ما رأيكم لو قيل لرجل قبل مئتي سنة او نحو ذلك انه قد وجد شيء اشبه بالغرفة وان شئت فسميها الخيمة من المعدن يمكن ان تسير بك سيرا سريعا جدا هذه هي فتنة القبر وهي فتنة عظيمة وابتلاء كبير والامر فيها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم كما ثبت عنه في الصحيحين انه قد اوحي الي انكم تفتنون في قبوركم او الاولياء الموتى فانه ما دعى ميتا انما هو يدعو ماذا حيا لان الانبياء احياء في قبورهم ولان النبي صلى الله عليه وسلم اذا سلم المسلم عليه فان الله عز وجل ماذا كل العباد ليس علمهم جميعا في علم الله عز وجل شيئا فكيف يتحكم الانسان في قدرة الله عز وجل او فيما اخبر الله عز وجل انه واقع يقول والله هذا مقبول وهذا غير مقبول بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا والحاضرين وجميع المسلمين قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى في رسالة عقيدة اهل السنة والجماعة ونؤمن بفتنة القبر وهي سؤال الميت في قبره عن ربه ودينه ونبيه فيثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة فيقول المؤمن ربي الله وديني الاسلام ونبيي محمد. واما الكافر والمنافق فيقول لا ادري سمعت الناس يقولون فشيئا فقلته ونؤمن بنعيم القبر للمؤمنين. قال تعالى الذين تتوفاهم الملائكة الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان. اما بعد فان الف رحمه الله ختم كلامه عن الركن الخامس من اركان الايمان وهو الايمان باليوم الاخر ختمه بالكلام عن مسألتي فتنة القبر وعذاب القبر ونعيمه اتان المسألتان متأخرتان في كتاب المؤلف رحمه الله وان كانتا زمنا متقدمتان عما اورد المؤلف رحمه الله وقد قلنا ان كنتم تذكرون ان مباحث اليوم الاخر ترجع الى موضوعات ثلاثة رئيسة وهي ما يرجع الى مبحث البرزخ و مبحث يوم القيامة وما فيه من مواقف واهوال والمبحث الثالث تتعلق بالجنة والنار وما فيهما والمؤلف رحمه الله جعل موضوع ما يكون في البرزخ هو المتأخر في الذكر والمباحث المتعلقة بالبرزخ ترجع الى اولا مسألة الاحتضار وثانيا مسألة ضغطة او ضمة القبر وثالثا مسألة فتنة القبر ورابعا مسألة عذاب القبر ونعيمه مسألة هذه اربع مسائل تتعلق بمبحث البرزخ والمراد بالبرزخ وما بين هذه الحياة الدنيا وقيام الساعة البرزخ في اللغة هو الحائل بين الشيئين فهذه حياة برزخية وهي بوابة الحياة الاخروية وهي داخلة ضمن الحياة الاخرة في الجملة ولد النبي صلى الله عليه وسلم في حديث البراء ابن عازب الطويل عند احمد والترمذي وغيرهما قال صلى الله عليه وسلم ان العبد اذا كان في ادبار من من الدنيا واقبال على الاخرة هذه الحياة البرزخية هي مطلع الحياة الاخروية و المؤلف رحمه الله انما اقتصر على هاتين المسألتين اللتين هما المسألتان الكبريان بموضوع البرزخ قال رحمه الله ونؤمن بفتنة القبر ثمة شيء يتفق عليه جميع الناس مسلمهم وكافرهم بل وحتى مجنونهم كلهم متفقون على ان هناك نهاية لهذه الحياة التي نعيشها الموت محل اتفاق بين الناس جميعا لكن ما الذي يكون بعد هذا الموت اهل الايمان يعتقدون ان الموتى نهاية حياة وبداية حياة ليس الامر كما عليه الملاحدة الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر واضرابهم من الكفار الذين يقولون انه ليس بعد هذه الحياة حياة انما هو فناء وعدم بحصول الموت ينتهي كل شيء ليس ثمة شيء وراء ذلك و اهل الاسلام جميعا يقولون ان الامر ليس كذلك الموت نهاية حياة وبداية حياة نهاية الحياة الدنيوية وبداية الحياة البرزخية ويتبعها بعد ذلك بعث بعث الناس يوم القيامة ثم يكون مآلهم اما الى جنة واما الى نار اذا مات الانسان بدأت الحياة البرزخية قال رحمه الله ونؤمن بفتنة القبر يفتن الناس في قبورهم وانبه ابتداء الى ان هاتين المسألتين ترسمان عند اهل العلم برسم فتنة القبر وعذاب القبر ونعيمه. اليس كذلك وهذه النسبة او هذه الاظافة الى القبر انما هي اضافة اغلبية. قيل فتنة القبر وقيل عذاب القبر ونعيمه لاجل ان الغالب على الناس ان يقبروا اليس كذلك والا فان من مات ولم يقبر كأن يغرق في بحر وتأكله الاسماك او ان يحترق يصبح رمادا منثورا فان من كان كذلك فلا شك انه سيناله نصيبه من الفتنة والعذاب او النعيم والله على كل شيء قدير فلا يظنن ظان ان من لم يقبر فانه قد سلم فلا فتنة ولا عذاب او نعيم الامر ليس كذلك انما هذه الاظافة الى القبر انما هي اضافة اغلبية لان الغالب على الموتى ان يقبروا فتنة القبر هي الامتحان الذي يكون في القبر بيان ذلك ان هذه الفتنة هي سؤال الملكين الميت في قبره عن ربه ودينه ونبيه صلى الله عليه وسلم مثل او قريبا من فتنة الدجال فتنة الدجال اعظم فتنة طلقها الله سبحانه وتعالى في هذه الارض منذ خلق ادم والى قيام الساعة النبي صلى الله عليه وسلم يخبرنا عن فتنة القبر انها فتنة تماثل او هي قريبة من ماذا من فتنة الدجال فالامر اذا فيها امر عظيم نسأل الله السلامة والعافية عرف المؤلف رحمه الله هذه الفتنة بقوله وهي سؤال الميت في قبره عن ربه ودينه ونبيه فيثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة فيقول المؤمن ربي الله وديني الاسلام ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم واما الكافر والمنافق فيقول لا ادري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته هذه الفتنة دل عليها كتاب الله سبحانه وتعالى والدليل هذه الاية التي بين ايدينا فانه قد فسرها خير من فسر القرآن من البشر وهو النبي صلى الله عليه وسلم ففي الصحيحين من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه بيان انها نزلت في فتنة القبر حيث قال صلى الله عليه وسلم ان الميت اذا دفن اوتي فاقعد ثم شهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ان المؤمن اذا مات فدفن اتي او قال فاقعد ثم شهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فذلك قوله يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت الى اخره فهذا تفسير من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذه الاية و التثبيت في قوله يثبت هو الذي تعلق قوله سبحانه وتعالى في الحياة الدنيا وفي الاخرة يعني في الحياة الدنيا الله يثبت الذين امنوا وفي الاخرة الله يثبت الذين امنوا وما هو المتعلق بفتنة القبر في هذه الاية اهو قوله في الحياة الدنيا او هو قوله في الاخرة ما رأيكم الصواب ان فتنة القبر والتثبيت فيها هي المرادة بقوله تعالى او المرادة في قوله تعالى وفي الاخرة هذا هو الصحيح من قولي اهل التفسير اما التثبيت في الدنيا فان ذلك تثبيته وهو على وجه الارض كونه يثبت على لا اله الا الله يثبت على دين الاسلام امام هذه المغريات وهذه الشبهات وهذه الشهوات الكثيرة التي تعصف بالناس فكونه يثبت على ذلك الايمان والتوحيد ولا يتزحزح هذا انما هو تثبيت من الله سبحانه وتعالى. كذلك الله عز وجل يثبت عبده المؤمن في قبره اذا فتن تلك الفتنة العظيمة هذا الموضوع قد دلت عليه ادلة كثيرة الاحاديث في هذا متواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ان السيوطية في كتابه شرح الصدور قد ساق من احاديث فتنة القبر من رواية ستة وعشرين من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. هذا الذي جمعه السيوطي رحمه الله ستة وعشرون حديثا عن اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها بيان ما يرجع الى فتنة القبر. اذا هذا الموضوع احاديثه كثيرة مشهورة متواترة. ومن ذلك الحديث الذي نفته لك وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم انه قد اوحي الي انكم تفتنون في قبوركم مثل او قريبا من فتنة الدجال كذلك حديث البراء رضي الله تعالى عنه مرفوعا الذي سقته لك قبل قليل وهو ثابت ايضا في اه الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وثمة ادلة اخرى كثيرة يتعلق معنا بهذا الموضوع مسائل نأخذ منها ما تيسر المسألة الاولى هذه الفتنة التي تكون في القبور الصحيح من كلام اهل العلم انها فتنة عامة لجميع الامم بخلاف قول من قال من العلماء انها فتنة خاصة بامة محمد صلى الله عليه وسلم الصواب وهو الذي عليه اكثر اهل العلم ان الفتنة عامة كل الامم تفتن في قبورها ويكون السؤال في كل امة عن نبيها عن نذيرها وان من امة الا خلى فيها نذير ايضا مسألة ثانية وهي من الذي يتولى هذه الفتنة الذي يتولى هذه الفتنة ملكان كريمان مر بنا ان كنتم تذكرون في مبحث الايمان بالملائكة الكلام عن هذا الامر وقلنا انه قد ثبت في سنن الترمذي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تسمية هذين الملكين المنكر والنكير وجاء ايضا في هذا الحديث وصفهما بانهما اسودان ازرقان جاء وصفهما بانهما اسودان ازرقان. واظن ايضا انه مر بنا انه قد جاء في بعض الاحاديث ابن ادم ضعيف ضعيف الاتراك ضعيف العقل ضعيف الفهمه وادراكه للامور محصور في حواسه الخمس فقط ولذلك الالف الالف هو الذي يؤثر عليه في احكامه. صح ولا لا خذ مثلا ان الذي يأتي ملك هكذا بصيغة الافراد وقلنا ان الجواب عن هذا يرجع الى ثلاثة اجوبة من يذكرها اه يا خالد نعم نقول ان الافراد فان المسألة وهي علمنا انه قد ثبت في الاحاديث في صحيح مسلم وغير ذلك والاحاديث في هذا كثيرة ان الذي يأتي يفتن ويمتحن الانسان في قبره ماذا ملكان لكننا وجدنا في بعض الاحاديث انه يجيئه او يأتيه ملك والجواب عن هذا اما ان نقول ان الافراد باعتبار الجنس يعني يأتيه من هو من جنس الملائكة لكن هل هو واحد او اثنين او اكثر التفصيل في هذا الى الاحاديث المفسرة وقد دلت على انهما ملكان دلت على انهما ملكان الجواب الثاني ان نقول ان الذي يأتيه اثنان ويتولى الامتحان واحد ان الذي يأتيه اثنان والذي يتولى السؤال والامتحان واحد منهما والجواب الثالث ان نقول ان هذا يكون باختلاف الاشخاص من الناس من يأتيه ملكان ومن الناس من يأتيه ملك واحد والعلم عند الله عز وجل المقصود ان هذين الملكين المنكر والنكير ولا يصح في هذا الباب حديث بخلاف هذا فان من اهل العلم من قال ان الذي يأتي المؤمن ملكان اسمهما المبشر والبشير ولكن هذا لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا الذي نعتقد ان الذي يأتي المؤمن في قبره المنكر والنكير والعلم عند الله عز وجل المسألة الثالثة ثبت في السنة ان ثمة من يستثنى من فتنة القبر وهنيئا لهم هؤلاء يمن الله عز وجل عليهم العافية من هذه المحنة العظيمة يستثنون فلا يفتنون في قبورهم فضلا من الله عز وجل ونعمة ومن هؤلاء اولا الشهيد في سبيل الله عز وجل من مات شهيدا في سبيله والله اعلم بمن مات شهيدا في سبيله فانه يوقى فتنة القبر ويدل على هذا ما ثبت في سنن النسائي باسناد صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قيل له ما بال الشهيد لا يفتن في قبره فقال كفى ببارقة السيف فوق رأسه فتنة اذا الشهيد في سبيل الله ماذا يستثنى من فتنة القبر ثانيا من مات مرابطا في سبيل الله من مات مرابطا في سبيل الله فان النبي صلى الله عليه وسلم قد بين جزاءه في الحديث الذي اخرجه الامام مسلم رحمه الله ومن ذلك قوله وامن الفتان. قال ماذا؟ وامن الفتان فالذي اه يموت مرابطا في سبيل الله عز وجل على ثغور المسلمين يحمي المسلمين وحوزتهم فان هذا ممن يوقى بفضل الله عز وجل ورحمته من فتنة القبر الامر الثالث جاء حديث عند احمد والترمذي وغيرهما ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر ان الذي يموت يوم الجمعة او ليلة الجمعة فانه يوقى الفتان يقيه الله عز وجل الفتان من هو الذي يموت يوم الجمعة او ليلة الجمعة. وهذا الحديث من اهل العلم من صححه والشيخ الالباني رحمه الله حكم عليه في احكام الجنائز بانه حسن او صحيح ومن اهل العلم من ضعف هذا الحديث فالعلم عند الله عز وجل ايضا ممن يستثنى من فتنة القبر ولا شك الانبياء عليهم الصلاة والسلام وذلك لوجهين كما ذكر العلماء اولا انهم ارفعوا درجة من الشهيد والمرابط والامر الثاني قال العلماء ان النبي مسؤول عنه فلا يكون مسئولا وارفع من ان يكون ماذا مسئولا لانه يسأل عنه لانه يسأل عنه والعلم عند الله عز وجل يبقى البحث عند العلماء في الصغير والمجنون اذان لا تكليف عليهما فهل يفتنان اختلف العلماء فيهما والاقرب والعلم عند الله عز وجل انهما لا يفتنان لان الفتنة فرع عن التكليف لان الفتنة فرع عن التكليف وهذان لا تكليف عليهما وهذا الذي يبدو والله سبحانه وتعالى اعلم. ايضا هناك مسألة تتعلق بالكافر للكفر هل يفتن او لا يفتن ذهب طائفة من اهل العلم من السابقين ومن اللاحقين من المتقدمين احد التابعين وهو عبيد بن عمير رحمه الله كما اخرج هذا عنه عبدالرزاق في المصنف وكذلك ابن عبد البر وكذلك السيوطي وكذلك المؤلف رحمه الله في شرحه على هذا الكتاب فانه مال الى هذا القول وهو ان الفتنة انما تتعلق بالمسلم والمنافق يعني بمن اظهر ايش الاسلام سواء ابطنه او انا كافرا مكذبا في الحقيقة اما الكافر المظهر لكفره فانه ماذا يقولون انه لا يفتن قالوا وذلك لانه قد جاء في حديث البراء الطويل انف الذكر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال واما الكافر او المنافق وفي بعض الروايات واما المنافق فيقول ها ها سمعت الناس يقولون شيئا فقلته قالوا نحمل كلمة الكافر التي جاءت في قوله واما الكافر او المنافق نحملها على الرواية الصريحة التي فيها ايش واما المنافق يعني التردد الذي حصل من الراوي هل هو قال هل قال الكافر او المنافق؟ نقول انه محمول على المنافق قالوا ولان هذا هو الذي يتأتى منه ان يقول ها ها لا ادري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته و ذهب الجمهور الى ان الفتنة عامة للمسلم والمنافق وللكافر الصريح ايضا. وهذا هو الاقرب والله تعالى اعلم وذلك لان الرواية قد ثبتت بالعطف بالواو في قوله صلى الله عليه وسلم واما الكافر والمنافق واما الكافر والمنافق قد احسن ابن القيم رحمه الله في تعقب القول السابق في كتابه الروح ناقش مقالة هؤلاء وبين ان الصواب ان الفتنة حاصلة لكل احد قول اصحاب القول الاول ان الكافرة المظهر لا حاجة الى ان يفتن لانه مظهر للكفر فنقول بل ثمة فائدة من ذلك وهي اظهار بزيه وزيادة حسرته كونه يمتحن ثم لا يستطيع جوابا طبعا تنبه الى اننا نبحث في ماذا في الفتنة وليس في عذاب القبر يعني اصحاب القول الاول يقولون انه يعذب مباشرة دون دون امتحان والصواب ان الامتحان حاصل للكل حتى للكافر المظهر للكفر. اه المسألة الرابعة اه ربما وجدت في بعظ الكتب ان هذه الفتنة تستمر سبعة ايام وليس في هذا الباب شيء يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انما هذه يعني جاءت في بعض الاثار عن بعض السلف كمجاهد وطاووس ونحوهما وليس يخفاك ان مثل هذه الاثار لا تقوم بها الحجة الملزمة انما المقام لابد فيه من دليل في الكتاب او السنة او اقوال الصحابة رضي الله تعالى عنهم اخيرا تنبيه على ما يتعلق بهذه الفتنة كونه يؤتى ويجلس ويتكلم معه ويسمع الخطاب ويجيب كل هذا يكون بعد الموت فهل الميت في قبره حي حتى يمكن ان يكون ما ذكر في هذه الاحاديث ما الجواب؟ نعم الميت في قبره حي ولكن هذه حياة اخرى ليست من جنس هذه الحياة التي نحن فيها الان هذه حياة برزخية الله تعالى اعلم بها قد جاء في حديث البراء رضي الله عنه الطويل بعد ان بين النبي صلى الله عليه وسلم ما يكون من قبض روح الميت وما يتبع ذلك ثم انه اذا قبر قال النبي صلى الله عليه وسلم فتعاد روحه في بدنه ماذا قال فتعاد روحه في بدنه فهذا نص صريح في ان الميت تعاد روحه اليه ولكن ما هذا العود ما هي هذه الحياة؟ هل هي من جنس هذه الحياة التي نحن فيها؟ الجواب لا. هذه حياة اخرى. هذا تعلق للروح بالبدن اخر يختلف عن هذا التعلق لعله قد مر بنا في هذا الكتاب ومر بنا في دروس سابقة بيان قاعدة مهمة تزيل عنك اشكالات كثيرة تتعلق بهذا الموضوع وهي ان للروح بالبدن تعلقات خمسة كم يا جماعة عندنا خمسة تعلقات بين الروح والبدن من فهمها فانه تنزاح عنه باذن الله عز وجل الاشكالات التي قد ترد الروح لها تعلق اولا بالبدن حال كون الانسان جنينا في بطن امه حينما ينفخ الملك الروح فيه بامر الله سبحانه وتعالى وهذا تعلق فيه شيء من الضعف لان حياة الجنين ها هنا متعلقة بماذا بحياة امه لكنه نوع تعلق او نوع من التعلق التعلق الثاني تعلق الروح بالبدن بعد الخروج من بطن الام وهذا هو التعلق الدنيوي هذا هو التعلق الذي يرتبط به التكليف من كانت روحه في بدنه قامت عليه الحجة وبلغ حد التكليف فانه ماذا؟ ملزم اتباع هذا الهدي الذي جاء من عند الله عز وجل التعلق الثالث تعلق الروح بالبدن حال النوم هذا تعلق مختلف وكلنا يدرك ذلك فان الانسان في حال نومه روحه متصلة بالبدن من وجه ومفارقة من وجه اخر ولذا كان النوم نوما كان النوم موتا اصغر او كان وفاة صورة وذلك لنوع المفارقة بين الروحي والبدن عما كان عليه حال الاستيقاظ النوع الرابع تعلق الروح بالبدن في البرزخ وهذا تعلق مختلف عن هذه الحياة وتلزمه لوازم مختلفة عما تلزم هذه الحياة التي نحن فيها ومن فهم هذا زال عنه الاشكال الذي قد يورده القبوريون حينما يقولون ان من دعا النبي صلى الله عليه وسلم اه يعيد اليه روحه هذا عود خاص ليس من جنس الحياة الدنيوية هذه حياة اخرى ما ندري كيف هي فلا يتعلق بها ما يكون في ماذا في هذه الحياة هذا تعلق اخر ونحن نقول كل الموتى وليس الانبياء حتى الكفار ماذا لهم حياة اذا بناء على هذا لا يوجد بناء على هذا حينما يقول نحن اذا دعونا وليا او نبيا فاننا ندعو حيا نقول اذا لن يوجد ميت لان الدليل اذا دل على حياة الانبياء او الاولياء فانه قد دل ايظا على حياة غيرهم حتى الكفار اليس كذلك وعليه فنقول هذه ماذا حياة برزخية لا يتعلق بها شيء من احكام هذه الحياة من حيث جواز السؤال آآ او الطلب من هذا الميت التعلق الخامس تعلق الروح بالبدن عند البعث وهذا اكمل التألقات لانه يرتبط به الحياة الاخروية الحياة الابدية اما في نعيم واما في عذاب يدل على هذا حديث كعب ابن مالك الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال نسمة المؤمن يعني روحه طائر يعلق في شجر الجنة حتى يرجعه الله تبارك وتعالى الى جسده يوم القيامة هذا عود اخر هذا تعلق اخر مختلف والعلم عند الله عز وجل. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ونؤمن بنعيم القبر للمؤمنين. قال تعالى الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم. ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون ونؤمن بعذاب القبر للظالمين الكافرين. قال تعالى ولو ترائي الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسط ايديهم اخرجوا انفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن اياته تستكبرون والاحاديث في هذا كثيرة معلومة. فعلى المؤمن ان يؤمن بكل ما جاء به الكتاب والسنة من هذه الامور الغيبية. والا يعارضها بما يشاهد في الدنيا فان امور الاخرة لا تقاس بامور الدنيا لظهور الفرق الكبير بينهما والله المستعان. انتقل المؤلف رحمه الله الى الكلام عن عذاب القبر ونعيمه نسأل الله ان يجيرني واياكم من عذاب القبر ان يرزقنا نعيم القبر قال رحمه الله ونؤمن بنعيم القبر للمؤمنين يتبع هذه الفتنة نعيم او عذاب النعيم للمؤمنين والعذاب للكافرين وايضا لمن شاء الله عز وجل تعذيبه من العصاة كما سيأتي واستدل المؤلف رحمه الله على نعيم القبر بقوله تعالى الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يعني حال كونهم طيبين ولا شك ان اهل الايمان والتوحيد اهل طيبة طيبهم الله عز وجل طيب قلوبهم وطيب اعمالهم بالايمان والتوحيد يقولون يعني الملائكة سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون فالنعيم حاصل بتبشير الملائكة وتسليم الملائكة وتلقي الملائكة لهم كذلك بما بينته سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من ان المؤمن اذا آآ اقعد او اذا دفن في قبره فان نعيم القبر يكون له من حيث توسعة القبر عليه مد بصره ثم ان يفتح له باب الى الجنة فيأتيه من روحها وريحانها الى غير ذلك مما جاء في النصوص ويدل ايضا على نعيم القبر من كتاب الله عز وجل قوله تعالى فلولا اذا بلغت الحلقوم وانتم حينئذ تنظرون ونحن اقرب اليه منكم ولكن لا تبصرون فلولا ان كنتم غير مدينين ترجعونها ان كنتم صادقين ثم قال فاما ان كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم قال العلماء هذا في بيان هذا وما بعده في بيان حال الارواح عند قبضها. وما جاء في اول السورة في اول الواقعة وكنتم ازواجا ثلاثة فاصحاب الميمنة ما اصحاب الميمنة الى اخره في بيان حال الارواح عند البعث وهذا اصح القولين من قولي اهل التفسير من العلماء من قال ان ما في مقدمة السورة ما في اخرها هنا كله يتعلق بماذا بحال الارواح عند البعث والاقرب والله تعالى اعلم هو القول الثاني وهو ان ما في قوله آآ وكنتم ازواجا ثلاثة في بيانه الحالي عند البعث يتفرق الناس الى ما بين الله سبحانه وتعالى واما في هذه الاية فانها تتعلق بماذا بحال الارواح ويدل على هذا امران اولا السياق وثانيا ان القاعدة عند اهل التفسير التأسيس اولى من التأكيد يعني اذا دار الامر في تفسير الاية بين ان تكون مؤكدة لما قبلها او ان تكون مؤسسة لمعنى جديد فتكفير الخير وتكفير المعاني لا شك انه ايش اولى فالتأسيس اولى من التأكيد والعلم عند الله عز وجل اما عذاب القبر فقال رحمه الله ونؤمن بعذاب القبر للظالمين الكافرين واستدل على هذا بقوله تعالى ولو ترى اذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسط ايديهم اخرجوا انفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن اياته يكبرون وجه الدلالة من هذه الاية من جهتين ما هما؟ اولا ها لا قبل سكرات الموت ان للموت لسكرات للكل في قوله باسطوا ايديهم باسطوها باي شيء؟ باسطوها بالضرب بان الايات يفسر بعضها بعضا قال تعالى فكيف اذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وادبارهم فبسط اليد اليد ها هنا تفسيره انهم يبسطونها بماذا بالضرب يضرب يضربون هؤلاء الكفار وهذا لا شك انه نوع من العذاب هذا نوع من العذاب. الوجه الثاني في قوله تعالى اليوم تجزون عذاب الهون قال العلماء الملائكة صادقون لا يكذبون ولو تأخر العذاب الى قيام الساعة او الى دخولهم النار لكان هذا خلفا لم يكن ماذا ايش اليوم فدل هذا على ان العذاب ينالهم حينما يقبرون وليس اذا بعثوا وليس في الدار الاخرة يعني اذا ادخلوا النار والعلم عند الله عز وجل. على كل حال الادلة من كتاب الله عز وجل في بيان عذاب القبر كثيرة ومن اصرحها واشهرها عند اهل العلم قوله تعالى النار يعرضون عليها غدوا وعشيا. ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب. قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره هذه الاية اصل كبير في استدلال اهل السنة على عذاب البرزخ بيان ذلك ان الله عز وجل ومن اصدق منه قيلا بين لنا ان اه ال فرعون النار تعرض عليهم غدوا وعشيا وهذا عذاب ولا شك ثم قال ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب اذا هذا العرض على النار او عرض عذاب النار عليهم كان قبل قيام الساعة هو لا شك ومتى كان هذا؟ قبل قيام الساعة ما عندنا الا شيئا الحياة الدنيوية او البرزخ هل كان هناك نار يعرضون عليها في الدنيا الجواب لا اذا ثبت ان هذا في ماذا بالبرزخ اذا هذه الاية دليل على عذابي القبر يدل على عذاب القبر ايضا قوله تعالى ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا اخرج البزار باسناده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه فسر المعيشة الضنك في هذه الاية بعذاب القبر وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله اسناده جيد اسناده جيد اذا هذا تفسير من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذه الاية على كل حال اه ثمة ايات اخرى البخاري رحمه الله آآ استدل في صحيحه اه ثلاث ايات ابن رجب رحمه الله كذلك ساقه خمسا او ستا في اه كتابه عن القبر وكذلك ابن القيم رحمه الله في كتابه الروح وغيرهم من اهل العلم يحشدون اه الايات التي جاءت في هذا الباب اذا تكلموا عن عذاب القبر ونعيمه وهذا فيه رد على قوم يقولون انه لم يأت دليل في القرآن على عذاب القبر او نعيمه وبالتالي فانهم ماذا يشككون يقولون هذه قضية ما جاءت في القرآن والجواب عن هذا من وجهين ايضا اسبال الثوب على جهة الخيلاء من اسباب عذاب القبر في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه اخبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال بينما رجل يجر ازاره من الخيلاء اولا ان نقول هذه آآ كلمة خاطئة غير صحيحة بل عذاب القبر ونعيمه ثابت في القرآن كلامكم غير صحيح والامر الثاني هبوا انه ما جاء ذكر عذاب القبر ونعيمه في القرآن. فكان ماذا؟ اذا ثبت في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فالامر كاف في ثبوت هذه العقيدة هو وجوب اعتقادها لا فرق عند اهل السنة والجماعة الذين هم اهل التسليم والقبول والانقياد والاذعان الذين حققوا شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم لا فرق عندهم بين ان يكون الشيء ثابتا بالقرآن والسنة او ان يكون ثابتا بالقرآن وحده او ان يكون ثابتا بالسنة وحدها حديث واحد فقط ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كاف في اثبات في اثبات العبادة او في اثبات العقيدة طيب اما سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فان الاحاديث كثيرة جدا في اثبات عذاب القبر ونعيمه والمؤلف رحمه الله اجمل في هذا فقال والاحاديث في هذا كثيرة معلومة والكتاني في كتابه نظم المتناثر في الحديث المتواتر ساق آآ رواية اثنين وثلاثين من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين رووا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم احاديث ماذا عذاب القبر ونعيمه و من تلك الاحاديث ما ثبت في الصحيحين ان يهودية قالت لعائشة رضي الله عنها اجارك الله من عذاب القبر فسألت عائشة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال نعم عذاب القبر حق وثبت في الصحيحين من حديث ابي ايوب الانصاري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج حينما وجبت الشمس فسمع صوتا فقال يهود تعذب في قبورها زادهم الله عذابا هذا مني وليس في الحديث قال ماذا يهود تعذب في قبورها ايضا من تلك الاحاديث ما ثبت في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم مر بحائط يعني بستان في مكة او المدينة اخبر عنه اخبر حينما رأى قبرين في هذا الحائط انهما يعذبان قال وما يعذبان في كبير وفي رواية وما يعذبان في كبير بلى وفي رواية ثالثة وما يعذبان في كبير بلى انهما لكبير اما احدهما فكان لا يستنزه من بوله. واما الاخر فكان يمشي بالنميمة فهذه وغيرها كثير احاديث صحيحة صريحة في اثبات في اثبات عذاب القبر و آآ يبقى معنا التنبيه على مسألتين مهمتين الاولى ما جاء في كلام المؤلف رحمه الله ونؤمن بعذاب القبر للظالمين الكافرين لا شك في ثبوت عذاب القبر في حق الكافرين ولكن ماذا عن العصاة هل من العصاة من يعذب في قبره؟ او ان العذاب في القبر مختص بالكفار؟ ما رأيكم يا جماعة المؤلف ايش يقول ونؤمن بعذاب القبر ايش للظالمين الكافرين هل هذا على سبيل التخصيص لا شك ان عذاب القبر مختص بالكفار من جهة الحتم واللزوم بمعنى كل كافر ليش يعذب في قبره اما العصاة فالامر فيهم مختلف قد يشاء الله عز وجل تعذيبه بعضهم وقد يشاء الله تعذيب من يعذب منهم وقد يشاء الله عز وجل عدم تعذيبه فهذا الذي يخرج به كلام المؤلف رحمه الله والا فلا شك ان من العصاة من يعذب في قبره و من اعظم اسباب عذاب القبر عدم الاستنزاه من البول يعني التساهل في وقوع النجاسة اما على البدن واما على الثوب اه اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان عامة عذاب القبر منه قال تنزهوا من البول فان عامة عذاب القبر منه. والحديث الذي مضى قريبا دليل اصح على هذا وهو ان احد هذين المعذبين انا لا يستنزه او قال لا يستبرئ من بوله يعني لا يبالي ما وقع ولا يحرص على التنظيف والناس في هذه المسألة طرفان ووسط من الناس من يبالغ فيتمطع وربما وصل الى حد الوسوسة في شأن الطهارة وهذا طرف مذموم ومن الناس من لا يبالي ويتساهل ولا يعتني بالنزاهة والنظافة وهذا طرف مذموم والوسط من يراعي ذلك لكن دون افراط يراعي هذا الامر ولكن دون افراط ايضا مر بنا في الحديث ان النمام متوعد بعذاب القبر كون الانسان يمشي بين الناس بالنميمة ينقل كلام هذا الى هذا وهو يعلم ان هذا يوغر الصدور ويفسد بين الاحبة فيا بؤسا لهذا الذي هو رسول لابليس يقطع العلاقات بين الاحبة والله المستعان اذ خسف به فهو يتجلجل في الارض الى يوم القيامة فاحذر من الاسبال وانعنه بكل حال ايضا اخبر النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث سمرة في صحيح البخاري وهو حديث طويل فيه رؤيا رآها النبي صلى الله عليه وسلم اناس يعذبون في البرزخ وذكر منهم عليه الصلاة والسلام اربعة ذكر الكذاب الذي يكذب الكذبة تحمل عنه حتى تبلغ الافاق اصحاب الاشاعات الذين يفترون الكذب ويقول على سبيل النكتة ولا على سبيل اللعب والعبث فتحمل عنه ويتناقلها الناس ثانيا الذي يرفض القرآن وينام عن الصلاة المكتوبة. رجل يعطيه الله عز وجل القرآن لكنه يهمله ويضم الى هذا ما هو اه امر قبيح ايضا وهو كونه ينام عن الصلاة المكتوبة فحذاري ثالثا رأى النبي صلى الله عليه وسلم الزناة والزواني. عافاني الله واياكم ورابعا رأى النبي صلى الله عليه وسلم اكلي الربا رأى اكل الربا. اذا هذه بعض المعاصي التي اه جاء في الادلة ان اصحابها متوعدون بعذاب القبر والعلم عند الله عز وجل المسألة الثانية ان من رحمة الله عز وجل ان جعل اسبابا تقي بفضل الله عز وجل من عذاب القبر والحسنات عموما من اسباب الوقاية من عذاب القبر وثمة حسنات وصالحات لها مزيد اختصاص للوقاية من عذاب القبر ومن ذلك الشهادة في سبيل الله مر بنا ما يتعلق بالشهيد فيه ايش كونه يجار من الفتنة كذلك يجار من عذاب القبر فان النبي صلى الله عليه وسلم قد قال كما في الترمذي باسناد صحيح للشهيد عند الله ست خصال قال ويجار من عذاب القبر ويجار من عذاب القبر ثانيا من ابتلي بمرض في في بطنه فمات به لقول النبي صلى الله عليه وسلم من يقتله بطنه فلن يعذب في قبره وهذا عند النسائي وغيره باسناد صحيح. من يقتله بطنه فلن يعذب في قبره ويرجى ان شاء الله ان اصحاب هذه الاورام وكثر في هذا العصر ما يتعلق بهذه الاورام نسأل الله السلامة والعافية التي تصيب الناس في ابدانهم واجوافهم ان يرجى ان يكون هذا داخلا في ذلك فان الحديث الصواب فيه انه عام كل مرض وليس مرضا معينا كل مرض في باطن الانسان يؤدي الى الوفاة فانه يرجى ان يكون داخلا في هذا الحديث اه ثالثا قراءة سورة تبارك سورة الملك كل ليلة ويدل على هذا ما جاء في حديث ابن مسعود رضي الله عنه وله طرق كثيرة ان هذه السورة كانت تسمى على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمانعة يعني من عذاب القبر فينبغي الحرص على ذلك ايضا من الاسباب كثرة الاستعاذة من عذاب القبر الاحاديث في هذا الباب جاءت على ثلاثة ادرب اولا ثبت في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو اللهم اني اعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال. هذا دعاء مطلق من فعله صلى الله عليه وسلم جاء الضرب الثاني من جهة تعليم النبي صلى الله عليه وسلم بل ودقته في التعليم لاصحابه هذا الدعاء وهذا يدل على مزيد عناية منه صلى الله عليه وسلم بهذا الدعاء وتعليمه فانه قد ثبت في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن هذا يدلك على ماذا على عناية كبيرة بهذا الدعاء وان النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب من اصحابه رضي الله عنهم ان يدعوا بهذا الدعاء وان يحافظوا عليه الضرب الثالث ان يكون الدعاء مخصوصا في صحيح مسلم عنه صلى الله عليه وسلم انه قال اذا تشهد احدكم فليقل اللهم اني اعوذ بك من عذاب جهنم الى اخره. او قال فليستعذ من اربع ما معنى اذا تشهد احدكم؟ ايش معناه يا جماعة نعم اذا انتهى من التشهد الذي هو التحيات في صلاته فانه يستعيذ بالله عز وجل من هذه الاربع اذا اكثر من هذا الدعاء ومن هذه الاستعاذة مطلقا و خصوصا فيه في صلاتك عقيبة التشهد فان هذا ولا شك لم يكن من النبي صلى الله عليه وسلم عبثا انما كان لانه سبب يقتضي برحمة الله عز وجل ان يجار العبد من عذاب القبر اسأل الله ان يجيرني واياكم من عذاب القبر. ختم المؤلف رحمه الله كلامه ها هنا في قوله فعلى المؤمن ان يؤمن بكل ما جاء به الكتاب والسنة من هذه الامور الغيبية والا يعارضها بما يشاهد في الدنيا فان امور الاخرة لا تقاس بامور الدنيا لظهور الفرق الكبير بينهما والله المستعان هذه المسألة يا اخوتاه حرية بالتنبيه آآ عليها ولا سيما في هذا الزمان فان من الناس ولا سيما من الناشئة والشباب والفتيات بفعل هذه الموجة التشكيكية او الالحادية يتشككون ويقولون كيف؟ العقل لا يقبل ان يكون كذا وان يكون كذا. كيف يقعد في قبره وقد اهيل التراب عليه ووضع اللبن عليه كيف يكون كذا والمسألة هنا مسألة تتعلق باصل اصيل وهو الايمان بالغيب و من حكمة الله عز وجل ان غيب عنا هذا الامر حتى يتميز المؤمن الصادق من غيره اول ميزة واول علامة للمؤمن كما في سورة البقرة ما هي الذين يؤمنون بالغيب لو انكشف لنا لو كنا نرى او نسمع المعذبين لاصبح ذا الامر اصبح الامر شهادة وزالت حكمة التكليف لكن لله عز وجل حكمة بالغة في ان جعل هذا الامر امرا غيبيا والله على كل شيء قدير يا عبد الله ما الذي يحيل حصول كل ما جاء في الكتاب والسنة من هذه المباحث تعلقت بالقبر بفتنته بعذابه بنعيمه بالقيامة بالجنة والنار ما الذي يحيل ذلك اليس الله على كل شيء قدير عقلك يا عبد الله عقل ضعيف حذاري من المبالغة لا تغتر عقلك ضعيف لا يصلح ان يكون معيارا للموجود والمعدوم للصواب والخطأ انت ما اتاك الله عز وجل من العلم الا قليلا ان كان عندك علم توصلك من المدينة الى مكة في اربع ساعات وليس في سبعة او ثمانية ايام وهذه غرفة عجيبة يعني هواء مكيف ويمكن تتمدد وتنام ولا تشعر ارتفاع وانخفاض ممكن تجلس وتقرأ ويمكن تسمع ايضا احاديث وكلام وشخص يقرأ قرآن ما رأيكم؟ ماذا يقول ها قل انت مصاب بعقلك. كيف غرفة تتحرك فكيف اذا قلنا له ما هو اعجب قلنا لا يا ابن الحلال الان يوجد غرفة وان شئت فسمها عمارة بعض الطائرات الكبيرة كأنها عمارة هذه عمارة تسير في الهواء تحمل معها ثلاث مئة اربع مئة شخص في الهواء يطيرون وانت تتمدد وتنام وتأكل وتشرب وتصل منا من المدينة الى الصين في عشرة ساعات في عشر ساعات ليس في اشهر طويلة في كم من المدينة الى الصين في عشر ساعات ايش يقول كل هذا وانت تسبح في الهواء عمارة تمشي في الهواء ايش رأيكم؟ ايش يقول يقول مجنون رسمي كيف لو قلنا له انه يمكن خلال جهاز ابد الرسالة تصل بمجرد ما تضغط الزر الرسالة واصلة ليس هذا اذا تكلم في نفس اللحظة التي يتكلم بها وهو في امريكا انت ليس هذا انت تراه ايضا تراها امامك يعني لو اتينا الان لاحد الاطفال وقلنا انه يمكن لك ان ترى هذا الاختراع العجيب العظيم جدا انك اذا قلت السلام عليكم في نفس اللحظة يسمعك فيرد عليك السلام وتسمعه. ايش يقول هذا اختراع لو اتينا بطفل الان في هذا العصر وقلنا هناك اختراع وهو انك ايش تتكلم في شيء اسمه هاتف تقول السلام عليكم يرد عليك. ايش يقول يعني كلام فاضي صح ولا لا؟ ما له قيمة يعني الالف هو ماذا معتاد لكن هذا الذي اه لو قدرنا انه بعث وقد مات قبل قرون قريبة ايش يقول مستحيل مستحيل كيف تراه كيف تسمع نفس الكلام في نفس اللحظة اللهم الذي يقول في جن ولا شيء من هذا اما شيء يعني ما يمكن هذا كله يدلنا على ماذا يا اخوة عقولنا محدودة فلا نبالغ هذا شيء في بايدي الناس الان والناس يرونه ويدركون فكيف تحجر على قدرة الله عز وجل؟ تقول هذا مستحيل ان يقع وهذا لا يمكن ان يقع. قتل الانسان ما اكثره. اجيب شأن ابن ادم في هذا الجبروت الذي قد يصل اليه المقصود يا اخوة العقل ما جعله الله عز وجل ميزانا للشرع العقل جعله الله عز وجل الة لفهم الشر جعله الله خادما للشرع تفهم به الشرع وليس ان تحكم به على الشرع فحذاري من هذا المزلق الخطير الذي يورد الموارد نسأل الله الثبات على الحق وان يعافينا من هذه الاهواء. والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين