بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين. لقاؤنا هذا اليوم مع حديث من احاديث رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين وهو من الكتب التي قد دخلت بيوت المسلمين اجمع الا ما قل وهو كتاب طيب وقد تحدث الذهبي عن النية التي نواها النووي حتى شاع كتابه وانتشر هذه الشهرة. الكتاب نرويه بحمد الله بالسند المتصل الى الامام النبوي. فبالسند الى الامام النووي قال الرابع اي الرابع من احاديث كتاب المراقبة. الرابع عن انس قال انكم لتعملون اعمالا هي ادق وفي اعينكم من الشعر كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات. رواه البخاري وقال الموبقات المهلكات. اقول وبالله التوفيق هذا القول قول انس بن مالك. قاله لمن لقيه بعد ان عاش عمرا طويلا. فان النبي صلى الله عليه وسلم قد دعا لانس بن مالك بالمال والذرية وطول العمر وقد حصل له هذا وحينما طال به العمر رأى اشياء انكرها على الناس فقد وهم في هذا قائلا انكم لتعملون اعمالا هي ادق في اعينكم من الشعر هذا مثل يظرب على طفل اي ان الناس يستخف بالذنب من الذنوب. وهنا فيه اشارة الى ان انسا قد رأى تغيرات وراء اختلافات وراء تقصير وراء الوقوع في الذنوب من الناس. فانكر عليهم هذا بطريقة حسنة اذا على الواعظ والداعية حينما ينكر عليه ان ينكر بما لا يدخل الضر والاذى على المقابل. كما حصل فمع النبي صلى الله عليه وسلم حينما انكر على اولئك الذين يشترطون شروطا ليست في كتاب الله. فرقى المنبر وحمد الله واثنى عليه وقال ما بال اقوام يشترطون شروطا ليست في كتاب الله. من اشترط شرطا ليس في كتاب الله فهو باطل هكذا على الواعظ وعلى الداعية وعلى منكر المنكر ان لا ينكر بما هو منكر انما ينكر المنكر بالمعروف ولا يدخل الاذى فليدخل الموعظة والتخويف. ومراقبة الله تعالى من خشية الله تعالى. والخشية مزيج من من المحبة والهيبة والخشية لله سبحانه وتعالى. محبة وتعظيم وجلال ومهابة يكون عند العبد فيخشى يا رب ويخاف ربه يتولد من ذلك الخشية لله تعالى. الذي يكون بالله اعرف فهو منه اخوف. فكلما كان الانسان بالله وباسمائه وبكلامه وبحديث نبيه صلى الله عليه وسلم اعرف فهذا سبب وسبيل لان يكون اخوف. اما اذا لم يكن الانسان عارفا بالله ولا باسمائه ولا بصفاته ولا بكلامه ولا بحديث نبيه فهذا قد ذهب الحصون ويأتي الشيطان يقذف الشبه ويقذف الشهوات حتى يدخل الانسان بالذنوب من حيث لا يشعر فاذا دخلت الذنوب استخف هذه الذنوب. ولم يبالي لها بالا. فقال انكم لتعملون اعمالا. ولما اتى للتأكيد انكم تعملون ثم قال لتعملون اعمالا اي اعمال محرمة واعمال تستهينون بها واعمال تستصغرون هي ادق في اعينكم من الشعر ترونها خفيفة. سئل الامام مالك عن مسألة فلم يفت بها. قيل له انها خفيفة قال ليس في ديني شيء خفيف. انا سنلقي عليك قولا ثقيلا. فاذا على الانسان ان ان يعظم حدود الله ان يعظم حرمات الله ولا يتساهل في معصية ابدا ثم اذا تساهل بهذه المعصية سيتساهل بالاخرى ويتساهل بالاخرى ويتساهل حتى يأتيه الموت وهو مفرط مقصر يقول انس كنا نعدها اي الاعمال التي انتم تفعلونها الان وتتساهلون فيها ولا تبالون لها بالا يقول كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات اي من المهلكات. قال النووي رواه البخاري طبعا البخاري اخرجه في باب ما يتقى من محقرات الذنوب باب ما يتقى من محقرات الذنوب وهذا من جودة البخاري طبعا البخاري اخذه من حديث في مسند الامام احمد اياكم ومحقرات الذنوب فانما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا ضبطنا بطنه واد فجاء ذا بعود وجاء ذا بعود حتى جمعوا ما انضجوا به خبزهم. وان محقرات الذنوب متى اجتمعن على الرجل يؤخذ بهن فيهلكنه البخاري اخذ هذا الباب حينما بوب على قول انس باب ما يتقى بمحقات الذنوب من هذا الحديث. ومن حديث اخر في صحيح ابن حبان من حديث عائشة انه قالها يا عائشة اياك ومحقرات الذنوب فان لها من الله طالبا. فالانسان لا يستهن بمعصية بل ينظر الى المعصية بشيء عظيم ولذا جاء في صحيح البخاري من حديث ابن مسعود موقوفا عليه ان المؤمن يرى ذنوبه كمثل الجبل يخشى ان يسقط عليه. واما المنافق فيرى ذنوبه كمثل ذبابة مرت من عند انفه. ولذا الخوف من الذنب وترك الذنب علامة على خشية الله تعالى والتساهل في الذنوب امارة على عدم الخشية من الله تعالى. فقال كنا نعدها على عهد رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات رواه البخاري وقال الموبقات المهلكات. اذا يحذر الانسان من الذنوب لان الذنوب يهلكنا الانسان في الدنيا قبل الاخرة. والقاعدة عند اهل العلم ان الذنوب هي عدو الايمان وبريد الكفر وسبب الشقاء والحرمان ولذا ربنا يقول ليس بامانيكم ولا اماني اهل الكتاب من يعمل سوءا يجزى به. حتى ان البخاري رحمه الله تعالى قد ذكر هذه الاية في بداية كتاب الطب. اشارة الى ان ما يؤذى به الانسان في حياته بسبب ذنوبه فعلى الانسان ان يحذر الذنوب والذنب الذي وقع به الانسان يتركه والانسان يصيب يصيبه الذنب. قال تعالى ان اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون. فيترك الانسان الذنب استغفر ربه ويكثر من العمل الصالح. والذنب القديم الذي اقترفه قبل عشرين عام او ثلاثين عام لا ينسى. بل يذكره ندما واسفا لاجل ان يخضع لربه ومولاه. ولاجل ان يعمل اعمالا كما صنع لام المؤمنين. لما قاطعت عبدالله ابن الزبير اعتقت اربعين نفسا. وكما حصل لعمر بن الخطاب حينما كلم النبي صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية وسأل النبي مستفسرا قال عملت لذلك اعمالا. فاذن لا تستهين بالذنوب ولا تستخفوا بها ولا لخصوا فيها ولا تقول كما يقال هذه خفيفة. او يقال هل بقي على هل بقي فقط هذا الذنب؟ لا يا اخي الكريم. لا تذنب ذنبا لا بلسانك ولا لا بسمعك ولا ببصرك. واذا اقترفت ذنبا فاهلك الذنب بالتوبة والاستغفار والاعمال الصالحة. واذرأ السيئة باي شيء ادرأها بالحسنة لتمحها فان الله قد ضاعف الحسنات ولن يضاعف السيئات. وليحذر الانسان التساهل وليحذر الانسان التسويف بل علينا ان نعجل بالتوبة والندم والاستغفار والعمل الصالح والمراقبة لله تعالى وتعظيم حدود الله على الانسان ان يعظم حدود الله ان تنتهك. واذا رأى منكرا في بيته منعه بيده واذا رأى منكرا ولا يستطيع ان يمنعه بيده. فعند جاره او غيره ينصح بلسانه. واذا مر بمكان لا يستطيع او ان ينفر بيده ولا بلسانه فيجب انكار المنكر بالقلب. فان انكار المنكر بالقلب لا يسقط عن احد ابدا هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته