ولهذا ينبغي للانسان ان يحرص على سلامة صومه من كل محرم في قول او عمل في ظاهر او باطن ثم بعد ذلك ليحرص على ان يكون على حال من طيب الاخلاق وحسن العمل وجودة والجود في المعاملة ما يمنعه من من مقابلة الاساءة بمثلها. اللهم على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. وصلى الله وسلم على نبينا محمد فنهاه او بغيره مما يرفع فيه الصوت فكل هذا مما ينبغي للصائم ان يجتنبه فان وقع ما يكون سببا لصخب او جهل او قول بذيء من مسابة او مقاتلة فانه ينبغي له واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قد نقل النووي في باب مسائل في الصيام عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا كان صوم يوم احدكم فلا يرفث ولا يصخب فان احد سابه او قاتله فليقل اني صائم. متفق عليه وعن وعنه رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه رواه البخاري هذان الحديثان مضمونهما واحد وهو بيان ما ينبغي ان يكون عليه الصائم من استقامة الحال بالقول والعمل فان الصوم انما شرع لتحقيق تقوى الله عز وجل وتقوى الله تعالى سبيل لوقاية كل شر والبعد عن كل سوء والسلامة من كل نقص في القول والعمل قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ولهذا ندب الله ندم النبي صلى الله عليه وسلم الصائم الى ان يجتنب الرفث والصخب الرفث هو كل قول فاحش بذيء سواء كان في خاصة نفسه او في كلامه مع غيره. الرفث الكلام الفاحش الكلام البذيء والصحاب هو رفع الصوت بذلك وان يمسك عن ذلك لذلك قال فان سابه احد وفي رواية فان شاتمه احد او قاتله يعني كان اعتداء عليه بقول او فعل فليقل اني صائم. اي ليذكر المعتدي قولا او فعلا بانه على حال تمنعه من ان يقابل الاساءة بمثلها وهي حال الصائم وهذا سمو وعلو المنزلة وهو على وجه الاستحباب لان الاصل جواز مقابلة الاساءة بمثلها كما قال كما قال تعالى وجزاء سيئة سيئة مثلها. وكما قال تعالى وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به لكن في حال الصيام يندب للانسان ان يترك ذلك وان يكون على حال من الصيانة لنفسه من مقابلة الاساءة بمثلها على نحو ما قال صلى الله عليه وسلم فليقل اني صائم واما قوله صلى الله عليه وسلم من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه فالمقصود ان من لم يمتنع من القول الباطل من كذب او غيبة او نميمة او شهادة زور او سباب ومشاتمة او غير ذلك من القول القبيح الذي يدخل في بقول الزور او العمل به يعني العمل بالباطل من نظر محرم او سماع محرم او عمل ظاهر او باطن نهى الله عنه من كبر او عجب او حسد او حقد اذا لم يمتنع في صومه من سيء القول والعمل فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه اي لم يحقق الغاية والمقصود من الصوم هذا معنى قوله ليس لله حاجة الله غني عنا وعن عباداتنا. يا عبادي انكم لن تبلغوا ضري فتضروني. ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني. يا عبادي انما هي اعمالكم احصيها لكم فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه فقوله صلى الله عليه وسلم ليس لله حاجة يعني ليس له غرض وقصد في هذا الصوم الذي لا يمتنع صاحبه من الاساءة بالقول والعمل فانه لم يحقق الغاية والمقصود من صومه اذ المقصود من الصوم توقي السوء والشر فالصوم جنة وقاية تقي الانسان سيء القول والعمل