الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد وقد نقل النووي رحمه الله في باب توقير العلماء والكبار واهل الفضل عن جابر رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين الرجلين من قتلى احد كان يجمع بين الرجلين من قتلى احد يعني في القبر ثم يقول ايهما اكثر اخذا للقرآن فاذا اشير اليه فاذا اشير له الى احدهما قدمه في اللحد رواه البخاري هذا الحديث الشريف فيه بيان فضل اهل القرآن على غيرهم في الدنيا وفي الاخرة فان النبي صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين الرجلين من قتل احد يعني كلاهما شهيد فلهم من الفضل والمكانة ما استويا فيه حيث كان قد قتل في احد فكان صلى الله عليه وسلم يقدم الاكثر اخذا للقرآن. يسأل عند الدفن يسأل ايهما اكثر اخذا للقرآن اي حفظا له هذا المتبادر الى الذهن ايهما اكثر اخذا للقرآن اي حفظا و ليس المقصود بذلك العمل لان العمل لا يمكن ان يوقف عليه في الغالب فثمة اعمال خفية واعمال ظاهرة لكن الحفظ مما يعرف ويشتهر لا سيما اذا كان الناس لهم عناية بالقرآن معرفة به وفي وقته نزوله كانوا يتسابقون الى الاستكثار منه. فكان صلى الله عليه وسلم واحد في السند الثاني من الهجرة كان يسأل عن الاكثر اخذا للقرآن فاذا اشير له الى احدهما يعني قيل له فلان قدمه اي في اللحد قدمه في اللحد اي قدمه دفنا جعله مقدما في اللحد و هذه الواقعة جرت في غزوة احد فانه قد اصيب المسلمون اصابة عظيمة وقتل خلق كثير من اصحاب النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فكان ان جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين قتلى احد بين الرجلين والثلاثة في قبر واحد لكثرة القتلى فقد قتل من اصحابه سبعون رضي الله تعالى عنهم وارضاهم ووجد النبي صلى الله عليه وسلم بذلك موجدة عظيمة فكان صلى الله عليه وسلم لا يفرد الواحد منهم بقبر انما يجعل القبر ويوسع فيه فيجعله لاكثر من شخص رفقا باصحابه وتحقيقا للمقصود في الدفن وكان صلى الله عليه وسلم يلحد لاصحابه يعني يميل في جهة قبلة القبر بحيث كن موضع الميت في ذلك الميت بخلاف الشق ويقول صلى الله عليه وسلم عند الدفن ايهما اكثر اخذا للقرآن؟ فاذا اشير له اي اخبر بان فلانا اكثر اخذا للقرآن قدمه اه اه في اللحد هذا الحديث فيه جملة من الفوائد من فوائده جواز جواز دفني اكثر من شخص في قبر اذا دعت الى ذلك حاجة ويجعل بينهما فاصلا تلاتة يكونان ملتصقين بل يجعل بينهما فاصل آآ يخص كل يخص كل واحد منهما. وفيه وهو الشاهد تقديم اهل القرآن على غيرهم وهذا التقديم في الدنيا والاخرة فان اهل القرآن مقدمون في الدنيا فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم يا ام القوم اقرأهم لكتاب الله. وفي الاخرة وهذا القبر في اول منازله فانهم يقدمون في اللحد وهذا بيان فظل اخذ القرآن والاقبال عليه وهذا يزيد بزيادة اخذ الانسان للقرآن فمن كان اكثر قراءة من كان اكثر حفظا من كان اكثر عملا يتقدم بقدر ما معه من هذه المعاني فصحبة القرآن يختلف فيها الناس واوفاهم صحبة واعلاهم اخذا يتقدم على غيره عند الله عز وجل في الدنيا وفي الاخرة وفيه من الفوائد ايضا ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يعلم لم يكن يعلم حال اصحابه في اخذ من القرآن وانهم كانوا متفاوتين. انهم كانوا متفاوتين في الاخذ وفيه قبول خبر للمخبر فان النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل للمخبر والذي اخبره بان فلانا اكثر اخذا آآ ائت بشاهد بل اكتفى بخبر المقبل. وفيه ان الاشارة تقوم مقام اللفظ حيث ان الاشارة الى احدهما كانت كافية في تحقيق جواب النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وفي ان التقدم في الدين وفي الدنيا وفي الاخرة انما هو بالتقوى والايمان فان النبي صلى الله عليه وسلم لم يسأل عن الانساب ولا عن المال ولا عن الجاه ولا عن المنصب ولا عن غير ذلك من اسباب التقدم في الدنيا انما سأل عن اخذ القرآن واخذ القرآن يدل على ما وراءه من صالح العمل. فانه من اخذ القرآن كان جديرا بان يكون صالح في قلبه صالحا في عمله مسابقا الى مرضاة ربه اخذ القرآن منة عظيمة ومنحة كبيرة يتفضل الله تعالى بها على على العبد ولذلك قال ابن عمر من حفظ القرآن فقد ادرجت النبوة بين جنبيه فينبغي للمؤمن ان يعرف قدر ما فتح الله تعالى عليه من فتوحات في هذا الكتاب الكريم وليعلم انه في الفضل والمنزلة بقدر ما معه من الاخذ للقرآن علما نسأل الله ان يجعلنا من اهل القرآن الذين هم اهله وخاصته. وفيه فضيلة واستحباب اللحد وهذا اذا كانت الارض متماسكة. فان اللحد افضل فان اللحد افضل من الشق. واما اذا كانت غير متماسكة فعند ذلك فيكون المصير الى الشق وفيه ان المقبورين قد يكونون في مكان واحد وبينهما من المنزلة والفظل ما الله به عليم فان النبي قد عندما في في القبر آآ بناء على الاخذ بالقرآن وهو التفضيل المتاح الممكن المعلوم للناس. واما الفضل عند رب العالمين فذاك لا يعلمه الا هو فهو الذي يعلم السر واخفى. فاهل القبور يتفاضلون فاذا كان تفاضل في موضع الانسان في القبر فكيف فيما يتعلق ما يكون مما يجريه الله على اهل القبور من النعيم والفضل والمنزلة والعطاء والهبة والنور والسعة. نسأل الله لنا ولكم وللمؤمنين والمؤمنات العفو والعافية والمغفرة الدائمة. وان جعلنا من اهل التقدم في الدنيا والاخرة. وصلى الله وسلم على نبينا محمد