بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى الدين اما بعد قال النووي علينا وعليه رحمة الله باب في من سن سنة حسنة او سيئة فالانسان يسن سنة حسنة كشخص يتقن قراءة سورة الفاتحة فيقرأها قراءة متقنا ثم يعلق على كيفية نطق حروفها فيجعلها للناس فكل من قرأها وانتفع منها اجر للانسان. والمرء يعظم النية في هذا لاجل ان تدخل الى كل بيت. فيؤجر الانسان على هذا اجرا كبيرا وكذلك يتوسع الانسان في امر النية فينوي انه يأتي اخرون يصنعون مثله بل يصنعون مثله في جميع المصحف صفحة صفحة فهكذا ينوي الانسان هذه ان هذه هي السنة الحسنة لما يكون شيء مشروع في الدين فيأتي الانسان يقوم به فيقتدي به الاخرون فاذا نوى هذا اقتدى به الاخرون كان من كسبه لان الانسان ليس له الا ليس له من العمل الا من كسبه وقال باب في من سن سنة حسنة او سيئة ما اكثر الذين يسنون السنن السيئة عياذا بالله تعالى وقد تسهلت على الناس المعاصي في كثير من القنوات والصفحات والحسابات وهباب خطير جدا قال الله تعالى والذين يقولون ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين واجعلنا للمتقين اماما وجه الشاهد هنا واجعلنا للمتقين اماما وتأمل في هذا الدعاء ان الانسان يسأل ربه ان يهب له الذرية الصالحة من البنين والبنات فالبركة ليست فقط في البرين في البرين والبنات. والانسان قد يخرج من صلبه فتاة تملأ الارض علما ونورا وخيرا وصلاحا وقد يكون عمل الاب باقيا الى يوم القيامة. بسبب بنت صالحة تبث العلم وتبث الخير وتعلم نفسها واهل بيتها ومن حولها فيقتدي بها الناس جيلا وجيلا ربنا هب لنا من ازواجنا. يسعى الانسان الى صلاح الزوج والمرأة ايضا ايضا تسعى لصلاح الزوج. فهكذا يسعى الانسان ويصبر على الاخر ويكون الانسان قدوة لاهل بيته. وذرياتنا يسعى الانسان في صلاح الابن وابن الابن وهكذا قرة اعين هذا الولد الصالح الذي يكون صالحا تقر عينك فيه لا تتمنى ان يصير مثل ابن فلان لانه قد صار قرة عين واجعلنا للمتقين اماما اي ان الانسان يكون اماما في الخير يقتدى به ولذلك ابراهيم عليه السلام امام في الخير ويقتدى به وهذا من اسباب اننا نذكره في كل صلاة حتى نقتدي به وبطريقته وقال تعالى وجعلناهم ائمة يهدون بامرنا يعني باي شيء بالوحي الذي انزله الله تعالى ثم ساق هذا الحديث الجليل عن ابي عمرو جرير ابن عبد الله رضي الله عنه قال كنا في صدر النهار اي في اول النهار عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءه قوم عراة مجتابي النمر. عراة ليس انهم ليسوا لابسين شيء. لكن ليس ملبسهم هو اللبس الشاس التام او العباء وهاي اشارة الى فقرهم وحاجتهم متقلدي السيوف عامتهم من مضر بل كلهم من مضر. فتمعر اي تغير وجه النبي صلى الله عليه وسلم حزنا على الحال الذي هم فيه وهكذا ينبغي على الانسان ان يستشعر حاجة اخوانه فتمعر رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى بهم من الفاقة اي شدة الاحتياج فدخل ثم خرج وتأمل بانه ليس عنده ما يقدم لهم. فدخل ثم خرج فامر بلال لم فاذن واقام. فصلى ثم خطب فقال يعني انتظر وقت صلاة الظهر لاجل ان يخطب بالناس فقال يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة. وتأمل ان وجه الشاهد طبعا قال الى اخر الاية ان الله كان عليكم رقيبا لكن هنا اشارة الى ان المؤمن يحسن الى اخوانه لانهم يعودون الى عائلة واحدة واسرة واحدة ادم وحواء وتأمل هنا في اخر ان الله كان عليكم رقيبا. فالله رقيب علينا قال والاية الاخرى التي في اخر الحشر يا ايها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد. هذه الاية اخص من السابقون ففي الاية الاولى بيان اخوة الطين وفي هذه الاية بيان اخوة الدين وان الانسان عليه ان ينظر فيما يقدمه ثم قال تصدق رجل من ديناره. هذا خبر يراد به الامر وجاء بصيغة الخبر لامر بلاغي تصدق رجل من ديناره من درهمه من ثوبه من صاع بره من صاع تمره وهنا اشار الى ان الانسان عليه ان يتصدق حتى ولو بشيء يسير. حتى قال ولو بشق تمرة تأمل اي نصف التمرة فجاء رجل من الانصار بصرة كادت كفه تعجز عنها. بل قد عجزت الصرة هي الوعاء الذي الشيء الذي يضع فيه المال بل قد عجزت ثم تتابع الناس حتى رأيت كومين من طعام وثياب حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل كانه مذهب اي الفضة الملمعة بالذهب فتأمل لما رآهم تمعر وجه النبي لما رأى انه قد تهيأ له ما يكفيهم تهلل وجه النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سن في الاسلام سنة حسنة فله اجرها هذا الشخص اللي اول ما اتى بالمال اقتدى به الاخرون قال من سن في الاسلام سنة حسنة فله اجرها واجر من عمل بها بعده من غير ان ينقص من اجورهم شيء ومن سن في الاسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير ان ينقص من اوزارهم شيء رواه مسلم اي رواه الامام مسلم في صحيحه ثم بدأ النووي يشرح بعض الكلمات لانها كلمات تحتاج الى بيوم. قال قوله من كتابي النمار هو بالجيم وبعد الالف باء موحدة. والنمار جمع نمرة وهي كساء من صوف مخطط ومعنى مشتاريها اي لابسيها قد خرقوها في رؤوسهم والجو القطع ومنه قوله تعالى وثمود الذين جابوا الصخر بالواد اي نحتوه وقطعوه وقوله تمعر هو بالعين المهملة اي تغير وقوله رأيت قومين بفتح الكاف وضمها اي صبرتين وقوله كانه مذهبة هو بالذات المعجمة وفتح الهاء والباء الموحدة قاله القاضي عياض وغيرهم وصحفه بعضهم فقال مدهنة بدال مهملة وضم الهاء وبدون وكذا ظبطها الحميدي. طبعا هذا في الجمع بين الصحيحين والصحيح المشهور هو الاول والمراد به على الوجهين الصفاء والاستنارة اي ان وجه النبي صلى الله عليه وسلم قد رؤي فيه السرور الكبير اذا هذا الحين فيه فوائد وانا في تعليق على رياض الصالحين ذكرت الفايدة قلت قال النووي في شرح مسلم فيه الحث على الابتداء بالخيرات وسن السنن الحسنات والتحذير من اختراع الاباطيل والمستقبحات ثانيا تضمنت خطبة النبي صلى الله عليه وسلم واستشهاده بالايات معنى حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا وانظروا ماذا ادخرتم لانفسكم من الاعمال الصالحة ليوم معادكم وعرضكم على ربكم ثالثا يشرع الفرح والسرور بعبادة المسلمين الى طاعة الله وبذل اموالهم وامتثال امور الدين ودفع حاجة المحتاجين رابعا السنة الحسنة هي الطريقة المحمودة التي يدل عليها الكتاب والسنة خامسا السنة السيئة هي التي تبتدع بعد تمام الدين على انها منه سادسا مشروعية تحريض الناس على الصدقة حينما تدعو الحاجة اليها سابعا الحريص هو الذي يجد في الاعمال التي لا ينقطع ثوابها ومنها التي تكون سببا للاقتداء بفاعلها ثامنا جاء الامر بالصدقة باسلوب الخبر لا باسلوب الامر ليكون الرفق بالطلب والتعريض به ادعى الى صدق البذل وجاء تاسعا وجاء على سبيل التنفير والابهام تصدق رجل جاء على سبيل التنفير والابهام لا على سبيل الخطاب والتعيين ليكون وقع الطلب على نفوسهم هينا ولاجل ان يتنافسوا في البذل ويظهر فضل السابق منهم الا الخير هذي عشر او عاشرا جاء الحث على الصدقة على مقدار الاستطاعة حتى لا يعتذر منهم معتذر بانه لا كثير عنده ينفق منه وحتى لا يخجل منهم مقل بما يقدم من قليل عطاء هذي عشر انما كان لصاحب السنة الحسنة اجرها واجر من عمل بها من بعده مع انه ليس للانسان الا ما سعى لان السبق الى فعل الخير لان يعني في السبق الى فعل الخير تأثير في اقتداء الاخرين به هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته