بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال ابن ماجة علينا وعليه رحمة الله فضل ابي عبيدة ابن الجراح رضي الله عنه حدثنا علي بن محمد قال حدثنا وكيع عن سفيان وحدثنا محمد بن بشار قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة جميعا عن ابي اسحاق عن صلة ابن زفر عن حذيفة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لاهل رجب قال لاهل نجران سابعث معكم رجلا امينا حق امين قال فتشرف لها الناس. فبعث ابا عبيدة ابن الجراح اذا هذا الحديث في فضائل هذا الصحابي الجليل الذي له شأن عظيم في هذه الامة وهكذا ساق ابن ماجة الرواية مختصرة التي فيها بيان فضل ابي عبيدة لكن لما تقرأ الرواية المطولة يعني يبين لك الفضل اكثر هو البخاري قد خرج هذه الرواية بسياقة في غاية الجودة. فقال باب قصة اهل نجران ثم ساق الحديث من حديث حذيفة وهذا هو ايضا حديث حذيفة وساقه من حديث الصلة وهذا هو حديث الصلة وساقه من حديث ابي اسحاق وهذا هو حديث ابي اسحاق وساقها البخاري من حديث إسرائيل لماذا إسرائيل لأن إسرائيل بن أبي إسحاق السبيعي يعني من اوثق الناس اسرائيل ان اوثق اسرائيل من اوثق الناس في حديث جده ابي اسحاق اسرائيل ابن يونس ابن ابي اسحاق السبيعي فساقه عن حذيفة قال جاء العاقب والسيد صاحبا نجران الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد ان ايلاعناه قال فقال احدهما لصاحبه لا تفعل فوالله لان كان نبيا فلا عنا لا نفلح نحن ولا يعاقبنا من بعدنا قال انا نعطيك فما سألتنا وابعث معنا رجلا امينا ولا تبعث معنا الا امينا فقال لابعثن معكم رجلا امينا حق امين فاستشرف له اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قم يا ابا عبيدة ابن الجراح فلما قام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا امين هذه الامة ثم ساقه ايضا من حديث شعبة قال سمعت ابا اسحاق وتأمل ان الشعب قال سمعت ابا اسحاق لان شعبة اذا روى عن مدل يحمل عنه الا ما كان سماعا عن صلة ابن زفر عن حذيفة رضي الله عنه قال جاء اهل نجران الى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا ابعث لنا رجلا امينا فقال لابعثن اليكم رجلا امينا حق امين فاستشرف له الناس فبعث ابا عبيدة ابن الجراح ثم ساق له شاهدا من رواية شعبة عن خالد عن ابي قلابة عن انس عن النبي صلى الله عليه وسلم لكل امة امين وامين هذه الامة ابو عبيدة ابن الجراح طبعا نجران بلد كبير يبعد سبع مراحل عن مكة العاقب والسيد وهما سادة نصارى نجران وحاكمهم والسيد يعني سيدهم كبيرهم اسمه الايهم والعاقب صاحب مشورته واسمه عبدالمسيح لعناه من الملاعنة وهي المباهلة وهي اجتماع الخصمين ودعائهم باستنزال لعنة الله وغضبه على الكاذب منهم اشرف الصحابة اي تطلعوا لنيل هذه المنقبة العظيمة. امينا اي ثقة مرضيا من فوائد هذا الحديث اولا بعد ان فتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة ودخل الكثير من العرب في الاسلام بعث الى نصارى نجران يدعوهم الى الاسلام. او دفع الجزية او ان يقاتلهم على ذلك فقدم وفد منهم فيه سادتهم واشرافهم لمجادلة النبي صلى الله عليه وسلم في شأن المسيح فلما ادحض حججهم في شأنه اتفقوا على المباهلة وقد جاء ذكرها في سورة ال عمران فقال تعالى فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندعوا ابنائنا وابناءكم ونسائنا ونسائكم وانفسنا وانفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين فخرج عليه الصلاة والسلام ومعه علي والحسين والحسن وفاطمة رضي الله عنهم فلما رأى النصارى ذلك قال بعضهم لبعض والله ان كان صادقا فلاعناه لا يفلح احد منا ولا من ابنائنا الى يوم القيامة فرضوا بالجزية وطلبوا منه ان يرسل معهم من يأخذها منهم فارسل ابا عبيدة ابن الجراح ثانيا دل الحديث على مشروعية مناظرة اهل الضلال من اهل الكتاب وغيرهم وقد يكون هذا الامر واجبا اذا خشي انتشار ظلاله بين العباد على ان لا يتصدر لمناظرتهم من لا يحسن ذلك فيسيئوا للاسلام واهله من حيث اراد الاحسان. يعني من ينبري للمناظرة ينبغي ان نكون صاحب علم ومعرفة وطريقة قوية في اقناع الخصوم ثالثا مشروعية مباهلة المخالف اذا اصر بعد ظهور الحجة عليه رابعا في هذا الحديث منقبة عظيمة لابي عبيدة ابن الجراح رضي الله عنه. واي شرف للعبد اعظم من ان يشهد له النبي صلى الله عليه وسلم انا خامسا على الامام ان يستعمل الرجل الامين الصالح الذي يحسن تدبير الامر سادسا في الحديث دليل على جواز اخذ الجزية من اهل الكتاب وتركهم على دينهم في ديار المسلمين على ان تؤخذ عليهم عهود اهل الذمة ومواثيقهم هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته