الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فقد نقل النووي رحمه الله في رياض الصالحين عن انس بن مالك رضي الله تعالى عنه خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال من عال جاريتين حتى تبلغ جاء يوم القيامة انا وهو كهاتين اشار صلى الله عليه وسلم وظم صلى الله عليه وسلم اصابعه رواه الامام مسلم. هذا الحديث الشريف فيه بيان فظل رعاية البنات اذا رزق الله تعالى العبد اناثا يقوم عليهن فهذا الفضل العظيم بينه سيد الانام صلوات الله وسلامه عليه فقال من عال جاريتين عال اي تكلف بجاريتين سواء كانتا ابنتين او او اختين او غير ذلك من النساء اللواتي يحتجن الى من يقوم عليهن فالجاريتان في الحديث هما البنتان الصغيرتان وسوانا وسواء كانتا له او لغيره من اخوات او غير ذلك ممن يحتاج الى رعاية من جنس الاناث والنص على البنات في هذا الحديث هل يمنع فوات الاجر فيما لو كان على ابنين قال بعض اهل العلم نعم هذا فضل خاص برعاية البنات والسبب في ذلك ثقل شأن البنات على نفوس كثير من الناس لا سيما في الزمن السابق لما كان البنات آآ يجري معهن من آآ العمل من الوأد ونحو ذلك ما هو معروف في الجاهلية حتى في الزمن المعاصر فانه في القيام على البنات من المؤونة والكلفة ما ليس في القيام على الابناء وذلك ان البنات لا يستغنين عن من يرعاهن ماديا ومعنويا بخلاف الصبيان والرجال والابناء فانهم قد يستغنون ماديا ويستغنون معنويا اكثر من البنات وقال اخرون بل هذا الحديث ورد على سبب وهو قوله في شأن جاريتين معينتين. هذا الحديث فلا يمنع ان يكون المقصود هو رعاية من يحتاج الى رعاية من الجواري والصبيان وفضل الله واسع و قوله صلى الله عليه وسلم حتى تبلغ المقصود به حتى تبلغ الكفاية وليس المقصود البلوغ هو اصول سن التكليف. لانه قد تبلغ المرأة سن التكليف ولا ولا تزال محتاجة الى من يرعاها من يقوم عليها فقوله حتى تبلغ اي حتى تكتفي وتستغني عن الرعاية الاعالة فمن عال جاريتين تكفل بمؤنتهما وقام على شؤونهما اصلاحا وسعى لهما ما يحقق لهما الكفاية الرعاية وحسن التنشئة كان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم جاء يوم القيامة انا وهو كهاتين وضم اصابعه صلى الله عليه وسلم جاء يوم القيامة ان يأتي يوم القيامة ويثاب على ذلك بهذا الاجر العظيم وهو القرب من النبي صلى الله عليه وسلم فظموا الاصابع بيان للقرب الذي ليس بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم يكون قريبا قربا ليس بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم حائل كما هو الشأن في الاصابع انه ليس بينها وبينها بين بعضها حائل وهي متقاربة. لا سيما اذا ضمت وهذا يدل على شدة المقاربة وقوله صلى الله عليه وسلم انا وهو كهاتين اي في دخول الجنة والسبق اليها هذا احد المعاني والمعنى الثاني اي في قرب الدرجة والمنزلة وهذا المعنى الاخر ولا يمنع ان يكون المعنى للحديث هو السابق مع القرب فيجتمع في فضل الرعاية للبنات والقيام عليهن انه يسبق في دخوله الجنة فيرافق النبي صلى الله عليه وسلم في الدخول اولا لانه اول من يدخل الجنة صلوات الله وسلامه عليه وايضا يكون قريبا منه في المنزلة وان كان هذا القرب لا يستلزم المساواة فبين منزلة النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الانبياء فضلا عن الصالحين من اصحاب الاعمال الصالحة منازل لكنه قريب منه صلى الله عليه وعلى اله وسلم. وهو نوع من القرب الذي يتحقق به مرافقته صلى الله عليه وعلى اله وسلم نسأل الله من فضله وهذا الحديث فيه جملة من الفوائد من فوائده الحث على رعاية البنات والقيام بشؤونهن وان ذلك مما يعقب الانسان خيرا وفيه ان كلما كثر عدد من يقوم عليه من الاناث سواء كان من بناته او اخواته او غير ذلك عظم اجره. فالنبي صلى الله عليه وسلم قال من عال جاريتين فمن عال ثلاث كان اولى بالفظل. من عال اربع كان اولى بالفظل وفيه ايضا ان الاجر العظيم قد يرتب على عمل يسير فان القيام على الجاريتين قد يكون ميسورا لمن كانت حاله حسنة. ووسع الله تعالى عليه في الرزق فلا يكلفه القيام عليهما في الكلفة والرعاية شيئا كثيرا وفيه ان من باشر ذلك بنفسه كان اعظم اجرا فان باشره فان قام به بنائبه بان وكل من يقوم على على بناته او اخواته و تابع ذلك كان داخلا في الحديث والمقصود ان رعاية البنات مما يؤجر عليه الانسان اجرا عظيما وفيه ان فظل رعاية البنات اعظم من غيره هذا بعض ما في هذا الحديث نسأل الله تعالى ان يرزقنا واياكم حسن القصد وصلاح العمل وان يفتح لنا ابواب الخير وان يعيننا على استثمار طرق البر وان يجعلنا فيها من السابقين وان يرزقنا مرافقة سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليه. وصلى الله على نبينا محمد واله