الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فقد نقل النبوي رحمه الله في رياض الصالحين في باب فضل الحب في الله والحث عليه عن ابي كريمة المقداد ابن معد كرم رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا احب الرجل اخاه فليخبره انه يحبه اذا احب الرجل اخاه فليخبره انه احبه رواه ابو داوود والترمذي وقال حديث صحيح هذا الحديث في بيان ما الذي ينبغي ان يكون عليه الانسان من العمل بما اذا احب احدا لله عز وجل قال صلى الله عليه وسلم اذا احب الرجل اخاه اذا احب الرجل اخاه اي من اهل الاسلام فالمقصود بالاخوة هنا اخوة الدين قال الله تعالى انما المؤمنون اخوة والاخوة تطلق باعتبارات مختلفة واعلاها مكانة وانفعها للانسان في دينه ودنياه هي الاخوة في الدين ولذلك جعلها جل وعلا موجبة التآلف والتآزر والاجتماع وموجبة لخير الدنيا والاخرة فالمؤمنون اخوة يتعاونون على البر والتقوى يأتمرون بالمعروف ويتناهون عن المنكر يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويسعون في كل ما يقربهم الى الله عز وجل ويتناصرون فيما بينهم ويذب بعضهم على عن بعض كل ذلك بمقتضى الاخوة الايمانية فقوله صلى الله عليه وسلم اذا احب الرجل اخاه اي اخاه من اهل الاسلام و قوله صلى الله عليه وسلم اذا احب الرجل اخاه ليس قصرا على الرجال بل ذلك شامل لما اذا احبت المرأة اختها فالرجال شقائق النساء لا فرق في ذلك الا ما يكون من تخصيص لجنس دون جنس واما الاصل فان الرجال والنساء في الحكم سواء. قال صلى الله عليه وسلم اذا احب الرجل اخاه فليخبره اي فليعلمه انه يحبه اي فليخبره بما قام في قلبه من ميله اليه وود ووده له ومحبته له فان ذلك مما يحصل به خيرا كثير في العلاقات بين اهل الاسلام ومما يجري به على الناس نفع كبير في دينهم ودنياهم ولهذا امر النبي صلى الله عليه وسلم اذا احب الرجل اخاه ان يخبره بهذا الامر اي بانه يحبه ولم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم تعليلا لذلك ولكن العلة ظاهرة بينة فان المؤمنين اذا تحابوا كان ذلك من موجبات الخير بينهم من موجبات فشو الصلاح بينهم والتعاون على البر والتقوى. والدلالة على الخير والتناصح والتآزر التواصي بالحق وما الى ذلك من المعاني المباركة وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا اولا ادلكم على شيء اذا فعلتموه تحاببتم؟ افشوا السلام بينكم فالحب من موجبات فضل الله عز وجل ونيل اجري الدنيا والاخرة لصلاح الحال وفوز المآل واستقامة حال الانسان فيما بينه وبين ربه فان القلب العامر محبة الله يحب ما يحب هو الله عز وجل فالاخبار بذلك هو اعلام بما قام في قلبه من ميل اليه بسبب ما هو عليه من خير وبسبب ما هو عليه من طاعة وقربة. لان المقصود بالحب هنا ليس الحب لاجل امر من امور الدنيا بل المقصود به المحبة في الله وقد يقول قائل من اين جاء هذا التخصيص مع ان الحديث فيه نوع من العموم اذا احب الرجل اخاه فليخبره بانه يحبه او فليخبره انه يحبه الذي يظهر والله تعالى اعلم ان هذا التخصيص مستفاد من قوله اخاه والمقصود بالاخوة عند الاطلاق في لسان الشارع الاخوة الدينية. وموجب هذه المحبة هو ما قام في قلبه من الايمان قال الله تعالى انما المؤمنون اخوة وهذه الاخوة ووطيدة الثقة وطيدة الوثاقة ثابتة العرى لا ينقضها ما يكون من خلاف او اه تباين في عمل بل حتى فيما يكون من اذى فانه لا يزيل ذلك فان ابلغ الاذى الذي يوصله الانسان الى غيره القتل. وقد قال الله تعالى في القاتل والمقتول فمن عفي له من اخيه شيء فاتباعا بالمعروف فاثبت الاخوة بين القاتل والمقتول مع عظيم ما جرى بينهم من اذى بلغ حد القتل وازهاق الروح. ومع هذا لم ينتفي معنى الاخوة بينهما فقوله صلى الله عليه وسلم اذا احب اخاه اذا احب الرجل اخاه يعني من اهل الايمان هذا الحديث فيه جملة من من الفوائد من فوائده فضل الحب في الله عز وجل. حيث ان النبي صلى الله عليه وسلم بين ما الذي يترتب على هذا المعنى اذا قام في قلب العبد من العمل فقال اذا احب الرجل اخاه فليخبره انه يحبه وفيه من الفوائد ان الحب يكون بين اهل الايمان على وجه العموم وعلى وجه الخصوص فعلى وجه العموم كل مؤمن يحب كل مؤمن ثم قد يكون هذا الحب مخصوصا ببعض من قام به عمل صالح وظهر عليه من علامات الاستقامة اعمال اهل الايمان ما يخصه بمزيد حب فلذلك ذكر النبي صلى الله عليه وسلم هذا النوع من الحب وهو الحب الخاص وما يقتضيه. فقال صلى الله عليه وسلم اذا احب الرجل وفيه ان هذا الحكم شامل لمحبة الرجل الرجل. ومحبة المرأة المرأة ويدخل في ايضا محبة الرجل للمرأة التي من محارمه او ممن تحل له فاذا احب الرجل امرأته لله او اذا احب عمته او اخته او خالته او بنت اخيه او بنت اخته ونحو ذلك فليخبره فانه داخل في هذا. اما اذا كانت المرأة اجنبية او كان او احبت المرأة رجلا اجنبيا في الله فان في الاخبار في فان في الاخبار بذلك ما يمكن ان يكون مظنة فساد. وقد قال الله تعالى في شأن المؤمنات ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض فالخضوع في القول هو لينه فاذا كان لينا في اللفظ نعومة في المعنى كان ذلك ادعى الى الفتنة. ولهذا ذكر جماعة من اهل العلم استثناء ما اذا احب الرجل امرأة في الله او احبت امرأة رجلا في الله انها لا تخبر بما في ذلك من آآ مظنة المفسدة التي ينبغي ان تراعى واما قيام ذلك في قلب الانسان لا سيما عند انتفاء الشبهة فان ذلك من من من المعاني السليمة التي تكون بين اهل الايمان فالمؤمن يحب المؤمنين والمؤمنات مؤمنات قال الله تعالى والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يعني بعضهم يحب بعضا وبعضهم ينصر بعضا فاثبت ذلك في حق اهل الايمان فيما بينهم على اتحاد جنسهم وعلى اختلاف جنسهم. لكن الاخبار بذلك قد يكون مفتاح شر والشريعة جاءت بدرء المفاسد و جلب المصالح وبسد ابواب الشيطان ومدى ومدى وسد مداخله لاجل الا يقع الشر والفساد بين الناس وفيه من الفوائد ان الاخبار بالمحبة من الهدي النبوي ومن السنن الثابتة التي امر بها النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم ذلك من قوله ومن فعله الله عليه وعلى اله وسلم. اما من قوله فقوله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث اذا احب الرجل اخاه فليخبره انه يحبه. واما فعله ففي حديث معاذ رضي الله تعالى عنه حيث قال يا معاذ اني احب والله اني لاحبك. والله اني لاحبك هذا ما تظمنه تظمنه هذا الحديث من فوائد اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما يا عليم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد