بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال النووي علينا وعليه رحمة الله السابع عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان مثل ما اتني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث اصاب ارضا فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء فانبتت الكلأ والعشب الكثير وكان منها اجاذب امسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا منها وسقوا وزرعوا واصاب طائفة منها اخرى انما هي قيعان لا تنسوا ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه بما بعثني الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي ارسلت به. متفق عليه فقه بضم القاف على المشهور وقيل بكسرها اي فقها اي صار فقيها. ونحن نعلم بان الفقه هو اقرب طريق الى الله. ما عبد الله بمثل الفقه ولذا لما تقرأ في سير الانبياء والصالحين تجد انه قد اتصفوا بالتفقه في دين الله تعالى. فينبغي على الانسان ان لا يفرط في التفقه وهذا الحديث فيه تشبيه وتمثيل حتى يستثمر الانسان العلم ولذا فان في هذا الحديث فوائد اولا العالم العامل المعلم بمنزلة الارض الطيبة شربت فانتفعت في نفسها وانبتت فنفعت غيرها. وهكذا ينبغي على الانسان ان يتعلم في عمل ويعلم ثانيا الجامع للعلم المستفيد لانواعه وفنونه الا انه غير عامل بنوافله ولم يتفقه فيما جمع لكنه نفع غيره هو بمنزلة الارض التي يستقر عليها الماء ينتفع الناس به لكن عليه ان ينفع نفسه كما انه ينفع الناس ثالثا الذي يسمع العلم فلا يحفظه ولا يعمل به ولا ينقله لغيره وهو بمنزلة الارض السلخة او الملساء التي لا تقوى للماء او تفسده على غيره رابعا في الحديث الاشارة الى لزوم تحصيل البركة لكل احد وهي كما قال ابن القيم ان بركة الرجل تعليمه للخير حيث حل ونصحه لكل من لقيه قال تعالى اخبارا عن المسيح وجعلني مباركا اينما كنت اي معلما للخير داعيا الى الله مذكرا به. مرغبا في طاعته فهذا من بركة الرجل ومن خلا من هذا فقد خلا من البركة ومهقت بركة لقائه والاجتماع به بل تمحق بركة من لقيه واجتمع به. فانه يضيع الوقت في الماجريات ويفسد القلب وكل افة تدخل على العبد فسببها ضياع الوقت وفساد القلب وتعود بضياع حظه من الله ونقصان درجته ومنزلته عنده ولهذا وصى بعض الشيوخ فقال احذروا مخالطة من تضيع مخالطته الوقت وتفسد القلب فانه متى ضاع الوقت وفسد القلب انفرطت على العبد اموره وكان ممن قال الله تعالى فيه ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان امره فرطا. انتهى كلام ابن القيم خامسا اما بركة العالم فهو ان يحرص على وقته غاية الحرص ويستثمره بالانفع فيغتنم التأليف والتحقيق راجيا ان يدخل علمه كل بيت فاذا صنف الكتب النافعة انتفع بها في حياته وبعد مماته. وقد تنتقل من جيل الى جيل ويحرص العالم العامل على خدمة العلم عن طريق تكوين العلماء بتدريسهم وتوجيههم فينتفع ينتفعون بعلمه وينتقل علمه جيلا الى جيل ومنهم من يمن الله عليه بالامرين التأليف وتكوين العلماء فيكون له ذكر الحسن والدعاء وينتفع عمله وهذا على طريقة الحريص كل الحرص هو الذي يحرص ان يبقى عمله بعد وفاته نعم ان الانسان يغتنم وقته بالاعمال الصالحة. لكن حرص كل الحرص الذي يحرص ان لا تنقطع حسناته عند وفاته هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته