بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد فهذا كتاب رياض الصالحين الكتاب الذي جعل الله له القبول وانتفع به الناس وهو اسم على مسمى فهو رياض للصالحين يستنشقون من خلاله مشيق الانس ويقرأون احاديث النبي صلى الله عليه وسلم ويطبقونها فانعم به من كتاب فوددت ان اهالي البيوت كل انسان يعمل في قراءة هذا الكتاب هذا الكتاب في باب المراقبة قال الخامس عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله تعالى غار وغيرة الله ان يأتي المرء ما حرم الله ان يأتي المرء ما حرم الله عليه. ان الله تعالى يغار وغيرة الله تعالى ان يأتي المرء ما حرم الله عليه وقلت في طبعتي لهذا الكتاب وقد طبع بهذه البلاد وفي غيرها بحمد الله هامشا علقت فيه نقلته من الشيخ ابن عثيمين علينا وعليه رحمة الله فقلت في الحديث اثبات الغيرة لله تعالى والسبيل اهل السنة والجماعة فيه وفي غيره من احاديث الصفات وايات الصفات انهم يثبتونها لله سبحانه على الوجه اللائق به. يقولون ان الله يغار لكن ليست كغيرة المخلوقين وان الله يفرح ولكن ليس كفرح المخلوق وان الله له من الصفات الكاملة ما يليق به ولا تشبه صفات المخلوقين اذا هذا الحديث فيه اثبات صفة الغيرة لله سبحانه وتعالى وعلى الانسان ان يجعل هذا الحديث شعاره ودثاره في يومه وليلته في بيته وفي عمله في دكانه وفي سوقه وفي جميع حياته وفي جميع اموره في هاتفه في الاجهزة التي اكرمه الله بها في جميع النعم في وظيفته التي يعمل بها في ادارته التي يديرها. ان الله يغار وغيرة الله تعالى ان يأتي هي المرء ما حرم الله عليه ويجعل الانسان هذا الشيء في جميع اعماله لهم ولنا مع هذا الحديث وقفات سبعة. الاولى اولا عليك ان تعلم اخي الكريم ان غيرة الله عليك دليل محبته اليك فانت لا تنظر الى المحرمات وتقول لماذا منعت عنا؟ ولماذا حجبت عنا؟ فاعلم ان من محبة الله لعباده ان الله يغار عليهم وان الله حرم عليهم المحرمات وتأمل هذا في قوله تعالى والله يريد ان يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات ان تميلوا ميلا عظيما. يريد الله ان يخفف عنكم وخلق الانسان ضعيفا. فالانسان ضعيف امام نفسه ضعيف عند الشهوة ضعيف عند الغضب فعلى الانسان ان يعلم ان ارتكابه للمعصية امر يعرض فيه الانسان نفسه للخطر وان الله سبحانه وتعالى قد حرم هذا لاجل ان يحفظ الانسان اذا فقط اخي الكريم فاعلم ان الله يريد قربك اليه. ويريدك ان ان تحبه ويريد ان تكون هذه المحبة مقرونة بطاعته ومن طاعته ان تنتهي عما حرمه الله تعالى ومن المحبة ان لا تذهب اذا الى الحرام ولا تقع في الحرام بل عليك ان تبغض الحرام وان تخالف الحرام وللنبي صلى الله عليه وسلم في هذا مواقف عظيمة ولذا لما مر من القرى التي عاقبها الله تعالى اسرع وتقنى ولما مر بمحسر ايضا اسرع بدابته وهكذا. اذا اعلم ان الله يغار عليك من المحرمات وهذه التي يغار الله عليك منها هي الاشياء التي تضرك والاشياء التي ترضيك والاشياء التي لا تنجب فاعلم ان هذه الغيرة مقرونة بالمصلحة للعبد فعلى الانسان ان ينظر الى هذه المحرمات بانها مضار لان المعاصي عدو الايمان وبريد الكفر وسبب الشقاء والحرمان فربنا يغار على عبده ان يقع فيما يؤذيه الوقفة الثانية من حسن تعاملك مع الله ان تجعل غيرتك موافقة لغيرة الله تعالى. ما دام ان الله يغاضى عليك ان تغار اذا محارم الله فينبغي على الانسان ان تكون له انفة لا يرضى ان يعصى الله وعليه ان تكون له غيرة على دين الله تعالى يغضب لغضب الله تعالى ويغار على ما يغار الله عليه فلا يرضى بالمعصية فاذا ربنا جل جلاله يغار على العباد من اجل ان لا يقعوا في المعاصي. ويغار عليهم ان يقعوا في هذه المحرمات فاذا اجعل الغيرة لله واحتسب وانت تجد بعض الناس يتركون هذه الاشياء بامر غير فطرية وهذا العام الشيء الفطري هذا حسن تجد بعض العصاة حينما يرى الفاحشة يمقتها ويذمها ويحاربها. لكن نحن ايضا نريد ان يحتسب انسان اجره في هذه الغيرة حتى تتحول حياة الانسان الى سجل من الطاعات الوقفة الثالثة في مع هذا الحديث ان الله يحب ان يرى قلبك على ما يحب ويريد ان يرى قلبك يبغض ما يبغض. اذا اجعل قلبك على محاب الله تعالى. اجعل قلبك على محاب الله سبحانه وتعالى بان تحب ما يحب وبان تكره ما يكره ويبغض الانسان ما يبغضه الله تعالى رابعا اعمال القلوب ثوابها عظيم وجزاؤها كبير واعلم ان الغيرة حينما تغار على حرمات الله تعالى وتنكر المنكر بيدك وبلسانك فان لم تستطع فانت تنكره بقلبك اعلم ان هذا من اعمال القلوب التي يؤجر عليها الانسان في الوقف الخامس اذا غار الله عليك من شيء فابتعد عن هذا الشيء مطلقا وكن كما قال ابو حازم سلمة ابن دينار حينما نصح امير المؤمنين حينذاك سليمان بن عبد الملك حينما قال له لا يراك الله حيث نهاك ولا يفتقدك حيث امرك من ان يجعل الانسان دائما يتفكر الانسان بان الله مطلع عليه. وان الله خبير به. وان الله مهيمن وان الله رقيب. وان الله حسيب. فيفتشر الانسان بهذا الجانب انه لا يراه الله تعالى في هذا الموطن الذي لا يريد الله ان يراه فيه وربنا قال اولا يعلمون ان الله يعلم ما يسرون وما يعلنون. طبعا هذه الاية الكريمة قد نزلت في الكلام عن اليهود والخصال التي وقعوا فيها من المناقضات ولكنها هي ايضا عامة فيها تهديد للمؤمنين بان الله مطلع وان الله يعلم وان الله يرى فلما يعلم الانسان ان الله يعلم فعليه ان يخاف ان يقع في المحرم لان الله لا يخفى عليه شيئا في الارض ولا في السماء فربنا يعلم كل شيء ويحاسب على كل شيء الوقفة الثالثة نقول لك يا اخي الكريم ما دمت انك قد تعلمت ان الله يغار وغيرة العبد ان يأتي العبد ما حرم الله فاحذر بطش الله تعالى وربنا فيقول ان بطش ربك لشديد وربنا جل جلاله شديد البطش وربنا يبدي ويعيد فيبدئ الامور ويعيد الامور ويحاسب الناس. وربنا قال لا يعذب عذابه احد. ولا يوثق وثاقه احد باب الله ليس مثله عذاب ووثاق الله ليس مثله مثاب. فعلى الانسان حينما يستذكر غيرة الله يستذكر عذاب الله في الذي يتجرأ على محارم الله ويقع فيما حرم الله الوقفة السابعة والاخيرة وهي يعلم الانسان ان السعادة الحقيقية في مداراتك لغيرة الله تعالى حينما تغار على ما يغار الله عليه وتفرح بطاعة الله التي يفرح الله تعالى بها يتعلق الانسان بالله يعلق قلبه بالله فاذا تعلق القلب مع الله حبا وبغضا فان القلب يعيش حياة السعادة وربنا قال ما عندكم ينفد وما عند الله باق ولنجزين الذين صبروا اجرهم باحسن ما كانوا يعملون. من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة هذا في الدنيا ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون. اذا الحياة الطيبة في الدنيا والسعادة في الدنيا لاهل طاعته وثمة سعادة اعظم وحياة اطيب في الاخرة لكن من فوائد الحسنات ومن فوائد ان الانسان يحرم ما حرم الله عليه ويغار انه يجد الحياة الطيبة في الدنيا حسنة معجلة. وتبقى الحسنة المؤجلة هي الاعظم. وهذا المعنى يذكرنا ما اعتاد عليه الفساق حينما يقولون الحب عذاب هم صدقوا فيما هذا باعتبار ان الانسان اذا احب ما يبغضه الله وتعلق به وعاش عليه فانه سيتعلم لان الله سبحانه وتعالى يسلب من المحبة التي لا تكون له ربنا يسلبها ويعذب القلب الذي لا يتعلق بهم لان الانسان الذي قد يسأل الله خلق الله عظامه وكسى هذه العظام بهذا اللحن وادر عليه النعم فربنا يغار لما يحول الانسان هذه النعم الى غير الله تعالى. فربنا يغار ان يأتي العبد ما حرم الله فيا عباد الله اتقوا الله في انفسكم وجدوا في طاعة الله ومع حديث اخر في وقت لاحق ان شاء الله تعالى نسأل الله ان يتمم لنا ولكم هذا الكتاب واكرر فيه بودي ان تجعلوا اهل بيوتكم يقرأون من كل في كل يوم حتى ولو حديثا واحدا لن يأخذ طويلا من الوقت ولكن الكتاب مهم جدا هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته