وهذا من اول دخوله من اول لحظاته الى اخر لحظاته بهذا الفضل المذكور في هذا الحديث في كل الشهر في ليله ونهاره من دخوله الى خروجه فتحت ابواب الجنة اي فتح الله تعالى اذن الله تعالى فتح ابواب الجنة والجنة هي دار النعيم النعيم الكامل الذي اعد الله تعالى فيها الصالحين ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر نسأل الله من فضله. ولها ابواب ثمانية الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فعن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا جاء رمظان فتحت ابواب الجنة وغلقت ابواب النار وصفدت الشياطين متفق عليه هذا الحديث الشريف تضمن اخبارا نبويا عن امر غيبي وهو ما خص الله تعالى به هذا الشهر المبارك من حكمه الكوني القدري حيث انه جل وعلا خص رمضان بنوعين من الخصائص. خصائص قدرية قضاها الله تعالى وقدرها تكون في هذا الشهر وخصائص وخصائص دينية شرعية حكم بها جل وعلا ان تكون في هذا الشهر فالحديث تضمن ذكر ثلاث خصائص قدرها الله تعالى في هذا الشهر تشريفا له واكراما واعانة لعباده على ما فيه خير دينهم ودنياهم فاخبر عن ثلاثة امور قال صلى الله عليه وسلم اذا جاء رمظان اي اذا دخل وحضر يأذن الله تعالى بفتحها وذلك لكثرة ما يكون من اسباب دخولها فالاعمال الصالحة هي مفاتيح ابواب الجنة فان الجنة ابوابها سميت بالاعمال باب للصلاة وباب للصيام وباب للصدقة وباب للجهاد وهلم جر باب لبر الوالدين فالوالد اوسط ابواب الجنة كل هذه ابواب من ابواب الجنة لها اعمال. فلكثرة العمل الصالح في هذا الزمان المبارك تفتح ابواب الجنان. نسأل الله من فضله. ولهذا المحروم من يحرم التوفيق في هذا الشهر المبارك وتغلق ابواب النيران وذلك ايذان بقلة ما يكون من العصيان وقلة ما يكون من مخالفة الرحمن في هذا الشهر المبارك. فانها تغلق ابواب النيران والنار هي الدار التي اعدها الله تعالى لاهل الكفر والنفاق والمعصية. فانها دار اعاذنا الله تعالى واياكم منها لها سبعة ابواب لها سبعة ابواب وهذا اقل من ابواب الجنة مع ان اكثر مع ان اهل النار اكثر من اهل الجنة من جهة العدد قال تعالى وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله ان في ذلك لاية وما كان اكثرهم مؤمنين لكن من فضل الله وسعة بره باهل الايمان والتقوى والتقى والصلاح ان جعل ابواب الجنة اكثر تغلق ابواب النيران ايذانا بقلة العصيان قلة اسباب دخول النار ثم ذكر ثالثا هذه الخصائص القدرية لهذا الشهر فقال صلى الله عليه وسلم وصفدت الشياطين صفدت التصفيد هو الحبس ولذلك في بعض الروايات سلسلة الشياطين. فتحبس الشياطين عن ان تصل الى الشر الذي كانت تصل اليه في غير رمظان هذا لا يعني ان الشيطان لا عمل له الشيطان له عمل في رمضان وفي غيره لكن في رمضان يقل تأثيره على الانسان بفضل ما يكون من اعانة الرحمن بالصيام وصالح العمل الذي يضيق عمل الشيطان فان الشيطان كلما غفل الانسان تمكن منه قال الله تعالى استحوذ عليهم الشيطان فانساهم ذكر الله. فبقدر ما مع الانسان من ذكر الله بقوله وقلبه وعمله يبعد عنه الشيطان ويضيق ويقل عمله فيه. فسلسلة الشياطين سلسلتها بما يكون من صالح العمل. فتصفد الشياطين حقيقة ولا تصل الى الشر الذي كانت تصل اليه في في غير رمظان. لكن هذا لا يعني الا يكون للشيطان وسوسة او عمل بل له بل لكن عمله اقل من سعر الزمان وهذا من اعانة الله عز وجل لعبده على الصالح من العمل. فان من اعظم ما يقعد الانسان عن العمل الصالح ما يكون من وسوسة الشيطان وكيده. قال الله تعالى فيما اخذه الشيطان على نفسه لاقعدن لهم صراطك المستقيم. الطريق الموصل اليه. ثم اتينهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم ولا تجد اكثرهم شاكرين. اي لا تجد اكثرهم عابدين الشكر المقصود به دون العبادة لا تجد اكثر الناس عابدين بسبب هذا الكيد الكبار والعمل المتواصل في صد الناس عن سبيل الله. فلذلك ينبغي للانسان ان يفرح بهذه بهذا العون الالهي فيقدم على الطاعة يقدم على الاحسان يقدم على البر يكف عن العصيان يكثر من الاستغفار يتقرب بسائر اخواني الصالحات والقربات. فان ذلك من عون الله تعالى لعبده الذي يوفقه الى كل خير. هذا الحديث فيه من الفوائد اعانة الله تعالى على عبده وفيه ان الجنة لها ابواب وان النار لها ابواب وفيه ان الشياطين في مواسم البر والطاعة والخير يقل تأثيرها ويقل عملها وفيه جواز تسمية هذا الشهر برمضان يعني لا يلزم ان تقول شهر رمظان فقد كره جماعة من اهل العلم ان يطلق هذا الاسم مجردا عن ذكر الشهر لان الله تعالى سماه شهرا قال شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن فقالوا يكره ان يدعى هذا الشهر برمضان بدون ذكر الشهر ولكن الصحيح انه يجوز ذلك ولا حرج فيه ولا كراهة فهذا النبي صلى الله عليه وسلم يقول اذا جاء رمظان فتحت ابواب الجنة اسأل الله لي ولكم العون على الطاعة والاحسان وان يوفقنا الى ما يحب ويرضى من الاعمال في السر والاعلان. وصلى الله وسلم على نبينا محمد