بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى الدين اما بعد الحديث السادس عن ام المؤمنين ام الحكم زينب بنت جحش رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها فزعا. اي حال كونه فزع يقول لا اله الا الله ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وحلق باصبعيه الابهام والتي تليها فقلت يا رسول الله انهلك وفينا الصالحون قال نعم اذا كثر الخبث متفق عليه اي اتفق البخاري ومسلم عن تخريجه اتفقا على تخريجه من حديث ام المؤمنين زينب بنت جاش كثر الخبث اي الفجور والفسق وهو في حقيقة الامر يطلق على الزنا. وما يؤول اليه من انتشار الصور والافلام ونحو ذلك وما رأينا في زمان كهذا الزمان الذي قد انتشرت فيه هذه الموبقات ولذلك ينبغي على اهل العلم ان يحبوا بالدعوة الى الله وتحذير الناس من الشهوات وهذا الحديث فيه فوائد جليلة. اولا اذا كثرت الشرور والمعاصي فانها من اسباب الهلاك. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الناس اذا رأوا المنكر فلن يغيروه او في ان يعمهم الله بعقابه فالواجب انكار المنكر بالفعل فان عجز فبالقول فان عجز فبالقلب. وهنا لا ننسى ان انكار المنكر بالقلب لا يسقط عن احد ابدا وربنا جل جلاله يقول لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ثم فسر ربنا ذاك قال كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون. وتأمل ان ترك الواجب هو فعل. فيحاسب الانسان على فعله وهو ترك الواجب اذا الواجب على المسلمين انكار المنكر وعلى ولاة الامور يجب انكاره وعلى الانسان في بيته مع اهله مع زوجته مع اولاده وعلى اهل الحسبة المعينين لهذا الامر عليهم ان ينكروا المنكر ولهذا يقول جل جلاله في كتابه العظيم والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر فاذا كثر الخبث والمعاصي ولم تنكر. كان هذا من اسباب هلاك الامة ولا حول ولا قوة الا بالله ثانيا ام المؤمنين ام الحكم زينب بانتجاح السويه الاسدية تزوجها زيد ابن حارثة رضي الله عنهم وقد زوجها اياه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي ابنة عمته اميمة بنت عبد المطلب ثم بعد ذلك طلقها زيد ابن حارثة رضي الله عنه فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم في اواخر ذي القعدة من السنة الخامسة للهجرة وقد بلغت الخامسة والثلاثين رضي الله عنها وارضاها وكانت تسامي عائشة رضي الله عنهن اجمعين بالشرف والمنزلة وكانت امرأة صالحة منفقة بادرة حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسرعكن لحوقا بي اطولكن يدا ويقصد بطول اليد اي البذل والنفقة في سبيل الله تبارك وتعالى وكانت رضي الله عنها من خيار نساء المؤمنين وكانت وفاتها مصداقا لما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم والخبر الصادق عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في سنة عشرين للهجرة وقيل احدى وعشرين على قولين في وفاتها اذا هي اول من مات من امهات المؤمنين بالاجماع ودفنت في البقيع واما روايتها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد بلغت احد عشر حديثا اتفق الشيخان على حديثين وبقية الاحاديث مخرجة في غيرهما ثالثا تقول رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها فزعا والفزع وشدة الخوف يقول لا اله الا الله يقوله على سبيل التعظيم والتعجب من هول ما اطلعه الله عليه وويل كريمة تقال للوعيد والعذاب والتهديد وما في معناه رابعا قوله ويل للعرب من شر قد اقترب. فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وخص العرب بذلك. ربما لانهم اكثر من يبتلى يوجد مجهود فان هؤلاء يأتون من ناحية المشرق لان الله عز وجل لما ذكر السد وذا القبرين قال ثم اتبع سببا حتى اذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا اي من ناحية المشرق ثم بعد ذلك قال ثم اتبع سببا حتى اذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا فهؤلاء قوم من قبيلتين من بني ادم كثيرا افسادهم منذ عصور متطاولة ولذلك شكى هؤلاء هذا الافساد الى ذي القرنين. فوضع لهم هذا السد بين الجبلين وهو سد عظيم بناه بناء محكما ولما رفع جناءه قال اتوني زبر الحديد حتى اذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى اذا جعله نارا قال اتوني افرغ عليه قطرا اي من النحاس فما اسطاعوا ان يظهروه وما استطاعوا له نقبا فالنقب اشد من الصعود لان الظهور على السد اقل كلفة من نقله. فزاد حرفا في قوله وما استطاعوا له نقبا والزيادة في بناء الكلمة زيادة في المعنى. هكذا قال بعض اهل العلم والعلم عند الله عز وجل اذا هؤلاء موجودون ويتناسلون ويحاولون نقبه في كل يوم وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك صراحة انهم في كل يوم ينقضون ثم يتركونه يقولون لنرجع اليه غدا فيرجعون اليه واذا به قد عاد الى حالته الاولى حتى اذا اذن الله عز وجل بفتحه قالوا ان شاء الله في اخر يوم فيرجعون ويكملون ثم ينقبونه ويخرجون وقد جاءت الاحاديث ان الفتن تأتي من ناحية المشرق. نسأل الله السلامة خامسا وجود الصالحين لا يكفي في ذبح العذاب فاذا كثر الشر والفساد وقعت العقوبات العامة ولذلك الشر والفساد لابد من مدافعته باقامة شريعة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا خلاص ولا نجاة الا بهذا وقد رأينا من العبر في هذا العصر بما فيه الكفاية من حروب مدمرة وزلازل تدمر كل شيء ورأينا هذا الطوفان الذي جاء في بعض البلاد في المشرق حتى صار الناس كالقش ومع ذلك لم نرى من يعتبر الا نادرا ولن نرى الامم تابت او دخلت في الاسلام او تركوا لهوهم واعتقهم بل يفسر هذا عندهم بامور طبيعية وتتناقله الوسائل الاعلامية والفضائيات وينظر الناس اليه على انه مظهر من مظاهر قسوة الطبيعة. وما يعتريها من امور بعيدة عن ارادة الله ويعتقدون انه لا تعلق لها بالعذاب الذي يرسله على القوم المجرمين لكن هذا من بئس الله جل جلاله والله يرسل بالايات تخويفا لعباده. فعلى الانسان ان يتعرف على السنن الالهية سادسا من السنة ذكر الله عند الفزع فذكر الله تطمئن به القلوب وتهدأ اليه النفوس. قال تعالى الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب والانسان يذكر ربه دواما في جميع احيانه سابعا تحذير الناس من الشر ولا سيما عند كثرة الخبث الذي هو في حقيقة الامر الزنا وما يؤول الى الزنا من انتشار الصور والافلام والاختلاط المحرم تابعا المؤمن يحذر الفتن. وقد قال تعالى يا ايها الذين امنوا خذوا حذركم فالرسالة لابد ان يراقب نفسه ويراقب اهل بيته ويتعاهد الانسان الطاعة وقراءة القرآن وتأمل ايات حتى يسلم الانسان في دينه وفي دنياه هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله