وعن ابي هريرة قال النووي كما في الحديث العاشر وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته في سوقه وبيته بضعا وعشرين درجة وذلك ان احدهم اذا توظأ فاحسن الوضوء ثم اتى المسجد لا يريد الا الصلاة لا ينهزه الا الصلاة لم يحدث خطوة الا رفع له بها درجة وحط عنه بها خطيئة حتى يدخل المسجد فاذا دخل المسجد كان في الصلاة ما كان في الصلاة هي تحبسه والملائكة يصلون على احدكم ما دام في مجلسه الذي صلى فيه. يقولون اللهم ارحمه اللهم اغفر له اللهم تب عليه ما لم يؤذي فيه ما لم يحدث متفق عليه وهذا لفظ مسلم قال النووي عقب الحديث وقوله ينهزه هو بفتح الياء والهاء وبالزاي اي يخرجه وينهضه وهذا الحديث ايها الاخوة هو حديث عظيم ففي الخبر حينما قال فاحسن الوضوء اي اسبغ الوضوء وهذا الحديث دليل اكثر الفقهاء القائلين بان صلاة المنفرد في بيته او في سوقه جائزة. قالوا ولو لم تكن الا ما ترتب عليها درجة الاجر الصلاة في مسجد السوق مشروعة ولكن مع وجود هذا الخبر ومع صحته فان ادلة القائلين بوجوب صلاة الجماعة هي ادلة كثيرة عديدة وفي هذا الحديث فضل صلاة الجماعة وفضل الخطأ للمساجد وفضل انتظار الصلاة وان الله سبحانه وتعالى جعل ملائكة يدعون لنا والانسان حينما يذهب الى الصلاة يذهب معتثلا امر الله تعالى يذهب ليكفر عدد المسلمين يذهب ليستمع الى قراءة القرآن يذهب ينال دعوة الملائكة يذهب لاجل مغفرة ذنوب فحطوها يكتب له بها حسنة وخطوة تمحى له بها حسنة اذا على الانسان ان يستغل هذا الامر وان لا يضيعه وكلما عظمت نية الانسان في ذهابه الى المساجد واظهار هذه الشريعة كلما كان ثوابه اعظم. واجره عند الله اكبر. وفي هذا الحديث ملمح عظيم وهو الاخلاص فالاخلاص ايها الاخوة معتبر في تحقيق الثواب العظيم. لقوله صلى الله عليه وسلم ثم اتى المسجد لا ينهزه الا الصلاة بالنيات هي تجارات العلماء كما قال الامام احمد بن حنبل والنية كلما عظمت عند الانسان كلما عظم اجره وثوابه عند ربه وهذا الحديث يجعل في قلب الانسان محبة لله تعالى. اذ ان الله سبحانه وتعالى هو الخالق. وقد خلق الملائكة ملائكة وظائف عظيمة قد بينتها عند شرحي لصحيح البخاري الحديث الثامن عشر بعد الثلاث مئة ومن وظائف الملائكة الدعاء للمؤمنين كما في هذا الحديث. والاستغفار لهم. وربنا جل جلاله يقول الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به. ويستغفرون للذين امنوا ربنا وسعت فكل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم ربنا وادخلهم ربنا وادخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من ابائهم وازواجهم انك انت العزيز الحكيم. وقهم السيئات هذه الاية الكريمة امر من كل مسلم ان يكررها كل يوم ليحذر السيئات ولاجل ان يعلم ان الله سبحانه وتعالى قد جعل من وظائف الملائكة انهم يدعون للمؤمنين ليل نهار صباح مساء وقهم السيئات اذا علم الانسان هذا فكيف يقبل على السيئات؟ السيئات مضرة غاية الضرر ومؤذية غاية الملائكة تدعو تقول وقهم السيئات ومن تقي السيئات يومئذ فقد رحمته. وذلك هو الفوز العظيم الذي ينال رحمة الله يوم القيامة. والذي يكفى الشر يوم القيامة هو الذي وقاه الله تعالى من السيئات فالسيئات مضرة للغاية وتجنبوا السيئات هو اعظم باب من ابواب الحسنات. عليك ان تعلم دائما ان ترك السيئات باب عظيم من ابواب جلب الحسنات فهذه الاية رددها دائما واقرأها على اولادك وذكر الناس بها وفي هذا الحديث استحباب انتظار الصلاة الى الصلاة فهذه سنة قد صارت عزيزة على كثير من الناس وفيه استحباب بقاء المسلم على وضوء. والنبي صلى الله عليه وسلم قال ولا يحافظ على الوضوء الا مؤمن