وفيه ان الثبات على المبدأ امر مهم جدا وانه هو الفوز الكبير. الفوز الكبير هو الثبات هذي حياته امنا برب الغلام فاتي الملك فقيل له واتي الملك فقيل له ارأيت ما كنت تحذر؟ قد والله نزل بك حذر. قد امن الناس فامر بالاخدود بافواه السكك فخدت وابرم فيها النيران. وقال من لم يرجع عن دينه فاقحموه فيها او قيل له اقتحم ففعل حتى جاءت امرأة ومعها صبي لها. فتقاعست ان تقع فيها. فقال لها الغلام يا ام الحديث الثلاثون قال وعن صهيب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان ملك في من قبلكم وكان له ساحر فلما كبر قال للملك اني قد كبرت هل تعرف الحديث يا طه؟ احسنت اني قد كبرت فابعث الي غلاما اعلمه السحر فبعث اليه غلاما يعلمه وكان في طريقه اذا سلك فقعد اليه وسمع كلامه فاعجبه. وكان اذا اتى الساحر مر بالراهب وقعد اليه. فاذا اتى الساحر كذلك الى الراهب. فقال اذا خشيت الساحر فقل حبسني اهلي واذا خشيت اهلك فقل حبسني الساحر فبينما هو على ذلك اذ اتى على دابة عظيمة قد حبست الناس فقال اليوم اعلم الساحر افضل انا الراهب افضل فاخذ حجرا فقال اللهم ان كان امر الراهب احب اليك من امر الساحر فاقتل هذه الدابة. حتى يمضي الناس فرماها فقتلها ومضى الناس. فاتى الراهب فاخبره فقال له الراهب اي بني انت اليوم افضل مني. قد بلغ من امرك ما ارى وانك ستبتلى. انظر ايها الاخ الكريم وانك ستبتلى. فلا ينال احد من عند الله الا بالابتلاء. فالحق حتى يراها قلها لا ينال احد منزلته عند الله الا الابتلاء. فان ابتليت فلا تدل عليه كاد الغلام يبرئ الاشمه والابرص. ويداوي الناس من سائر الادوان. فسمع جليس للملك كان قد عم بهدايا كثيرة فقال ما ها هنا لك اجمع ان انت شفيتني فقال اني لا اشفي احد انما يشفي الله تعالى. طبعا من اسماء الله الشافي كما في صحيح البخاري. واشف انت الشافي لا شافي الا اانت شفاء لا يغادر فقط فان امنت بالله تعالى دعوت الله فشفاك فامن بالله تعالى فشفاه الله تعالى فاتى الملك فجلس اليه فيه كما كان يجلس فقال له الملك من رد عليك بصرك؟ قال ربي قال ولك رب غيري؟ قال ربي وربك الله فاخذهم فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام. فجيء بالغلام فقال له الملك اي بني قد بلغ من سحرك ما تبرئ الاكبه والابرص وتفعل وتفعل. فقال اني لا اشفي احدا انما يشفي الله تعالى فاخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب فجيء بالراهب فقيل له ارجع عن دينك فابى فدعا بالمنشار فوضع المنشار في مفرق رأسه فشقه حتى وقع شقاه ثم جيء جلالة الملك فقال له ارجع عن دينك فابى فوضع المنشار في مفرق رأسه فشقه به حتى وقع شقه اللهم سلمنا وسلم امة الاسلام ثم جيء بالغلام فقيل له ارجع عن دينك فابى فدفعه الى نفر من اصحابه فقال اذهبوا به الى جبل كذا وكذا فاصعدوا تصعد به الجبل فاذا بلغتم ذروته فان رجع عن دينه والا فاطرحوه. فذهبوا به فصعدوا به الجبل. فقال اللهم بما شئت ورجف بهم الجبل فسقطوا وجاء يمشي الى الملك فقال له الملك ما فعل باصحابك ما فعل باصحابك فقال تفانيهم الله تعالى فدفعه الى نفر من اصحابه فقال اذهبوا به فاحملوه في قرقور وتوسطوا به البحر فان رجع عن دينه والا فاقذفوه. فذهبوا به فقام اللهم اكفنيهم بما شئت. ونحن نقول اللهم السيئات اللهم اكفنا شر الاشرار وكيد الفجار وطوارق الليل والنهار فانكفأت بهم السفينة فغرقوا. وجاء يمشي الى الملك فقال له الملك ما فعل اصحابه؟ فقال كفانيهم الله تعالى فقال للملك انك لن انك لست بقاتل حتى تفعل ما امرك به. قال ما هو؟ قال تجمع الناس في صعيد واحد. وتصلبني على جذع ثم خذ سهما من ثم ضع السهم في كبد القوس ثم قل بسم الله رب الغلام ثم فانك اذا فعلت ذلك قتلتني. فجمع الناس في صعيد واحد وصلبه على جذع ثم اخذ سهما منك كنانته. ثم وضع السهم في كبد القوس ثم قال بسم الله رب الغلام. ثم رماه فوقع السهم في صدغه فوضع يده في صدغه فمات. فقال الناس امنا برب الغلام وانظر الى التفاني بالدعوة الى الله فكيف ان هذا الغلام حرص على هداية الناس حتى وان كان هذا سيؤدي الى فاصبري فانك على الحق قال النبوي رواه مسلم ثم قال ذروة الجبل اعلاه وهي بكسر الذال المعجبة وضمها والقرقور بضم القافين نوع من السفل والصعيد هنا الارض البارزة والاخدود الشقوق في الارض كالنهر الصغير واظلم اوقد وانكفأت اي انقلبت وتقاعدت توقفت وجبنت شرح الامام النووي علينا وعليه رحمة الله هذه الالفاظ وهذا الحديث فيه فوائد من فوائد هذا الحديث التفاني بالدعوة الى الله والتوكل على الله سبحانه وتعالى وبعض الناس بعض الناس لاجل ان اظعف قول من يقول بهذا يستدلون بهذا الخبر على جواز العمليات الفدائية العمليات الفدائية باستخدام الحزام الناسف او السيارة المفخخة لا يجوز قطعا ابدا وهذا العمل محرم وهو مخالف لمحكمات الشريعة ومن فعل ذلك مستدلا بهذا الخبر فقد اخطأ غاية الخبر بان الغلام لم يقتل نفسه لان الغلام لم يقتل نفسه ولا بسلاحه ومعلوم بان اهل السوء يبحثون عن سوءهم وفي هذا الخبر يعني ان الكثير من الناس لا يحكمون الشريعة ويحاولون ان يتوصلوا بالباطل الى باطلهم ومن الحكمة في هذا الخبر تعليم الصغار. وكما قال قتادة بن ابن دعامة السدوسي الحفظ في الصغر نقش على الحجر وفي هذا الحديث بيان صبر هؤلاء وفي تفسير سورة البروج ربنا قال انه هو يبدئ ويعيد فربنا جل جلاله له الامر واليه الامر وربنا جل جلاله هو الذي يحاسب العباد وهو الذي يرحم العباد وهو الذي يحيي ويميت وهو الذي بيده كل شيء وانه على كل شيء قدير سبحانه وتعالى ومن المواطن في هذا الصبر بان اصحاب هذه القرية قد صبروا على هذا الشيء وان الله قد انفق هذا الطفل الصغير هذا الصبر