بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم لشيخنا انفع وانفع به يا رب العالمين. قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى في رسالة عقيدة اهل السنة والجماعة. ونؤمن بالشفاعة عظمى لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة يشفع عند الله تعالى باذنه ليقضي بين عباده حين يصيبهم من الهم والكرب ما لا يطيقون فيذهبون الى ادم ثم نوح ثم ابراهيم ثم موسى ثم عيسى حتى تنتهي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ونؤمن وبالشفاعة فيمن دخل النار الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد فيذكر المؤلف رحمه الله ضمن مواقف القيامة موقف الشفاعة العظمى التي تكون لرسول الله صلى الله عليه وسلم وموضوع الشفاعة من الموضوعات الجليلة العظيمة التي يبحثها علماء الاعتقاد ضمن مباحث اليوم الاخر. كما انهم يبحثونها ضمن مباحث الالوهية. كما انهم يبحثونها ضمن مباحث النبوة وذلك في ما يبحث في خصائص النبي صلى الله عليه وسلم الشفاعة معروفة من جهة اللغة وهي التوسط للغير في جلب خير او دفع درج والبحث ها هنا انما هو في الشفاعة الاخروية التي تكون يوم القيامة والناظر في كتاب الله عز وجل يجد ان الشفاعة فيه جاءت منفية وجاءت مثبتة فتارة نجد ادلة تدل على ثبوت الشفاعة وتارة نجد ما يدل على انه لا توجد شفاعة في ذلك اليوم العظيم لبيع فيه ولا خلة ولا شفاعة ومورد الاثبات غير مورد النفي فهذا له موضع وهذا له موضع اما الشفاعة المنفية فانما يراد بها عدة امور اولا الشفاعة التي تكون بدون اذن الله عز وجل فما يظن من حصول شفاعة بلا اذن من الله تبارك وتعالى في ذلك اليوم فهذا شيء ممتنع غاية الامتناع. قال سبحانه من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه لاحظ كيف كان هذا النفي على صيغة الاستفهام للانكار لانه مشوب بالتحدي. من ذا الذي يجرؤ على ان يشفع عند الله عز وجل؟ الا اذا اذن الله قاله وتعالى من ذا الذي يجرؤ على ان يشفع على ان يشفع عنده بدون اذنه. ثانيا الشفاعة التي تكون للكفار فالكفار ليس لهم حظ في الشفاعة ليس لهم شفيع عند الله سبحانه وتعالى وهذا كما بين الله سبحانه وتعالى من شأنهم انهم يقولون يوم القيامة فما لنا من شافعين ولا صديق حميم الامر الثالث الشفاعة التي تطلب من غير الله وترجى من غيره سبحانه وتعالى. وهذا ايضا لا شك انه شيء باطل الشفاعة كلها لله عز وجل فهي ملك له سبحانه وتعالى لا يشركه فيها غيره قال سبحانه قل لله الشفاعة جميعا بناء على هذا يتبين لنا القسم الاخر وهو الشفاعة الثابتة التي ستكون يوم القيامة وهذه هي التي اجتمع فيها شرطان الاول ابن الله عز وجل للشافعي ان يشفع و الشرط الثاني رضا الله عز وجل عن المشفوع له وقد جمعهما قول الله سبحانه وتعالى وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى وتنبه يا رعاك الله الى نكتة لطيفة في موضوع الشفاعة وهي انك لو تأملت في النصوص لوجدت ان الغالب ان تكون هذه الشفاعة الاخروية في النصوص منفية الغالب ان تكون الشفاعة الاخروية في النصوص منفية والاثبات في الغالب استثناء الاثبات لها استثناء من هذا النفي فما سر ذلك الجواب ان الله سبحانه وتعالى يبين لعباده ان الشفاعة التي تكون عنده يوم القيامة شيء اخر بخلافة بخلاف الشفاعة التي يعهدها الناس في هذه الدنيا الشفاعة عند الله شيء اخر ولا يليق ان تكون من جنس ما يعهده الناس بينهم في هذه الدنيا هذا يتنافى وعظمة الربوبية وحق الالوهية لا يمكن ان تكون الشفاعة عند الله عز وجل بهذه المثابة. ما الشفاعة في الدنيا الشفاعة في الدنيا اما ان تكون شفاعة محبة او ان تكون شفاعة وجاهة يشفع الحبيب عند محبه في شأن من الامور يشفع الابن عند ابيه تشفع المرأة عند زوجها يشفع الصديق عند صديقه في امر من الامور فيتقدم بين يديه بالشفاعة بدون استئذان شاء هذا المشفوع عنده ام ابى يتقدم بين يديه فيتكلم ويشفع حتى ولو كان المشفوع عنده لا يريد ان يشفع عنده في هذا الامر ومع ذلك يتقدم بين يديه وربما يقبل المشفوع عنده هذه الشفاعة رغما عنه ربما يكون لا يريد يشفع ابن السلطان عند السلطات في شأن شخص اجترح خطأ او جريمة ولا يريد ان يكلمه احد في شأنه ومع ذلك يأتي هذا المحبوب فيشفع عنده وتجد ان هذا الذي شفى عنده وهو السلطان يقبل ولو كان كارها لانه لا يصبر على جفوة حبيبه كذلك الامر في شفاعة الوجاهة يشفع عند ذي السلطان شخص وجيه له مكانة وقدر يتقدم بين يديه في هذه الشفاعة دون استئذان ولو كانت الشفاعة في شخص يكرهه ولا يريد ان يعفو عنه وربما يقبل هذه الشفاعة رغما عنه لانه يحتاج الى هذا الوجيه كأن يكون جنديا كبيرا او وزيرا عنده او تاجرا يحتاجه ولكن تتم له حاجاته ولا امر سلطنته الا بان يرضي هؤلاء عنه فلاجل هذا يقبل شفاعته ولربما ابانوا له عن شيء كان يجهله وربما اثروا في رأيه فاقنعوه بان المصلحة خلاف رأيه فيقتنع برأيهم اسألكم هل يظن هل يظن ان الشفاعة التي تكون عند الله عز وجل؟ من هذا الجنس والله ما قدر الله حق قدره من ظن ان الله عز وجل يشفع عنده شفاعة هذا شأنها والله ما كان ولا يكون ويتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا هل الشافع يعلم الله عز وجل في شيء يجهله وهو العليم بكل شيء هل الشافع المخلوق يؤثر في مشيئة الله عز وجل فيجعل الله مشيئا يجعل الله عز وجل مريدا لشيء لم يكن مريدا له تبينت له مصلحة كان يجهلها تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا هل الله عز وجل يقبل شفاعة هذا الشافع لانه لا يصبر على جفوته لانه لا يقدر على ان يرده وهو الغني العظيم سبحانه وتعالى من ظن هذا فما قدر الله حق قدره اعلم يا رعاك الله ان الشفاعة عند الله انما هي شفاعة عبد لا شفاعة شريك الشفاعة عند الله شفاعة عبد لا شفاعة شريك في الدنيا الشفاعة شفاعة ماذا شريك لانه اثر في حصول المطلوب او دفع المرهوب صح ولا لا الشافعي هنا له اثر في تحصيل المطلوب حينما يذهب معك صديق للمدير مدير لادارة لك فيها حاجة تأخذ صديقه معك فتدخلان عليه في مكتبه فيتكلم الشافع فيقنع المدير بحاجتك. السؤال هل حصول هذه الحاجة وتحقيقها كان باجتماع اثنين المدير والشافع ولا لا اذا هو شريك اوليس بشريك وهل الله عز وجل يكون معه شريك ام الله هو الواحد الاحد الذي لا شريك له في شيء من الشؤون البتة اذا ينبغي علينا ان نفهم هذه القاعدة فهما جيدا وان نستيقظها استيقانا تاما الشفاعة في الاخرة انما هي شفاعة ها عبد لا شفاعة شريك الله لا شريك له حقيقة الامر في الشفاعة يا رعاك الله هي انها من الله عز وجل واليه منه ابتداء واليه انتهاء وصدق الله قل لله الشفاعة جميعه ولذا من الذي حرك قلب الشافعي لكي يشفع الله ومن الذي اذن للشافعي ان يشفع؟ الله ومن الذي امر الشافع ان يشفع؟ سبحان الله! الشفاعة يوم القيامة تكون بامر من الله والشافع لا يملك الا ان يستجيب اليس سيد الشفعاء واعظمهم حظا في الشفاعة وهو نبينا صلى الله عليه وسلم اذا سجد عند الله عز عز وجل يقول الله سبحانه وتعالى بعد ان يحمده محامد يفتحه يفتحها عليه في ذلك المقام. يقول الله عز وجل يا محمد ارفع رأسك وقل وقل يسمع واشفع ليش تشفع اشفع فعل ايش امر اذا حقيقة الامر ان الله امر للشافع ان يشفع والشافعي يطيع الله عز وجل ويستجيب فيشفع. اذا الله هو الذي يأمره ان يشفع فيشفع ثم الله عز وجل هو الذي وفق المشفوع فيه للسبب الذي حلت الشفاعة بسببه وهو كونه يوحد الله عز وجل وهذا من الله سبحانه وتعالى فضل محد والله عز وجل هو الذي يتفضل بقبول الشفاعة بعد ذلك اذا عرفت هذا عرفت ان المسألة كلها ماذا ترجع الى الله تحققت ها هنا بقول الله عز وجل الشفاعة جميعا اذا هذا الذي يظن من احوال الناس في الشفاعة في الدنيا يجب ان يخرج من القلوب يجب ان يعلم ان هذا لا يظن البتة ولا يليق بالله عز وجل ان تكون الشفاعة عنده من جنس الشفاعة التي تكون بين الناس في الدنيا؟ لا والله انما هي شفاعة من الله واليه. حقيقة الامر ان الله شفع من نفسه الى نفسه هذه كلمة حسنة قالها ابن القيم رحمه الله حقيقة الحال في الشفاعة ان الله شفع من نفسه الى نفسه سبحانه وتعالى بعض الناس يقول انا اسأل النبي او الولية عند قبره او بعيدا عنه ان يشفع لي عند الله يسأل نبيا او وليا عند قبره او بعيدا عنه الشفاعة عند الله فيأتي الى قبره او يناديه عن بعد ويقول يا سيدي فلان اسألك الشفاعة واذا قلت له لماذا تسأله وتدعوه بهذا يقول لانه يملك الشفاعة. فانا اسأله اياها ما رأيكم يا جماعة هل هذا الكلام صحيح هل هذا النبي او الولي يملك الشفاعة عند الله لا والله كيف يكون ذلك؟ والله عز وجل يقول قل لله الشفاعة ليش جميعا من اولها الى اخرها اذا هذا الذي يشفع لا يملك الشفاعة ولذا تأمل معي فيما ثبت في الصحيحين من حديث انس رضي الله عنه لما ذكر حديث الشفاعة الطويل الذي يرويه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم يستأذن على ربه فيؤذن له ثم انه يحمده بمحامد عظيمة لم يكن يحسنها في الدنيا ثم يخر لله عز وجل ساجدا فيحمده في سجوده ويثني عليه ثم يرفع رأسه فيحمد الله عز وجل ويثني عليه. ولا يتكلم بالشفاعة حتى يقال له ايش اشفع تشفع فيشفع النبي صلى الله عليه وسلم. هذا يكون في المرة الاولى يحد الله له حدا من اهل النار فيخرجهم منها باذن الله ثم اذا اراد ان يشفع المرة الثانية ماذا يصنع هل يرجع فيشفع عند الله مباشرة او يقدم بين ذلك بين يدي ذلك تلك المقدمات السابقة يحمد الله ويسجد له ولا يتكلم حتى يؤذن له بل حتى يؤمر بالشفاعة يتكرر منه صلى الله عليه وسلم اربع مرات اذا هل هو مالك للشفاعة صلى الله عليه وسلم؟ او انه يؤذن له في ذلك الوقت ليس في الدنيا يؤذن له في ذلك المقام ان يشفع عند الله عز وجل. الله عز وجل يكرمه بالشفاعة فيأذن له فيها لا انه مالك فيها لا انه مالك لها يتصرف فيها بما يشاء صلى الله عليه وسلم الامر ليس كذلك لله حق لا يكون لغيره ولعبده حق هما حقان لا تجعلوا الحقين حقا واحدا من غير تمييز ولا برهان الله عز وجل له حق لا يشركه فيها احد ولنبيه محمد صلى الله عليه وسلم حق واكثر الخطأ ان يخلط بين الحقين فيجعل ما لله عز وجل لغيره اذا هذا من الامور العظيمة فان مسألة الشفاعة من اعظم الاسباب التي ادت الى وقوع الشرك من جهة عدم فهمها الفهم الصحيح في القديم والحديث كثير من الناس تعلقت قلوبهم بغير الله في حصول الشفاعة فاشركوا مع الله المشركون الاولون ما سبب شركهم بين الله عز وجل ذلك في قوله سبحانه وتعالى ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله ولاجل ذلك تعلقت قلوبهم بهم ظنوا ان الامر منهم واليهم وان لهم دالة على الله وادلالا على الله وحقا على الله بحيث انه لا يرد لهم شفاعة بل لا يقدر تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا الامر والله ليس كذلك هذه هي شفاعة الشريك التي نفاها الله عز وجل اما الشفاعة التي تكون فذلك لون اخر وجنس اخر تلك شفاعة عبد عند ربه وسيده سبحانه وتعالى. ولذلك لا يتكلم احد بين يدي الله عز وجل بل لا يتكلم احد في ذلك اليوم العظيم الا باذن الله عز وجل يوم يأتي لا تكلم نفس الا باذنه هذا من عظمة الله العظيم سبحانه وتعالى. ومن خوف القلوب منه تبارك وتعالى اذا حذاري يا اخوتاه من التلبيس الذي يكون في هذا الموضوع الشفاعة لله والامر فيها الى الله والواجب ان تتعلق القلوب بالله لا ان تتعلق القلوب بغيره اذا كنت ترجو الشفاعة فسلها ممن يملكها وهو الله اذا كنت ترجو شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم فقل يا الله شفع في نبيك صلى الله عليه وسلم هذا هو الصراط المستقيم هذا هو الحق المبين هذا هو لب التوحيد وخالص التفريط وما عدا ذلك فانه سنن المشركين الذين قلوبهم تعلقت بغير الله عز وجل موضوع الشفاعة ما فهموه على وجهه فتعلقت القلوب بغير الله عز وجل حتى انك تجد احدهم يصدح في ابيات يقولها تتعلق بالنبي صلى الله عليه وسلم فيقول ان لم تكن في معادي اخذا بيدي فضلا والا فقل يا زلة القدم لا اله الا الله. انظر كيف ان القلب تعلق بغير الله؟ اما اهل الايمان فقولهم قول اخر لان لم يرحمنا ربنا لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين قلوب اهل اهل الايمان تعلقت بالله بالله ما لك يوم الدين ملك يوم الدين فلا يرجون سواه ولا تتعلق قلوبهم بغيره سبحانه وتعالى وهذا الذي جاء النبي صلى الله عليه وسلم الى الناس لاجل ان يحققوه ولاجل ان يتبصروا به اذا يا اخوة موضوع الشفاعة من الموضوعات الدقيقة والحساسة والمهمة التي ينبغي ان تفهم على وجهها واوصيك اذا تلوت كتاب الله عز وجل قف عند ايات الشفاعة وتأمل كيف ان سياقها وسباقها يجر القلوب ويحثها على ان تتعلق بالله سبحانه وتعالى لا بغيره. تأمل في احاديث الشفاعة في الصحيحين وغيرهما تجد صدق ما اقول والله المستعان. قال المؤلف رحمه الله ونؤمن بالشفاعة العظمى لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة هذه الشفاعة العظمى هي الشفاعة في اراحة الناس من كرب الموقف فانهم يصيبهم من الهم والغم ما لا يطيقون ولا يحتملون تغرب الشمس ويشتد الحر ويزيد العرق حتى يبلغ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم نصف الاذان يبلغ العرق نصف الاذان الى هنا عند ذلك يتنادى الناس ان يبحثوا عن عن شخص يشفع لهم عند الله عز وجل في اراحتهم من هذا الموقف حتى يبدأ فصل القضاء فيلهم الناس ان يذهبوا الى ادم عليه الصلاة والسلام ثم يذهبون الى نوح عليه الصلاة والسلام ثم يذهبون الى ابراهيم عليه الصلاة والسلام ثم يذهبون الى موسى عليه الصلاة والسلام ثم يذهبون الى عيسى عليه الصلاة والسلام. وكل واحد منهم يعتذر وكل واحد منهم يقول نفسي نفسي وكل واحد منهم يقول ان الله قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله حتى تنتهي النوبة بعد عيسى عليه الصلاة والسلام الى النبي محمد عليه الصلاة والسلام الذي هو سيد ولد ادم عليه الصلاة والسلام فاذا جاؤوه قال انا لها مقام عظيم يتأخر عنه جميع البشر بل الانبياء والملائكة ولا يتقدم له الا سيد ولد ادم محمد صلى الله عليه وسلم فيقول انا لها فيشفع عند الله تبارك وتعالى هذه هي الشفاعة العظمى الخاصة بالنبي عليه الصلاة والسلام. ولذا في الصحيحين لما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بقوله اعطيت خمسا لم يعطهن احد من الانبياء قبلي؟ قال واعطيت الشفاعة ماذا قال واعطيت الشفاعة واكثر العلماء على ان ها هنا للعهد يعني الشفاعة العظمى وهي الشفاعة في اراحة الناس من كرب المقام في ذلك اليوم المشهود حتى يفصل بين العباد وهذه الشفاعة هي المقام المحمود الذي جاء في قول الله عز وجل عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا كما فسر هذا ابن عمر رضي الله عنهما كما في صحيح البخاري وكذلك انس رضي الله عنه ايضا في صحيح البخاري وغيرهم من اهل العلم فهذا هو المقام المحمود الذي يحمده عليه جميع الخلائق صلى الله عليه وسلم وفيه بيان المنزلة العظيمة لهذا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام منزلة لا يشاركه فيها احد ولا يجرؤ عليها احد اصطفى الله سبحانه وتعالى لها سيد ولد ادم صلى الله عليه وسلم قال رحمه الله ونؤمن بالشفاعة العظمى لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة يشفع عند الله تعالى باذنه ليقضي بين عباده حين يصيبهم من الهم والكرب ما لا يطيقون. فيذهبون الى ادم ثم نوح ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى حتى تنتهي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيشفع عند الله واسعد الناس بهذه الشفاعة من؟ ها؟ لا. هذه شفاعة اخرى شفاعة تتعلق بالخروج من النار او عدم دخولها او دخول الجنة. انما اشفع اسعد الناس بهذه الشفاعة. كما بين الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح هم الذين يدخلون الجنة بغير حساب لانهم سوف يكونون مباشرة الى الجنة اذا انتهى ذلك الموقف وبدأ فصل القضاء فان الله سبحانه وتعالى يأذن بعد شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم بدخولهم الجنة حيث يقول الله عز وجل لنبيه عليه الصلاة والسلام يا محمد ادخل من امتك من لا حساب عليه من الباب الايمن من ابواب الجنة وهم شركاء الناس في سائر الابواب نسأل الله من فضله والمؤلف رحمه الله ذكر في موضوع الشفاعة ثلاثة انواع قال ونؤمن بالشفاعة العظمى وهي التي تكلمنا عنها ثم قال ونؤمن بالشفاعة فيمن دخل النار من المؤمنين ان يخرجوا منها وبعد هذا اه عدة اسطر. قال ونؤمن بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لاهل الجنة ان قولوها اذا نفهم من هذا ان الشفاعة يوم القيامة انواع وانها تتعدد وان منها ما هو خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم ومنها ما يكون له وايضا لغيره من الشفعاء اما ما يختص به النبي صلى الله عليه وسلم فالعلماء مجمعون على ان النبي صلى الله عليه وسلم يختص بثلاث شفاعات ثمة شفاعات سيأتي الحديث عنها حصل فيها خلاف هل هي خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم؟ او له ولغيره من الشفعاء؟ اما هذه الثلاثة بالاجماع لا يشارك النبي صلى الله عليه وسلم فيها احد. اول ذلك شفاعة العظمى لا احد يقف هذا الموقف او يشفع هذه الشفاعة الا النبي صلى الله عليه وسلم ثانيا شفاعته صلى الله عليه وسلم في دخول اهل الجنة الجنة اذا خلص المؤمنون من النار بمعنى انهم عبروا الصراط نجى الذين شاء الله عز وجل نجاتهم فانهم يجدون ابواب الجنة مغلقة فلا تفتح حتى يشفع النبي صلى الله عليه وسلم عند ربه فيأذن الله عز وجل بفتح ابوابها ودخول اهلها اليها ثالثا شفاعته صلى الله عليه وسلم في عمه ابي طالب ان يخفف عنه العذاب في الصحيحين ان العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم سأله قال يا رسول الله هل نفعت ابا طالب بشيء فانه كان يحوطك ويغضب لك لا شك ان ابا طالب كان اثره في ابتداء الدعوة اثرا عظيما كان من اعظم الناس مناصرة ودفعا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا شك فالعباس يقول هل نفعته بشيء فقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم هو في ضحضاح من النار بحبح في اللغة هو الماء القليل الذي يكون على وجه الارض لا يكاد يبلغ الكعبين. كناية عن انه في اخف من النار بالنسبة لغيره نعوذ بالله من النار قال هو في ضحضاح من النار ولولا انا لكان في الدرك الاسفل من النار قوله ولولا انا يعني لولا الشفاعة التي يعطيه الله عز وجل يوم القيامة ولذلك هو اهون المشركين عذابا في النار قال صلى الله عليه وسلم اهون اهل النار عذابا ابو طالب ينتعل نعلين من نار يغلي منهما دماغه نسأل الله السلامة والعافية هذا اخفهم عذابا وانه ليظن انه اشدهم عذابا الله المستعان نعوذ بالله من النار نعوذ بالله من النار نعوذ بالله من النار المقصود ان هذه شفاعات ثلاث اختص بها النبي صلى الله عليه وسلم لا يشركه فيها احد قد يقول قائل السنا قد علمنا ان من شروط الشفاعة رضا الله عز وجل عن المشفوع فيه والله لا يرضى عن الكافرين اليس كذلك فكيف تكون الشفاعة في ابي طالب ما الجواب طيب اذا احسنت نقول بارك الله فيكم هذه الشفاعة مستثناة هذا اعدل الاجوبة في هذه المسألة نقول هذه ايش مستثناة وربك يخلق ما يشاء ويختار الله عز وجل يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد ولا معقبة لحكمه سبحانه وتعالى اما من عدا ابي طالب فانه لا يشفع فيه لا في تخفيف ولا في اخراج قال تعالى عنهم انهم يقولون فما لنا من شافعيه وايضا ليس هناك تخفيف اصلا بل ما ثم الا زيادة في العذاب فذوقوا فلن نزيدكم الا عذابا فلا يخفف عنهم العذاب لا تخفيف وانما زيادة وابو طالب وابو طالب ماذا شيء استثنائي مستثنى شفع فيه من قبل النبي صلى الله عليه وسلم فخفف الله عز وجل عنه العذاب ثمة شفاعات ثابتة اخرى من ذلك ما قال المؤلف رحمه الله ونؤمن بالشفاعة في من دخل النار من المؤمنين ان يخرجوا منها وهي للنبي صلى الله عليه وسلم وغيره من النبيين والمؤمنين والملائكة هذا من الشفاعات العامة التي تكون للنبي صلى الله عليه وسلم ولغيره وان كان حظ النبي صلى الله عليه وسلم فيها اعظم من غيره ولذلك تتبع احاديث الشفاعة تجد او تجد صدق ما اقول. حظ النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الشفاعة لا شك انه اعظم من غيره والشفعاء ثلاثة اصناف الانبياء والملائكة والمؤمنون فكلهم يشفع عند الله سبحانه وتعالى ولذلك يقول الله عز وجل في الحديث القدسي كما في الصحيحين شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون ولم يبق الا ارحم الراحمين فيخرج قوما من النار بدون شفاعة انما بمحض رحمته سبحانه وتعالى اذا هذه شفاعة في من دخل النار من عصاة الموحدين ان يخرجوا منها يمكثون فيها مدة يشاءها الله سبحانه وتعالى الله اعلم كم تكون ثم يخرجون منها بسبب شفاعة الشفعاء المؤمنون كما هو الحال في الملائكة وفي حق الانبياء ورأسهم نبينا صلى الله عليه وسلم يشفعون عند الله عز وجل. ولذلك ثبت في الصحيحين انهم يناشدون الله عز جل اعظم ما تكون المناشدة يقولون يا ربنا اخواننا كانوا يصلون معنا ويصومون ويحجون سبحان الله مسلمون موحدون يصلون ويصومون ويحجون ومع ذلك ايش يدخلون النار بسبب ذنوب واعمال نهى الله سبحانه وتعالى عنها اذا المقام يا اخوتاه جد والله المقام جد وجد مخيف حتى من اهل الصلاة والصيام والحج يدخلون النار بسبب معاصيهم وتقصيرهم في فعل ما اوجب الله عز وجل فكيف حال الذي هو مقصر في هذه اصلا الله المستعان اذا المقام حري ان يخاف المقصود ان هذه شفاعة من الشفاعات ايضا من الشفاعات وهذا لم يذكره المؤلف رحمه الله الشفاعة فيمن استحق النار الا يدخلها الشفاعة التي معنا الان هي في قوم ماذا ايش دخلوا النار ماذا ان يخرجوا. الان هناك شفاعة في قوم استحقوا النار وكيف استحق هؤلاء النار ها كيف يعني ايوه اولئك الذين رجحت سيئاتهم على حسناتهم في موقف الوزن كما اخذنا هذا في درس ماض الذي رجحت سيئاته على حسناته هو الذي ماذا يستحق النار واما من خفت موازينه ايش فامه هاوية نعوذ بالله منها اذا هؤلاء قوم استحقوا النار فيشفع الشفعاء في الا يدخلوها ويدل على هذه الشفاعة عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم شفاعتي لاهل الكبائر من امتي قال العلماء اذا كانت الشفاعة فيها اكرام للشافع واظهار لشرفه فلا ان تكون الشفاعة في هؤلاء قبل دخول النار اظهر لي شرف النبي صلى الله عليه وسلم وللشفعاء منها ايش بعد دخول النار كما استدل لها الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح برواية عند مسلم وفيها انه لما يضرب الصراط على متن جهنم قال صلى الله عليه وسلم فتحل الشفاعة وتقول الانبياء اللهم سلم سلم ايش قال هنا تحل الشفاعة لاحظ معي ان موقف المرور على الصراط بعد موقف الوزن صح ولا لا بعد الوزن يكون ماذا المرور على الصراط في ذلك المقام قال النبي صلى الله عليه وسلم فتحل الشفاعة قول الانبياء عليهم الصلاة والسلام اللهم سلم نسلم نوع من الشفاعة اليس كذلك فبالتالي هذا احد الادلة التي تدل على هذا النوع وعلى كل حال نقل آآ شيخ الاسلام رحمه الله ان هذا النوع من الشفاعة لم يخالف فيه الا الوعيدية. من الخوارج والمعتزلة فالذي يظهر والله اعلم ان اه مفهوم هذا ان هذه محل اتفاق بين اهل السنة والجماعة وبعض اهل العلم كان له توقف فيها لكن الصواب ان هذه الشفاعة ثابتة ولا شك وبقي عندنا نوع من انواع الشفاعة وهو الشفاعة في دخول من لا حساب عليه الى الجنة وهذه التي يشفعها النبي صلى الله عليه وسلم والظاهر والله اعلم ان اه انها شيء مختص بالنبي صلى الله عليه وسلم والمسألة على كل حال محل خلاف فيشفع النبي صلى الله عليه وسلم عند ربه ويقول امتي يا رب امتي يا رب فيقول الله عز وجل يا محمد ادخل من امتك من لا حساب عليه من الباب الايمن من ابواب الجنة ومن شركاء الناس في سائر الابواب اذا كم نوع من الشفاعة تحصل لنا ها اين الحاسبون خمسة او ستة طيب دعونا نعدها اولا الشفاعة العظمى لان نأتي بالتي اختص بها النبي صلى الله عليه وسلم اجماعا الشفاعة العظمى. اثنين الشفاعة في عمه ابي طالب. الثلاثة الشفاعة في دخول اهل الجنة الجنة. طيب عندنا ثلاثة في المقابل الشفاعة فيمن دخل النار ان يخرج منها اثنين الشفيعة في الشفاعة في من استحق النار الا يدخلها اصلا وثلاثة الشفاعة في دخوله ها من لا حساب عليه الجنة. اذا يتحصل لنا كم ست انواع من الشفاعات ستة انواع من الشفاعات والعلم عند الله عز وجل. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ونؤمن بالشفاعة فيمن دخل النار من المؤمنين ان يخرجوا منها وهي للنبي صلى الله عليه وسلم وغيره من النبيين والمؤمنين والملائكة وبان الله تعالى يخرج من النار اقواما من المؤمنين بغير شفاعة بل بفضله ورحمته. نعم الشفاعة في من دخل النار هذه يعني كما سمعت واخرج البخاري رحمه الله في صحيحه من حديث عمران ابن حصين رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يخرج قوم من النار بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم فيدخلون الجنة يقال لهم الجهنميين ماذا يقال له اهل الجنة ينادونهم بهذا اللقب يقولون لهم ايش الجهنميين نسبة الى الدار التي كانوا فيها وان كانت قد صحت الاحاديث انهم يسألون الله عز وجل ان يذهب عنهم هذا اللقب فيسميهم الله عز وجل عتقاء الجبار وفي رواية عتقاء الرحمن قال رحمه الله وبان الله تعالى يخرج من النار اقواما من المؤمنين بغير شفاعة بل بفضله ورحمته. كما جاء في حديث ابي سعيد الخدري الطويل في ذكر الشفاعة وهو مخرج في الصحيحين في احدى الروايات ان الله سبحانه وتعالى يقول شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون وبقيت شفاعتي هذه الرواية في البخاري بقيت ايش شفاعتي وفي الرواية الاخرى يقول ولم يبق الا ارحم الراحمين فيقبض قبضة من اهل النار قد امتحشوا فيدخلون الى الجنة ويفيض عليهم اهل الجنة من نهر بابواب الجنة يقال له نهر او ماء الحياة. يقال له نهر او ماء الحياة فينبتون. ينبتون يعني يتخلقون خلقة خلقة جديدة بعد التي يعني كانوا عليها وقد تفحموا. كما اخبر بهذا النبي صلى الله عليه وسلم ونعوذ بالله من هذه الحال ولعلنا نقف عند هذا الحد ونكمل ان شاء الله تعالى في درس قادم والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين