الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فقد نقل النووي رحمه الله في رياض الصالحين في باب زيارة اهل الخير ومجالستهم ومحبتهم اه حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان رجلا زار اخا له في قرية اخرى فارصد الله تعالى على مدرجته ملكا فلما اتى عليه قال اين تريد؟ قال اريد اخا لي في هذه القرية بهذه المدينة قال هل لك عليه من نعمة تربها قال لا غير اني احببته في الله قال فانا رسول الله اليك بان الله قد احبك كما احببته في رواه مسلم هذا الحديث يبين عظيم الفضل المترتب على الحب في الله وانه من الاعمال الصالحة والقربات التي يبلغ بها الانسان منزلة سامية. ويدرك بها فظيلة عظمى وهي محبة الله عز وجل فان الله تعالى اكرم هذا الرجل بامور وجاءت النتيجة والثمرة التي اخبر بها في قوله فاني رسول الله اليك بان الله قد احبك كما احببته فيه لان الله قد احبك فبلغ مرتبة من الصلاح واستقامة القلب وزكائه وصلاحه ان الله احبه والسبب في بلوغ هذه المنزلة بينه في بقوله صلى الله عليه وسلم فيما اخبر اني رسول الله اليك بان الله قد احبك كما احببته فيه. اي كما احببت هذا الرجل فيه وكانت هذه المحبة موجبة لهذه المنزلة العالية ولا شك ايها الاخوة ان محبة الله عز وجل من المراتب العالية التي يدرك بها الانسان خير الدنيا والاخرة فانه من احبه الله عز وجل كان سمعه الذي يسمع به. من احبه الله عز وجل كان بصره الذي يبصر به. من احبه الله عز وجل كان يده التي يبطش بها. من احبه الله عز وجل كان رجله التي يمشي بها. من احبه الله تعالى نصره اذا استنصره. من احبه الله عز وجل اعاده اذا استعاذه فكان ذلك ثمرة لهذا العمل الصالح. والحب في الله حقيقته هو ان تحب الرجل لما فيه من الصلاح ولما يظهر عليه الاستقامة فانت تحب لا لدنيا ولا لنسب ولا لمصلحة ولا لمنفعة ولا لادراك شيء عاجل انما تحبه لقربه من الله تحبه لاستقامته تحبه لقيامه بما يحب الله تعالى حقيقة هذه المحبة انها محبة لله. لان من احب شيئا لله فانما يخبر وينبئ انه يحب ذلك المحبوب الذي من اجله احب هذا الشيء ولهذا حقيقة المحبة في الله انها براهين ودلائل دالة على محبة الله عز على محبة العبد لربه ولهذا كانت الثمرة ان الله تعالى يحب من احبه ويحب من احب ما يحبه جل في علاه. في هذا الحديث من الفوائد من فوائد عظيم فظل المحبة في الله عز وجل من فوائده ان المحبة لله عز وجل تثمر هذه الدرجة العالية وهذه الفضيلة العظمى وهي حب الله عز وجل. من فوائده ان حب ما يحبه الله هو من حب الله عز وجل الذي يوجب محبة الله للعبد. فنسأل الله عز وجل ان يرزقنا محبته وان يجعلنا من اولياءه وان يعيننا على ذكره وشكره وان وان يجعل لنا في قلوب المؤمنين ودا كما قال تعالى ان الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد