الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فقد نقل النووي رحمه الله في باب زيارة اهل الخير ومجالستهم وصحبتهم قصة عمر رضي الله تعالى عنه مع اويس يقول فيما نقل عن اسير بن عمرو وقيل ابن جابر كان عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه اذا اتى عليه امداد اهل اليمن اي انصارهم وجماعاتهم ومن يفد اليه من رعيته من اهل اليمن سألهم افيكم اويس بن عامر حتى اذا اتى على اويس قال له انت اويس بن عامر قال نعم من مراد ثم من قرن؟ قال نعم قال فكان بك برص فبرئ منه او فبرئت منه الا موضع درهم فقال نعم قال الك والدة قال نعم كل هذه الاسئلة التي سألها عمر رضي الله تعالى عنه كانت مقدمة لخبر يخبر به عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فكان رضي الله تعالى عنه يتحقق من وجود ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في اوصاف هذا الرجل الذي هو اويس وقال بعد ان سأله هذه الجملة من الاسئلة قال عمر رضي الله تعالى عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يأتي عليكم اويس بن عامر مع امداد اهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرئ منه الا موضع درهم له والدة هو بها بر هذا خبر عن حاله رضي الله تعالى عنه. قال لو اقسم على الله لابره وهذا بيان لمنزلته من الله عز وجل وعظيم مكانته عنده لو اقسم على الله لابره فان استطعت ان يستغفر لك فافعل هذا الخطاب من النبي صلى الله عليه وسلم لعمر يقول فان استطعت يعني يا عمر ان يستغفر لك فافعل فاستغفر لي فاستغفر له فطلب عمر رضي الله تعالى عنه من اويس ان يستغفر له بناء على ما ندبه اليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله فان استطعت ان يستغفر لك فافعل فقال فاستغفر لي فاستغفر له. فقال عمر اين تريد؟ يسأل اويسا اين تريد قال الكوفة يعني متجه الى الكوفة هي وهي من حواضر الاسلام التي بنيت في الاسلام وفي عهد عمر رضي الله تعالى عنه قال الا اكتب لك الى عاملها؟ يعني الامير النائب الذي اقامه عمر على تلك البلدة قال اكون من غبراء الناس احب الي. يعني لا تكتب لي فاكون من جملة الناس ومعهم وفي دهمائهم دون تميز احب الي. يقول اسير ابن جابر او ابن عمر يقول فلما كان من العام المقبل يعني لما جاء عام اخر حج رجل من اشرافهم اي من اشراف اهل الكوفة فوافق عمر فسأله عمر عن اويس فقال ذلك الرجل مخبرا عن حاله تركته رث البيت قليل المتاع. يعني على حال ضعيفة وعلى حال قليلة ذات اليد ليس فيها سعة ولا فيها غنى قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا عمر يخبر هذا الرجل الشريف من اهل الكوفة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يأتي عليكم اويس بن عامر من امداد اهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرئ منه الا موضع درهم له ام هو بها بر لو اقسم على الله لابره فان استطعت ان يستغفر لك فافعل فاتى اويسا هذا الرجل الشريف لما رجع الى الكوفة اتى اويسا فقال استغفر لي. فقال اويس رضي الله تعالى عنه ان انت انت احدث عهد بسفر صالح يعني بسفر طاعة وهو السفر الى زيارة الى البيت الحرام او لزيارة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاستغفر لي. قال لقيت عمر الرجل شريف يخبر اويسا قال لقيت عمر قال اويس يسأل الرجل قال لقيت عمر؟ قال نعم فاستغفر له اي سأل الله تعالى له المغفرة ففطن له الناس اي عرفوا بحاله وخبر النبي صلى الله عليه وسلم عنه فانطلق على وجهه هكذا رواية مسلم. وفي رواية لمسلم ايضا عن اسير بن جابر رضي الله تعالى عنه ان اهل الكوفة وفدوا على عمر وفيهم رجل ممن كان يسخر باويس يستهزأ ويقلل من شأن اويس رضي الله تعالى عنه. فقال عمر هل في هل ها هنا احد من القرنيين؟ يعني من جماعة اويس رضي الله تعالى عنه. فجاء رجل فقال عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال او قد قال ان رجلا يأتي من اهل اليمن او يأتي من اليمن يقال له اويس لا يدع باليمن غير ام له يعني لا يخلف احدا من اهله في اليمن الا اما له قد كان بها به بياض فدعا الله تعالى فاذهبه الا موضع درهم او الا موضع دينار او درهم فمن لقي ومنكم فليستغفر له فمن لقيه منكم فليستغفر لكم اي اطلبوه ان يستغفر لكم وفي رواية ايضا عن عمر رضي الله تعالى عنه قال اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان خير التابعين رجل يقال له اويس وله والدة وكان به بياض اي برص ثمروه فليستغفر لكم هذا الحديث برواياته في قصة عمر رضي الله تعالى عنه مع اويس فيه جملة من المعاني الجليلة والفوائد العظيمة التي ينبغي للمؤمن ان يحرص عليها وان ينتفع بها فاول ذلك بيان حرص الصحابة رضي الله تعالى عنهم على امتثال ما وجه اليه النبي صلى الله عليه وسلم. فهذا عمر رضي الله تعالى عنه على منزلة رفيعة فهو احد المبشرين بالجنة وهو في الدنيا خليفة خليفة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم. كان امير المؤمنين وقت هذه الحادثة وكان يسأل عن هذا الرجل رجاء ادراكهما وجه اليه النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم من طلب المغفرة من طلب الاستغفار من اويس ان يستغفر له وهذا حال الصحابة وشأنهم رضي الله تعالى عنهم. فانهم كانوا على هذه الحال من امتثال امر النبي صلى الله عليه وسلم متابعة سنته والسير على هديه وفي ان عمر رضي الله تعالى عنه جعل شديد التحري في التحقق من الاوصاف التي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم حتى ينزلها على حال هذا الرجل فسأله اولا عن اسمه وعن نسبه وعن حاله من جهة ما اصابه من المرض وعن امه وعن ما اه سأله عنه من المسائل التي تحقق بها من انطباق الوصف الذي ذكر به النبي صلى الله عليه وسلم هذا الرجل وهذا ما يسمى في كلام العلماء تحقيق المناط فانه لا تنزل الاحكام على الوقائع والاعيان الا بعد تحقق وجود الاوصاف المذكورة في الموضع وانتفاء الموانع المانعة من انزاله على الموضع ولهذا سأل عمر رضي الله تعالى عنه هذه الاسئلة التي سألها اويسا رضي الله تعالى عنه ليتحقق من ان ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من اوصاف هذا الرجل قد قامت فيه فسأله عن عن اسمه ثم سأله عن نسبه ثم سأله عن ما نزل به من مرض ثم سأله عن والدته بعد ان تحقق من هذه الاربعة اوصاف التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في حال اويس طلب منه ما امره النبي صلى الله عليه وسلم ان يطلبه منه حيث قال فان استطعت ان يستغفر لك فافعل فينبغي للانسان في تنزيل النصوص على الوقائع والاعيان ان يتحقق من ان الموضع الذي تنزل عليه النصوص مطابقة الاوصاف الشرعية التي توجب تنزيل النص على هذه الواقعة وفيه من الفوائد عظيم فضل الصبر على البلاء فانه ابتلي فان هذا الرجل ابتلي بالبرص وهو مما يقذره الناس ويأنفون منه و هو على مراتب ودرجات ليس فقط مجرد تغير اللون قد يرافقه من الاحوال التي توجب النفرة من صاحبه فالح على الله تعالى بالدعاء صبر والح على الله بالدعاء حتى برئ منه. ولهذا جاء في الرواية في في في احدى روايات هذا الحديث ان عمر رضي الله تعالى عنه قال فدعا الله تعالى في خبر النبي صلى الله عليه وسلم قال قد كان به بياض فدعا الله تعالى وفيه من الفوائد اضافة الى فائدة الصبر ان الدعاء مما يدفع الله تعالى به المكروه على الانسان ولو لم يتخذ سببا غير ذلك. فانه لم يذكر سببا غير ذلك. عدم الذكر لا يعني انه لم يتخذ سببا غير الدعاء. لكن الذي يدل عليه ذكر الدعاء انه اعظم الاسباب التي نال بها المطلوب فالدعاء اعظم الاسلحة واقوى الاسباب واوثق العرى التي يدرك بها الانسان مطلوبه فيما يتعلق بصلاح بدنه وصلاح دنيا وصلاح اخرته وصلاح دينه وصلاح سائر شأنه فينبغي للانسان الا يغفل عنه. ولهذا الدعاء اذا وفق اليه الانسان اعتصم بالله عز وجل ولجأ اليه فانه لا يخيب. لا بد ان ينال مطلوبه وان يعود من الله عز وجل الربح والفوز والنجاح. ولهذا قال فدعا الله تعالى فاذهبه. الا موضع دينار او درهم ولعل بقاء هذا الموضع في بدنه هو لتذكيره بمنة الله عليه طبقاء بعض المكروه هو مما يكون سببا للاوبة والرجعة الى الله عز وجل والا الذي ابرأ الجسد كله الا هذا الموضع الموضع الدرهم القادر على ازالته لكن لله حكمة فيما يقدره على عبده وفيه من الفوائد عظيم فضل بر الوالدين وبر الوالدة على وجه الخصوص له منزلة رفيعة عالية وقد دلت الادلة على عظيم الخير الذي يدركه الانسان ببره لوالدته وبره لوالديه على وجه الاجمال فان بر الوالد من اسباب الفوز في الدنيا والاخرة. من اسباب زوال المكروه ومن اسباب حصول المطلوب ومن اسباب رفعة المنزلة وعلو المكانة فينبغي للانسان ان يحرص على هذا العمل الصالح في ما يتصل بر والديه لا سيما في بر والدته. فان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر في بر الوالدة احاديث عديدة تدل على شرف ذلك وعظيم منزلته. ففي حديث اويس ما يدل على كريم منزلته وانه نال ما نال من هذه المنزلة وهذا التخصيص والتشريف بسبب ما كان عليه من بر لوالدته والله تعالى قد ندب الى بر الوالدين في محكم كتابه. والنبي صلى الله عليه وسلم بين خصوصية الوالدة. حتى الايات الكريمة لما ذكرت الوصية بالوالدين ذكرت حال الوالدة وما تتحمله للتنبيه الى خصوصيتها بالبر وانها احق بالبر من الوالد والجميع له حق البر لكن الاعلى في الحق في الصحبة والبر هي الوالدة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم للرجل من احق الناس بحسن صحابتي؟ قال صلى الله عليه وسلم امك ثم امك ثم امك ثم ابوك وفي بر الوالدة ينال الانسان رفعة المنزلة. وقد جاء في المسند من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها قال قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نمت فرأيت في الجنة سمعت صوت قارئ يقرأ نام النبي صلى الله عليه وسلم ورأى نفسه في الجنة وسمع رأى سمع قارئا يقرأ فقلت من هذا؟ فقالوا هذا حارثة ابن النعمان فقال النبي صلى الله عليه وسلم كذلك البر كذلك البر وكان ابر الناس بامه ولا حديث في هذا كثيرة عديدة وبر الوالدة كما انه من اسباب نيل المنازل العالية هو من اسباب حط الخطايا والسيئات. فقد جاء عن عمر عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه ان رجلا اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله اني اذنبت ذنبا كبيرا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم او سأل النبي صلى الله عليه وسلم الرجل اخبر بانه اذنب ذنبا كبيرا فقال يا رسول الله هل لي من توبة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الك والدان؟ قال لا يعني ليس احياء فقال لك خالة؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم قال الرجل للنبي صلى الله عليه وسلم نعم قال فبرها اذا يعني فاشتغل ببرها والاحاديث في ذلك عديدة كثيرة و مما يدل عليه حديث اويس مع عمر ان بره بوالدته كان موجبا لهذه المنزلة الرفيعة وهذه المكانة العالية. وفيه من الفوائد ايضا مشروعية طلب الاستغفار او طلب الدعاء ممن اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بعلو منزلته ورفيع مكانته فيما يتعلق خصوصية انه مجاب الدعوة. حيث قال صلى الله عليه وسلم لو اقسم على الله لابره وامر آآ عمر فقال فان استطعت ان يستغفر لك اه فسله ان يستغفر لك او فليستغفر لك هذا في من نص عليهم النبي صلى الله عليه وسلم واخبر بانهم مجابوا الدعوة واضح جلي. وفي غيرهم ايظا ممن يرجى اجابة دعوته لوجود المعنى فاذا سأل الانسان من ترجى اجابته ان يدعو له ليس في ذلك حرج. بل ذلك مما دلت الادلة على مشروعيته وعلى انه من العمل الذي اذنت به الشريعة. وقد فعله آآ عمر رضي الله تعالى عنه ان مع اويس بامر النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. وكذلك فعله غيره مع اويس رضي الله تعالى عنه عندما بلغهم هذا الخبر من النبي صلى الله عليه وسلم وقد جاء ذلك على وجه العموم حيث قال فمروه فليستغفر لكم وهكذا مع كل من ترجى اجابته وليعلم ايها الاخوة ان سؤال الدعاء من الغير اما ان يقصد به الانسان نفع نفسه مستقلا واما ان يقصد به نفع نفسه ونفع غيره. نفع الداعي الذي طلب منه الدعاء وهذا اكمل المنازل وهذا ملحظ مهم ينبغي ان يستحضره الانسان عندما يقول لاحد ادع لي ان يقصد بذلك نفع الداعي كما يقصد نفع نفسه فان ذلك هو المشروع من الدعاء فان الانسان اذا امر او طلب من غيره ان يدعو له واستحظر في نفسه انه ينفع هذا توجيه الى الدعاء وهو عمل صالح وانه من اسباب الاجابة ان يدعو الانسان لاخيه بظهر الغيب وان ينفع نفسه ايضا كان من الخير الذي يشترك فيه السائل والمسؤول بخلاف من لم يكن في باله عندما يطلب الدعاء من غيره الا ان ينتفع هو فان ذلك من دلائل آآ نبوته صلى الله عليه وسلم اذ اخبر عن هذا الرجل بهذا التفصيل الدقيق فجاء خبره لحال هذا الرجل رحمه الله ورضي عنه صلى الله وسلم على نبينا محمد ذلك وان كان جائزا لكنه دون المرتبة العالية والمنزلة الرفيعة وهي ان يقصد بذلك نفع الداء نفعه ونفع الداعي. وعمر رضي الله تعالى عنه عندما طلب من هذا التابعي رضي الله تعالى عنه الدعاء قصد بذلك امتثال ما وجه اليه النبي صلى الله عليه وسلم وقصد بذلك الانتفاع لنفسه ولغيره ولذلك كان يخبر بذلك يعلم من اه اه اعلمه بان اويسا فيه هذه الخاصية وهذه الميزة وفي هذا العمل من من النفع للمسلمين ما ينبغي ان يحرص عليه الانسان وهو ان ينشر علمه من الخير وفيه من الفوائد ايضا عظيم منزلة مجابية الدعوة فان لهم من المنزلة العالية الرفيعة ما بلغهم ان يطلبهم خيار الناس فان عمر بلا شك خير من اويس رضي الله تعالى عنه ولكن مع هذا الخيرية لم تمنع من ان يطلب الدعاء ممن هو دونه فقد يكون الانسان له ميزة وخاصية في امر معين وهذه الميزة والخاصية لا تقتضي ان يكون سابقا لغيره في كل باب من ابواب وبالفضل وفي كل باب من ابواب الخير وفيه من الفوائد حفاوة عمر رضي الله تعالى عنه بمن ارشد النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم الى طلبه وتحري قدومه فانه كان يتحرى قدومه في امداد اهل اليمن. ثم لما لقي هو استثبت من حاله عرظ عليه ان يكتب له الى العامل الذي توجه الى بلدته ثم بعد ذلك كان يسأل عنه ويتتبع خبره اكراما له لكون النبي صلى الله عليه وسلم قد ذكره واوصى طلب الدعاء والاستغفار منه وكل ذلك تعظيم لمن عظمه الله عز وجل. وهذا دليل على التقوى والايمان وصدق متابعة سيد الانام صلوات الله وسلامه عليه وفي هذا الحديث الخبر عن اويس وعظيم منزلته وانه خير التابعين. والخيرية هنا خيرية نسبية فان الامام احمد ذكر في سعيد ابن المسيب انه خير التابعين. وذلك في جانب وهو العلم ونقله واويس لم يعرف بالعلم رضي الله تعالى عنه ورحمه. انما عرف بالصلاح الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في نفسه وهو كونه رضي الله تعالى عنه بارا بوالدته صاحب اقبال ودعوة مجابة آآ واقبال على الله ودعوة مجابة. وهذا فظل خاص في باب خاص وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم ان خير التابعين رجل يقال له اويس وله والدة وكان به بياض فمروه فليستغفر لكم وفيه من الفوائد ايضا ان ان الانسان ينال خموله وعدم ظهوره لا سيما ان لم في ذلك مصلحة من الخير ما لا يناله بالظهور والشهرة والخلطة للناس فان اويسا لما قال قال له اكتب لك الى عامل آآ الكوفة قال اكون في غبراء الناس احب الي واقره عمر رضي الله تعالى عنه ولم يكتب له وكان يسأل عنه ويتتبع او اخباره وفيه من فوائد ان الانسان قد يخفى فضله على غيره فينال منه فلا ينبغي ان يكترث بهذا الذي اصابه فان اويسا كان يسخر منه هذا الرجل الذي قدم في اه وفد اهل الكوفة اه ولم يكن يعلم بفظله ولا منزلته وانه قيل فيهما قيل من قول النبي صلى الله عليه وسلم مروه فليستغفر لكم. فلا ينبغي للانسان ان آآ يضيق السخرية الساخرين واستهزاء المستهزئين بل يصبر ويحتسب وليعلم ان المنزلة الحقيقية ليست عند الناس. انما المنزلة الحقيقية التي ينبغي ان يسعى الى بلوغها والى الرفعة فيها هي منزلته عند الله. كيف انت عند الله؟ ما هي منزلتك عند الله؟ في اي موضع تكون في نظر الله عز وجل فان هذا هو الفلاح وهذا هو النجاح. فكم من عال في الناس لا يزن عند الله جناح بعوضة. وكم من مهمل مغفل مدفوع بالابواب آآ ان شفع لا يشفع وان سأل لا يعطى لو اقسم على الله لابره كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فلنسعى الى الرفعة عند من؟ الرفعة عنده تزيد في الدنيا والاخرة وهو الله جل في علاه. واما غيره فان ذلك لا يطلب ولا يسعى اليه. بل هو شيء ان ساقه الله اليك فذاك من احسانه وفضله وان لم يسقه اليه فهو من رحمته. فكم من غافل هو عند الله عز وجل غافل ومغفور ان هو عند الله عز وجل في منزلة رفيعة عالية. هذه بعض الفوائد الملح التي تضمنها هذا الحديث والخبر عن اويس رضي الله تعالى عنه وما كان من شأن عمر آآ في آآ لقائه وسؤاله اخباري عنه وفي هذا الحديث معجزة واية من ايات النبي صلى الله عليه وسلم داء ومن دلائل نبوته اخباره بهذا الامر المغيب