فمن ذلك مثلا قوله سبحانه وتعالى حتى اذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم؟ قالوا الحق فالذي لم يدرس الصرف قد يجهل او يشكل عليه قوله تعالى فزع عن قلوبهم وكما وضعوا هذا للمفرد وضعوا كلمة اخرى وهي هذان للمثنى لا على انها تثنية لهذا بل على انها كلمة مرتجلة اخرى كم ارتجلوا من؟ للعاقل وما لغير العاقل وليست ماء كهيئة عضد فبناؤهما واحد. كلاهما على وزن فعل وكذلك نقول رجل ورجل ورجلا كلها على بناء واحد وهو بناء فعل ولهذا نقول قمر وجلس على بناء واحد وهو فعل ولا يعني ذلك البناء عند وصل الكلام ولو لم تذكر لم يكن ذلك مخلا بنية الكلمة بان حركة الحرف الاخير لا يجعل البناء مختلفا لهذا نقول اعلى يكون في الاسماء ويكون في الافعال على نبيك انسان عين الوجود المشتق من ساطع نوره كله موجود محمد المصطفى من خير العالمين نسبا وارفعهم قدرا واشرفهم حسبا. الذي صغر بصحيح عزمه جيش الجهالة ومزق بسالم حزمه شمل الضلالة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وحياكم الله وبياكم في الدرس الاول من دروس يرحي شذا العرف في فن صرف للشيخ احمد الحملاوي عليه رحمة الله ونحن في يوم الاحد الثاني والعشرين من شهر ربيع الاول من سنة اثنتين واربعين واربعمائة والف من هجرة حبيبنا صلى الله عليه وسلم هذا الشرح باذن الله سيكون على كتاب شذى العرف في فن الصادف وهو من الكتب المشهورة في هذا العلم طريقتنا في الشرح هي قراءة الكتاب ثم التعليق عليه بما تيسر ليكون شرحا متوسطا عليه يفك مبانيه ويوضح معانيه باذن الله تعال وسنبدأ ان شاء الله تعريف مختصر للمؤلف وهو الشيخ احمد الحملاوي عليه رحمة الله هو الشيخ احمد بن محمد ابن احمد الحملاوي المصري توفي سنة احدى وخمسين وثلاثمائة والف درس في الازهر ثم التحق بدار العلوم وتخرج فيها وحصل على شهادتها ثم صار مدرسا فيها وفي هذا الوقت الف شذى العرف كما ذكر في المقدمة ثم حصل بعد ذلك على العالمية الدكتوراة من الازهر فانتقل الى الازهر وصار مدرسا فيه وكتابه شذى العرش في فن الصرف احتوى على ابواب الصرف وقد حررها المصنف من كتب الصرف المشهورة وخاصة من ثلاثة كتب من اوضح المسالك الى الفية ابن مالك لابن هشام رحمه الله ومن كتابي المفصل في علم العربية لابي القاسم الزمخشري ومن كتاب الشافية لابن الحاجب وشروحها وخاصة من شرح الرضي عليها هذا الدرس الاول ان شاء الله نتكلم فيه على خطبة الكتاب بها الكلام على ترتيب الكتاب وعلى مقدمة الكتاب باذن الله تعالى ثم ننتقل بعد ذلك الى قراءة خطبة الكتاب والتعليق عليها فقال المؤلف رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم خطبة الكتاب اللهم انا نحمدك يا مصرف القلوب على مزيد نعمتك ومترادف جودك وكرمك وامرتنا باحسانك الذي مصدره مجرد فضلك وشملتنا بمضاعف نعمك وطولك وسبحانك تعادلت صفاتك عن الشبيه والمثال وتنزهت افعالك عن النقص والاعلال لا راد لماضي امرك ولا وصول لقدرك حق قدرك ونستمطرك غيث صلواتك الهامية وتسليماتك الباهرة الباهية وعلى اله مظاهر الحكم وصحبه مصادر الهمم الذين مهدوا بلفيف جمعهم المقرون بالسداد سبيل الهدى ومعالم الرشاد هذه مقدمة الخطبة و فيها تعليق على قول المؤلف رحمه الله المشتق من ساطع نوره كل موجود فنبينا محمد ابن عبد الله عليه الصلاة والسلام مخلوق من لحم وعظم ودم كسائر البشر خلق من اب وام ولم يسبق له خلق قبل ولادته ولكن الله سبحانه تكرم عليه بالرسالة وشرفه بنور النبوة وما يروى من ان اول ما خلق الله نور النبي وان المخلوقات خلقت من نوره فهذه احاديث موضوعة اي مكذوبة على النبي عليه الصلاة والسلام ولا يصح الاعتقاد بها او نشرها ثم تكلم المؤلف بعد ذلك على اهمية الصرف قال رحمه الله وبعد فما انتظم عقد علم الا والصرف واسطته ولا ارتفع مناره الا وهو قاعدته اذ هو احدى دعائم الادب وبه تعرف سعة كلام العرب وتنجلي فرائض مفردات الايات القرآنية والاحاديث النبوية وهما الواسطة في الوصول الى السعادة الدينية والدنيوية فهذا كلام المؤلف باهمية الصرف ولا شك ان الصرف مهم والطالب ما وصل ما وصل الى طرح كتاب متوسط في علم الصرف الا وهو يعلم اهمية هذا العلم من معرفة تعمل لغة ومعانيها واساليبها والسلامة من الخطأ بمبانيها ومعانيها التي تترتب على هذه المباني ولعلنا نكتفي بذكر بعض الامثلة العملية على اهمية علم الصرف ويظن ان المعنى ان الفزع قد بلغ بقلوبهم مبلغا عظيما لانه ظن ان ضيقة فعالة هنا تدل على المبالغة والصحيح ان صيغة فعل هنا تدل على الازالة اي حتى اذا ازيل الفزع عن قلوبهم ومن ذلك ايضا قوله سبحانه وتعالى وابتلوا اليتامى حتى اذا بلغوا النكاح فان انستم منهم رشدا فادفعوا اليهم اموالهم ولا تأكلوها اسرافا وبدارا ان يكبروا وقال يكبر يكبر فعل مضارع على وزن يفعل بفتح العين الذي لم يدرس الصرف قد يظن ان ماضي هذا الفعل وكبر وهذا خطأ بان فعول لا يكون مضارعه الا مثله مضموم العين يفعل مثل كرم يكرم وعظم يعظم وصغر يصغر. وكذلك كبر يكبر واما الذي في الاية فيكبر فتح العين اذن ليس ماضيه فعلى فالماضيه فعلا كبرا فيقال في اللغة يكبر وهذا الذي ورد في الاية ويقال كبر يكبر وعلى الطالب ان يراجع الفرق بين هذين الفعلين ومن ذلك قول الشاعر ظغيرين نرعى البهم يا ليت اننا الى الان لم نكبر ولم تكبر البهم ومن ذلك ايضا حديث النبي عليه الصلاة والسلام ارجعن مأزورات غير مأجورات فقوله مأزورات جمع مأزورة هو اسم مفعول الذي لا يعرف الصرف فيظنه اسما مفعول من الازر لان الكلمة مهموزة مأزورة والصواب انه اسم مفعول من الوزر وهو الذنب واصل كلمة موزورات ولكن الواو الساكنة قلبت همزة جذوذا ولاهمية الصرف اوجه كثيرة تكلم عليها علماء الصرف نكتفي بذلك ونستمر في قراءتي خطبة الكتاب اذ تكلم المؤلف رحمه الله بعد ذلك على سبب التأليف فقال وكان ممن تطلع لرشف افاويقه وتطلب جمع تفاريقه طلبة مدرسة دار العلوم فانهم احدقوا بي من كل جانب وكان المطلاب فيهم اكثر من الطالب فما وسعني الا ان احفظ العلم ببذله والا اظن به على اهله فسرحت نواظر البحث في فجاج الكواغد وبعثتها في طلب الشوارد فاقتفت الاثر حتى اتت بالمبتدأ والخبر ثم جعلت اميز الصحيح من العليل وادع ما اقتطفته من ثمار الكثير من السهر القليل فجاء بحمد الله كتابا يروق معانيه وتطيب مجانيه عبارته شافية وشواهده كافية فانعم نظرك فيه وقل ذلك فضل الله يؤتيه وان رأيت هفوة فقل طغى القلم فان ذلك من دواعي الكرم وحاشاك ان تكون ممن قيل فيهم فان رأوا هفوة طاروا بها فرحا مني وما علموا من صالح دفنوا ونلحظ لكلام المؤلف هنا انه فرق بين المطلاب والطالب فاراد بالمطلاب شديد الطلب الذي يطلب بكثرة فيقول ان الطلاب الذين الحوا في الطلب كانوا اكثر من الطلاب الذين طلبوا طلبا معتادا ونلحظ ايضا في كلام المؤلف رحمه الله تعالى بدة ثنائه على كتابه وهذه جبهوا عادة عند كثير من المتأخرين ولعلهم ارادوا بذلك بيان مدى اجتهادهم وتعبهم في التأليف او لانهم عانوا من بعض الحاسدين ولا يظن بهم انهم ارادوا المفاخرة والعجبى تأليفاتهم ويبقى الحكم الحقيقي على الكتاب للقارئين فما كان نافعا فانه سيبقى وما لم يكن كذلك فان يد النسيان تطويه ثم بعد ذلك ذكر المؤلف رحمه الله الاسم الذي اختاره لكتابه فقال وقد سميته شذى العرف في فن الصرف والله اسأل ان يلبسه ثوب القبول وان ينفع به انه اكرم مسؤول وسماه مؤلفه شذى العرف في فن الصرف وهذا اسم علم على الكتاب كذلك جميع اسماء الكتب يا اسماء اعلام عليها وكما ان الانسان له اسم علم عليه فهذا علمه محمد وهذا علمه خالد وكذلك المدن لها اسماء اعلام عليها لمكة ومصر فان الكتب ايضا اسماؤها هي اسماء اعلام عليها ولهذا تعامل معاملة العلم ومعنى شذى الشذى هو قوة الرائحة وفعله واوي ولذا يكتب بالالف الواقفة يقال شذى المسك يشذو شذوا اذا قويت رائحته ومعنى العرف وهو بفتح العين لا بضمها العرف هو الرائحة واكثر ما يستعمل في الرائحة الطيبة يقال عرف الرجل يعرف عرافة اذا اكثر من الرائحة الطيبة واما العرف بضم العين فهو ما يكون فوق رأس الحيوان سواء من شعر كعرف الفرس والضبع او من لحم كعرف الديك ولهذا كان من الخطأ ان يقال شذى العرف في اسم الكتاب بل هو شذى العرف ثم بين بعد ذلك المؤلف رحمه الله ترتيب الكتاب وهذه المسألة من الامور المهمة لطالب العلم ان يعرف الطريقة التي رتب المؤلف كتابه عليها بان هذا سيجعله على علم ويسير على طريق واضح في الكتاب فينبغي على الطالب ان يفعل ذلك في جميع العلوم ويعرف كيفية ترتيب هذا العلم ولماذا رتب بهذه الطريقة فيفيده ذلك كثيرا في معرفة ترابط مسائل العلم وماذا درس منه وماذا بقي ولو اراد ان يراجع مسألة فانه يعرف مكانها في عموم العلم فقال المؤلف رحمه الله وقد جعلته مرتبا على مقدمة وثلاثة ابواب فالمقدمة فيما لا بد منه والباب الاول في الفعل والثاني في الاسم والثالث باحكام تعمهما اذن فالمقدمة كما قال المؤلف فيما لابد منه لهذا تكلم المؤلف في المقدمة على تعريف الصرف والكلام على موضوعه ومسائله وواضعه وحكمه ثم على الكلمة واقسامها ثم على الميزان الصرفي تكلم في الباب الاول في الفعل اي في الاحكام الصرفية الخاصة بالفعل كابنية الافعال وتقسيماتها الصرفية تكلم في الباب الثاني بالاسم اي في الاحكام الصرفية للاسم كابنية الاسماء وتقسيماتها الصرفية واحكامها الصرفية وتكلم في الباب الثالث على احكام تعم الاسماء والافعال ففيه الكلام على الاحكام الصرفية المشتركة بين الافعال والاسماء كالامالة والادغام وهمزة الوصل والاعلال والابدال ثم بعد ذلك انتقل المؤلف رحمه الله للكلام على المقدمة ومقدمة المؤلف تكلم فيها المؤلف رحمه الله على عدة مسائل فتكلم على اسم العلم وعلى تاريخ الصرف على تعريف الصرف وعلى موضوعه وواضعه ومسائله وثمرته واستمداده وحكمه وتعريف الابنية وتعريف الكلمة فبدأ بالكلام على اسم العلم فقال الصرف ويقال له التصريف نعم التصريف هو الاسم المشهور المستعمل عند المتقدمين والصرف هو المشهور بعد ذلك عند المتأخرين فالتصريف كما عند سيبويه المتوفى سنة مائة وثمانين في كتابه والمقتضى والمبرد في كتابه المقتضب وغيره وهو في اواخر القرن الثالث واما تسمية العلم الصرف من اوائل الكتب التي استعملت هذا الاسم لعلم الصرف كتاب دقائق التصريف لابن المؤدب وهو في القرن الرابع توفي قبل سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة فهو اول كتاب ورد فيه الصرف مرادا به التصريف ثم بدأ انتشار استعمال الصرف ربما لان الكلمة اخف من التصريف واستعملها ابن الحاجب فالف كتابا في النحو الكافية في النحو وكتابا بالصرف الشافية في الصرف فاشتهر هذا المصطلح كثيرا وبعد ابن الحاجب جاء ابن مالك فاستعمل الصرف كما انهم ايضا يستعملون التصريف او لابن مالك رحمه الله في الالفية عرف وشبهه من الصرف بري وما سواهما بتصريف حري فاستعمال الصرف في الشطر الاول واستعمل التصريف في الشطر الثاني النحو والصرف في الحقيقة نشأ معا لانهما في الحقيقة علم واحد ولهذا كان التابعي ابو الاسود الدؤلي هو اول من تكلم بذلك ثم تلاميذه في البصرة ثم كبار نحوي البصرة وشيوخ سيبويه لابي عمرو ابن العلاء والخليل الفراهيدي وعندما الف سيبويه كتابه وهو اول كتاب مؤلف في النحو ذكر النحو والصرف فيه وكان الصرف قرابة الربع الاخير من الكتاب واول كتاب وصلنا خصه صاحبه بالصرف فقط دون النحو هو كتاب التصريف لابي عثمان المازني المتوفى سنة تسع واربعين ومائتين وهو تلميذ الاخفش تلميذي سيبويه وهو شيخ المبرد وكتاب التصريف للمازني جرحه عثمان ابن جني ابو الفتح المتوفى في القرن الرابع سنة اثنتين وتسعين وثلاث مئة في كتابه المنصف وهو من اهم كتب الصرف من كتب الصرف المهمة ايضا كتاب التكبيلة لابي علي الفارسي في القرن الرابع وقد شرحه عبد القاهر الجرجاني البلاغي العظيم وكذلك كتاب التصريف الملوكي لابن جني وقد شرحه ابن يعيش النحوي المشهور في القرن السابع كذلك كتاب الشافية للصرف لابن الحاجب في القرن السابع وهو العمدة في هذا العلم وقد شرحه كثيرون اهمهم الرضي في القرن السابع ومن كتب الصرف المهمة الممتع في التصريف لابن عصفور في القرن السابع وقد شرحه ابو حيان رحمه الله المتوفى في القرن الثامن ومن كتب الصرف كتاب التعريف بضروري التصريف كذلك لامية الافعال كلاهما لابن مالك بالقرن السابع ومن كتب الصرف نزهد الطرف في في علم الصرف لابن هشام في القرن الثامن وللمعاصرين جهد مشكور في التأليف في هذا الفن ومن كتبهم كتاب تصريف الافعال وكتاب تصريف الاسماء لمحمد محي الدين عبد الحميد وكتاب المغني في تصريف الافعال لمحمد عبد الخالق عظيمة وكتاب التبيان في تصريف الاسماء لاحمد حسن كحيل وتصريف الاسماء والافعال للدكتور فخر الدين قباوة وكتاب المستقصى في علم التصريف للدكتور عبد اللطيف ابن محمد الخطيب ثم انتقل المؤلف رحمه الله للكلام على تعريف الصرف لغة واصطلاحا فبدأ بالكلام على على تعريف الصرف لغة فقال وهو لغة التغيير ومنه تصريف الرياح اي تغييرها وقول المؤلف وهو لغة التغيير فيه مسألتان الاولى اعراب لغة وكذلك اصطلاحا والمسألة الثانية معنى الصرف والتصريف في اللغة ونبدأ بالمسألة الاولى وهي اعراب لغة واصطلاحا ففي ذلك ثلاثة اقوال القول الاول انه تمييز وهو من تمييز النسبة وهو اصح الاقوال عندي لانه على معنى تعريفه من جهة اللغة يعني تعريف التصريف من جهة اللغة هو التغيير والتمييز كما نعرف ان كان من تمييز المفرد فهو على تقدير منه وان كان من تمييز النسبة فهو لا تقدير من جهتي القول الثاني انه مفعول مطلق بتقدير تعريفه تعريف لغة وهو ضعيف في المعنى القول الثالث انه منصوب على نزع الخافض اي تعريفه في لغة وهو ضعيف في صناعة النحو لان النصب على نزع الخافظ ليس بمطرد واما المسألة الثانية وهي تعريف التصريف والصرف في اللغة الصرف والتصريف كما ذكر المؤلف التغيير اي رد الشيء من جهة الى جهة وهذا كثير في الكلام نحو جاءني فلان فصرفته وبقوله صرف الله قلوبهم ولنصرف عنك السوء ومنه قوله وما انزل الله من السماء من ماء فاحيا به الارض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والارض لايات بقوم يعقلون ثم ذكر المصنف رحمه الله تعريف الصرف اصطلاحا فقال واصطلاحا بالمعنى العملي تحويل تحويل الاصل الواحد الى امثلة مختلفة لمعان مقصودة لا تحصل الا بها اسمي الفاعل والمفعول واسم التفضيل والتثنية والجمع الى غير ذلك وبالمعنى العلمي علم باصول يعرف بها احوال ابنية الكلمة التي ليست باعراب ولا بناء عرف الصرف والتصريف اصطلاحا بالمعنى العملي وبالمعنى العلمي قوله بالمعنى فهذه هي الهيئة الملحوظة للكلمة مثال ذلك كلمة رجل على هيئة يشاركها فيها كلمة عضد وهي كونه على ثلاثة احرف اولها مفتوح والثاني مضموم ولا ننظر لحركة الثالث هيئة رجل عمل اي المهاري اي الاثري يعني اثره وقوله بالمعنى العلمي اي بالمعنى النظري كما يقولون الان فهو بالمعنى العملي تحويل الاصل الواحد الى امثلة مختلفة اي الى ابنية مختلفة وانما يكون هذا التحويل من بناء الى بناء لطلب معان جديدة يدل عليها هذه الابنية الجديدة وهذا يكون في الاسماء ويكون ايضا في الافعال ففي الافعال ننظر مثلا الى هذا الاصل والعين واللام والميم وعلم هذا فعل مجرد فنستطيع ان نحوله الى بناء افعال فنقول اعلما ويتغير المعنى بان معنى الفعل ثلاثي المجرد هو فعل الفعل واذا قلت علم يعني عمل العلم جلس يعني عمل الجلوس وذهب اي عمل الذهاب وهكذا ثلاثي يدل على فعل الفعل فاذا حولناه الى افعل فقلنا اعلم اتينا بمعنى جديد وهو جعله يعلم فاذا قلت علم الطالب المسألة يعني انه فعلى الفعل هو الذي علمها فعلى العلم بها اكتسب العلم بها اما اذا قلت اعلم اعلم الاستاذ الطالب يعني جعله يعلم هذا يسمى في الصرف كما سيأتي التعدية وهو قلب الفاعل الى مفعول به ولو حولناه الى بناء فعل فقلنا علم فنأتي بمعنى جديد وهو جعله يتعلم بشدة فعلمته المسألة يعني جعلته يعلمها بشدة ولو حولناها الى بناء تفعل فقلنا تعلم كسبنا معنى جديدا وهو الدلالة على تكلف العلم تعلم الطالب يعني اجتهد وتعب تكلف حتى حصل العلم ولو حولناه الى صيغة تفاعل فقلنا تعالم فاننا نحصل معنى جديدا وهو ادعاء العلم عالم فلان يعني ادعى انه يعلم وهو في الحقيقة لا يعلم ولو حولنا هذا الفعل الى صيغة استفعل فقلنا استعلم لاكتسبنا معنى جديدا وهو طلب العلم فاستعلم فلان عن المسألة يعني طلب علمها ويكون التحويل ايضا في تصريف الاسماء فاذا صرفنا هذا الاصل العين واللام والميم الى ابنية الاسماء المختلفة لا ذلك الى الحصول على معان جديدة اذا حولناه الى صيغة فاعل وقلنا عالم فان هذه الصيغة وهذا الاسم يدل على الذي فعل العلم العالم هو الذي فعلى العلم واذا حولناه الى صيغة مفعول معلوم طار اسم مفعول يعني اسما للشيء الذي وقع العلم عليه ولو حولناه الى بناء فعال او فعالة كعلام وعلامة لدل على من يفعل العلم بكثرة ولو حولناه الى مفعل او مفعلة قلنا معلم او معلمة لدل على مكان العلم او زمانه ويمكن ان نثني ونجمع فنقول عالمان وعلماء وعالمات فهذا كله تصريف لانه تغيير للبنية ويمكن ان نصغر نصغر عالم على عويلم وهذا ايضا تغيير للبنية فهو طرفة فهذا معنى تحويل الاصل الواحد الى امثلة مختلفة لمعان مقصودة واما تعريف الصرف اصطلاح بالمعنى العلمي فهو كما قال علم باصول يعرف بها احوال ابنية الكلمة الليتي ليست باعراب ولا بناء يعني انه علم قائم على قواعد وضوابط وتقسيمات وشروط هذه بمجملها توقفنا على علم الصرف اي العلم باحوال ابنيتي الكلمة التي ليست باعراب ولا بناء هذه العبارة لاخراج النحو كما شرحنا ذلك من قبل في شرح الصرف الصغير فلا نعيده وعلماء الصرف على كل حال يدرسون ويدرسون الصرف بالتعريفين علما وعملا هم يدرسون هذه القواعد والضوابط ويطبقونها ولهذا سندرس قواعد الصرف وضوابطه ونطبقها ايضا علميا باذن الله تعالى ثم انتقل المؤلف رحمه الله الى الكلام على موضوع الصرف والمراد بموضوع العلم اي الشيء الذي يبحث فيه هذا العلم ويدرسه هذا العلم وتطبق احكام هذا العلم عليه فبين موضوع علم الصرف فقال وموضوعه الالفاظ العربية من حيث تلك الاحوال يا الصحة والاعلان والاصالة والزيادة ونحوها وهو يعني بقوله الالفاظ العربية يعني ابنية الالفاظ العربية ولو صرح بي الابنية هنا لكان اوظح مع ان مراده ذلك ثم بين نصوص موضوع علم الصرف وقال ويختص بالاسماء المتمكنة وبالافعال المتصرفة وما ورد من تهنئة بعض الاسماء الموصولة واسماء الاشارة وجمعها وتصغيرها فصوري لا حقيقي فبين رحمه الله ان موضوع الصرف شيئا الاسماء المتمكنة والافعال المتصرفة فحصره موضوع الصرف في الاسماء والافعال يخرج الافعال يخرج الحروف كلها فالحروف لا مدخل لها بالصرف فاما الاسماء فقيدها كما نرى بالمتمكنة والمراد بالتمكنة كما يعرف من علم النحو اي المعربة وهذا يخرج الاسماء المبنية بناء اصليا لا بناء عارضا وهذا كله مما يدرس في النحو وقيد الافعال بالافعال المتصرفة وهذا يخرج الافعال الجامدة وسيأتي الكلام على المراد بالافعال المتصرفة والجامدة وهنا تنبيهات لابد منها لاكمال الكلام على موضوع الصرف التنبيه الاول ان المراد بالتمكنة المعربة كما قلنا هذا يخرج الاسماء المبنية والمراد بالاسماء المبنية هي المبنية بناء اصليا اي لا يفارقها البناء بخلاف المبنية بناء عارضا كاسمي لا النافية الجنس اذا كان مفردا لقولهم لا رجل في البيت على قول الجمهور وكذلك المنادى اذا كان مفردا معرفا كقولك يا محمد وهذه مبنيات بناء عارضا ولا تدخلوا منى وانما المراد المبنيات بناء اصليا اي لا يفارقها البناء اه الضمائر والتنبيه الثاني انه ينبغي تقييد الاسماء المتمكنة بالاسماء المتمكنة العربية لان الاسماء الاعجمية لا نعرف اصولها الا نستطيع ان نحكم على حروفها باصالة او زيادة والتنبيه الثالث انه اتضح من ذلك ان الذي يخرج من علم الصرف اشياء الاول الحروف كلها ثاني الاسماء المبنية والثالث الاسماء الاعجمية والرابع الافعال الجامدة الاصل في هذه الاشياء انها لا تصريف فيها يعني لا تتصرف لا يدخلها الصرف يعني لا تدخلها احكام الصرف الا ان التصريف قد يدخل في هذه الاشياء في ثلاثة احوال الاول عند حمل الاسماء الاعجمية على العربية ولهذا نقول ابريق على وزن افعيل فهذا حمل لا حقيقة اي لا يدخل على ذلك ولا يترتب عليه ان يقال ان الهمزة والياء زائدتان وباقي الحروف اصلية وانما نلحقه الحاقا بهذا الوزن ولذا نجمعه على اباريق ونصغره على ابيريق للاسماء العربية التي على وزن افعيل والحالة الثانية التي قد يدخل فيها التصريف على هذه الاشياء التي لا تتصرف في الاصل انها قد تتصرف شذوذا قد يدخلها شيء من احكام الصرف شدودا ومن ذلك تصغير داء الاشارية الذي والتي الموصولتين كذلك تثنيتهما على هذان واللذان واللتان وكذلك جمعها لهذا يرى الجمهور ان المثنى والجمع بالاشارة والاسماء الموصولة ليست تثنية حقيقية ولا جمعا حقيقيا وانما هو طوري يعني ان كل هذه الكلمات ارتجلت من اول الامر ارتجالا لهذه المعاني وليس شيء منها تثنية او جمعا لغيرها ومن كلمة واحدة احداهما من الاخرى وهناك من نحويين من قال ان المثنى في الاسماء الموصولة اسماء الاشارة تثنية حقيقية ومن التصريف الشاذ ايضا الحذف اللي سوف فقد قالت العرب فيها سوء وفي ان قد قالت العرب فيها ان ونعرف ان الحذف من التصريف لانه تغيير في البنية ومن ذلك ايضا الابدال والحذف في كلمة لعل فقيل فيها عل وقيل فيها لعنا. فكل هذا شذ يوقف عندما سمع منه والحالة الثالثة التي يدخل فيها التصريف على هذه الكلمات عند تركيبها مع غيرها هذه الكلمات عند افرادها من الحروف والاسماء المبنية والافعال الجامدة لا تتغير ابنيتها فهي ثابتة ولهذا لا يدخلها تصريف لان التصريف تغيير البنية تلازم سورة واحدة لكن عند انتقالها من الافراد الى التركيب مع غيرها قد تتصرف نحو قلبي الف الحرف الى ياء عند اتصاله بضمير نحو الى واليك وعلى وعليك هذا ابدال ومن ذلك حذف عين الكلمة او لامها نحن ليس ولست وعسى وعست هند والحذف من الصرف ومن ذلك الادغام نحو من ومنا واضرب واضرب بعصاك ومن ومن يعمل من ذلك الحذف لالتقاء الساكنين نحو متى ومتى السفر وعلى وعلى الفرس فهذه احوال قد يدخل التصريف فيها على هذه الكلمات التي الاصل فيها انها لا تتصرف ومع ذلك لا يقال انها متصرفة وانما دخلها الصرف في هذه الاحوال على غير اصلها لان الاصل بالحكم عليها هو الحكم عليها حال افرادها ثم تكلم المؤلف رحمه الله على واضع الصرف فقال وواضعه معاذ بن مسلم الهراء بتشديد الراء وقيل سيدنا علي كرم الله وجهه ذكر المؤلف هنا قولين بي واضع علم الصرف وهما في الحقيقة قولان ضعيفان من لم يقل بهما الا علماء متأخرون السيوطي رحمه الله المتوفى في القرن العاشر هو اول من ذكر مثل هذه الاقوال ونسب الاولية الى معاذ ابن مسلم الهراء المتوفى سنة سبع وثمانين ومئة استنباطا من بعض قصصه واهتمامه بالصرف والصحيح ان الصرف مثل النحو نشأ مع التابعي ابي الاسود الدؤلي في اواسط القرن الثاني وتلاميذه كانوا كلهم في البصرة ثم زاد الاهتمام به كطبيعة العلوم قد تكتمل عند شيوخ سيبويه وشيوخهم كابي عمرو ابن العلاء والخليل ابن احمد الفراهيدي ثم جاء سيبويه فجمع ما تفرق بين شيوخه وشيوخهم ونسقه وسجله في كتابه العظيم اذا سيبويه وبعد سيبويه صارا الصرف علما واضح المعالم فان كان المراد بواضع الصرف اول من تكلم فيه فهو ابو الاسود وتلاميذه كالنحو هناك قصص كثيرة تكلم فيها علماء قبل معاذ الهراء على مسائل صرفية وان كان المراد بواضع علم الصرف الذي جعله علما واضح المعالم فهو سيبويه علما بان سيبويه توفيا قبل معاذ الهراء بابويه توفي سنة امانينا ومئة ومعاذ هراء توفي سنة سبع وثمانين ومئة ثم تكلم المؤلف رحمه الله على مسائل علم الصرف فقال ومسائله قضاياه التي تذكر فيه صريحا او ضمنا نحو كل واو او ياء تحركت وانفتح ما قبلها قلبت الفا ونحو اذا اجتمعت الواو والياء وسبقت احداهما بالسكون قلبت الواو ياء وادغمت في الياء وهكذا ويعني بمسائله قضاياه فضوابطه التي تذكر ثم ذكر المؤلف ثمرة هذا العلم فقال وثمرته صون اللسان عن الخطأ في المفردات ومراعاة قانون اللغة في الكتابة فثمرته كثمرة بقية علوم اللغة وهي صون اللسان والقلم عن الخطأ الا ان الصرف يصون عن الخطأ في المفردات والابنية وانحوا يصون عن الخطأ في المركبات ثم ذكر المؤلف استمداد علم الصرف فقال واستمداده من كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وكلام العرب فذكر ان استمداد علم الصرف يعني مصادره التي يؤخذ منها يعني الادلة التي يستدل بها في هذا العلم والصرف في ذلك كالنحو تمداده ومصادره وادلته من الكلام الفصيح والمراد بذلك كلام الله سبحانه وتعالى وكلام نبيه صلى الله عليه وسلم وكلام العرب في زمن الفصاحة وهو على المشور الى سنة مائة وخمسين في الحواضر والى ثلاث مئة في البوادي ثم ذكر بعد ذلك المؤلف حكم هذا العلم وقال وحكم الشارع فيه الوجوب الكفائي حكم علم الصرف كبقية علوم الالة بالنسبة الى عموم الامة فهو واجب كفائي اذا قام به من يكفي فقط الاثم عن عموم الامة واذا اهملته الامة كلها اثمت واما حكمه لدارس القرآن الكريم والسنة النبوية وكلام العرب فهو واجب عيني الا يجوز لاحد يدرس القرآن والسنة وكلام العرب ويستنبط الاحكام منها الا اذا كان عالما عارفا بالصرف بان الخطأ والجهل بهذا العلم سيوقعه في الخطأ الفهم والاستنباط من القرآن والسنة وكلام العرب ثم بعد ذلك انتقل المؤلف الى تعريف الابنية قال والابنية جمع بناء وهي هيئة الكلمة الملحوظة من حركة وسكون وعدد حروف وترتيب فالمؤلف رحمه الله عرف الابنية هنا لان لفظة الابنية وردت في تعريف الصرف وفي موضوع الصرف ولهذا كان من المناسب التعريف بالمراد بالابنية فذكر معنى الابنية انها جمع بناء بمعنى البنية يقال بناء الكلمة ووزن الكلمة وصيغة الكلمة كلها بمعنى واحد فالمراد بها هيئة الكلمة الملحوظة التي يمكن ان يشاركها فيها غيرها والمراد بالهيئة الملحوظة عدد الحروف والحركات والسكنات واعتبار الزائد والاصلي مع عدم الاعتبار او مع عدم اعتبار الحرف الاخير وحركته وسكونه انه لا يجوز النطق بحركة الحرف الاخير وسكونه بل لا بأس بذلك فيصح ان نقول قمر وزنه بناؤه صيغته فعل وجلس بناؤه فعل ورجل فعل ورجل فعل ورجلا فعلا بل هذا هو المناسب عند بيان ففي الاسماء نحو جعفر وفي الافعال نحو دحرجا جعلنا البناء واحدة ونقول فعل وفاعل وفعل هذه الابنية تكون في الاسماء والافعال نحو قمر وكتف ورجل الاسماء وذهب كذب وكرم في الافعال فهذا البناء بهذا المراد بناء الكلمة ووزنها وصيغتها ثم ختم المؤلف رحمه الله المقدمة بتعريف الكلمة فقال والكلمة لفظ مفرد وضعه الواضع ليدل على معنى بحيث متى ذكر ذلك اللفظ وهم منه المعنى الموضوع هو له سنرجئ الكلام على تعريف الكلمة لنشرحه ايضا مع ما سيذكره المؤلف بعد ذلك من الكلام على تقسيم الكلمة فان هذا انسب باذن الله تعالى وهذا هو اخر هذا الدرس الاول من دروس شرح لدى العرف بفن الصرف لانتظر اسئلتكم على هذا الدرس فاجيب عما تيسر منها باذن الله في اول الدرس القادم باذن الله والى ذلكم الحين استودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته