامر الذي ينبغي ان يتنبه له الانسان فليس كل ما عرض او لاح امام الانسان يكون ماذا ملكا بعض الناس يتهيأ له اشياء من هذا القبيل يعني انا اقول اذا كان ابراهيم ولوط عليهم الصلاة والسلام ما عرفوا ان هؤلاء الرجال ملائكة الا بعد ان اخبروهم كذلك الصحابة رضي الله عنهم ما عرفوا ان هذا جبريل عليه الصلاة والسلام اذا كيف بغيرهم فهذا الباب ينبغي ان يتنبه له الانسان فانه ربما يتمثل الشيطان لابن ادم فيظن انه يرى ماذا فيظن انه يرى ملكا وبعظ اهل الخرافة والدجل يتكثرون بمثل هذه الاشياء وربما يخلطون برؤيتهم ليه اه هذه الاشياء والوساوس التي تتمثل لهم ربما خلطوا شيئا كثيرا من الكذب والله المستعان اعد جزاك الله خير احسن الله اليكم قال رحمه الله حجبهم الله عنا فلا نراهم. وربما كشفهم لبعض عباده. وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام على صورته له ست مئة جناح. نعم يعني كونه رآه على صورته كما قلنا هذا في حصل مرتين كما في حديث عائشة في الصحيحين نعم له ست مئة جناح هذا ايضا يعني ثبت في حديث ابن مسعود في الصحيحين نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وتمثل جبريل عليه السلام لمريم بشرا سويا تام البشرية فخاطبته وخاطبها قالت اني اعوذ بالرحمن منك ان كنت تقية قال انما انا رسول ربك ربك لاهب لك غلاما زكيا. نعم واتى الى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده الصحابة بصورة رجل لا يعرف ولا يرى عليه اثر السفر. شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر فجلس الى النبي صلى الله عليه وسلم فاسند ركبتيه الى ركبتي النبي صلى الله عليه وسلم. ووضع كفيه على فخذيه وخاطب النبي صلى الله الله عليه وسلم وخاطبه النبي صلى الله عليه وسلم. واخبر النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه انه جبريل عليه السلام وانه جاء يعلمنا امر دينهم لعلنا نقف عند هذا الحد ونكمل ان شاء الله يوم