بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال النووي علينا وعليه رحمة الله باب في المحافظة على الاعمال المرء يكثر من العمل الصالح ولا يفرط فيه ثم عليه ان يحافظ على العمل الصالح ثم ذكر الايات مستدلا على هذا الباب لاهمية العمل الصالح وفوائده قال الله تعالى الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين اوتوا الكتاب تاب من قبل فطال عليهم الامد فقست قلوبهم ولذا فان الانسان اذا فرط في العمل الصالح فانه يقسو قلبه وقال تعالى وقفينا بعيسى ابن مريم واتيناه الانجيل وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة رهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم الا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها فالانسان يرعى امور الدين. لا يفرط فيها ولا يزيد عليها وقال تعالى ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة ان كافى هذه الاية من سورة النحل مثال لمن عمل عملا صالحا عليه ان لا يدعه. وعليه ان لا يبطله وقال تعالى واعبد ربك حتى يأتيك اليقين اذا الانسان يجعل الموت ويجعل دار الاخرة نصب عينيه ويبقى يعمل قال النووي واما الاحاديث فمنها حديث عائشة وكان احب الدين اليه ما داوم صاحبه عليه فالمداومة على العمل الصالح دلالة على الرغبة واذا عمل الانسان اعمالا صالحة ثم تركها كانه زهد في طاعة الله يقول وقد سبق في الباب قبله قالوا عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نام عن حزبه الحزب هو كما فسره ابن جرير الطبري قال جماعة في السور التي كان يقرأها في صلاتهم بالليل. جماعة سورة التي كانوا يقرأونها في صلاتهم في الليل. وتأمل الحزب باعتبار انه عدة سور يعني فيها اشارة لان الانسان يقرأ ما يستطيع قراءته وان يجعل كم من جيدا حتى الانسان يملأ وقته بقراءة القرآن يتدبر المعاني فانه ينال البركة بذلك قال من نام عن حزبه من الليل او عن شيء منه يعني جزء من حزبه فقرأهما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر. يعني يحق له ان يقرأه في غير هذا الوقت لكن حتى في مسألة القضاء على الانسان ان يبادر ولا يؤخر فيتأخر قال فقرأه ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل باعتبار هذا الوقت هو يعني وقت الطاعة ووقت القربة قال رواه مسلم وهذا الحديث فيه فوائد جديدة. اولا الحديث دليل على ان كل ورد من قول او فعل يفوت الانسان يعني انه يثبت له اجره اذا قظاه كاملا ثانيا قال ابن هبيرة من لطف الله بعبده انه اذا استمر في الامور في الغالب فبدر منه ما يخالف تلك الحال الغالبة عليه سمح فان الله تعالى قد فسح لهذا النائم في الاستدراك ولم ينقصه من ميزان يجر ذلك الوقت الشريف شيئا ثالثا يقول ابن هبير ايضا وفيه من الفقه الحض على قضاء الفوائت من النوافل على سبيل التدارك لئلا يعتاد اسقاط النوافل عند فواتهم فان استدامة العمل عمل فوق العمل رابعا هذا اصل على ان المسلم له ان يجزئ حزبا يقرأه من القرآن حتى يستديم الطاعة وقد كان عليه الصلاة والسلام يحب من الطاعة ما كان ديمة وان قل خامسا الاكثار من تلاوة القرآن وان لا يفرط فيه ابدا. هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته