يسودها التمييز للعبادة مما يكون شبهها في العادة او مقصودها التمييز للعبادة فيما كونوا شبهها في العادة كما تميز بعضها من بعض في رتب كالغسل والتوضي. قال والوقت يعني كلام بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد. فما زلنا مع زبدة القواعد من منظومة الفرائض. ونحن الان في شرح القاعدة الاولى من القواعد الخمس الكبرى هي قاعدة الامور بمقاصدها قد شرعنا في الكلام عن اوجه كلام العلماء في النية. وذكرنا ان من اوجه كلامهم في النية كلامهم عن شرط النية عن كيفيتها. ثم قال الناظم والوقت والمقصود منها والمحل. فهاك فيها القول من غير خلل علماء في النية من اوجه كالكلام عن شرط النية والكلام عن كيفيتها والكلام عن وقت النية والمقصود من النية محل النية فهاك فيها القول من غير خلل. يعني فهاك يعني خذ القول في هذه الاوجه من غير اخلال من غير خلل سنذكره لك على وجه موجز ومختصر. لكنه اختصار غير مخل. اول مسألة المقصود بالنية يقصد بالنية امران الامر الاول من الكلام عن المقصود بالنية. كلام يذكره ارباب السلوك. من يتكلمون في تطهير القلب الروح والنفس يبينون للانسان انه يجب عليه اذا عمل عملا من الاعمال التي يقصد بها وجهه الله عز وجل ان يستحضر التعبد لله عز وجل. وان لا يدخل على قلبه رياء ولا سمعة ولا قصد مدح الناس وثنائهم. وهذا مبحث لا يتكلم فيه الفقهاء رحمهم الله تعالى على وجه الاصالة لكن الذي يتكلم عنه الفقهاء عليهم رحمة الله ومن بحثوا في القواعد الفقهية ان المقصود بالنية امران الامر الاول تمييز العبادات عن العادات عندنا شخص يستيقظ في الصباح فيدخل الى دورة المياه ويغتسل بقصد العادة والتنظف حتى يذهب لقيناه الدوام وهو نظيف ورائحته جميلة او يبقى في بيته ورائحته طيبة. وعندنا شخص اخر يعمل نفسه العمل وهو لو تسأل. لكنه يقصد به عبادة وهي رفع الحدث الاكبر عملان اشتركا في الصورة احدهما وقع على وجه العبادة والاخر وقع على وجه العادة. ما الفرق؟ ما ما الذي ميز العبادة عن العادة؟ النية. وهذا هو الامر الاول. مقصودها الاول التمييز للعبادة مما يكون شبهها في العادة يعني في العادات. تمييز العبادات عن العادات. مثال اخر رجل لم يأكل من الصباح حتى غربت الشمس ليش يا فلان ما تأكل؟ قال والله انا عندي بعد المغرب تحليل دم وقد طلب مني الطبيب ان لا اكل شيئا. هل قصدت التعبد بالله هل قصدت الصوم الشرعي؟ ما قصد ذلك؟ اذا هذا ليس بصائم شرعا ورجل اخر امسك عن الطعام والشراب من طلوع الفجر الى غروب الشمس بنية الصوم. حصل له الصوم الشرعي. ما الفرق هذا الاول كان على وجه العادة. والثاني كان على وجه العبادة. ما الذي ميز لنا عبادته هذا او ما الذي ميز لنا العبادة عن العادة؟ الجواب النية. اذا هذا هو المقصود الاول من مقاصد النية تمييز العبادة مما يكون شبهها من العادات. الامر الثاني من مقصود النية تمييز بعض عباداتي عن بعض قال كما تميز بعضها من بعض في رتب كالغسل والتوضي. النية قد تميز العبادة ذات بعضها عن بعض كما ذكرنا ان رجلين دخلا الى مسجد او صليا ركعتين فاحدهما قلنا صحت صلاة الفجر منك فرضا. والاخر قلنا له صحت منك نفلا. والفرق بينهما النية. فهذان قد اتيا العبادة يعني مو واحد عبادة وواحد عدد كلاهما اتى بعبادة لكن نية هذا ونية ذاك قد ميزت بين رتبة هل هي فرض ام نفل؟ كذلك رجل يصوم يوم الاثنين بنية قضاء رمضان. قد حصل له عبادة واجبة رجل صام يوم الاثنين بنية التطوع والتنفل. النية ميزت لنا هذه العبادة عن تلك العبادة. ولهذا قال الناظم رحمه الله كما تميز بعضها من بعض. يعني كما تميز النية يعني تميز النية بعضها من بعض في الرتب. كالغسل والتوضي. فالغسل قد يقع عن الجنابة. ويكون فيه رفع حدث اكبر وقد يقع الغسل عن غسل الجمعة فيكون مستحبا. واضح؟ فهنا هذا غسل تعبد هذا غسل تعبد لكن هذا فرض وهذا مستحب الفرق والمؤثر والمميز بينهما هو نية المغتسل كذلك توضأ عندنا رجل يتوضأ بنية رفع الحدث هذا وضوء فرض وعندنا رجل يتوضأ بنية تجديد الوضوء فهذا وضوء نفل هذا هو الكلام عن المقصود بالنية في مبحث القواعد الفقهية. نسأل الله جل وعلا ان يصلح لنا نياتنا امين امين