امام عادل وشاب نشأ في طاعة الله ورجل قلبه معلق بالمساجد ورجل ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وافترقا عليه ورجل دعته امرأة ذات حسن وجمال فقال اني اخاف الله الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فقد نقل النووي رحمه الله في باب الحب في الله عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله ورجل تصدق بصدقة فاخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه متفق عليه موضع الشاهد من هذا الحديث لهذا الباب قوله صلى الله عليه وسلم ورجلان ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وافترقا عليه قوله صلى الله عليه وسلم سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله سبعة اراد بهم من سيعدهم ويذكرهم في هذا الحديث وليس هذا حصرا ل من يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله. انما هؤلاء السبعة جاءوا في سياق واحد وقد جاء في احاديث اخر ما يزيد على هؤلاء السبعة ممن يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله وقوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم يظلهم الله في ظله الظل ضد البروز للحر والشمس فان الظل موضع الفيل وموضع وقاية ما يكره من الحر والاذى ولذلك كان من نعيم اهل الجنة انهم في ظلال ان المتقين في ظلال وعيون وقال الله تعالى في نعيم اهل الجنة اهل اليمين وظل ممدود قد ذكر الظل في الجنة في قوله تعالى مثل الجنة التي وعد المتقون اكلها دائم وظلها فكل ذلك مما يتبين به ان قوله صلى الله عليه وسلم في ظله اي انهم منعمون بظله جل وعلا وقد اظاف الظل اليه سبحانه وبحمده في هذا الحديث وقال في ظله يوم لا ظل الا ظله سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله وفي حديث اخر صحيح الامام مسلم في بيان اجر الانظار انظار المعسر والوظع عنه اظاف الظل الى العرش في ظل عرشه فالظل جاء مضافا الى الله عز وجل وجاء مضافا الى عرشه وجاء مطلقا دون اظافة لشيء كما في قوله تعالى وظل ممدود ان المتقين في ظلال وعيون فالظل المذكور في هذا الحديث مضاف الى الله عز وجل فمن اهل العلم من قال الظل هنا المراد به ظل عرشه حملا لهذا الحديث على ما جاء في الاحاديث الاخرى من تقييد ذلك بعرشه او اضافة ذلك الى عرشه ومنهم من قال يبقى كل نص على حاله فما اضيف الى شيء من خلقه كما هو في هذا الحديث حديث الانذار وكما في قوله تعالى اكلها دائم وظلها اي ظل الجنة فيبقى على ما اضيف اليه وما جاء مطلقا مضافا الى الله عز وجل يكون مضافا اليه دون تقييده بشيء من خلقه و المقصود بالظل هنا على كل اوجه المعاني التي ذكرت هو وقاية هؤلاء من اهوال يوم القيامة وشرور ما يكون في ذلك اليوم سواء كان ذلك في الموقف عندما تدنو الشمس من رؤوس الخلائق او كان ذلك في نعيم اهل الجنة عندما يدخلونها فالمقصود هو وقاية هؤلاء السبعة ومن جاء الخبر بانه في ظل الله عز وجل مما يكره ويحذر في ذلك اليوم العظيم يوم يرتاحن الناس باعمالهم وتدنو الشمس الى رؤوس الخلائق قدر ميل فيأخذ العرق الناس على قدر اعمالهم وذلك متفاوت على حسب ما كان معهم من سوء وعمل. فنسأل الله السلامة والعافية وان يظلنا في ظله يوم لا ظل الا ظله وقوله يوم لا ظل الا ظله اي ليس ثمة ما يقي الناس الا ما كان من ظله جل في علاه ووقايته سبحانه وبحمده بما يجريه على هؤلاء من الحفظ والصيانة والوقاية والرعاية والاكرام والانجاء نسأل الله ان يجعلنا واياكم منهم واما اصحاب هذا الفضل فهم سبعة في هذا الحديث بدأهم قوله امام عادل والامام العادل هو من له الولاية العامة على الناس اذا عدل اي اذا حكم بالقسط فان الله تعالى يحب المقسطين وهو من اشرف الاعمال واجل الطاعات ولذلك جاء في الحديث المقسطون يوم القيامة على منابر من نور عن يمين الرحمن كل ذلك الفظل لعظيم ما قاموا به من العمل والمقسطون في هذا الحديث جاء النص فيه على من له ولاية عامة وهو الامام الذي يجتمع عليه الناس و يكون تكون له الولاية العليا وقد ذكر جماعة من اهل العلم ان ممن يدخل في معنى الحديث بالمعنى دون اللفظ كل من تولى حكما بين الناس وتولى ولاية على الناس ولو لم تكن الولاية العليا فمن يحكم بين الناس فاذا تحرى العدل كان ممن يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله ولو كان ذلك في خاصة اهله وولده فان النبي صلى الله عليه وسلم عندما ذكر المقسطون قال الذين يقسطون في حكمهم واهليهم وما ولوا اي الذين يعدلون ويقومون بالقسط والعدل فيما يسند اليهم من الحكم وفي اهليهم باعطاء كل ذي حق حقه دون بقص وظلم وفي كل ولاياتهم وما ولوا فيدخل في معنى كل من حكم بالعدل في موضع الحكم ولو كان في خاصة اهله ومن تحت يد يد من تحت يده من ولد وغيره كما قال النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم اتقوا الله واعدلوا بين اولادكم فانه يدخل في ذلك وان كان الاعلى في الدخول والاقوى والاظهر والذي جاء به النص هو الامام العادل واما ثاني من ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من هؤلاء السبعة فشاب نشأ في طاعة الله و هذا يشمل كل من نشأ من صغره بفترة شبابه على طاعة الله على عبادة الله نشأ في عبادة الله وفي رواية في طاعة الله اي في قيامه بحق الله عز وجل ابتداء بتوحيده وافراده بالعبادة وعطفا على سائر ما يكون مما يتعلق طاعة الله في فعل الاوامر وترك النواهي وهذا تخصيص ل هذه الفترة العمرية بالفظل وذلك ان ثورة الشباب تحمل كثيرا من اصحاب هذه المرحلة العمرية على الخروج عن عبادة الله اما تفريط واضاعة واما غلو وزيادة وكلاهما مذموم وكلاهما منهي عن فالشاب له صبوة اما الى افراط او تفريط اما الى جفاء او غلو والمطلوب هو سلوك الصراط المستقيم فهنيئا لمن اغتنم فترة شبابه في تحقيق طاعة الله وليس المراد بقول نشأ في طاعة الله الا تكون منه معصية انما المقصود ان تكون حاله في الجملة سعيا في طاعة الله واجتهادا فيما يحب ويرضى والا فكل ابن ادم خطاء وخير الخطائين التوابون كما قال النبي صلى الله عليه وسلم واما ثالث السبعة الذين يظلهم الله في ظله قال ورجل قلبه معلق بالمساجد ذكر الرجل هنا على وجه الغالب والا فانه شامل لكل من كان قلبه معلق بالمساجد من الرجال وغيرهم وانما ذكر الرجل لانه الذي يدعى الى المسجد في الغالب في الاصل فالنساء لسن من اهل المساجد في الغالب والاصل لكن لا يمنعن من بيوت الله فلو ان امرأة تعلق قلبها بالمسجد نالت الفضل وان كان الاصل في صلاتها والفاظل ان ان يكون في بيتها وقيل بل المقصود التعلق بما يكون في المساجد من العبادة والطاعة والذي يظهر والله تعالى اعلم ان الاصل هو التعلق بالمساجد لمن هو من اهلها وهم الرجال والتعلم بالصلاة لمن ليس من اهل المساجد كالنساء فان المرأة اذا تعلق قلبها بالصلاة تعلق قلبها بما يكون في المساجد من عمل فتدرك الفظيلة بفظل الله ورحمته وعظيم احسانه وكرمه وقوله صلى الله عليه وسلم ورجل قلبه معلق بالمساجد اي يحبها ويسعى في عمارتها بكل اوجه العمارة الممكنة المعنوية باقامة الصلاة فيها وذكر الله وتلاوة القرآن والحرص على آآ الاتيان اليها وكذلك العمارة الحسية بتنظيفها وتشييدها وعمارتها على الوجه الذي يرظى الله عز وجل فكل ذلك مما يدخل في الحديث وقلبه معلق بالمساجد ليس المقصود به الاقامة في المسجد فان التعلق بالشيء يكون ولو كان الانسان خارجه وعليه فان المرأة التي يتعلق قلبها بالمسجد رعاية له وصيانة وحرص على تكفير اهل المسجد بتهيئته تدخل في الحديث بفضل الله ورحمته وفضل الله واسع وقوله صلى الله عليه وسلم بالمساد المساجد يشمل كل البيوت المعمورة لطاعة الله عز وجل كبرت او صغرت كثر جمعها او قل كان لها فضيلة خاصة كالمسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الاقصى وقباء او لم يكن لها فضيلة خاصة كسائر المساجد التي في بلاد الاسلام وامصاره وفيهم لا السبعة اي الرابع من السبعة الذين ذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم قال ورجلان تحابا في الله اي كان بينهما حب في الله فالصلة بينهما هو المحبة في الله. فكل واحد منهما يحب اخاه في الله. رجلان وذكر الرجال هنا على وجه الغالب في النصوص بذكر الرجال والا فالحكم ثابت للرجال والنساء تحابا في الله اي لاجله لا لنسب ولا لمصلحة دنيوية ولا لصداقة معيشية وحياتية ولا لاتفاق بلد او جنس او غير ذلك مما يكون من اصحاب من من من اسباب التقارب والتحاب بين الناس لا يحبه الا لله تحابا في الله لاجل ما معه من طاعة الله وهذا الفضل ثابت لكل من احب غيره في الله سواء احبه الاخر او لم يحبه فنحن نحب قوما لم نرهم ولا يعلمون عنا نحب الصحابة رضي الله تعالى عنهم لله لما علمنا من طاعتهم لله وجهادهم مع رسوله ونحب بعيد وخيار هذه الامة ولم نلتقي بهم فيدخل هذا في الفضل ولكن اعلى ان يكون الحب في الله بين الطرفين و يدخل فيه ايظا من احب رجلا لله عز وجل فيما ظهر من حاله لان الحكم على الظواهر وليس على ما في القلوب والسرائر فان ذلك لا يعلمه الا الله الذي يعلم مكنونات الظمائر اما نحن نتعامل مع الناس بناء على ما ظهر منهم فمن اظهر خيرا واحببناه لله لما ظهر من الخير الذي بدأ وقد تحقق الفظل واما ما يسره اوطنه فذاك امره الى الله. فقد يكون على خلاف ما ظهر ولا يعطل هذا ما ذكر من فضيلة ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه يعني اجتمع على هذا المعنى وهو حب الله فلم يجمعهم مال ولا نسب ولا حسب ولا بلد ولا صداقة ولا وظيفة ولا قرابة انما جمعهم الله عز وجل فاجتمع عليه وافترقا عليه. يعني دام عليه في اجتماعهما وافتراقهما فحبهم لله ليس لغيره في اجتماعهم وفي افتراقهم وهذا هو المقصود من سياق هذا الحديث وفيهم واما الخامس من الخصال التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم قال ورجل دعته امرأة ذات حسن وجمال فقال اني اخاف الله. امرأة رجل دعته امرأة رجل دعته امرأة ذات حسن اي ذات بهاء وجمال اي واضاءة وفي بعض الروايات ذات منصب وجمال جماعة ما يدعو اليها في الاصل وما تطلب به دون دعوة فاذا اجتمع الحسن والجمال والمنصب والتهيؤ والدعوة كان بلاء عظيما وكان امرا لا تنكف عنه الا نفس من يخشى الله بالغيب من يتقي الله في الخلوات وقد تهيأت اسباب الاتيان الى كل ما تلتذ اليه النفس في المرأة من جمال وحسن يدعوان الى ذاتها ومن منصب يأمن به من الضرر ومن تهيؤ لانها لا تدعوه الا وقد تهيأت ومن سهولة الوصول اليها لانها هي التي دعته فلا يحتاج الى مشقة الوصول اليها والتكلف في الحيل لبلوغ غايته منها فلما تهيأت كل هذه الاسباب وكف نفسه عنها قال اني اخاف الله. بلغ هذه المنزلة العالية السامية اني اخاف الله يعني لا يمنعني من اجابتك الا خوف الله الذي هو بكل شيء محيط وعلى كل شيء شهيد وبكل شيء عليم فكفه شهود نظر الله وسمعه ادراكه بعلم الله واحاطته ان يقدم على هذه السيئة مع تيسر اسبابها وسهولة حصولها هذا هو الخامس ممن يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله اما السادس فرجل تصدق بصدقة قليلة او كثيرة مال او طعام صدقة من كل انواع الصدقات ويشمل ايضا الصدقة بالاعانة وجاه وما الى ذلك من اوجه الاحسان تصدق بصدقة فاخفاها اي حرص على عدم ابدائها واظهارها حتى لا تعلم شماله ما تنفقوا يمينه. هذا بيان مبالغة الانسان في الاخفاء. حتى يخفي احسانه عن بعضه فيخفي ما اخرجت يمينه اما عن ادراك شماله وذاك مبالغة في الا يظهر من العمل شيء وحرص على الا يكون العمل محل نظر الناس بل محل نظر الله عز وجل واما سادس سابع الخصال وخاتمتها ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه وكما ذكرنا فيما تقدم الحديث يشمل الرجال والنساء وقول رجل يشمل حتى المرأة لعموم المعنى وانما ذكر الرجل بناء على الغالب في خطاب الشارع ورجل ذكر الله ذكر الله بقلبه وهذا هو الاصل واعلى مراتب الذكر واضاف الى ذلك لسانه ويكون بذلك قد بلغ الغاية فذكره يكون بالقلب ويكون باللسان ويكون بالعمل فقوله ذكر الله بقلبه ولسانه وعمله ولو كان ذكرا ببعض هذا يدخل في عموم قوله ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عينه اي فدمعت عيناه قال فاضت عيناه اي لخروج ذلك من غير تكلف ولا تصنع ولا تباكي انما لاجل ما قام في قلبه من محبة الله والشوق اليه او من تعظيم الله واجلاله او من خوفه وخشية عقابه كل هذه من اسباب البكاء عند ذكر الله عز وجل اما ان يبكي شوقا اليه ومحبة له جل في علاه او تعظيما له واجلالا ليه مقامه جل في علاه او خشية من عقابه وخوفا من اخذاته فاذا ذكر الله خاليا اي في محل خلوة لا يشهد فيها احد ولا يعلم به سوى الله جل في علاه في ليل او نهار بحظر او سفر في صلاة او في غيرها من الاحوال التي يكون فيها الانسان خاليا وفاضت عيناه بلغ هذه المنزلة ولو كان في مرة واحدة ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه هذه المعاني السبعة والاوصاف السبعة توجب هذا الفضل العظيم الذي هو ان يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله في هذا الحديث جملة من الفوائد من فوائد هذا الحديث حسن بيان النبي صلى الله عليه وسلم وتعليمه حيث جمع هؤلاء الاعمال وهذه الصفات في سياق واحد وبين ذلك ابتداء ببيان المثوبة والاجر مع ذكر العدد الذي يحصل به الاحصاء والظبط فقال سبعة يظلهم الله في ظله وفيه ان اعظم ما يدركه يدركه الناس يوم القيامة من الاجر والجزا على صالح العمل ان يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله وفيه اثبات الظل لله عز وجل حيث اضافه اليه على نحو ما تقدم من كلام اهل العلم في بيان معنى الاظافة وفيه ان ذلك اليوم يوم ينقطع فيه كل اسباب النجاة فلا ظل الا ظله لا نجاة الا به جل في علاه لا فوز الا من قبله سبحانه وبحمده فتنقطع كل العلائق ولا يبقى ما ينجي الانسان الا رحمة العزيز الغفار جل في علاه ولهذا ينبغي للانسان ان يسعى في كل عمل يقربه الى الله. يحصل به نجاة نجاته يوم العرض عليه وفي هذا الحديث ايضا تعليق القلوب بيوم القيامة فاننا في دار تغر بدار تأخذ بالقلوب والالباب فينهمكوا فيها الناس ويغفلون عما يكون بين ايديهم من اهوال واحوال ومآل اما الى جنة او نار. فينبغي للمؤمن ان يجد ويجتهد ويبذل وسعه وطاقته في الا يغيب عنه ذكر يوم القيامة ان لا يغيب عنه ذكر انه في دار فانية وفي دار عمل فليجد وليجتهد وليستكثر من اسباب الفوز والنجاة وفيه من فوائد تعدد اسباب الفوز وتنوع الطرق الموصلة الى رحمة الله وبره وهذا من فضل الله عز وجل فهذه الاعمال مختلفة متنوعة كلها يدرك بها الانسان هذا الفضل وتفضي به الى هذه النتيجة وهي ان يظله الله في ظله يوم لا ظل الا ظله وهذا من رحمة الله ان وسع السبل الموصلة اليه ونوع الطرق التي يفوز فيها الناس برحمة الله وفضله وعطائه واحسانه وفيه من الفوائد فضيلة العدل اعلى ذلك الامام العادل ولهذا الامام العادل اكرامه من من اجلال الله عز وجل كما جاء في الحديث ان من اجلال الله عز وجل اكراما بالشيبة المسلم و السلطان المقسط اي العادل وفيه ان كل عادل يرجى ان يدرك هذه الفظيلة في حكمه ولو كان ذلك في الحكم الخاص بالالحاق ودلالة المعنى ولو لم يكن اللفظ دالا وفيه من الفوائد فضيلة النشأة على طاعة الله عز وجل وامظاء الشباب فيما يقربه الى الله عز وجل ولكن ان فاتت هذه الفظيلة فليستدرك الانسان بصلاح عاقبته وخاتمته فانما الاعمال بالخواتيم فلا يقول فاتني هذا الفضل وامضي في غي لا بادر الى الطاعة والرشد والاحسان الاعمال بالخواتيم. نسأل الله ان يحسن لنا ولكم العاقبة والخاتمة وفيه من الفوائد فضيلة المساجد فان القلب المعلق بالمسجد ينال هذا الفاضل وهذا الاجر العظيم وفيه من الفوائد فضيلة الحب في الله وعلو منزلته حيث يبلغ به هذه المنزلة العالية وفيه من الفوائد فظيلة الخوف من الله عز وجل وانه يكف الانسان عن المعصية والاساءة ولو تيسرت له اسبابها وتسهل حصولها لكن يكفه عن ذلك خوفه من الله عز وجل قد قال الله تعالى ولنبلونكم بشيء وقد قال الله تعالى ولا يبلوكم بشيء من الصيد تناله ايديكم ورماحكم ليعلم الله من يخاف بالغيب فاذا تيسرت لك معصية وسهل عليك تحصيلها فتذكر ان تركك لها خوفا من الله يبلغك المنزلة العالية ويبلغك المرتبة الرفيعة وهذا ليس فقط في هذا هذه الكبيرة انما هو في كل كبيرة وفي كل عظيمة من الذنوب اذا تركتها خوفا من الله فانك ستدرك خيرا عظيما وتدخل في المعنى الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث وفيه من الفوائد فضيلة اخفاء العمل بقوله ورجل تصدق بصدقة فاخفاها وليعلم ان الاصل الذي ينبغي ان يسعى اليه الانسان في كل عمله ان يستتر به. وان يخفيه وان لا يظهر من عمله الا ما لا سبيلا الى اخفائه وما لا بد من اظهاره صلاة الجماعة والحج والعمرة وما يكون من شعائر الاسلام الظاهرة وغير ذلك اما الاعمال التي بين الانسان وربه فان استطاع ان يخفيها ولم يكن في اظهارها مصلحة فليجد في اخفائها والطيب مهما خفى فانه لا بد ان يظهر ريحه ولذلك لا يغرنك او يغرينك ثناء الناس وطلب مدحه بل جد في طلب مدح من ثناؤه ومدحه يزيد جل في علاه تقف العمل وجد في عدم اظهاره الا ما اقتضته المصلحة اودعت اليه حاجة فان ذلك يكون استثناء ولا تخبر الناس صليت سويت اعتمرت حججت تعلمت تصدقت فعلت لا تخبر الناس عن اعمالك بل اجتهد في اخفائها فان ذلك ادعى لقبولها ومباركتها وعظيم الاثابة عليها وفيه من الفوائد المبالغة في الاخفاء حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه وهذا ليس فقط في الصدقة بل في كل الاعمال او استطعت ان يكون سرا فلا تجهر به ما لم يكن هناك ما يدعو اليه من حاجة او مصلحة وفيه من الفوائد عظيم وفظل ذكر الله خاليا وهذا يشمل الذكر باللسان والذكر بالقلب والذكر بالعمل فكله ذكر اعلاه ما اجتمع في هذه المعاني الثلاثة كالصلاة يذكر الانسان فيها الله عز وجل بقوله وبقلبه بخشوعه وحضور قلبه في صلاته بعمله قياما وقعودا ركوعا وسجودا ولكن لو ذكر الله خاليا بقلبه ففاضت عيناه دخل في الحديث لو ذكر الله خاليا بلسانه دخل في الحديث فاذا بكى الله بقلبه ولسانه وجوارحه كان داخلا في الحديث بلا ريب وفي هذا الحديث فظيلة اعمال السر اعمال القلب اعمال الباطل فان مدارها في غالب هذه المذكورات قوى على اعمال القلوب فان جميع هذه الخصال دائرة على صلاح القلب. متى صلاح القلب كان ذلك موجبا تحصيل هذه الفضائل المذكورة وفيه من الفوائد ان من اعلى المنازل الامام الامام العادي ان من اعلى المنازل الامام العادل فانه يستطيع جمع كل هذه الخصال بخلاف غيره نسأل الله ان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح. وصلى الله وسلم على نبينا محمد