بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال النووي علينا وعليه رحمة الله السابع عشر عنهم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا مرض العبد او سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا رواه البخاري هذا الحديث حديث جليل وفيه بيان فضل الله سبحانه وتعالى على عباده المؤمنين بمزيد الاجر والثواب على الاعمال في جميع احوالهم. من الصحة والمرض والتفرغ والانشغال وهذا الحديث حينما ساقه الامام البخاري قد ساقه في صحيحه في كتاب الجهاد وبوب عليه باب يكتب للمسافر مثل ما كان يعمل في الاقامة وانتبه الى دقة الامام البخاري في هذا الامر والحديث فيه ان ابراهيم ابا اسماعيل السفسفي قال سمعت ابا بردة واصطحب هو ويزيد ابن ابي كبش في سفر فكان يزيد يصوم في السفر فقال له ابو بردة سمعت ابا موسى مرارا يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا مرض العبد او سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا اي نعم هكذا اخبر التابعي ابراهيم ابو اسماعيل السكسكي ان التابعيين ابا بردة ابن ابي موسى الاشعري ويزيد ابن ابي جبشة خرجا معا في سفر فكان يزيد ويصوم تطوعا في السفر فاخبرها ببردة انه سمع ابا موسى الاشعري رضي الله عنه اكثر من مرة. وهو يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا مرض العبد او سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا لانه من كان يعمل عملا صالحا من صلاة تطوع او صيام او قراءة قرآن او تدريسا ثم سافر او مرن فمنعه ذلك من اداء العبادة التي كان يتطوع بها. كتب الله له اجر العبادة التي كان يفعلها في حال صحته. وفي في حال اقامتي وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى وعظيم احسانه على عباده وهذا الحديث الجليل فيه فوائد. اولا دل الحديث على عظيم رحمة الله تعالى بخلقه. بان ثبت لهم الاجور على الاعمال التي كانوا يعملونها في اوقات صحتهم اقامتهم اذا قصروا فيها بسبب مرض او سفر او انشغال في امر لا بد منه لان الله تعالى لم يكلف العبد فوق طاقته التي جعلها الله له ثانيا هذا الحديث ساقه البخاري في كتاب الجهاد وبوب عليه باب يكتب للمسافر مثل ما كان يعمل في الاقامة ولذا قد يتعطل الجهاد مدد طويلة جدا والناس تريد اداء هذه الشعيرة فمن لا يستطيع ولديه النية الصادقة فان الله يعطيه على نيته فهذا من جودة يعني تبويب الامام البخاري ثالثا السبب في ذكر هذه الترجمة للبخاري. وهذا الحديث في هذا الموضع هو انه يتحدث عن الجهاد والسير وكلاهما يتطلبان من العبد السفر والمشقة لكي يطمئن العبد على نصيبه من الاجر من دون ان يكلف نفسه اكثر من طاقته. فاعماله التي يعملها تبقى له اذا اراد الله بعبده خيرا وفقه الى استغلال اوقات صحته وهكذا وايضا من توفيق الله ان الله سبحانه وتعالى يؤمن العباد فعلى الانسان ان يكثر في اوقات الفراغ وفي اوقات السعة من العبادة وان لا يفرط في ذلك خامسا ينبغي على العبد ان يكون ناصحا لاخوانه دائما فاذا ناسبت فرصة للنصح لم يأل جهدا في ذلك ولذا حصلت النصيحة في هذه الرواية من التابعيين سادسا فضل العمل حال الاقامة والصحة فلا يفرط به ولاجل ان ينال الانسان الاجر اذا سافر او مرض فالانسان يعمل لامرين اولا حتى لا يفرط وعليه ان يغتنم الفرص لانه من فتح له باب خير عليه ان يغتنمه ثانيا حتى اذا انشغل يكتب له مثل ما كان يعمل سابعا عظيم فضل الله وعميم احسانه على عباده وهذا من فضل الله ومن رحمته ثامنا في الحديث تنبيه انه تدخل في ذلك الفرائض التي شأنها ان يعمل المسلم بها وهو صحيح. اذا عجز عن جملتها او بعظها بسبب المرظ كتب له اجر ما عجز عنه حتى صلاة الجالس في الفرض لمرضه يكتب له اجر صلاة القائم يكتب له عنها اجر صلاة القائم هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته