بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما ماذا قال النووي علينا وعليه رحمة الله العاشر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بموعظة فقال يا ايها الناس انكم محشرون الى الله تعالى حفاة عراة غرلا كما بدأنا اول خلق نعيده وعدا علينا انا كنا فاعلين الاوان اول الخلائق يكسى يوم القيامة ابراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام الاوانه سيجاء برجال من امتي فيؤخذ بهم ذات الشمال واقول يا رب اصحابي فيقال انك لا تدري انك لا تدري ما احدث بعدك فاقول كما قال العبد الصالح وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم الى قوله العزيز الحكيم فيقال لي انهم لم يزالوا مرتدين على اعقابهم منذ فارقتهم متفق عليه قال النووي غرلا اي غير مفتون وقال النووي في تفسير هذا الحديث كما نقلناه في الهامش المقصود انهم يحشرون كما خلقوا لا شيء معهم ولا يفقد منهم شيء فتأمل هذا الخطاب يا ايها الناس فهو خطاب لجميع الناس وبذلك يتبين لك ان دعوة النبي صلى الله عليه وسلم هي دعوة لجميع الناس فعلينا ان نبلغها للجميع وبجميع اللغات وتأمل الخطاب انكم محشورون الى الله تعالى. فالانسان بعد الموت يبعث ثم يحشر الى الله تعالى. ما هو الحال الذي يحشر عليه الناس حفاة اي من غير نعال عوراتا اي من غير ملابس غرلا اي غير اي كما خلقهم الله تعالى ولذلك الانسان اذا توفي نزع منهم ما كان قد حمله من اوسمة او شهادات او اموال ونحو ذلك. وانتقلت الى غيره ينتقل المال الى غيره ولما يبعث الانسان يبعث وليس معه شيء الا العمل الصالح لما قال النبي هذه الموعظة البليغة قال كما بدأنا اول خلق نعيده وعدا علينا انا كنا فاعلين. استدل بالاية الرابعة بعد المئة من سورة انبياء ثم بين حال الناس باعتبار انه ابان انهم يخرجون من قبورهم هكذا ابانا من اول من يكسى؟ قال الاوان اول الخلائق يكسى يوم القيامة ابراهيم وسيأتينا في الفوائد ان ابراهيم لانه قد جرد في الله وفيه تنبيه على ان من اصابه الضر في الله تعالى فانه يجازى على ما يصاب به قال الا وانه سيجاء برجال من امتي فيؤخذ بهم ذات الشمال هذا فيما يتعلق باولئك الذين ارتدوا بعد النبي صلى الله عليه وسلم يؤخذ بهم الى نار فاقول يا رب اصحابي فيقال انك لا تدري ما احدث بعدك وتأمل انك لا تدري ما احدثوا بعدك حتى يعلم الانسان ان العبد عبد هو ان الرب رب سبحانه وتعالى فيقول كما قال العبد الصالح وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم ولذلك ينبغي على الانسان ان يقرأ القرآن وان يتعرف على الايات والمعاني فيعمل بها في حياته الى قوله العزيز الحكيم اي قرأ الاية السابعة عشرة بعد المئة للاية الثامنة عشرة بعد المئة من سورة المأجر فيقال لي انهم لم يزالوا مرتدين على اعقابهم منذ فارقتني قوله حفاة عراة غرلا هذا فيه حقارة الدنيا فكما ولد الانسان حين ولد بلا ثياب ولا نعل ولا ختان فكذلك يبعث فكيف يتكالب الناس على دنيا لن يخرجوا منها الا كما ولدوا فيها لكن من امن وعمل صالحا فينفعه ايمانه وعمله الصالح ثانيا تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن. فقوله يا ايها الناس انكم محشورون الى الله تعالى حفاة عراة غرلا هو تسيير للاية. كما بدأنا اول قلقا نعيده ولذلك اردف كلامه بالاية ثالثا اول من يكسى يوم القيامة ابراهيم عليه السلام. وهذا من خصائصه فهو اول من يكسى من لباس الجنة والحكمة في كون الخليل عليه السلام اول من يكسى لكونه جرد حين القي في النار ولانه اول من انتخب السرابيل ولا يلزم من تخصيص ابراهيم باولية الجسد هنا افضليته على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لان حلة نبينا اعلى واكمل بنفاستها مع فاتن من الاولية واكرم لنبينا صلى الله عليه وسلم من فضائل مختصة به لم يسبق اليها. ولم يشارك فيها ولو لم يكن سوى خصوصية الشفاعة العظمى لكفى قال ابن حجر ولا يلزم من خصوصيته عليه السلام بذلك تفضيله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. لان المفضول لقد يمتاز بشيء يخص به ولا يلزم منه الفضيلة المطلقة ويمكن ان يقال لا يدخل النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك على القول بان المتكلم لا يدخل في عموم خطابه رابعا ذات الشمال اي الى النار وهذا فيه شؤم الردة والمعصية والبدعة فان من تلبس بذلك فهو متوعد بالنار ولو عاصر النبي صلى الله عليه وسلم فحمله بعض اهل العلم على الذين ارتدوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم. فقوله من اصحابه اي باعتبار ما كان قبل الردة لا انهم ماتوا على ذلك ولا شك ان من ارتد سلب اسم الصحبة. لانها نسبة شريفة اسلاميا فلا يستحقها من ارتد بعد ان تصف بها خامسا ننشر الاية كنت انت الرقيب عليهم. يؤكد ان المقصود هو ما احدثه اقوام بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم سادسا قال ابن حجر الحكمة في كون ابراهيم اول من يكسى انه جرد حين القي في النار. وقيل لانها اول من استنى التستر بالسراويل. وقيل انه لم يكن في اخوف لله منه فجعلت له الجسوة امانا له ليطمئن قلبه وهذا اختيار بعض اهل العلم فاول من يكسى ابراهيم عليه السلام ثم يكسى الناس بعد ذلك. فالصالحون يكسون ثيابا كريمة تناسب حالهم والطالحون يسربلون بسرابيل قطران ودروع الجرب ونحوها من الملابس التي تناسب حالهم ففي صحيح مسلم عن ابي ما لك الاشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال النائحة اذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران. ودرع من جرب نسأل الله العافية ونسأل الله ان يرحمنا وان يرحم امة محمد صلى الله عليه وسلم اجمعين هذا وبالله التوفيق والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته