قل هذه سبيلي. ادعو الى الله. على بصيرة انا ومن من اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين سبحان الله وما انا من المشركين بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد قال الامام النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين باب في وجوب الانقياد لحكم الله وما يقول من دعي الى ذلك وامر بمعروف او وامر بمعروف او نهي عن المنكر قال الله تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما هنا ثلاثة قيود للايمان الكامل اولا حتى يحكموك فيما شجر بينهم ظاهرا ثانيا ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت اي ضيقا من قضائك ثالثا ويسلموا تسليما اي يذعنوا ازعانا وينقاضون قيادا فهذه ثلاثة قيود لكمال الايمان فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم فهذا اولا ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ثالثا ويسلموا تسليما فهذه قيود ثلاثة فقال تعالى انما كان قول المؤمنين اذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم ان يقولوا سمعنا واطعنا واولينا هم المفلحون والذي نعاني منه في هذه الايام ترك التحاكم الى كتاب الله وترك التحاكم الى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم سواء على مستوى الافراد على مستوى الجماعات او مستوى القبائل او مستوى الشعوب. جل الناس تركوا التحاكم الى كتاب الله سبحانه والى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم قال وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم لله ما في السماوات وما في الارض وان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله. اشتد ذلك على اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سلم فاتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم بركوا على الركب فقالوا اي رسول الله كلفنا من الاعمال ما نطيق الصلاة والجهاد والصيام والصدقة وقد انزلت عليك هذه الاية ولا نطيقها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتريدون ان تقولوا كما قال اهل الكتابين من قبلكم سمعنا وعصينا بل قولوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير. فلما اقترأها القوم وذلت بها السنتهم انزل الله تعالى في اثرها امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله فقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير فلما فعلوا ذلك نسخها الله تعالى فانزل الله عز وجل لا يكلف الله نفسا الا وسعها لها ما كسبت يا ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا. قال نعم. ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين ان من قبلنا؟ قال نعم. ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به. قال نعم واعف عنا واغفر لنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين. قال نعم. وفي رواية ايضا في مسلم قد فعلت كل مرة يقول قد فعلت فالاية دالة على ان حديث النفس العابر لا يؤاخذ عليه الشخص وبلا شك ان هناك تفصيل في اعمال القلوب تقدم الكلام عليه فاذا عقد القلب العزم على فعل شيء يؤاخذ صاحبه. ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الايمان. ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين امنوا لهم عذاب اليم في الدنيا والاخرة انه كان حريصا على قتل صاحبه. كلها اعمال قلوب. اما العوارض التي تمر بالقلب ولا تستوشيها ولا يستجمعها ولا يعقد العزم عليها ففيها الحديث ان الله تجاوز لامتي ما حدست به انفسها ما الم تتكلم او تعمل فالقطرات والوساوس والهواجس هذا لا يحاسب عليه الشخص. اما اذا عقد العزم على فعل شيء يؤاخذ به ومن ثم عوقب اصحاب القرية الذين اقسموا ليصرمنها مصبحين ولا يستثنون بان طاف عليها طيف من ربك وهم نائمون هذا وبالله التوفيق احد له سؤال في هذا الباب تفضل من هم بسيئة فلم يعملها وردت روايتان احداهما فلا تكتبوها شيئا والثانية فاكتبوها له حسنة الرواية التي فاكتبوها له حسنة جاءت مقيدة مبينة فيها فاكتبوها له حسنة فان ما تركها من اجلي وفي رواية من جرائي فاذا هم الشخص بسيئة وتركها لوجه الله كما فعل الصديق يوسف يثاب على ذلك اما من هم بالسيئة وصرف عنها شغل عنها ذهنيا ولم يعقد عليها العزم ولا تركها لله فلا تكتب شيئا وبالله التوفيق