الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فقد نقل النووي في رياض الصالحين في باب بر الوالدين وصلة الارحام عن ابي عبدالله عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم جهارا غير سر يقول ان ال بني فلان ليسوا باوليائي انما ولي الله وصالح المؤمنين. ولكن لهم رحم ابلها ببلالها متفق عليه واللفظ للبخاري هذا الحديث الشريف فيه خبر عبد الله خبر عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه عن ما جرى من النبي صلى الله عليه وسلم من قوله جهارا غير سري يعني اعلانا من غير خفاء بين اصحابه ان ال بني فلان ولم يسمهم عمرا رضي الله تعالى عنه لم يسمهم عمرو رضي الله تعالى عنه لاجل الستر عليهم ولان المصلحة في عدم ذكرهم فكنا عنهم بقوله ان ال بني فلان او انه نسيهم. الله اعلم. لكن الاغلب انه ذكر اه ذكرهم بهذه صورة لاجل تقرير المعنى وان العبرة في ذلك المعنى لا التعيين لاولئك الذين ابهم ذكرهم بقوله ان ال بني فلان ليسوا باولياء. يعني ليسوا ممن لهم الولاية بيني وبينهم فالولاية ليس ليست قائمة بينه وبينهم صلى الله عليه وسلم والولاية تقتضي امرين تقتضي قربا ومحبة والقرب قد يكون بالنسب وقد يكون بالدين فنفي النبي صلى الله عليه وسلم هنا في قوله ليسوا باولياء اي ليسوا من ممن يقرب مني وليس بيني وبينهم محبة ونصرة الولاية تقتضي المحبة والنصرة وقد نفى النبي صلى الله عليه وسلم هذا عنهم لكونهم كانوا على غير هديه فكانوا على الشرك والكفر فنفى النبي صلى الله عليه وسلم ان يكونوا اولياء له اي ان يكونوا من اهل محبته ونصرته لانهم لم ينقادوا لما جاء به من الهدى ودين الحق انما وليي يعني الولاية التي تقتضي المحبة والنصرة هي ولاية المؤمن لربه جل في علاه. ان وليي الله والمؤمن يحب ربه وينصره. كما قال الله تعالى يحبهم ويحبونه وكما قال تعالى ان تنصروا الله ينصركم وكذلك صالح المؤمنين اي ولصالح المؤمنين ايضا حق في الولاية كما قال الله تعالى والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض فالنبي صلى الله عليه وسلم اثبت ولاية بينه وبين ربه جل في علاه وهذي اعظم الولايات ان يتخذك الله تعالى وليا فانه يبلغك بذلك منزلة سامية يدفع عنك وينصرك ويكون معك في كل امرك على ما تحب في دينك ودنياك وفي الاولى والاخرة وكذلك ولاية المؤمن المؤمنين تقتضي محبة تقتضي محبتهم ونصرتهم وقد قال الله تعالى الا تنصروه فقد نصره الله فهذا من ولاية الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم وقد قال سبحانه وتعالى في ولاية النبي صلى الله عليه وسلم لنبيه فان الله مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير فاثبت الولاية التي تقتضي المحبة والنصرة بينه صلى الله عليه وسلم وبين هؤلاء وعلى وفي مقدمهم عنه تصدر كل خير للعبد ولاية الله عز وجل ثم قال صلى الله عليه وسلم ولكن هذا استدراك بعد ان نفى الولاية بينه وبين هؤلاء لكفرهم وعدم ايمانهم به صلى الله عليه وسلم قال ولكن لهم رحم سابلها رحم ولكن لهم رحم ابلها ببلالها. يعني اصلها بما تقتضيه ايه الرحم من الصلة بلال هنا هو ما يكون من تندية العلاقة بينك وبين هؤلاء لاجل الرحم التي بينك وبينه. فقوله ابلها ببلالها يعني سانديها اصلهم بما اصلهم به مما تستوجبه الرحم من جميل الصلة وحسن العلاقة هذا الحديث الشريف فيه جملة من الفوائد فيه بيان النبي صلى الله عليه وسلم من الاحق بالولاية وانه لا ولاية بين المسلم وغيره من جهة ولاية الدين التي تقتضي المحبة والنصرة لكن ان كان ثمة سبب يستوجب الوصل بالاحسان فان ذلك لا يزول بالكفر ولهذا من فوائد الحديث ثبوت حق الرحم حتى للكافر لقوله صلى الله عليه وسلم ولكن لهم رحم ابو لهب بلالها وفي بيان ان اعظم ما يكون من الصلة بين الناس ما يكون بين اهل الايمان من العلاقة الموجبة خير الدنيا والاخرة فان المؤمنين يكون بينهم من الولاية ما يستوجب فضل الله ورحمته كما قال الله تعالى والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء وبعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة يؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله اولئك سيرحمهم الله فاجتمعوا على الطاعات فكان ذلك سببا لهذا الفضل العظيم الذي وعدهم به ربنا جل وعلا وهو الرحمة وفيه ثبوت الولاية بين العبد وربه فالله تعالى يتولى الصالحين وكل من صلح فالله وليه ومن تولاه الله نجا وفيه ان نفي الولاية لا يقتضي اسقاط الحقوق وهذا ينبه اليه لان علاقة المسلم بالكافر ليست علاقة يسقط فيها حق الكافر بل لا يجوز ان يسخط حقه الذي اثبته له الشرع. فالكفر ليس موجبا لاسقاط الحقوق واهدارها. بل يبقى من الحقوق ما اثبتته الشريعة وفي الجملة قال الله تعالى لا ينهاكم الله عن الذين لا لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين فذكر الله مرتبتين وندب الى الاعلى منهما نذهب الى الاحسان ولذلك قدمه قال ان تبروهم ثم قال وان تقسطوا اليهم هذه المرتبة الدنيا واكد ظرورة التزام ذلك بقوله ان الله يحب المقسطين فندب الى الاعلى وحذر من الخروج عن الادنى فينبغي للمؤمن ان يعطي كل ذي حق حقه فذاك ما ميز الله تعالى به اهل الايمان ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها. والشاهد من هذا الحديث ما ذكره في خاتمته حيث قال ولكن لهم رحم ولكن لهم رحم ابلها ببلالها. والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد