بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم ديني اما بعد قال النبوي علينا وعليه رحمة الله وعن ابي عبدالله جابر بن سمرة رضي الله عنهما قال كنت اصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم الصلوات فكانت صلاته قصدا وخطبته قصدا رواه مسلم قوله قصدا اي بين الطول والقصر اذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بتيسير العبادة وعدم التكلف فيها ويضرب المثل بفعله ليقتدي به كل مسلم وفي هذا الحديث يقول جابر بن سمرة رضي الله عنه كنت اصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم الصلوات اي اداوم على اداء الصلوات الخمس والجمعة خلفه صلى الله عليه وسلم فكانت صلاته قصدا وخطبته قصدا فلا هي طويلة جدا ولا قصيرة بل هي مناسبة للكبير والصغير غير شاقة على احد وهذا الحديث فيه فوائد جليلة. اولا الخطبة فريضة في صلاة الجمعة ويجب ان يخطب الخطيب قائما خطبتين واقل ما يقع عليه اسم الخطبة ان يحمد الله سبحانه وتعالى ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويوصي بتقوى الله هذه الثلاثة فرض في الخطبتين جميعا ويجب ان يقرأ في الاولى اية من القرآن ويدعو للمؤمنين في الثانية فلو ترك واحدة من هذه الخمس لا تصح جمعته ثانيا كانت عبادته صلى الله عليه وسلم وصبا لا افراط فيها ولا تفريط مراعاة للطاقة البشرية لامته ثالثا طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه. اي علامة وضعناه ان هذا مما يستدل به على فقه الرجل رابعا البلاغة في الموعظة مستحسنة لانها اقرب الى قبول القلوب واستجلابها والتأثير فيها فالبلاغة هي التوصل الى افهام المعاني المقصودة وايصالها الى قلوب السامعين باحسن صورة من الالفاظ الدالة عليها وافصحها واحلاها للاسماء واوقعها في النفوس فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقصر خطبته ولا يطيلها. من كان يبلغ ويوجز وعلى الخطيب ان يفكر بالنصائح المؤثرة التي يأخذها المصلي معه خامسا الخطبة تكون متوسطة بين الطول الظاهر والقصر الماحق ولا يلزم منه تساوي الصلاة والخطبة التوسط كل يعتبر في بابه هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته