من قول ابن عمر رضي الله تعالى عنهما كنا نخير على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فنقول ابو بكر ثم عمر ثم عثمان فالمفاضلة والتخيير بين الصحابة هذه على خلافتهم وولايتهم وعلى ان من طعن في خلافة احد من هؤلاء الائمة فهو اضل من حمار اهله وانه قد ازرى بالمهاجرين والانصار رضي الله عنهم فلا شك في صحتي وثبوتي هل هذه الفضيلة الخاصة تقتضي ان يكون لانه افرض الصحابة اعلمهم بالفرائض والمواريث. انه افضل من ابي بكر وعمر؟ الجواب لا الفضيلة الخاصة الا تقتضي التفضيل نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى في رسالة عقيدة اهل السنة والجماعة ونؤمن بان للنبي صلى الله عليه وسلم خلفاء خلفاء راشدين خلفوه في امته علما ودعوة وولاية وبان افضلهم واحقهم بالخلافة ابو بكر الصديق. ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان. ثم علي بن ابي طالب رضي الله عنهم اجمعين نعم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره. ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فان المؤلف رحمه الله قد ذكر مبحثا تابعا لمبحث الايمان بالرسل عليهم الصلاة والسلام واهل العلم في مصنفات الاعتقاد قد يريدون ما يتعلق بمبحث الصحابة تبعا في مبحث الايمان بالرسل لان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم هم وزراء النبي صلى الله عليه وسلم وهم خاصة وهم الذين نهضوا بنصرته عليه الصلاة والسلام وكان من المناسب ان يعطف هذا المبحث على مبحث الايمان بالرسل عليهم الصلاة والسلام ومن اهل العلم من يبحث هذا المبحث ويريده في مصنفات الاعتقاد في اواخر كتب الاعتقاد يعني عقيب فالانتهاء من بيان اركان الايمان الستة يضيفون بعد ذلك ما يتعلق بمبحث الصحابة وما يتبع ذلك من مباحث الامامة ما الى ذلك وعلى كل حال فالمقام مقام اجتهادي اعتباري يقول المؤلف رحمه الله ونؤمن اي معشر اهل السنة والجماعة لان للنبي صلى الله عليه وسلم خلفاء راشدين خلفوه في امته علما ودعوة وولاية على المؤمنين ولا شك ان من اهم الامور على الامة تنصيب حاكم يحكم فيهم ويتولى شؤونهم ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم بعيد وفاته اجتمع من اجتمع من الصحابة رضي الله عنهم لاجل النظر في الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد نقل الاجماع غير واحد من اهل العلم على وجوب تنصيب الخليفة في هذه الامة ومما نص على هذا الاجماع ابن حزم والنووي والماوردي وغيرهم من اهل العلم واذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد صح عنه كما عند ابي داود وغيره الامر بان ثلاثة اذا خرجوا في سفر امر النبي صلى الله عليه وسلم ان يأمروا عليهم احدهم اذا كان هذا في شأنه ثلاثة في سفر فكيف بشأن امة من المسلمين فلا شك ان تنصيب الحاكم على المسلمين من الامور الواجبة ولا تستقيموا ولا تنتظموا مصالح الناس في امور دينهم او دنياهم الا بوجود حاكم وولي امر يرعشون ذلك لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ولا سراة اذا جهالهم سادوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم تولى شؤون المسلمين خلفاؤه الراشدون المهديون من بعده عليه الصلاة والسلام رضي الله عنهم وهم اربعة ابو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم اجمعين وقد اه حث النبي صلى الله عليه وسلم على لزوم سنتهم والاهتداء بهديهم فقال كما في حديث العرباض ابن سارية فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وآآ هؤلاء الخلفاء الاربعة يطبق ويجمع اهل السنة والجماعة خلافة هؤلاء الخلفاء الراشدين رضي الله تعالى عنهم بالترتيب الذي كان وقدره الله سبحانه وتعالى فابو بكر رضي الله عنه هو خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم يلوه يليه عمر رضي الله عنه وهو امير المؤمنين وهو خليفة ابي بكر ويليه عثمان امير المؤمنين وهو خليفة عمر ويليه علي رضي الله عنه وهو خليفة عثمان وهو امير المؤمنين رضي الله عنهم اجمعين فهؤلاء هم الخلفاء الراشدون واهل السنة والجماعة يثبتون ولايتهم وانهم خلفوا النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الامة في شأن العلم وبثه وفي شأن الدعوة ونشرها وكذلك في شأن الولاية على المؤمنين وتصريف شؤونهم قالوا وبان افضلهم واحقهم بالخلافة ابو بكر الصديق ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان ثم علي بن ابي طالب رضي الله عنهم ولا شك ان اهل السنة يرتبون الخلافة بهذا الترتيب الذي كان وهم يجمعون بين ان هذا الترتيب هو الترتيب في الخلافة وفي احقية الخلافة وفي افضلية الخلفاء فترتيبهم في الخلافة كترتيبهم في الفضل رضي الله تعالى عنهم اجمعين مر بنا ما يتعلق بالمفاضلة بين اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فالصحابة متفاضلون وافضل الصحابة على الاطلاق هؤلاء الاربعة وافضل الاربعة لا شك انهما الشيخان ابو بكر وعمر رضي الله عنهما ومر بنا ان افضل الشيخين ابو بكر رضي الله عنه بلا نزاع فما طلعت الشمس ولا غربت بعد الانبياء افضل من ابي بكر رضي الله عنه ثم يليه في الفضل عمر رضي الله عنه ثم يليه في الفضل عثمان رضي الله عنه ثم علي رضي الله عنه هذا الذي استقر عليه امر اهل السنة والجماعة وكان قد سبقه خلاف قديم في المفاضلة بين عثمان وعلي رضي الله عنه. لكن الذي استقر عليه امر اهل السنة والجماعة هو تفضيل عثمان على علي رضي الله عنهما فهم في الفضيلة ترتيبا كالخلافة ترتيبا. والله عز وجل اعلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وهكذا كانوا في الخلافة قدرا كما كانوا في الفضيلة شرعا. وما كان الله تعالى وله الحكمة البالغة يولي على خير القرون رجلا وفيه من هو خير خير منه اجدر بالخلافة ونؤمن يقول وهكذا كانوا في الخلافة قدرا قدرا كونيا و بمشيئة الله سبحانه وتعالى كان ما كان من تولي الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم بهذا الترتيب فالمؤلف رحمه الله تعالى يقول كانوا في الخلافة قدرا كما كانوا في الفضيلة وعليه فالقاعدة عند اهل السنة والجماعة ان ترتيب الخلفاء الراشدين في الفضيل ترتيبهم في الخلافة كترتيبهم في الفضيلة ترتيب الخلفاء الراشدين في الخلافة كترتيبهم في الفضيلة فان الصحابة رضي الله عنهم كما اسلفت متفاضلون وهؤلاء الخلفاء متفاضلون التفضيل بين الصحابة له اصل في السنة كما لا يخفاكم كما في صحيح البخاري كانت اه او هذا الشيء كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يقره وكان هذا هو عمل الصحابة رضي الله تعالى عنهم المقصود ان الصحابة كانوا يحرصون على تولية افضلهم ما كانوا يعمدون الى المفضول فيولونه كلا انما كانوا يولون الافضل ويشهد لهذا قول ابن مسعود رضي الله عنه لما ذهب الى الكوفة رضي الله عنه بعد تولية عثمان رضي الله تعالى عنه خطب في الناس في الكوفة وقال امرنا خير من بقي ولم نأله امرنا خير من بقي ولم نألوا يعني لم نقصر اجتهدنا فولينا خير من بقي. وهذا اثر صحيح احتج به الامام احمد رحمه الله كما عند الخلال في السنة اخرجه الطبراني في معجمه وابو نعيم في الحلية وغيرهم باسناد صحيح عنه رضي الله عنه فدأب الصحابة تولية الافضل وما كانوا يقدمون المفضول على الفاضل اذا يقول لنا المؤلف رحمه الله وما كان الله تعالى وله الحكمة البالغة ليولي على خير القرون الذين هم الصحابة رجلا وفيهم من هو خير منه واجدر بالخلافة وذلك اذا تأملت يظهر لك من وجهين اولا ان مصلحة الامة هي في تولية الافضل وهذا شيء لا ينازع فيه ولا يعارض هذا مفسدة يعني في عهد الصحابة رضي الله عنهم ما كان هناك تشوف للحكم ولا تطلع للخلافة ولا حرص عليها كما كان الشأن في القرون آآ التي التي تلت اه القرن الاول كان هناك حرص عليها ولذلك قال العلماء بصحة تولية المفضول مع ثبوتي ووجودي الفاضل وذلك لمعارضة ماذا مفسدة وذلك لمعارضة مفسدة فمصلحة المسلمين تقتضي صحة تولية المفضول اذا ولي لكن في عهد الصحابة رضي الله عنهم ما كان هناك مفسدة تعارض تولية الفاضل. اذا مصلحة الامة في تولية ماذا الافضل وما كان الصحابة رضي الله عنهم يختارون لانفسهم ولمصالحهم انما كانوا يختارون لمصلحة الامة اذا الحكمة كانت تقتضي تولية الافضل ووجه اخر وهو وجه لطيف اشار اليه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في المجلد الثامن من منهاج السنة وهو ان الخلافة خلافة نبوة الخلافة ماذا خلافة نبوة واذا كان النبي صلى الله عليه وسلم افضل البشر فاللائق ان يكون خليفته افضل الناس لانه خليفة ماذا خليفة له فاللائق هو ان يكون الخليفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم اشبه الناس به واقربه واقربهم اليه ولا شك ان الاشبه به والاقرب اليه هو افضلهم في ذلك الوقت ولا شك انه لم يكن بين الصحابة رضي الله عنهم في وقت ابي بكر افضل من ابي بكر ولا كان الافضل في وقت عمر افضل من عمر ولا كان الافضل في وقت عثمان افضل من عثمان ولا كان الافضل في وقت علي رضي الله عنه افضل من علي رضي الله تعالى عنه. اذا الامر كما ذكر المؤلف رحمه الله وهو ما وما كان الله تعالى وله الحكمة البالغة ليولي على خير القرون رجلا وفيهم من هو خير منه واجدر بالخلافة والله اعلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ونؤمن بان المفضول ونؤمن بان المفضول من هؤلاء قد يتميز بخصيصة يفوق فيها من هو افضل منك لكنه لا يستحق بها الفضل المطلق على من فضله. لان موجبات الفضل كثيرة متنوعة نعم ينبهنا المؤلف رحمه الله وها هنا الى امرين اولا ان التفاضل ثابت بين الخلفاء الراشدين هذا هو الامر الاول الامر الثاني ان ثبوت فضيلة للمفضول لا تعني تفضيله على من فضله يعني على من هو خير وافضل منه اذا القاعدة في الامر الاول هي الصحابة مشتركون في الفضيلة متفاوتون في التفضيل ما هي القاعدة الصحابة رضي الله عنهم ومنهم الخلفاء الراشدون فهذا الحكم ينسحب على الصحابة كلهم وعلى الخلفاء الراشدين على وجه الخصوص. نقول ان الصحابة رضي الله عنهم او ان الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم مشتركون في الفضيلة ماذا متفاوتون في التفضيل كلهم فاضل وكلهم عدل وكلهم خير وان كان بعضهم افضل من بعض وان كان بعضهم افضل من بعض الامر الثاني ان ثبوت فضيلة خاصة للمفضول لا تعني انه صار افضل بالاطلاق ممن هو افضل منه اذا يضبط لنا هذا المقام قاعدة تقول الفضيلة الخاصة لا تقتضي التفضيل الفضيلة الخاصة لا تقتضي ماذا؟ التفضيل خذ مثلا عمر رضي الله عنه قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم ان الشيطان يفر من عمر هذه فضيلة خاصة بمن بعمر رضي الله عنه ولا نعلم ثبوت نظيرها لابي بكر رضي الله عنه هل هذه الفضيلة تعني ان عمر افضل من ابي بكر اجيبوا يا جماعة لا اذا هذه فضيلة خاصة والفضيلة الخاصة لا تعني التفضيل. التفضيل ينظر اليه بمجموع ما ورد مجموع ما ورد يدل على ان ابا على ان ابا بكر رضي الله عنه ماذا افضل من عمر. اما ثبوت هذه الفظيلة لعمر دون ابي بكر لا تعني ان عمر افضل اذا ثبت مثلا في علي في عثمان رضي الله عنه ان الملائكة تستحي منه. قال صلى الله عليه وسلم الا استحي من رجل تستحي منه الملائكة ولا نعلم هذا الفضل قد ثبت لعمر فهل هذا يعني ان عثمان افضل من عمر؟ الجواب لا الفضيلة الخاصة لا تقتضي التفضيل خذ مثلا ثبت في علي رضي الله عنه قول النبي صلى الله عليه وسلم آآ في حقه اما ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي لا نعلم هذه الفضيلة قد جاءت في عثمان رضي الله عنه فهل هذا يعني ان عليا افضل من عثمان؟ الجواب لا الفضيلة الخاصة لا تقتضي التفضيل بل جاء في غير الصحابة فضيلة في عفوا في غير الخلفاء الراشدين. فضيلة لا نعلمها وردت في الخلفاء الراشدين. يعني اذا قال النبي وصلى الله عليه وسلم افرضكم زيد ونؤمن بان هذه الامة خير الامم واكرمها على الله عز وجل لقوله تعالى كنتم خير امة اخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر انكروا وتؤمنون بالله نعم يؤمن اهل السنة والجماعة ان امة محمد صلى الله عليه وسلم انها خير الامم واكرمها على الله عز وجل وهذا امر لا يرتاب فيه مرتاب فان نبي هذه الامة افضل الانبياء وكتابها افضل الكتب وشريعتها اكمل الشرائع وعقولها اشد العقول واخلاقها واعمالها احسن الاخلاق والاعمال. اذا كيف لا تكون افضل الامم والدليل على هذا قول الله عز وجل كنتم خير امة اخرجت للناس. وكلمة الناس كلمة عامة تشمل جميعا الناس فامة محمد صلى الله عليه وسلم افضل الامم وخير الامم ولا شك ويشهدوا لهذا ايضا قول الله عز وجل ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا والذين اصطفاهم الله عز وجل في هذه الاية هم امة محمد صلى الله عليه وسلم كما قال هذا ابن عباس رضي الله عنهما وغيره من اهل العلم ويدل على هذا ايضا قوله تعالى وكذلك جعلناكم امة وسطه يعني خيارا عدولا ويدل على هذا ايضا ما ثبت عند احمد والترمذي وابن ماجة والنسائي في الكبرى وغيرهم باسناد حسن جيد من حديث بهز ابن حكيم عن ابيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال انتم توفون سبعين امة انتم خيرها واكرمها على الله انتم توفون سبعين امة انتم خيرها واكرمها على الله اذا هذه الامة لا شك افضل الامم في الدنيا وفي الاخرة ايضا في الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم والله اني لارجو ان تكونوا شطر اهل الجنة اللهم لك الحمد ولك الشكر على هذا الفضل العظيم امة محمد صلى الله عليه وسلم في اهل الجنة وسكانها من جميع المؤمنين في جميع الامم هم ماذا رجا النبي صلى الله عليه وسلم ان يكونوا شطرها نصف اهل الجنة من امة محمد صلى الله عليه وسلم هذه امة مرحومة هذه امة متأخرة سابقة ولذلك هذه الامة اول الامم مرورا على الصراط وهذه الامم اول الامم محاسبة وهذه الامم وهذه الامة هي اول الامم دخولا الجنة وصدق صلى الله عليه وسلم نحن الاخرون الاولون يوم القيامة اذا امة محمد صلى الله عليه وسلم اصطفاها الله عز وجل واختارها وفضلها على العالمين قد يقول قائل وهل افضلية هذه الامة حتى على بني اسرائيل الذين قال الله عز وجل في حقهم واني فضلتكم على العالمين؟ الجواب؟ نعم امة محمد صلى الله عليه وسلم خير وافضل من بني اسرائيل واما ما جاء في هذا النص وامثاله فالجواب عنه ان يقال ان بني اسرائيل افضل الامم في وقتهم وما قبل ولا ينسحب هذا على امة النبي صلى الله عليه وسلم في وقتهم كانوا هم الافضل بالنسبة لمن في ذاك الزمان وما قبل. اما بعد ان بعث النبي صلى الله عليه وسلم واستجابت له امة الاجابة فلا شك ان هذه الامة افضل الامم واكرمها على الله بنص الكتاب والسنة والله اعلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ونؤمن بان خير هذه الامة الصحابة هم التابعون ثم تابعوهم. وبانه لا تزال اذا كانت هذه الامة خير الامم وافضلها على الله فينبغي ان يعلم ان افضل هذه الامة هم القرون الثلاثة المفضلة الذين زكاهم النبي صلى الله عليه وسلم ووصفهم بالخيرية حيث قال كما في الصحيحين خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم فدل هذا على ان افضل هذه الامة هم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يليهم في الفضل التابعون ويليهم في الفضل اتباع التابعين وثمة فرق بين تفضيل الصحابة على من بعدهم وبين تفضيل التابعين على اتباع التابعين. انتبه ثمة فرق بين التفضيلين اما تفضيل الصحابة على من بعدهم من التابعين فضلا عن اتباع التابعين فانه تفضيل جملة على جملة وتفضيل كل فرد على كل فرد يعني هو تفضيل في الجملة والتفصيل بمعنى القول الصحيح والذي عليه جمهور اهل العلم ان الصحابة رضي الله عنهم كما انهم في الجملة افضل من جملة التابعين وتابعيهم فضلا عن من بعدهم فان كل فرد فرد من الصحابة افضل من كل فرد فرد جاء بعدهم من التابعين فمن بعدهم ادنى اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منزلة وليس فيهم دنيء. لكن بالنسبة للتفاضل بينهم هو افضل من افضل التابعين فضلا عن من دونه اذا كان اجر الصدقة بالنسبة لصحابي من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اجره عند الله عز وجل اجر هذا العمل مما تتحير فيه الالباب وتقف امامه مندهشة الم يقل النبي صلى الله عليه وسلم كما ثبت في الصحيحين لا تسبوا اصحابي فلو انفق احدكم مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصيبه تعرفون جبل احد يا جماعة تعرفونه تخيل ان جبل احد هذا الجبل الكبير الذي يمتد عدة كيلو مترات انه ينقلب ذهبا وتتصدق به في سبيل الله كم طن ذهب تتوقعون جبل احد لو صار ذهبا بدل الحجارة اصبح ذهبا. كم طن ذهب ها شيء لا يمكن الاحاطة به. ثم تتصدق به يا عبد الله والله عز وجل لا يبخسك اجرك ولا يظلمك مثقال ذرة ولكن لو جاء صحابي فتصدق بمد المدم ما يملؤها هكذا بر او شعير او اي شيء بهذا القدر تمر او غيره تصدق به في سبيل الله لا ليس مدا بل تصدق بنصف مد هكذا اخذ حفنة من طعام وتصدق بها اي الصدقتين اعظم اجرا عند الله النبي صلى الله عليه وسلم يقول لو تصدقت بما يساوي جبل احد ذهبا ما يبلغ نصف مد يتصدق به صحابي ولا نملك الا ان ان نقول ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما. الله لا يظلمك لكنه يضاعف لمن يشاء والله ذو الفضل العظيم اذا كان هذا في اجر الصدقة طيب كيف اجر الصلاة لو قارنت صلاتك بصلاة صحابي فكيف باجر الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والذب عن حبيب الله عز وجل وخليله عليه الصلاة والسلام فكيف ببقية الاعمال اذا هل يمكن ان يظن ان احدا من الامة يفوق في الفضل احدا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ الجواب لا ذلك الفضل من الله وكفى به وكفى بالله عليما. تجاوزوا القنطرة حازوا قصبات العلا رضي الله تعالى عنه وارضاه اما اذا نظرنا الى تفضيل التابعين على اتباع التابعين فهذا تفضيل جملة على جملة. في الجملة القرن الثاني افضل من القرن الثالث وان كان لا يمنع هذا ان يكون الواحد من اتباع التابعي التابعين افضل من الواحد او من بعض التابعين يمكن ان يأتي احد من اتباع التابعين فيفوق في الفضل احدا او جماعة من التابعين رضي الله تعالى عنه وارضاهم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وبانه لا تزال طائفة من هذه الامة على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم او خالفهم حتى يأتي امر الله عز وجل. احسنت ونؤمن معشر اهل السنة والجماعة انه لا تزال طائفة من هذه الامة المحمدية على الحق ظاهرين الحق لا يزال ولن يزال في هذه الامة ولن يطمحل لن يأتي على هذه الامة وقت من الاوقات يضيع فيها الحق هذا لا يمكن ان يكون بل لا يزال طائفة من هذه الامة على الحق ظاهرين كما اخبر بهذا المعنى نبينا صلى الله عليه وسلم والحديث بهذا المعنى ثابت في الصحيحين في بعض الروايات متفق عليه عليها وفي بعضها قد رواها احد الشيخين من رواية جابر ومن رواية المغيرة ومن رواية معاوية ومن رواية آآ ثوبان ومن رواية غيرهم رضي الله تعالى عنهم وارضاهم ومن ذلك رواية ثوبان في صحيح مسلم لا تزال طائفة من امتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي امر الله وهم وكذلك امر الله يعني ما يكون قبيل قيام الساعة من تلك الريح الطيبة التي تقبض ارواح كل من كان يؤمن بالله واليوم الاخر ولا يبقى الا شرار الخلق يتهارشون في هذه الدنيا المقصود ان انه لا تزال طائفة من هذه الامة على الحق وانتبه يا رعاك الله ان في قوله الحق اما ان تكون للاستغراق فالحق المحض الكامل في هذه الطائفة لا يشد شيء من الحق فيكون فيكون عند غيرها او ان تكون الهنا للعهد يعني الحق الذي كان عليه محمد صلى الله عليه وسلم واصحابه وانت اذا نظرت الى هذا وتأملت فيه تبين لك من هي هذه الطائفة الامة قد شاء الله عز وجل وحكمته بالغة سبحانه وتعالى ان يقع ما وقع فيها من اختلاف وتشعبات وتحزبات افترقت الامة الى فرق كثيرة حتى انها غلبت وزادت على اليهود والنصارى اليهود اختلفوا على كم احدى وسبعين والنصارى على كم اثنتين وسبعين هذه الامة افترقت كما قال عليه الصلاة والسلام الى ثلاث وسبعين فرقة فرقة واحدة من هذه الفرق حازت الحق بحذافيره فمن تظنون الا تظنون ان هذه الفرقة هي الفرقة التي ثبتت على الحق المحض والاسلام الصافي عن الشوب اليسوا هم اولى الناس بان يكونوا هذه الطائفة اجيبوا يا جماعة الجواب بالتأكيد بلى اذا هذه الطائفة هم اهل السنة والجماعة الذين هم اهل السنة حقا وهم الجماعة صدقا الذين ثبتوا على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه اذا من اراد ان يكون من هذه الطائفة المنصورة والفرقة الناجية فليلزم وليثبت على ما كان عليه اهل السنة والجماعة اتباع النبي صلى الله عليه وسلم واتباع الصحابة من بعده الذين لا يقدمون قولا على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يقدمون نهجا ولا فهما على فهم اصحابه رضي الله عنهم من بعده. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ونعتقد ان ما جرى بين الصحابة رضي الله عنهم من الفتن فقد صدر عن تأويل اجتهدوا فيه. فمن كان منهم مصيبا كان له اجران. ومن كان منهم مخطئا فله اجر واحد وخطأه مغفور له اشار المؤلف ها هنا الى مسألة مهمة وهي الفتنة التي شاء الله عز وجل وقدر بحكمته البالغة ان تقع بين الصحابة رضي الله عنهم حصل بين الصحابة ما حصل من فتنة وقتال وكان امر الله قدرا مقدورا ما الذي يجب علينا معشر اهل السنة والجماعة الواجب علينا ها هنا امران اطبق على ذكرهما جميع اهل العلم الاول السكوت والكف وعدم الخوض والثاني اعتقاد انهم رضي الله عنهم كانوا مجتهدين وعليه فهم دائرون بين اجر واجرين وما احسن ما قال ابن رسلان رحمه الله تعالى وما جرى بين الصحاب نسكت عنه واجر الاجتهاد نثبت وما جرى بين الصحاب نسكت عنه واجرى الاجتهاد نثبت وكذلك ما قال الحكمي رحمه الله والحق في فتنة بين الصحاب جرت هو السكوت وان الكل مجتهد هو السكوت وان الكل مجتهد الامر الاول ان نسكت ونعرض نتغافل عن الخوض في هذا الموضوع والسؤال لم لماذا ينبغي علينا ان نعرض عن الخوض في هذا الموضوع ولا نلج فيه الجواب ان هذا يرجع الى امور اولا ان هذا امتثال لامر النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال واذا ذكر اصحابي فامسكوا والحديث عند الطبراني وحسنه الحافظ العراقي وغيره الامر الثاني ان انه لا فائدة ترجى من وراء ذلك لا في علم ولا في عمل. بل حاجة بك الى ان تخوض لا فائدة ومن حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه هذه فتنة جرت بين قوم كلهم مرحومون فما لك ولهم هذا شيء لا ناقة لك فيه ولا بعير دع ما جرى بين الصحابة في الوغى بسيوفهم يوم التقى الجمعان. فقتيلهم منهم وقاتلهم لهم. وكلاهما في الحشر مرحومان لما ما ما علاقتك بهذا الامر وما احسن ما قال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله تلك دماء طهر منها الله سيفي فاطهر منها لساني الامر الثالث انه يخشى من الخوض في هذا الموضوع الا يسلم قلب الخائط فتزل قدم بعد ثبوتها ويقع في القلب شيء من البغض على احد من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وتلك ورطة واي ورطة ان السلامة من سلمى وجارتها الا تحل على حال بواديها اهرب وانقى وابتعد عن هذا الخوض الذي قد يوردك الموارد فما اكثر الذين خاضوا في هذا الموضوع وفتقوا فتحوا في زعمهم كتب التاريخ وقالوا دعونا ننظر ما الذي حصل وما الحق مع هذا ولا الحق مع هذا واذا به لا يطوي كتابه الا وقد وقع في قلبه شيء من البغض وصار يشنأ بعض اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم واحذار يا عبد الله واحذر من الخوض الذي قد يزري بفضلهم مما جرى لو تدري فانه عن اجتهاد قد صدر فاسلم اذل الله من لهم هجر الامر الرابع ان هذا الموضوع قد دس فيه اهل الكذب والبدع الشيء الكثير اكثر ما روي في هذا الموضوع يا جماعة غير صحيح الوقوف على حقيقة ما حصل وهذه حال المرويات في هذا الباب شيء بعد هذا متعسر او متعذر على كثير من الناس فالاولى بالانسان ان يعرض وان يكف حتى يسلم له اعتقاده اكثر ما يروى مما يشعر بالقدح في الصحابة رضي الله عنهم فانه ماذا لا يصح وما لا يصح قد كفينا مؤنته واجب اقتراحه الامر الثاني ان يروى شيء يشعر بخلاف المعهود في حق اولئك الاخيار رضي الله تعالى عنهم وارضاهم الامر الخامس ان الوقوف على حقيقة ما حصل اصلا امر من الصعوبة بمكان لان المقام كان مقام فتنة وقتال يعني الذي يقول والله انا اريد ان احقق التاريخ اريد ان ادرس هذا الموضوع واعرف ما الذي جرى من هذا؟ وما الذي جرى من هذا؟ نقول له ماذا تظن اكنت تظن اكنت تظن ان احدا كان يجلس على تلة فيشرف على القتال وبيده ورقة وقلم ويسجل يدون ما الذي حصل هنا؟ وما الذي حصل هنا الذي نقل الينا نتف وكثير منها كما ذكرت لك شيء غير صحيح فالوقوف على حقيقة جميع ما حصل حتى تكون الصورة كما يقولون كاملة في عينيك امر من الصعوبة بمكان الاولى بعد كل هذا ولا شك اذا استحضرت هذه الامور الخمسة الاولى ولا شكوى الاعراض والكف وعدم الخلط الامر الثاني ان نعتقد ان الذي كان انما هو صادر عن ماذا عن اجتهاد ولا يعدم المجتهد منهم الاجر او الاجرين للمصيب اجران وللمخطئين اجر واحد وذلك لان كل طرف من من اطراف الفتنة والقتال الذي حصل كان يعتقد نصرة الحق الذي بان له وظهر له حقيقة ما جرى اقرب مثال لها تأديب القاضي لمن يعتقده مخطئا اقرب مثال وصورة تقرب لنا فهم الموضوع وان المسألة كانت ماذا اجتهادا تأديب القاضي لمن كان ماذا مخطئا قاضي يعتقد ان هذا مخطئ فيعزره باجتهاده هل القاضي يحمل البغض والحقد والعداوة لهذا الانسان او هو ساع في تأديبه وتقويمه واصلاحه هكذا كان الامر في حق اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانت القضية ان كل طرف يعتقد انه ينصر حقا وانه يمنع الاخر مما ليس بحق والمظنون بهم ان كل الامر قد زال وانتهى ولم يعد ثمة حزازات في النفوس بمجرد ماذا انتهائي تلك الفتنة وانقضائها والله عز وجل اعلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ونرى انه يجب الكف عن مساوئهم فلا نذكرهم الا بما يستحقونه من الثناء الجميل. وان نطهر قلوبنا من الغل والحقد وان نطهر قلوبنا من الغل والحقد على احد منهم. لقوله تعالى فيهم لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل اولئك اعظم درجة من الذين انفقوا من بعد وقاتلوا وكنا وعد الله الحسنى. فقول الله تعالى فينا والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم. احسنت يقول المؤلف رحمه الله وهذا اخر ما ذكر في هذا الموضع ونرى انه يجب ان نكف عن مساوئهم فلا نذكرهم الا بما يستحقونه من الثناء الجميل هذا هذا هو شأن اهل السنة والجماعة لا يذكرون اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الا بالذكر الحسن وبالحمد الجميل والثناء العطر وهذا فرع عن عن صادق حبهم لهم في الله عز وجل الامر في ذلك ان الصحابة رضي الله عنهم نحن نعتقد فيهم الفضيلة لا العصمة اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام رضي الله عنهم عندنا معشر اهل السنة والجماعة فاضلون لا مع صمود والقاعدة في هذا المقام هي ان الفضيلة لا تعني العصمة وان العدالة لا تنافي الوقوع في الخطأ من يعيدها ها الفضيلة لا تعني العصمة وان العدالة وان العدالة لا تنافي الوقوع في الخطأ فاصحاب النبي صلى الله عليه وسلم نحن نقول انهم اهل فضل وعدالة ورتبة منيفة لكنهم ليسوا معصومين ليسوا انبياء ولذا يجوز على الواحد منهم ما يجوز على البشر من الخطأ وكل ابن ادم خطاء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا لو وقع احد من الصحابة رضي الله عنهم في خطأ او معصية ما الذي يجب علينا يقول المؤلف رحمه الله ان نغض الطرف ونعرض ونهمل ونتغافل عن هذا الموضوع فضلا عن ان نشيعه ونبثه بين الناس قال ونرى انه يجب ان نكف عن مساوئهم فلا نذكرهم الا بما يستحقونه من الثناء الجميل وقل خير قول في الصحابة كلهم ولا تك طعانا تعيب وتجرح واعلم يا رعاك الله ان ما يروى في كتب التواريخ والادب من شيء يشعر بوقوع احد منهم في زلة او خطأ ان هذا لا يخلو من ثلاثة او لا يخلو من ثلاث احوال اولا ان يكون كذبا واكثر ما ورد في مساوئ الصحابة لا يصح وهذا نص عليه الذهبي رحمه الله في السير عنهم من العدالة والفضل ولكن له محملا حسنا اثر صحيح ويمكن ان نحمله على محمل حسن يحتمل محملا سيئا ويحتمل محملا حسنا ما الذي يتعين علينا ان نحمله على المحمل الحسن. اذا كان هذا مطلوبا منا في حق احاد المسلمين فكيف باولئك الخيار الافاضل رضي الله عنهم حقهم على الأمة يقتضي ان نحمل ذلك ما امكن على احسن المحامل الامر الثالث ان يصح ولا نقف له على محمل حسن ونعتقد ان ذلك كان منهم عن اجتهاد مسوغ لهذا الخطأ الذي كان حصل منهم على سبيل الاجتهاد المسوغ او على سبيل الخطأ والسهو والعلم عند الله عز وجل ومهما يكن من شيء هب انه قد تحقق وقوع ذنب صريح لا اشكال فيه من احدهم فاننا نقول ان هذا الذنب هو الخطأ يكتنفه واحد من خمسة امور او اكثر الاول ان يغفر لهذا الصحابي بسبب توبته الى الله منه والمعهود من حالهم انهم اسرع الناس الى التوبة. والتائب من الذنب كمن لا ذنب له الامر الثاني ان يغفر له ان يغفر له هذا الخطأ بسبب سابقتهن الى الاسلام وقد ثبت في الصحيحين قول النبي صلى الله عليه وسلم وما يدريك الخطاب لعمر رضي الله عنه لعل الله اطلع على اهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم الامر الثالث ان يغفر لاحدهم هذا الذنب بسبب عمل صالح قد قام به ومن المعلوم عندكم قول الله عز وجل ان الحسنات يذهبن السيئات هذا في شأن الحسنات مطلقا فكيف بحسنات ذات وزن وثقل عظيم. كما مر بنا فيه الحديث الماضي لو انفق احدكم مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصيرا. حسناتهم ليست كبقية الحسنات الامر الرابع ان يغفر لهذا المخطئ خطؤه بسبب بلاء قد حصل عليه في هذه الدنيا والقاعدة قد استقرت في الشريعة والادلة عليها متعددة تدل على ان المصائب كفارات لاصحابها الامر الخامس ان يغفر لهذا المخطئ خطؤه بسبب شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم ولا شك انهم اولى الناس بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم. وكيف لا وهم اصحابه وكيف لا وهم اعظم الناس توحيدا وابعدهم عن الشرك ومن حقق هذا الوصف كان اولى الناس بالشفاعة لان النبي صلى الله عليه وسلم قد قال في شأن شفاعته عليه الصلاة والسلام فهي نائلة ان شاء الله من مات من امتي لا يشرك بالله شيئا ابعد الناس عن الشرك هم الصحابة اذا النتيجة اولى الناس بالشفاعة هم هم الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم والمهم يا اخوة ان من المخذولين من يتسلل مما روي فيما فيما يظنون انه مساوئ جرت من احد من الصحابة يتسللون من هذا الى الطعن فيهم رضي الله عنهم بل وصل الحال ببعض المخذولين الى ان يكفرهم جميعا الا نزرا يسيرا بل ربما تقربوا الى الله بالطعن والسب واللعن لهم بل لافاضلهم رضي الله عنهم وارضاهم. وهذا والله هو الخذلان نعوذ بالله من الخذلان واعلم يا رعاك الله ان الطعن في الصحابة طعن يشمل اربعة امور اولا هو طعن فيهم وبالتالي كان طعنا في هذه الامة اذا كان خير الامة مطعونا فيه. فكيف بالامة اليس كذلك؟ هؤلاء هم الصفوة من هذه الامة وهم مطعون فيهم وهم مسلوبون. اذا هذه الامة شطر الامم والامر الثاني ان الطعن فيهم يلزم منه الطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم لان الامر عند الناس جميعا معلوم في احوالهم بل في فطرهم انه يحكم على الانسان بقرينه عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه الناس تحكم على الشخص بحسب ممشاه بحسب من يقارنه فاذا كان هؤلاء مطعونا فيهم وهم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين هم حوله في الحل والحرم في الترحال وفي الحضر اذا سوف يلزم من هذا الطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم وما احسن ما قال الامام ما لك رحمه الله في هذا المقام. اولئك قوم ارادوا الطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم فما استطاعوا فطعنوا في اصحابه حتى يقال رجل سوء ولو كان رجلا صالحا لكان له اصحاب صالحون اذا يلزم من الطعن في الصحابة الطعن في ماذا والطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم. الامر الثالث انه يلزم من الطعن في الصحابة الطعن في الشريعة. من اولها الى اخرها تصبح شريعة مطعونا فيها برمتها لان هذه الشريعة قيامها على القرآن والسنة والقرآن والسنة من الذي نقلهما الينا هل وصل الينا حرف من القرآن من غير طريق الصحابة هل وصل الينا حرف من الحديث من غير طريق الصحابة اذا كيف تكون هذه الشريعة شريعة صحيحة والوسيلة والاسناد والطريق الى وصول هذه الشريعة الى هذه الامة الا ما كان عن طريق مطعون فيهم. اذا هذه الشريعة من اولها الى اخرها سوف تكون شريعة منقوضة مطعونا فيها هؤلاء ارادوا ان يقدحوا في الشريعة فقدحوا في حملتها رضي الله عنهم وارضاهم الامر الرابع انه يلزم من الطعن في الصحابة القدح في حكمة الله عز وجل قال الله العجب هذه الامة التي هي خير الامم يكون صفوتها واولها ومن يوصفون فيها بالخيرية مطعونا فيهم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين هم حوله ومعه ويكتبون وحيه ويدونون وينقلون سنته صلى الله عليه وسلم ويجاهدون معه وهم مطعون فيهم هذا لا يتنافى حكمة الله عز وجل كل الامم تعتقد ان اصحاب رسولها خير الناس هذا الذي تقتضيه حكمة الله عز وجل وهؤلاء المخذولون يجعلونه شر الناس والله المستعان قال رحمه الله بقوله تعالى فيهم لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل اولئك اعظم درجة من الذين انفقوا من بعد وقاتلوا لو وعد الله الحسنى هذا دليل على فضيلتهم. ودليل على التفضيل فيما بينهم بقوله لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل. والفتح ما هو مر بنا في شرح الواسطية جمهور اهل العلم على انه فتح مكة والذي كان في السنة الثامنة والقول الثاني الذي ذهب اليه طائفة من اهل العلم ان الفتحة ها هنا هو صلح الحديبية الذي كان في السنة السادسة وفي صحيح البخاري عن انس رضي الله عنه ما يفيد ان هذا هو الفتح والله تعالى اعلم كذلك قال رحمه الله وقول الله تعالى فينا والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم الحق المتعين على هذه الامة بعد الصحابة ان تلهج السنتهم بالثناء والدعاء فيستغفرون ويترضون عن الصحابة رضي الله عنهم وايضا ان تمتلئ قلوبهم حبا لاصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا. قال صلى الله عليه وسلم اية الايمان حب الانصار واية النفاق بغض الانصار واذا ثبت هذا في حق الانصار فلا ان يثبت في حق المهاجرين من باب اولى لانهم جمعوا بين الهجرة والنصرة فمن اعظم ما يتقرب به الانسان الى الله عز وجل حب اصحابي رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله تعالى عنهم. والله تعالى اعلم. وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين