بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فما زلنا مع زبدة القواعد من منظومة الفرائض. وما زلنا مع مقدمة هذا النظم من كلام الشيخ الاهدل رحمه الله تعالى حينما ذكر فضل الفقه ثم قال فهو يعني الفقه. قال فهو اهم سائر العلوم فهو اهم سائر العلوم اذ هو للخصوص والعموم وهو فن واسع منتشر فروعه بالعد لا تنحصر وانما تضبط بالقواعد فحفظها من اعظم الفوائد. قال فهو باسكان الهاء مراعاة للوزن فهو فهو فهو اهم سائر العلوم. يعني ان الفقه هو اهم جميع العلوم الشرعية بعد بعد الفقه الاكبر الذي هو الاعتقاد. فبعد ان يصحح الانسان اعتقاده وايمانه بالله وملائكته وكتبه به ورسله واليوم الاخر والقدر والقدر خيره وشره اهم ما يحتاج اليه هو تعلم الفقه لماذا لماذا جعلنا الفقه اهم سائر العلوم يعني اهم جميع العلوم اهم جميع العلوم لانه علم يحتاج اليه الناس جميعا الخاصة والعامة. ولذا قال اذ هو للخصوص والعموم علم الفقه يحتاجه علماء الشريعة ويحتاجه المتعبدون والمتزهدون. ويحتاجه الرجل وتحتاجه المرأة ويحتاجه البائع ويحتاجه ويحتاجه الزوج وتحتاجه الزوجة ويحتاجه الصغير ويحتاجه الكبير ويحتاجه القاضي ويحتاجه الامام والامير ويحتاجه الفقير والغني علم للخصوص وللعموم. فلذلك لا يستغنى عنه ثم قال هذا الفقه العظيم هذا الفن الشريف هذا العلم العالي المنيف فن واسع منتشر. اذا علم الفقه مع اهميته الا ان فروعه متناثرة منتشرة كثيرة عندنا ابواب في الطهارة ومشاعرها كثيرة والصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد والبيع واحكامه من الايجارات والجعالات وعهود التبرعات وعقود المعارضات وعقود التوثيقات. وعندنا الانكحة اجتماعا بالنكاح والخطبة وفراق بالطلاق والخلع والظهار والايلاء. وعندنا احكام الجنايات منها جناية على النفس ومنها جناية على ما دون النفس. ومنها احكام القضاء ومنها الشهادات ومنها الايمان والنذور وغير ذلك. هذه الاحكام الواسعة المنتشرة طبعا انتبه. نحن حينما اقول الفقه يحتاج اليه الخصوص والعموم. لا يلزم من ذلك ان جميع المسائل الفقهية يحتاج اليها كل مسلم. لا كل كل انسان يحتاج الى الفقه لكن ما يحتاجه زيد يختلف عما يحتاجه عمرو وما يحتاجه المفتي يختلف عما يحتاجه العامي ما يحتاجه القاضي يختلف عما تحتاجه المرأة في عقر دارها. لكن الجميع يحتاج اليه. طيب لما كان علم الفقه فنا واسعا منتشرا فروعه بالعد لا تنحصر. يعني مسائله لا تنحصر بالعد. لو قلنا لك عد لنا مسائل الفقه ما استطعت ان تحصرها بعدك فهي مسائل لا تتناهى. لان الفقه هو معرفة الاحكام الشرعية المتعلقة بافعاله عالم الناس بافعال العباد بافعال المكلفين. هل افعال الناس محصورة؟ لا. افعال الناس لا تنحصر. فلذلك فروع الفقه بالعدل لا تنحصر. طيب كيف نضبطه؟ كيف نضبط هذه الفروع المتناثرة؟ من اعظم الوسائل واهم المهمات لمن درس الفقه عندما يعرف مسائله ان يدرس القواعد الفقهية حتى تساعده على ضبط هذه الفروع المنتشرة. ولذا قال الناظم وانما تضبط هذه الفروع المنتشرة وانما تضبط بالقواعد فحفظها من اعظم الفوائد تضبط بالقواعد الفقهية وحفظها من اعظم الفوائد التي يستفيدها المتعلم ويحتاج اليها المفتي ويفتقر اليها القاضي. هذه مقدمة موجزة اننا ننبه هنا الى امر مهم قد يغفل عنه كثير من الطلاب المبتدئين ما هو هذا الامر؟ ان علم القواعد الفقهية الذي يضبط هذه الفروع المتناثرة لا يكفي ابدا باي حال من الاحوال عن دراسة الفروع الفقهية اذ اولا ليست كل الفروع الفقهية مندرجة تحت القواعد. ففي الفروع الفقهية في امور تعبدية حكم الشرع فيها بحكم يحتاج اليه المكلف. لا نستطيع ان نردها الى قاعدة. فنحن لا نستطيع ان ندرك مثلا من قاعدة الامور بمقاصدها او قاعدة لا ضرر ولا ضرار او قاعدة المشقة تجلب التيسير او غيرها من القواعد لا نستطيع من ذلك ان ندرك ان الفاتحة ركن في الصلاة ان الفاتحة ركن او ليست بركن او ندرك من خلال ذلك ان الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ركن ام واجب وهكذا. فلا يغني دراسة او فلا تغني دراسة القواعد الفقهية عن دراستي فروع الفقه تنبه لذلك والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين