الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قد نقل النووي رحمه الله عن زيد عن زيد ابن ثابت الانصاري رضي الله تعالى عنه انه قال تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ثم قمنا الى الصلاة وقيل له كم كان بينهما؟ قال خمسون برواية قدر خمسين او ستين اي اية متفق عليه هذا الحديث الذي نقله زيد بن ثابت رضي الله تعالى عنه يخبر فيه عن سحوره مع النبي صلى الله عليه وسلم قال تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيما يظهر والله تعالى اعلم انه لم يكن منفردا بل كان معه غيره. لانه قال تسحرنا هنا تفيد الجمع وليس هذا مقام وليس هذا المقام مقام تعظيم انما اخبر عن ما كان منه ومن غير فيما يظهر والله اعلم تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. اي شاركناه سحوره صلى الله عليه وسلم. ثم قمنا الى الصلاة والمقصود بالصلاة صلاة الفجر قوله ثم يدل على التعقيب والترتيب وان ثمة تراخ بين المتعاطفين بهذه بهذا الحرف لذلك سأل انس بن مالك وهو الراوي عن زيد ابن ثابت قال كم كان بينهما لانه قال ثم يوحي في ان هناك فراغا ان هناك فراغا بينهما قال كم كان بينهما قال خمسون اي خمسون اية اي قدر قراءة خمسين اية والتقدير بالقراءة جار على ما كان عليه عمل الناس في ذلك الزمان من التقدير باعمال البدن فانهم يقدرون بالاعمى يقدرون الوقت بالعمل. فيقولون قدر حل بشاة قدر نحر جزور ونحو ذلك من تقديرات الشائعة عندهم لكنه في هذا المقام قدر باجل الاعمال فقال قدره خمسين اي قراءة خمسين وهذا يشير الى ان هذا الوقت وقت تلاوة قرآن. ولذلك قدر بالعمل الاغلب الذي يكون فيه وهو قراءة القرآن والمقصود بالخمسين هنا القراءة المعتدلة التي ليست طويلة ولا قصيرة ولا بطيئة ولا اه سريعة انما الخمسون المعتادة التي تكون على حال الوسط من القراء ومن المقروء ومن صفة القراءة هذا الحديث افاد جملة من الفوائد الفائدة الاولى مشروعية السحور فان النبي صلى الله عليه وسلم امر به وفي هذا الحديث فعله قال تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك لما في السحور من البركة كما قال فان في السحور بركة وفيه من الفوائد اجتماع الناس على السحور فان النبي صلى الله عليه وسلم لم يتسحر منفردا بل تسحر معه غيره. ولا يلزم ان يكون هذا على وجه الدوام بل هو مما يجتمع الناس فيه على على الطعام والاجتماع على الطعام يحصل به بركة. وفيه ان السحور لا يعقبه شيء من العمل الا الصلاة ولذلك قال ثم قمنا الى الصلاة فلو كان ثمة صلاة نفل او قراءة قرآن او دعاء لبين. فدل ذلك على قرب السحور من الصلاة اي الصلاة المفروضة وهذا يدل على استحباب تأخير السحور وهذا مما لا خلاف فيه بين اهل العلم من جهة ان اسم الطعام باسم الوقت تسحروا فان في السحور اي الطعام الذي يوكل في وقت السحر ومن جهة انه قال ثم قمنا الى الصلاة فتأخير السحر مستحب بالاتفاق لا خلاف بين العلماء فيه ولكن متى يبدأ وقت السحور؟ هذا مما اختلف فيه العلماء على اقوال فذهب الحنفية الى انه من منتصف الليل يبدأ وقت السحور الاخرون بل وراء ذلك من الثلث وهلم جر والراجح والله تعالى اعلم ان السحور يبدأ في وقت السحر ولكن قد يلحق به الطعام المأكول قبل ذلك اذا كان اذا كان يحصل به الكفاية مما يتقوى به على الصيام ويستعان به على العبادة وفيه من الفوائد اشتغال الصحابة بصالح العمل. وانهم استغرقوا اوقاتهم بالعبادة حتى اصبح توقيتهم الاشياء منوطا العبادة وفيه انه ينبغي ان يبادر الى صلاة الفجر في اول وقتها. فانه قد قال ثم قمنا الى الصلاة وهذا يدل على تغليس اي تبكير صلاة الفجر وانه تكون قريبة من ظهور الفجر تبينه والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد