بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال النووي علينا وعليه رحمة الله وعن ابي ربعي حنظلة بن الربيع الاسيدي الكاتب احد كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقيني ابو بكر رضي الله عنه فقال كيف انت يا حنظلة؟ قلت نافق حنظلة قال سبحان الله ما تقول؟ قلت نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرنا بالجنة والنار كان رأي عين فاذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عافسنا الازواج والاولاد والضيعات نسينا كثيرا قال ابو بكر رضي الله عنه فوالله انا لنلقى مثل هذا. فانطلقت انا وابو بكر حتى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت نافق حنضل يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما ذاك؟ قلت يا رسول الله نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة كان رأي العين فاذا خرجنا من عندك عافسنا الازواج والاولاد والضيعات نسينا كثيرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم لكن يا حنظلة ساعة وساعة ثلاث مرات رواه مسلم قال النووي قوله ربعي بكثرة والاسيدي بضم الهمزة وفتح السين وبعدها ياء مكسورة مشددة اي انه مصغر وقوله عافسناه بالعين والسين المهملتين اي عالجنا ولاعبنا والضيعات المعايش وهذا الحديث فيه فوائد. اولا اهمية المداومة على العمل الصالح وهذا ما ندندن فيه كثيرا ونحث عليه المداومة على العمل الصالح وعدم التفريط في العمل الصالح يقول ابن العربي المالكي علينا وعليه رحمة الله ان القلب لا يثبت على حال وان العبد ليؤمن وتتواتر عنده الايات حتى يتمكن من قلبه ويواظب العمل الصالح حتى تتمرن عليه جوارحه ويواصل الذكرى حتى تطمئن نفسه ثم تعرف حاله او تقرأ عليه غفلة فاذا به زل عن هذه المرتبة فلا يزال يعود الى ذكراه وعمله الصالح حتى يرجع الى ما كان عليه اذا الانسان به حاجة الى العمل الصالح والمداومة عليه وان الانسان اذا اصابته فترة عليه ان يعاود ولذلك الورد اليومي الذي يتخذه الانسان مهم كورد الماء الذي يشربه ثانيا الملائكة يحبون المؤمن ويدعون له لما عليه من الصلاح والطهر والشفافية بالتقوى والايمان والعمل الصالح ولذلك الانسان حينما يؤدي هذه الطاعات يعلم ان الله يراه ويعلم ان الملائكة يحضرون مجالس الذكر والعبادة ويؤمنون على تأمين المؤمن فيسعى الانسان على ذلك ثالثا ان الايمان يزيد وينقص يزيد بقوة الاعتقاد وكثرته وحسن الاعمال والاقوال وكثرتها. وينقص بغز ذلك رابعا المرء تصيبه الغفلة ويقع في الذنب اختبارا وامتحانا يقول ابن العربي المالكي يقول ابن العربي المالكي فتفقن الصحابة لتغير القلب عند مفارقة النبي صلى الله عليه وسلم عن الحالة التي يكون معه عليها وسألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك. فاخبرهم ان تلك الحالة لو دامت لصافحتهم الملائكة معاينة وذلك ممنوع من الله للخلق فما يفضي اليهما والا فلم يحظهم عليه. وهل كان فوق منزلة الخلفاء منزلة يرتقي اليها يرتقى اليها وما كلبهم ملك ولا صافحهم اذا ما يصيب الانسان من بعد الفتور هو امر حتمي لكن ينبغي على الانسان ان يلاحظ نفسه قوله صلى الله عليه وسلم ساعة وساعة اي ساعة لاداء العبودية وساعة للقيام بما يحتاجه الانسان لنفسه سادسا على المؤمن ان يحاسب نفسه. قال ابن الاثير النفاق ضد الاخلاص واراد به في هذا الحديث انني في الظاهر اذا كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم اخلصت فاذا انفردت عنه رغبت في الدنيا وتركت ما كنت عليه فكأنه نوع من الظاهر والباطن وما كان يرضى ان يسامح نفسه. وكذلك كان الصحابة رضي الله عنهم يؤاخذون انفسهم باقل الاشياء اذا ينبغي على الانسان ان يحاسب نفسه وان يراقب نفسه هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته