الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد نقل النووي رحمه الله من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يفرك مؤمن لا يفرك مؤمن مؤمنة ان كره منها خلقا رضي منها اخر او قال او غيره رواه الامام مسلم في صحيحه هذا الحديث الشريف فيه توجيه نبوي كريم تستقيم به اهم العلاقات بين الناس وهي علاقة الرجل بامرأته العلاقة الزوجية بين الرجل والمرأة فان النبي صلى الله عليه وسلم نبه الى ضرورة العناية بهذه العلاقة وتوطيدها بابعاد كل ما يكون من اسباب البغظاء والشحناء كره حيث قال صلى الله عليه وسلم لا يفرك مؤمن مؤمنة لا يكره يفرك لا يكره لا يبغض مؤمن مؤمنة اي ممن يكون بينهم عقد الزوجية وقد امر الله تعالى في هذه الصلة بين الرجل وامرأته بما تستقيمه بالحال قولا وفعلا فقال وعاشروهن بالمعروف وعاشروهن بالمعروف والمعاشرة تشمل كل اوجه المخالطة والمعايشة سواء كانت قولية او فعلية فامر الله تعالى الرجل ان يعاشر المرأة بالمعروف ولما كانت طبيعة الانسانية تتأثر بالمعاملة كرها حبا قربا وبعدا نبه النبي صلى الله عليه وسلم الى ضرورة ان يبعد الانسان عن ان يستولي عليه شعور من موقف او من خلق او خصلة فقال لا يفرك مؤمن مؤمنة دله على الطريق الذي يحصل به هذا الامتثال لهذا النهي بعدم الوقوع فيه حيث قال صلى الله عليه وسلم ان كره منها خلقا اي خصلة من الخصال التي تنفر وتوجب البغضاء سواء كان كانت خلقية او خلقية رضي منها اخر يعني لابد ان يجد منها خلقا اخر اما في موقف من مواقف معاشرته او في مسلك من مسالكها يرتضيه فقد تكون المرأة بذيئة اللسان او سليطة او كثيرة المطالب لكن تمت في سلوكها ما يرضى عنه من حسن العشرة وحسن التبعل او الخدمة او موقف من مواقف بعشرتها يشفع لها فيحمل هذا على هذا ولذلك قال ان كره منها خلقا رضي منها اخر او غيره رضي غير هذا الخلق الذي كرهه وقد نبه الله تعالى الى ظرورة استبعاد المكروه او البغظاء والكراهية في العلاقة الزوجية فقال تعالى وعاشروهن بالمعروف فان كرهتموهن ما قال فطلقوهن فان كرهتموهن فعسى ان تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا كالكره وما يمكن ان يكون من البغض سواء كان ذلك عن موقف او كان ذلك عن خلق وخصلة لا يوجب ان يستعجل الانسان في المباعدة مفارقة بل ان صبر وامتثل ما وجه اليه الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث كانت عاقبة ذلك حميدة عليه في نفسه في الحال والمآل وفي اسرته في الحال والمآل وهذا الحديث فيه جملة من الفوائد من فوائده النهي عن تعاطي اسباب البغضاء سواء كان ذلك من الرجل او من المرأة فينبغي ان يبعد كل احد عما يبغضه للاخرين الثاني من الفوائد انه ينبغي للانسان الا يكون قاصر النظر على خصلة في الشخص او موقف فيه او موقف وقع منه يعامله من خلال ذلك الموقف او من خلال تلك الخصلة. بل ينبغي ان يوسع النظر الى بقية الخصال والاخلاق. وسائر المواقف التي تكون منه ليعينه ذلك على طيب المعاشرة وحسن المعاملة وفيه انه لا تخلو العلاقة الانسانية مهما كانت وثيقة من معكرات تكون بالجبلة والطبيعة وما يكون عليه مقتضى حال البشرية من الخطأ والتجاوز والقصور والتقصير فينبغي للانسان الا يطلب الكمال في الناس فان طلب الكمال في الناس عسير بل لا يوجد اذ كل احد منا فيه ما يحمد وفيه ما يذم فينبغي ان يغلب ما فيه من خير على ما يمكن ان يكون فيه من قصور او تقصير وفيه ان العدل في المعاملة من اعظم ما يحقق السعادة في العلاقات الانسانية. وفي علاقات الرجل بامرأته فان الانسان اذا عدل ووازن بين الحسنات والسيئات كان ذلك موجبا لئلا يظلم ولئلا يجور والا ينسى الفضل الذي بينه وبين غيره كما قال الله تعالى ولا ولا تنسوا الفضل بينكم حتى في حال المفارقة والطلاق وفيه ايضا من الفوائد ان انه ما من احد من اهل الاسلام الا وفيه خصلة مرضية فان الايمان يحمل الانسان على الفضائل فما دام انه مؤمن لا بد ان يجد فيه ما يرضيه من الخصال ولذلك قال لا يفرك لا يفرك مؤمن مؤمنة الربيع ان كره منها خلقا رضي منها اخر او رظي غيره وفيه انه ينبغي ان يحافظ الانسان على الاسرة ما استطاع الى ذلك سبيلا. فلا يبادر الى الطلاق ولا يبادر الى الشقاق ولا يبادر الى المباعدة وفيه انه اذا وجد خصلة لا يمكن ان يتجاوزها الانسان بمعنى انها خصلة عالجها بالهجر عالجها بغير ذلك من من وسائل المعالجة. ولم يتمكن من التخلص منه فانه ان استطاع ان ينظر الى ما يرضيه من شأن المرأة فينبغي ان يكون ذلك هو المسلك لا ان يفارقها فان فان ابغض الحلال الى الله الطلاق كما جاء بالحديث في حديث ابن عمر وان كان الحديث في اسناده مقال لكن المعنى صحيح ولذلك الشريعة ظيقت اسباب الفرقة وندبت الى كل ما يكون من اسباب الوئام والالتئام والمحافظة على الاسرة امكن ذلك اللهم الهمنا رشدنا وقنا شر انفسنا ارزقنا العدل في القول والعمل وجملنا بالفظائل وكريم الخصال. وصلى الله وسلم على نبينا محمد