بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. قال الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى في رسالة عقيدة اهل السنة والجماعة ونؤمن بالقدر خيره وشره وهو تقدير الله تعالى للكائنات حسب ما سبق به علمه واقتضت حكمته ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فهذا هو الفصل الذي ختم به المؤلف رحمه الله كلامه عن اركان الايمان وهو المتعلق بالايمان بالقدر و ادلة الكتاب والسنة قد دلت على ثبوت القدر وعلى وجوب الايمان به فعندنا فيها دلالتان دلالة على ثبوت القدر كقوله تعالى ان كل شيء خلقناه بقدر وعندنا دلالة اخرى وهي وجوب الايمان بهذا القدر بل ان هذا الوجوب هو في اعلى درجات الوجوب اذ ان الايمان بالقدر احد اركان الايمان الستة التي لا ايمان الا باجتماعها قال صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل المشهور وان تؤمن بالقدر خيره وشره قال رحمه الله ونؤمن معشر اهل السنة والجماعة بالقدر خيره وشره كل ما يقدره الله سبحانه وتعالى من خير او شر فاننا نؤمن بان ذلك كان عن علم الله وكتابته ومشيئته وخلقه فالمقدر مهما كان فانه راجع الى هذه الامور الاربعة التي سيأتي التفصيل فيها ان شاء الله وقوله هنا خيره وشره فيه اثبات ان المقدر قد يكون شرا وهذا حق لا شك فيه فان المعاصي وان المصائب فيها شر بالنسبة لمن ابتلي بها فالشر يقع في المقدر لكن لابد من ملاحظة امرين في هذا المقام الامر الاول ان الشر ليس الى الله عز وجل انما هو منه سبحانه وتعالى انتبه لهذه المسألة الشر ليس اليه وان كان منه بمعنى الشر ليس الى الله عز وجل الا يضاف اليه وصفا وان كان منه بحيث يضاف اليه خلقا فالله سبحانه وتعالى هو الذي قدر الشرور هو الذي خلق ابليس علم الله عز وجل هذا المخلوق وشاءوا وجوده وخلقه سبحانه وتعالى فهو شر فهو منه سبحانه وتعالى تقديرا وخلقا وان كان لا يضاف الشر اليه النبي صلى الله عليه وسلم قال كما في صحيح مسلم والشر ليس اليك الشر لا يضاف الى الله عز وجل وصفا وان كان يضاف اليه سبحانه وتعالى تقديرا وخلقا فكون الله عز وجل يخلق الشر لا يجعل الشر منسوبا اليه فالانسان مثلا اذا فرسم رسمة قبيحة هل يوصف هو بالقبح اجيبوا يا جماعة انسان رسام رسم صورة قبيحة هل نقول فلان قبيح او نقول ان مفعوله قبيح مفعوله مصنوعه هو الماذا هو القبيح اما هو فالقبح لا يضاف اليه اليس كذلك؟ اذا الله عز وجل خلق الشرور خلق المكروهات الصور القبيحة الروائح الخبيثة الذوات السيئة كل ذلك خلقه الله سبحانه وتعالى لكنه ليس اليه اذا الشر ليس اليه وان كان منه ما معنى ليس اليه لا يضاف اليه وصفا وان كان يضاف اليه تقديرا وخلقا الامر الثاني ان الشر في مقدورات الله سبحانه وتعالى لا يكون شرا محضا اذا بالنسبة لفعل الله القائم به ليس ثمة ايش شر البتة فالله عز وجل حينما قدر وخلق او شاء وجود شر فهذا منه خير محض يحمد عليه سبحانه وتعالى وان كان المفعول المخلوق المنفصل عنه ماذا؟ شره. هذا واحد. ثانيا الشر المخلوق المفعول المقدر لا يكون ماذا شرا محضا فما خلق الله عز وجل شرا محض انما يكون الشر نسبيا بمعنى يكون الشيء فيه شر من وجه لكن فيه خيرا من وجه اخر حتى ابليس الذي هو مجمع الشرور نعم حتى ابليس فالله عز وجل خلق هذه الذات الخبيثة وترتب على وجودها خير اذا لابد ان يترتب على وجود ما فيه شر خير لما وجد ابليس وجدت انواع من الخيرات وجدت التوبة والله يحب التوابين وجدت المجاهدة والله عز وجل يحب ذلك وجدت المغفرة والله يحب ان يغفر الى اخره. اذا ليس ثمة ماذا شر محض بل لا بد ان يكون ثمة خير اما في ذات الشيء واما فيما يترتب على وجوده اذا لابد من ملاحظة هذين الامرين عند النظر في مسألة الشر قال وهو تقدير الله تعالى للكائنات حسب ما سبق به علمه واقتضته حكمته القدر باختصار قوى علم الله عز وجل بالاشياء وكتابته لها ومشيئته وخلقه لها هذا هو القدر الواجب عليك ان تؤمن بهذا القدر الذي هو علم الله بالاشياء وكتابته لها ومشيئته وخلقه لها جملة مؤلف رحمه الله ها هنا افادتنا ان ما يكون من الكائنات يعني من الموجودات من المخلوقات هذه سبقت في علم الله عز وجل و كتبها الله في اللوح المحفوظ وشاء وجودها وخلقها لان هذا مقتضى حكمة الله عز وجل اذا القاعدة عند اهل السنة والجماعة ان التقدير مقارن للحكمة ما القاعدة التقدير تقدير الله عز وجل للاشياء مقارن لماذا ليه الحكمة؟ ليس هو مشيئة محضة لان الله عز وجل شاء كذا فانه كان وانتهى الامر الامر ليس كذلك. الله يقدر الاشياء لان تقديرها موافق لماذا للحكمة والله عز وجل حكيم والادلة على حكمته كثيرة جدا تبلغ الالوف كما مر بنا هذا سابقا. اذا لا يمكن ان يقدر الله عز وجل شيئا الا لان الحكمة تقتضي هذا والحكمة وضع الشيء في موضعه اللائق به كل شيء قدره الله فان الله سبحانه وتعالى يحب وجوده ووجوده احب اليه من عدمه. وهذا مقتضى الحكمة حتى ولو كان هذا الذي قدره الله سبحانه وتعالى مكروها له سبحانه وتعالى قد يقدر الاشياء التي يكرهها فلا تلازم قد يحب الله عز وجل ما لا يكون وقد يكون ما لا يحب لم؟ لان الله له الحكمة البالغة في هذا وفي هذا فقد يشاء الله عز وجل وجود الكفر وجود المعاصي وجود الظلم كل كل تلك مكروهات لله سبحانه وتعالى لكنها تعني وجودها موافق للحكمة ولذا كان وجودها احب الى الله سبحانه وتعالى من عدمها ولذلك انظر في هذه المكروهات التي تقع لو تأملت لوجدت ان في اضعافها وفي ثناياها من الخيرات الشيء والكثير فتش في نفسك كم تجد من اشياء كرهت حصولها عليك لكن اثر ذلك كان خيرا محمودا صار امر من الامور كرهته في وقته لكن بعد ذلك اكتشفت ان هذا كان خيرا لك قال سبحانه وعسى ان تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا رب امر تتقيه جر امرا ترتجيه خفي المحبوب منه وبدى المكروه فيه فاترك الدهر وسلمه الى عدل يليه قد لا تبدو لك الاشياء على حقيقتها لكن لو كشف لك القدر لعلمت ان اختيار الله عز وجل لك خير من اختيارك لنفسك فالله عز وجل يقدر لك الخير حتى ولو كان مصيبة. حتى ولو كان فقد ما الاحتراق منزل فقد حبيب مهما يكن فاعلم ان لله عز وجل في ذلك حكمة وان هذا يتضمن خيرا لك اما في العاجل واما في الاجل نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وللقدر اربع مراتب المرتبة الاولى العلم فنؤمن بان الله تعالى بكل شيء عليم علم ما كان وما يكون علم ما كان وما يكون وكيف يكون بعلمه الازلي الابدي فلا يتجدد له علم بعد جهل ولا يلحق نسيان بعد علم. احسنت يقول رحمه الله وللقدر اربع مراتب قد يسميها العلماء مراتب قد يسميها العلماء درجات المقصود ان القدر انما هو هذه الامور الاربعة وعلمت بالاستقراء من ادلة الكتاب والسنة كما ينبغي ان تلاحظ ان هذه المراتب مرتبة مراتب ايش مرتبة فالعلم سابق للكتابة والكتابة سابقة للمشيئة والمشيئة سابقة للخلق ولذلك يقول ابو حازم سلمة بن دينار التابعي الذي كان شيخ المدينة رحمه الله يقول كما اخرج ابن بطة في الابانة يقول ان الله علم قبل ان يكتب وكتب قبل ان يخلق فمضى الخلق على علمه وكتابه اذا الله عز وجل علم بعلمه الازلي الذي ليس له اول فلم يزل الله عز وجل عليما ثم كتب بعد ذلك سبحانه وتعالى ووقت هذه الكتابة كما سيأتي كان قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة ثم شاء الشيء قبيل وقوعه وقوع الاشياء انما يكون عقيم مشيئته المشيئة هي الموجبة للاشياء على الحقيقة. الذي يشاءه الله فانه يقع ولابد. عقيب مشيئة الله الامر الرابع كونه سبحانه وتعالى يخلق. فالله عز وجل يخلق الاشياء عند وقوعها يخلقها فتكون واقعة اذا هذه هي مراتب القدر الاربع وهو هي التي سيتكلم عنها المؤلف رحمه الله بالتفصيل وبدأ بالمرتبة الاولى وهي مرتبة العلم. العلم صفة لله سبحانه وتعالى ذاتية بمعنى انها ملازمة لذات الله عز وجل هذا العلم هو العلم القديم صفة ذاتية ملازمة لذات الله عز وجل فلم يزل الله ولا يزال عليما ولم يكن في وقت من الاوقات فاقدا لهذا العلم تعالى الله عن ذلك لا انه كان جاهلا له ولا انه يقرأ عليه نسيان في شأنه تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا قال فنؤمن بان الله تعالى بكل شيء عليم بكل شيء هذه صيغة ماذا عموم وهذا العموم محفوظ فما دخله تخصيص هل شيء يخص من هذا ان الله بكل شيء عليم؟ الجواب له. كل شيء فالله عز وجل عليم به قال في تفصيل هذه الجملة علم ما كان وما يكون وكيف يكون علم ما كان في الماضي كل ما مضى فالله عز وجل علمه وما يكون في المستقبل فالله عز وجل يعلمه على جهة الاجمال والتفصيل. كيف يكون؟ فالله يعلم ذلك بل حتى الاشياء التي لم تقع ولن تقع على فرض وجودها علم الله كيف تقع سواء كانت من الممكنات او حتى من المستحيلات الله عز وجل علم ما لم يكن لو كان كيف يكون من الممكنات والمستحيلات كل شيء يعلمه الله سبحانه وتعالى حتى ولو فرض وجود المستحيل بل حتى لو فرض وجود امحل المحالات فالله يعلم كيف يكون ذلك اذا ما لم يكن ولن يكون ينقسم الى قسمين ممكن ما هو الممكن؟ مقابل ليش المستحيل نريد هنا بالممكن مقابل المستحيل يعني يمكن عقلا وجوده ليس مستحيلا لكنه لم يقع لان الله عز وجل ما شاء ذلك. قال سبحانه لو خرجوا فيكم يعني المنافقين ما زادوكم الا خبالة هم ما خرجوا. ما قدر الله خروجهم لكن لو فرض وخرجوا كيف يكون الحال ما زادوكم الا خبالا ايضا المستحيلات التي لم تقع ولن تقع ولا يمكن ان تقع لو قدر وقوعها فالله يعلم كيف يكون الحال. قال سبحانه لو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا هل يمكن هل هذا من الممكن ان يكون مع الله اله غيره او هذا اعظم المحالات هذا اعظم المحالات ومع ذلك علم الله سبحانه وتعالى بعلمه الواسع ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما علم الله ان هذا المحال لو كان كيف سيكون الحال اذا هذا يدلك على سعة علم الله تبارك وتعالى يقول علم ما كان وما يكون وكيف يكون بعلمه الازلي الابدي العلم الازلي يعني الذي لم يزل يعني انه ثابت في الماضي الله سبحانه وتعالى كما انه اول فلا شيء قبله كذلك علمه اول سبحانه وتعالى فلم يكن سبحانه وتعالى يجهل شيئا مما سيكون في الماضي يعني في الماضي لم يكن الله سبحانه وتعالى يجهل شيئا من المعلومات البتة سبحانه وتعالى. اذا علمه ليس بحادث ازلي يعني ليس بحادث او كما نعبر فنقول علمه قديم علمه ماذا قديم ليس له اول ليس له اول لاننا قلنا ان العلم صفة ماذا ذاتية فاذا كانت ذات الله عز وجل لا اول لها فعلمه ايضا لا اول له. اذا لم يسبق بجهل علمه علم لم يسبق بجهل قال الابدي يعني الذي لا يزال في المستقبل كما ان العلم ثابت قديما فانه ثابت ماذا مستقبلا يعني انه علم لا ينقطع علم لا يطرأ عليه نسيان لا يضل ربي ولا ينسى لا يضل ربي ولا ينسى. قال فلا يتجدد له علم بعد جهل ولا يلحقه نسيان بعد علم هذا ما يوضح مراده رحمه الله فعلم الله القديم لم يكن مسبوقا بماذا بجهل ولا يطرأ عليه ولا يطرأ عليه نسيان وكل من سواه وكل ما سواه فان علمه لا يكون ازلا ولا يكون ابدا كل ما سوى الله عز وجل فان علمه ماذا لا يكون ازليا ولا يكون ابديا كل عالم سوى الله عز وجل فلا بد ان يكون علمه مسبوقا بجهل اذا هو علم ايش حادث ولابد ان يكون ماذا غير ازلي غير ابدي بمعنى انه ينقطع في المستقبل كل احد فهو معرض لماذا للنسيان وانقطاع العلم اما الله تبارك وتعالى فعلمه ماذا ازلي ابدي تفرد بهذا سبحانه وتعالى. طبعا المؤلف رحمه الله يتكلم عن ماذا عن المرتبة الاولى من مراتب القدر وهي العلم ايش القديم العلم القديم. اذا البحث في مسألة دقيقة وهي مسألة علم الظهور هذا بحث اخر ليس له علاقة مراتب القدر وهذه مسألة دقيقة. ومر بنا البحث فيها في شرح الواسطية وغيرها يعني هي التي جاءت في نحو قول الله عز وجل الا لنعلم ها الا لنعلم وليعلم الله كما تجدها في كتاب الله سبحانه وتعالى هذا علم الظهور فالله عز وجل علم الاشياء قبل بوجودها انها ستقع وعلم الله عز وجل الاشياء عند وجودها واقعة وهذا هو العلم الذي يترتب عليه الثواب والعقاب نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله المرتبة الثانية الكتابة فنؤمن بان الله تعالى كتب في اللوح المحفوظ ما هو كائن الى يوم القيامة. قال تعالى الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير. المرتبة الثانية الكتابة والمراد بذلك ان الله سبحانه وتعالى لما خلق لما خلق القلم امره ان يكتب في اللوح المحفوظ كل ما هو كائن الى قيام الساعة فكل شيء فانه مكتوب في اللوح المحفوظ و اللوح المحفوظ هو على اسمه محفوظ محفوظ من الزيادة ومن النقصان ومن التغيير وهو لوح مخلوق لله سبحانه وتعالى مكتوب فيه كل مكتوب فيه كل شيء وكيف هو ما مادته ما هيئته ما طوله نقول الله اعلم هذا سؤال غير وارد هذه قضية ايش غيبية لا يسأل فيها بكيف؟ الله اعلم لان الله ما اعلمنا كيف هو هذا اللوح المحفوظ لكنه على كل حال بل لوح مخلوق لله سبحانه وتعالى الا كتب فيه كل شيء والدليل على ذلك ما ثبت في صحيح مسلم من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كتب الله مقادير كل شيء قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة قال وعرشه فعلى الماء هذا هو دليل الكتابة. ودليلها ايضا الاية التي بين ايدينا بل هي دليل على المرتبتين العلم والكتابة. قال سبحانه الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض هذا دليل دش العلم ان ذلك في كتاب هذا دليله الكتابة ان ذلك على الله يسير. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله المرتبة الثالثة المشيئة فنؤمن بان الله تعالى قد شاء كل ما في السماوات والارض لا يكون شيء الا بمشيئته. ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن احسنت. المشيئة مضى اه لنا الكلام فيها. لكن اين اين يا جماعة حينما تكلمنا في مبحث الصفات على ايش اي مكان بالضبط ما تراجعون لما تكلمنا على صفتي الارادة وقلنا ان الارادة تنقسم الى قسمين ارادة كونية وارادة شرعية. كل ما قلناه في الارادة الكونية ينسحب على المشيئة فالارادة الكونية هي المشيئة وهذه هي المرتبة الثالثة المشيئة قال العلماء هي الموجبة للاشياء على الحقيقة لا شيء يوجب الاشياء على الحقيقة الا مشيئة الله سبحانه وتعالى. فالاشياء تكون عقيم مشيئة الله عز وجل الشيء الذي يشاؤه الله فانه حاصل ولا بد. ما شئت كان وان لم اشأ وما شئت ان لم تشأ لم يكن هذا مقال الشافعي رحمه الله وهو من محاسن كلامه رحمه الله ما شئت يا الله كان وان لم اشأ وما شئت ان لم تشأ لم يكن. كل ما شاءه الله عز وجل فانه حاصل واقع ولابد. فالله عز وجل لا يغالب في خلقه وكونه سبحانه وتعالى قال لا يكون شيء الا بمشيئته ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. ما شاء الله كان يعني كما قلنا هنا هي كان ايش نوعها التامة ليست الناقصة بمعنى ما شاء الله كان يعني وقع وحصل وما لم يشأ لم يكن ما لم يشأ لم يكن نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله المرتبة الرابعة الخلق فنؤمن بان الله تعالى خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل. له مقاليد السماوات والارض نعم المرتبة الرابعة ان الله عز وجل خلق كل شيء وها هنا ايظا عموم محفوظ ما دخله تخصيص الله خالق كل شيء من الذوات ومن الصفات كل شيء فالله عز وجل خالقه لا يوجد ليس ثمة شيء في الوجود الا خالق ومخلوق اثنان خالق ومخلوق والخالق واحد هو الله عز وجل الله خالق كل شيء. هل من خالق غير الله الجواب له اذا الخالق واحد وعليه فكل ما سواه فهو مخلوق كل ما سواه فانه مخلوق و سيفصل المؤلف رحمه الله ما يتعلق بهذا الامر بعد قليل ان شاء الله نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وهذه المراتب الاربع شاملة لما يكون من الله تعالى نفسه ولما يكون من العباد فكل ما يقوم به العباد من اقوال او افعال او طرق فهي معلومة لله تعالى مكتوبة عنده. والله تعالى قد شاءها وخلقها. قال على لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين. وقال تعالى ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد. فقال تعالى ولو شاء الله ما فعلوه فذرهم وما يفترون. وقال تعالى والله خلق وما تعملون. احسنت يقول المؤلف رحمه الله وهذه المراتب الاربع شاملة لما يكون من الله تعالى نفسه ولما يكون من العباد ما مراد المؤلف رحمه الله بقوله لما يكون من الله من الله تعالى نفسه ها هو يريد رحمه الله لما يخلقه الله عز وجل خلقا مباشرا يترتب عليه هذه الامور او ينطبق عليه هذه الامور الاربعة فالله عز وجل لما خلق الناس لما خلق ادم لما خلق الجنة لما خلق الله النار فان ذلك كان اه داخلا في علم الله سبحانه وتعالى وشيء شاءه الله تبارك وتعالى وشيء كتبه سبحانه وتعالى ان كان مما خلق الله او ان كان مما يكون قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة اذا كل شيء يرجع الى الله سبحانه وتعالى فانه سبحانه وتعالى هو الذي علم والذي شاه والذي كتب وهو الذي خلق كذلك ما يكون من العباد يعني هو اورد الجملة الاولى لانه يريد ان يمهد بها للجملة الثانية حتى ما يكون من العباد فانه داخل في ماذا في المراتب الاربع بخلاف قول الضالين من القدرية الذين يقولون ان العبد يستقل بمشيئته وفعله هو الذي يشاء فعله ولا علاقة لمشيئة الله بافعاله وهو الذي يحدث او يخلق فعل نفسه. ولا علاقة لخلق الله عز وجل فعله اراد المؤلف رحمه الله ان يبين ان هذا ضلال وان مذهب اهل السنة والجماعة بخلاف ذلك. فكل ما يكون او ما يقوم به العباد من اقوال او افعال او طرق فانها داخلة في المراتب الاربع التي سبقتها يقول اقوال افعال هذي واظحة وتروك هل الترق اشياء عبد اشياء عدمية او هي افعال الترك عدم او فعل لو قلنا ترك آآ لو قلنا آآ عدم طبعا لا ينطبق معنا انها معلومة مكتوبة شائها خلقها العدم الذي هو عدم لا لا يخلق المخلوق هو الموجود اليس كذلك؟ الذي وجد هو الذي خلقه الله لذلك اعيد السؤال هل التروك افعال اجيبوا نعم كلكم ولا احد يقول لا الصواب التفصيل كما بين هذا ابن القيم رحمه الله في الداء والدواء الترك على ضربين قد يكون الترك عدميا وقد يكون الترك وجوديا وهذا هو الذي اراده المؤلف الثاني هو الذي اراده المؤلف رحمه والله الترك العدمي هو ترك الذهول وايش ترك الذهول كونك تترك الشيء او الاشياء ذاهلا عنها هذا لا يعتبر ماذا فعلا يعني كونك الان لا تستحضر بذهنك ولا يرد على ذهنك. كثير من الافعال اليس كذلك وانت في جلوسك الان كونك تاركا للسرقة كونك تاركا للغيبة هل هذا فعل بالنسبة لك اذا كان هذا انت ذاهل عنه ولا تفكر فيه اصلا هل هذا فعل؟ او نقول هذا عدم هذا عدم هذا تركه ايش الذهول اما الترك الوجودي فهو الكف فهو ايش الكف يعني حبس النفس عن الفعل وهذا لا شك انه ايش فعل لا شك انه فعل ويترتب عليه ثواب او عقاب خذ مثلا على هذا احد الثلاثة الذين هم اصحاب الغار الذي انطبق عليهم اصيب في الدنيا قبل الاخرة فرج الله عز وجل عنه بسبب تركه الفاحشة اليس كذلك؟ تمكن من فعلها بابنة عمه ولكنه ماذا ترك ذلك كف نفسه هذا ايش حبس وكف للنفس عن الفعل. فكان في حقه ماذا حسنة اثيب عليها والحسنة لا تكون الا على امر وجودي حسنة والثواب لا يكون الا على شيء ايش؟ وجودي لا يكون على شيء عدمي اذا ما كان من التروك من قبيل الكف والترك وحبس النفس بشروط عند اهل العلم يعني لابد ان يكون هذا لوجه الله سبحانه وتعالى لا رياء فان هذا لا شك انه امر موجود واذا كان تركا لمعصية الله عز وجل كان حسنة يثاب الانسان عليها واذا كان تركا لما اوجب الله سبحانه وتعالى فان هذا معصية يعاقب الانسان عليها. المقصود ان هذا كله معلوم لله ومكتوب عنده والله عز وجل قد شاءه وخلقه لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين. اذا مشيئة الله عز وجل ترجع اليها مشيئة العباد ولا تستقل عن مشيئة الله سبحانه وتعالى. كذلك قوله ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن ان الله يفعل ما يريد هنا في هذه الاية فائدة وهي قاعدة من قواعد اهل السنة في باب القدر وهي ان ما لم يكن فان عدم كونه لعدم المشيئة لا لعدم القدرة من يعيد ما لم يكن الشيء الذي ما كان ولن يكون فان عدم كونه يعني عدم وجوده لما؟ راجع الى ايش انما كان لعدم المشيئة لا لعدم القدرة هذه الامور التي لا تقع مثلا قول الله عز وجل ولو شاء الله ما اقتتلوا هل الاقتتال مقدور لله عز وجل يقدر الله سبحانه وتعالى على ان يشاءه ويخلقه او لا اهو شيء معجز لله اجيبوا لا كلا الله على كل شيء قدير سواء كان موجودا او كان معدوما كل شيء الله عز وجل عليه قدير. لكنه طيب ليش ما حصل؟ ليش ما اقتتلوا ها لان الله لم يشأ وان كان على ذلك قديرا وهذا بخلاف مذهب طائفة من اهل البدع الذين يقولون ان عدم وجود الاشياء كان لعدم قدرة الله تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا كلا بل لو شاء الله لكان هذا الامر الله لا يعجزه شيء سبحانه وتعالى كذلك في قوله ولو شاء الله ما فعلوه لكن الله عز وجل لم يشأ وفي ذلك الحكمة كل الحكمة استدل ايضا بقوله تعالى والله خلقكم وما تعملون هذه الاية اشهر اية تدل على خلقي افعالي العباد لا يكاد يذكر اهل آآ العلم هذه المسألة ويستدلون عليها الا ويذكرون ايش هذه الاية قال الله عز وجل عن ابراهيم عليه السلام قال اتعبدون ما تنفتون. والله خلقكم وما تعملون وهذه الاية فيها بحث كثير كثير من اهل العلم الذين استدلوا بهذه الاية على خلق افعال العباد ازالة الموانع عندي ارادة جازمة لحمل هذا الشيء وعندي قدرة لحمله ولكن جاء الشيخ سعود وهو اقوى مني فوضع يده انا احاول الان ولكن هو ايش اقوى هناك ايش مانع يقولون انما ها هنا مصدرية يعني والله خلقكم وعملكم اذا الاية على هذا صريحة في ماذا في ايش باثبات خلقي افعال العباد يعني افعال العباد الله خلقها والله خلقكم وايضا خلقه عملكم الاية على هذا صريحة لكن الاظهر والله اعلم ان هذا ضعيف وانما ها هنا ليست مصدرية فلا مناسبة بين الانكار عليهم بشأن شركهم وعبادتهم الاصنام واخبارهم بان الله خلق اعمالهم لا مناسبة بنا هذا وهذا بل قال بعض اهل العلم ان هذا اقرب الى الاعتذار لهم. من ان يكون انكارا عليهم والصواب كما اختاره كثير من المحققين كشيخ الاسلام وابن القيم وغيرهما انما ها هنا موصولة. ما ايش موصولة يعني والله خلقكم وخلق الذي تعملون وما هو الاصنام والله خلقكم وخلق الاصنام قال اتعبدون ما تنفتون والله خلقكم وما تعملون يعني انتم تنحتون وتعملون والله خلقكم وخلق هذا الذي تعملونه وهو الاصنام لان الله خالقه كل شيء سبحانه وتعالى. طيب على هذا هل في اية دليل على خلق افعال العباد ها الجواب نعم وهذا من وجهين اولا في قوله والله خلقكم فان الانسان عبارة عن ذات وصفات وافعاله من صفاته الانسان مكون من ماذا من ذات صفات ومن صفاته افعاله اذا الله عز وجل خلقه ومن ذلك خلق فعله الوجه الثاني في قوله سبحانه وتعالى وما تعملون على القول بانها ايش موصولة والله خلقكم وخلق الذي تعملون وهو الاصنام ووجه ذلك ان هذه الاصنام لم تكن اصناما الا بفعلهم فالاصنام من اثار فعلهم. اليس كذلك؟ ما كانت اصناما الا بماذا بالعمل والفعل الذي هو النحت اذا لما كان الاثر مخلوقا فاصله مخلوق. لما كانت كان اثر فعلهم مخلوقا فهم ففعلهم اذا ففعلهم اذا مخلوق والعلم عند الله عز وجل على كل حال الدليل على خلق افعال العباد كثير جدا في الكتاب والسنة حتى قال ابن القيم رحمه الله اوليس قد قام الدليل بان افعال العباد خليقة الرحمن من الف وجه او قريب الالف يحصيها الذي يعنى بهذا الشأن اذا ادلة كثيرة تدل على خلق افعال العباد وما معنى كوني افعال العباد مخلوقة نحن نستيقن ان افعالنا صادرة منا اليس كذلك؟ انا فعلت هذا انا رفعت هذا الكأس يا جماعة هذا فعل ايش صادر مني هل تقولون مع هذا ان الله خلق هذا الفعل اجيبوا يا جماعة الجواب نعم والامران صحيحة والامران مجتمعان ولابد من اعتقادهما الفعل ينسب الي فعلا وكسبا وينسب الى الله سبحانه وتعالى خلقا وايجادا توضيح ذلك باختصار اعلم يا رعاك الله ان الله سبحانه وتعالى قد يخلق الاشياء بلا واسطة وقد يخلقها بواسطة خلق الله ادم وخلق الله الجنة خلق الله السماوات والارض بايش بلا واسطة واضح وقد يخلق بواسطة قد يخلق بوسائط تتوسط في الوجود الله عز وجل خلق حواء؟ اليس كذلك اجيبوا هل خلق ادم وحواء سواء ولا في شيء من الاختلاف خلق ادم ها بلا واسطة وخلق حواء بواسطة ادم وخلقنا نحن بواسطة الوالدين اليس كذلك؟ وخلق النبات بواسطة الماء والتراب والهواء والشمس. اليس كذلك؟ اذا الله يخلق بواسطة ويخلق بلا واسطة مع سبحانه وتعالى عن هذه الوسائط انما هي حكمة الله تبارك وتعالى افعالنا من القسم الثاني خلقها الله عز وجل بواسطة نحن خلقها الله بايش بواسطتنا نحن ومما يقرب لك فهم هذا ان الفعل لا يكون فعلا الا باجتماع ثلاثة امور. اي فعل هذا ها هذه الحركة لا تكون الا بثلاثة امور سبق شرحها واعيدها باختصار. اولا لابد من ارادة جازمة لابد ان اكون ماذا مريدا ارادة جازمة لا تردد فيها. لو كنت لا اريد رفع هذا الكأس هل سارفعه اجيبوا لن ارفعها لو كنت مترددا ها لا ما راح ارفعه حتى تكون ماذا الارادة جازم ها رفعت ثانيا لابد من قدرة تامة لابد ان يكون عندك ايش قوة وقدرة على هذا الفعل رفع هذا مقدور لي يا جماعة اقدر نعم ولذلك رفعته رفع هذه السارية مقدور لي ليس مقدورا لي حتى لو كنت مريدا صح؟ عندي ارادة جازمة مئة بالمئة ان ارفع هذه السارية. ما رأيكم سترفع لا ترفع لعدم وجود القدرة. الامر الثالث لا بد من يرتفع الكأس لا يرتفع هل لعدم الارادة لا هل لعدم القدرة؟ لا لكن لوجود المانع اذا الفعل لا يكون فعلا مطلقا الا بوجود ارادة يعني فعل العباد لا يكون الا بارادة جازمة ولا ولابد من قدرة تامة ولابد من زوال الموانع والسؤال من الذي اوجد فيك الارادة الله عز وجل هو الذي جعل فيك الارادة اي خلقها فيك من الذي اعطاك القوة الله وهو الذي يقدر ان يسلب ذلك اذا شاء في لحظة صح ولا لا ومن الذي يزيل الموانع الله عز وجل فاذا كان الفعل متولدا من هذه الامور الثلاثة وهي راجعة الى الله عز وجل ومنه سبحانه وتعالى الفعل اذا ها مخلوقا لله عز وجل ولابد ان يكون ذلك كذلك الله خالقه كل شيء والافعال في الوجود اكثر من الاعيان ايهما اكثر الذوات ولا الافعاث اجيبوا يا جماعة الافعال انت شخص واحد ذات واحدة لكن كم افعالك لا حصر لها. اذا لو كانت الافعال غير داخلة في خلق الله عز وجل ما صح ان يقال الله خالقه كل شيء اذا كان الله خالقا بعض الاشياء بل كان خالقا اقل الاشياء وحدها باطل قطعا اذا الله ايش خالق كل شيء عينا وذاتا ها او فعله عينا وذاتا او او فعل نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ولكننا مع ذلك نؤمن بان الله تعالى جعل للعبد اختيارا وقدرة بهما يكون الفعل والدليل على ان فعل العبد باختيار كما اننا نؤمن بان الله خالق افعالنا فاننا نؤمن بان الله تعالى جعل للعبد اختيارا وقدرة بهما يكون الفعل هذا الباب اختصره شيخ الاسلام رحمه الله في الواسطية ان كنتم تذكرون. حينما قال رحمه الله والعباد فاعلون حقيقة والله خالق افعالهم اهل السنة يثبتون ايش يا جماعة الشيئين معا الافعال ينظر اليها من جهتين كلاهما ثابت الافعال تضاف الينا فعلا وكسبا لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت وتضاف الى الله عز وجل خلقا وايجادا ولا تعارض بين الامرين ولا تعارض بين الامرين. ولذلك تأمل مثلا في قول الله عز وجل وجعلناهم ائمة يهدون بامرنا وجعلناهم ائمة يدعون الى النار تلاحظ ان هنا امرين ان هناك من يفعل يدعونه والدعاء ماذا فعل الخلق اليس كذلك لكن من جعلهم كذلك ها الله عز وجل من يهد الله فهو المهتدي اذا عندنا امران عندنا هداية وعندنا اهتداء الاهتداء فعله العبد والهداية فعل الله عز وجل اذا نجمع بين نجمع بين الامرين. الله عز وجل هو الخالق والعبد هو الفاعل الله عز وجل هو المقيم والعبد هو القائم العبد هو المصلي والله هو الذي جعله يصلي واضح يا جماعة اذا نجمع بين الامرين وعلى وجه التفصيل لابد من ملاحظة ثلاثة امور اولا ان الفعل مضاف الى العبد حقيقة لا وكما يقول الجبرية مجازا لا الذي فعل حقيقة هو العبد هو الذي قام وقعد وصلى او سرق او كذب العبد هو الذي فعل هذا ولذلك ترتب على فعله الثواب او العقاب لها ما كسبته عليها ما اكتسبت هل تجزون الا ما كنتم تعملون؟ اذا العبد هو الذي فعل والجزاء والثواب ترتب على ذلك. اذا اسناد الفعل الى العبد ها حقيقي طيب الامر الثاني ان العبد له قدرة وهذه القدرة مؤثرة في وجود الفعل تأثير الاسباب في مسبباتها اعيد العبد عنده ايش قدرة وهذه القدرة مؤثرة ولا غير مؤثرة ها لا نقول كما يقولون كسب الاشعري عنده قدرة غير مؤثرة لا اهل السنة يقولون قدرته مؤثرة في وجود الفعل ولكنها تؤثر تأثيره ايش الاسباب وقد مر بنا في دروس سابقة ان السبب لا يستقل بالمسبب بل لا بد من مشيئة الله واعانته واظح يا جماعة اذا العبد له قوة وله قدرة بها يفعل والادلة على ذلك كثيرة. المؤمن قوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف. اذا الانسان قد يكون عنده ماذا قدرة الامر الثالث اثبات مشيئة العبد وانه يفعل باختياره وارادته ومشيئته وان كانت مشيئته ترجع الى مشيئة الله سبحانه ولا تخرج عنها لابد من ملاحظة هذه الامور الثلاثة حتى ينضبط لك فهم هذا الموضوع في ضوء مذهب اهل السنة والجماعة وسيشرحها ويبينها المؤلف رحمه الله اكثر فيما ليش بما كانوا يكسبون لانهم كان منهم هذا الكسب الضال كان منهم الكفر والصد عن سبيل الله عز وجل ترتب على هذا هذا العقاب فاخذته صاعقة العذاب لهون. اذا لا يتأتى نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فالدليل على ان فعل العبد باختياره وقدرته امور. الاول قوله تعالى فاتوا حرثكم انا شئتم. وقوله ولو ارادوا الخروج لاعدوا له عدة فاثبت سبحانه للعبد اتيانا بمشيئته واعدادا بارادته. ولا شك في ذلك وهذا ادلته كثيرة كما سمعت فكلوا منها حيث شئتم اذا لكم مشيئة اليس كذلك؟ قال سبحانه فمن شاء اتخذ الى ربه سبيلا اذا هو ماذا اذا هو يشاء نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الثاني توجيه الامر والنهي الى العبد ولو لم يكن له اختيار وقدرة لكان توجيه ذلك اليه من التكليف بما لا يطاق. وهو امر تأباه حكمة الله تعالى ورحمته وخبره الصادق في قولي لا يكلف الله نفسا الا وسعها. كيف يوجه الامر او النهي الى العبد وليس منه فعل اصلا. هذا تكليف بما لا يطاق والله عز وجل منزه على ذلك منزه عن ذلك ليس كحال الزنادقة كالحلاج الذي يقول القاه في اليم مكتوفا وقال له اياك اياك ان تبتل بالماء. يقول ما حيلة العبد والاقدار جارية عليه اه بكل حال ايها الرائي القاه في اليم مكتوفا وقال له اياك اياك ان تبتل بالماء. عند هؤلاء العبد ليس العبد ليس فاعلا انما هو مفعول به العبد ايش ليس فاعلا انما هو مفعول به ونسبة الفعل اليه مجاز نسبة الفعل اليه مجاز قالوا كما نقول تحركت الشجرة والحق انها حركت وليس تحركت كذلك اذا قلت قاما فعلى صلى زنا والعياذ بالله كل ذلك ماذا فعل به هو مجرد الة يفعل به. طيب من الفاعل الله عز وجل الله عندهم هو الفاعل والعبد ما هو الا مفعول به وهذا مذهب مغرق في الضلال والانحراف مضاد للنقل ومضاد للعقل وتلزمه لوازم يعني تؤدي الى الزندقة والالحاد على كل حال ليس هذا موضع البحث ها هنا المقصود ان كون الامر قد توجه وكون النهي قد توجه الى العبد هذا دليل على ان منه فعلا نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الثالث مدح المحسن على احسانه وذم المسيء على اساءته. واثابة كل منهما بما يستحق. وهذا لا يتأتى الا اذا كان الفعل صادرا من العبد حسنا كان او سيئا لتجزى كل نفس بما تسعى لها ما كسبته عليها ما اكتسبت لا يتأتى في العقل السليم ان يثاب الانسان على فعل غيره انما يثاب ماذا على فعله كذلك لا يعاقب على فعل غيره انما يعاقب على على فعله والله سبحانه وتعالى احكم الحاكمين واعدل العادلين. من يعدل؟ ان لم يعدل الله ورسوله صلى الله عليه وسلم كما قال عليه الصلاة والسلام. اذا من عمل صالحا فلنفسه ومن اساء هو لا غيره فعليها ولذلك ترتب الثواب ترتب العقاب على هذا. فلما زاغوا هم انفسهم لا غيرهم. هم انفسهم كان منهم الزيغ ترتب على هذا العقاب ترتب على هذا العقاب في الدنيا قبل الاخرة. فلما زاغوا ازهاق الله قلوبهم. اذا لا يتأتى ان يكون مدح او ذم او اثابة او عقاب الا والفعل فعلا صادرا من ماذا؟ من العبد. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ولولا ان الفعل يقع بارادة العبد واختياره لكان مدح المحسن عبثا وعقوبة المسيء ظلما. والله تعالى عن العبث والظلم. نعم الرابع ان الله تعالى ارسل الرسل مبشرين ومنذرين لالا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل. ولولا ان فعل العبد يقع بارادته واختياره ما ما بطلت حجته بارسال الرسل نعم لا شك ان الله سبحانه وتعالى انما ارسل الرسل مبشرين ومنذرين واقام الحجة على العباد وهذا لا يكون حقا لا تكون الحجة قائمة على العباد الا والفعل ماذا قد صدر منهم فعلا الا والفعل قد صدر منهم فعلا والا لبطلت حجة الله عز وجل بارسال الرسل وبطل ما يترتب على رد الحجة وعدم قبولها لو كان. ولذلك تأمل معي في اية في كتاب الله توضح لك الحق في هذا المقام. قال سبحانه واما اثمود فهديناهم ما الهداية هنا هداية الدلالة والارشاد جاءتهم الرسل بينت لهم الكتب الامر اصبح واضحا عليهم الحجة قامت عليهم. واما ثمود فهديناهم ماذا كان فاستحبوا الفعل قام هنا في من فيهم هم هم لا غيرهم فاستحبوا العمى على الهدى فاخذتهم صادقة العذاب الهوني ان يكون الله عز وجل قد اقام الحجة على العباد ترتب على ذلك ما ترتب الا والفعل منهم صادر حقيقة ومسند اليهم فعلا. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الخامس ان كل فاعل يحس انه يفعل الشيء او يتركه بدون اي شعور باكراه فهو يقوم ويقعد ويدخل يخرج ويسافر ويقيم بمحو ارادته. ولا يشعر بان احدا يكرهه على ذلك. بل يفرق تفريطا واقعيا بين ان يفعل الشيء باختياره وبين ان يكرهه عليه مكره وكذلك فرق الشارع وكذلك فرق الشرع بينهما تفريقا حكميا فلم يؤاخذ الفاعل بما فعله مكرها عليه فيما تعلق بحق الله تعالى. احسنت. اقول لو لم يكن ثمة دليل شرعي على هذا الاصل يكفي العقل والحس ان الفعل قائم بالانسان حقا وهو عن قدرة مشيئة واختيار انا ارفع الكأس هذا واشربه او اشرب ما فيه لماذا لانني اردت ذلك ولا احد اكرهني عليه. اذا انا احس احساسا ضروريا باني انا الفاعل صح ولا لا؟ ولذلك كل عاقل يفرق بين مختار ومكره صح ولا لا كل عقل يفرق بين الامرين بل كل عاقل يفرق بين حركة السليم وحركة المرتعش الذي يده سليمة نحمد الله على العافية يفعل فعلا ها يرفع يده وينزلها هو الذي مصاب والذي هو مصاب بالرعاش يده ايش ترتعش هل الفعلاني سواء هل الحركتين هل الحركتان سواء حركة السليم وحركة المرتعش اجيبوا يا جماعة لا هذا يدلك على ماذا على ان هذا فعل بماذا بارادته والفعل منسوب اليه حقيقة لانه فاعل بارادته قام الفعل به عن ارادة واختيار وليس انه مكره عليه لو لم يكن في الادلة الا هذا لكفى بهذا ابطالا لمذهب الجبرية الضالين لكن يبقى بعد هذا هل تقرير هذا حجة في حصول المعاصي؟ الجواب لا. بل الله عز وجل له الحجة على العباد. والعباد ليس لهم حجة على الله. وهذا هو الموضع آآ الذي آآ سيتكلم فيه المؤلف لاحقا ان شاء الله. وهو موضع درسنا غدا بعون الله عز وجل. اسأل الله لي ولكم التوفيق والسدادة والهداية والرشاد والثبات على الحق حتى نرقى ربنا انه على كل شيء قدير والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين