نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا فنحن في هذا اليوم نتذاكر باذن الله تعالى الحديث الاول من صحيح الامام البخاري يرحمه الله تعالى ومدارسة صحيح البخاري والتذاكر في فهم الاحاديث النبوية هو من ذكر نعمة الله تعالى التي امر بذكرها. قال تعالى واذكروا نعمة الله عليكم وما انزل عليكم من الكتاب والحكمة اي اذكروا نعمة الله عليكم في ارسال الرسول بالهدى والبينات اليكم فاذا مذاكرة دروس البخاري وفهم هذه الاحاديث النبوية مهم جدا ونبدأ الان هو تحدثنا في الدرس السابق بحمد الله تعالى عن اول ما ذكره الامام البخاري في بداية كتاب بدء الوحي والان الحديث الاول قال فيه الامام البخاري حدثنا الحميدي عبد الله ابن الزبير قال حدثنا سفيان قال حدثنا يحيى بن سعيد الانصاري قال اخبرني محمد ابن ابراهيم التيمي انه سمع علقمة ابن وقاص الليثي يقول سمعت عمر ابن الخطاب على المنبر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته الى دنيا يصيبها او الى امرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه هذا الحديث بحمد الله تعالى وكذلك الكتاب الصحيح بسنده المتصل للامام البخاري والسند الذي ساقه الامام البخاري لهذا الحديث هو سند المسلسل للتحديث والسماع وهذا هو السبب الذي جعل الامام البخت جعل الامام البخاري رحمه الله تعالى يختار هذا الطريق كما ذكره الذهبي في المجلد العاشر من سير اعلام النبلاء الصحيفة الخامسة والعشرين بعد الستمئة في ترجمة الحميدي. فهذا السند من اوله الى اخره من الامام البخاري الى عمر ابن الخطاب مسلسل بالاتصال والسمع فهذا بسبب اختيار الامام البخاري لهذا الحديث الحميدي رحمة الله عليه ومن كبار الحفاظ عبدالله بن الزبير هو من كبار الحفاظ حتى قال فيه يقول ابن سفيان حدثنا الحميدي وما لقيت انصح للاسلام واهله منه وهذه حقيقة كلمة في غاية النفاسة والامام البخاري روى الحميدي قرابة خمس وسبعين حديثا في كتابه الصحيح والامام احمد ابن حنبل قال عن الحميدي الحميدي عندنا امام وقال يعقوب ابن سفيان حدثنا الحميري وما رأيت انصح للاسلام واهله منه فاذا الحميدي رحمة الله عليه وامام من الائمة وهو من رفاق الامام الشافعي هو قد رافق الشافعية في سفره الى مصر فانتفع من الشافعي وانتفع الشافعي منه اما سفيان فهو سفيان ابن عيينة ابن ابي عمران ميمون الهلالي رحمة الله عليه كان من الحفاظ المتقنين واهل الورع والدين وكان هذا العالم الماد بانه من ممن يعلمون بكتاب الله العلم الوافر. فكان العلماء بكلام رب العالمين وكان ايضا من اهل الاسناد ومن صناعة الاسناد وله اقوال كثيرة في الاسناد وصنعت الحديث وذكروا في ترجمته انه قرأ القرآن وهو ابن اربع سنين. وكتب الحديث وهو ابن سبع سنين وقال فانه لما بلغ خمس عشرة قال له ابوه يا بني قد انقطعت عنك شرائح الصبا فاختلط بالخير تكن من اهلك واعلم انه لن يسعد بالعلماء الا من اضاعهم فاطعهم واخدمهم تقتبس من علمهم قال سفيان فجعلت لا اعدل عن وصية ابي وقال اذا في ترجمته كان كثير التلاوة والحج حج نيفا وسبعين حجا كما قال ابن حبان وذكر ايضا في ترجمته انه ان الحسن ابن عمران ابن عيينة قال ابن سفيان قال له بجمع اخر حجة حجها قد وافيت هذا الموضع سبعين مرة اقول في كل مرة اللهم لا تجعله اخر العهد من هذا المكان وقد استحييت من الله من كثرة ما اسأله فرجع فتوفي في السند داخل يوم السبت غرفة رجب سنة ثمان وتسعين ومئة. اذا هو ولد على سبع ومئة وتوفي عام ثمانية وتسعين ومئة يرحمه الله تعالى برحمته الواسعة وحقيقة في ترجمته ننتفع من اهتمام ابيه به واهتمامه ايضا بوصية ابيه وذكروا في مناقبه الكثير حتى انه يعني قال رجل كنت امشي مع سفيان ابن عيينة اذ اتاه سائل فلم يكن معه ما يعطيه فبكى فقلت يا ابا محمد ما الذي ابكاك؟ قال اي مصيبة اعظم من ان يأمل فيك رجل خيرا فلا يصيبه فاذا هذا حقيقة بمثل هذا الامر لا لا يكون الا انه ينبع من مراقبة لله تعالى وقال مجاهد ابن موسى سمعت ابن عيينة يقول ما كتبت شيئا قط الا حفظته قبل ان اكتبه والامام الشافعي تتلمذ عليه وانتفع منه وروى عنه كثيرا في مصنفاته حتى من يقرأ مسند الشافعي المجموع يجد الاكثار من الرواية عن سفيان ابن عيان قال الشافعي لولا ما لم سفيان ذهب علم الحجاز اما تلميذه ابن وهب المصري فقال ما رأيت احدا اعلم بكتاب الله من ابن عيينة والانسان في هذه الدنيا يسعى جاهدا لاجل ان يحصل فهم كتاب الله تعالى ومن كلماته المنيرة انه قال ان من شكر الله على النعمة ان تحمده عليها وتستعين بها على طاعتك فما شكر الله من استعاذ بنعمه على معاصيه فالانسان يحذر ان يعصي الله بنعمه وانت لن تعصي الله الا بنعمه فالانسان يراقب نفسه غاية المراقبة لاجل ان يحذر من المعصية اما هي سفيان ابن عيينة فهو يحيى ابن سعيد الانصاري رحمة الله عليه هذا الامام الكبير وهو يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو بن سهل بن ثعلب بن الحارث بن زيد بن ثعلب بن غنم بن مالك بن النجار الانصاري الخزرجي ابو سعيد المدني القاضي تكلم عنه العلماء بكلام كثير قال ابن سعد كان ثقة تبتسم حجة كثير الحديث وقال جرير ابن عبد الحميد لم ارى انبل منه. وقال ابو حاتم يوازي الزهري في الكفرة وقال العجلي مدني تابعي ثقة له فقه وكان رجلا صالحا وكان قاضيا واتكلم ايضا في ترجمته باشياء عديدة جدا حتى قال يحيى ابن سعيد ابن عبد الرحمن الحجبي ما رأيت اقرب شبها بالزهري من يحيى ابن سعيد لذهب كثير من السنن. اذا الانسان يحرص ان يكون سبب في حفظ الدين وفي حفظ الكتابة في حفظ السنة وقال ابن المدينة لم يكن للمدينة بعد كبار التابعين اعلى من مسجد شهاب. ويحيى ابن سعيد وابن زناد وبشير ابن الاشد وقال سفيان الثوري يرحمه الله تعالى كان اجل عند اهل المدينة من الزهري وقال الليث لم يكن بدون افاضل العلماء في زمانهم وقال فيه الامام احمد انه اثبت الناس وقال ابن حبان كان خفيف الحال فلما استقضاه ابو جعفر ارتفع شأنه ولم يتغير حاله. فقيل له في ذلك فقال من كانت نفسه واحدة لم يغيره المال فيرحمه الله تعالى كان من اهل الفضل حتى قال حماد ابن زيد قدم ايوب مرة من المدينة فقيل له يا ابا بكر من تركت بالمدينة قال ما تركت بها احدا افقه من يحيى ابن سعيد فالتلام فيه كثير جدا وفي مناقبه المدح الكثير قال اخبرني محمد ابن ابراهيم التيمي وهو محمد ابن ابراهيم التيمي محمد بن ابراهيم بن الحافظ بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب بن سعيد بن تيم بن مرة القرشي التيمي ابو عبد الله المدني كان جده الحارث من المهاجرين الاولين قال ابن معين وابو حاتم والنسائي عنه ثقة وقال ابن سعد كان ثقة كثير الحديث وقالت لاخوه ابن شيبة كان ثقة وهكذا فاهل العلم قد اطلقوا القول بتوثيقه والثناء عليه انه سمع عقبة بن وقاص الليثي وعلقة ابن وقاص الليثي هو من ثقات الاثبات ليس له في الصحيحين الا هذا الحديث وحديث الافك عن عائشة سيأتي ان شاء الله رقم الفين وست مئة وسبع وثلاثين اما صحابي هذا الحديث فهو عمر بن الخطاب وعمر بن الخطاب من عاقبته تعد ولا تحصى ولم تخفى على العوام فضلا عن العلماء فلا ضرورة للاشتغال بنقل ذلك لكن نوجد الكلام عن شيء منه مما يوجد في كثير من القنوات المجرمة تطعن في هذا الخليفة فنقول بويع له بالخلافة يوم موت الصديق وهو يوم الثلاثاء ثمان الذين من جمال الاخرة سنة ثلاثة عشرة بوصاية الصديق اليه فسار باحسن السيرة وزين الاسلام بعدله وفتح الله به الفتوح الكبيرة كبيت المقدس وجميع الشام ودون الدواوين في العطاء ورتب الناس فيه وكان لا يخاف في الله لومة لائم وهو اول من ضرر بالدرة وحملها ومصدر الامطار وكسر الاكاثرة وقصر القياصرة واخر المقام الى موضعه الان وكان ملصقا بالبيت ونور المساجد لصلاة التراويح وهو اول من اره التأريخ من الهجرة وهو اول قاض في الاسلام ولاه الصديق القضاء هو اول من جمع القرآن في المصحف وحج بالناس عشر سنين متوالية. وحج في احداهن لامهات المؤمنين وزهده ومناقبه جمة مشهورة في الصحيح وفي غيره وسنقف على قطعة صالحة منها باذن الله تعالى وقبل ان ننتهي من هذا الفائدة فان اسم عمر اسم معدول عن عامر. وهذا فيه ان شاء الله تعالى معنى حسن تكلمنا في درس سابق عن اهمية الاهتمام بالاسماء وهذا الحديث له شواهد عديدة جدا له شواهد من الكتاب وله شواهد من السنة اما من فكثيرة جدا منها قوله تعالى وما امروا والا ليعبدوا الله مخلصين له الدين وقوله تعالى انه من عبادنا المخلصين وقوله تعالى فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا وايضا كالذي ينفق مالهاء وقوله ايود احدكم ان تكون له جنة من نخيل واذا قوله من كان يريد حرف الاخرة فجميع النصوص الواردة في الاخلاص وكذلك جميع النصوص الواردة في ضمن الرياء داخلة في الشواهد. اما من السنة فهي كثيرة جدا منها الحديث الذي سيأتينا فيه ولكن جهاد ونية ومنها الحديث ايضا الذي اخرجه الامام مسلم وفيه ان الله لا ينظر الى صوركم ولكن ينظر الى قلوبكم ومنها الحديث الذي سيأتينا باذن الله تعالى انك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله الا اجرت عليها. حتى ما تجعل في امرأتك ومنها ايضا الحديث الذي فيها ما اغنى الشركاء عن الشرك من من عمل عملا يشرك فيه غيري فانا بريء منه وهو للذي اشرك هذا في صحيح الامام مسلم وفي رواية تركته وشركه وحديث من قال لتكون الكلمة الله هي العليا هي العليا فهو في سبيل الله سيأتي باذن الله تعالى اذا هذا الحديث هو من الاحاديث العظيمة هذا الحديث مما فيه فيه التحذير من فتنة النساء كما جاء فيه في اخره حينما قال فمن كانت هجرته الى دنيا يصيبه او الى امرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه ففيه التحذير من فتنة النساء وهذا ينتظم مع التحذير في كتاب الله من ذلك قال تعالى واعلموا ان الله يعلم ما في انفسكم فاحذروه يقول ابن كثير يرحمه الله تعالى توعدهم على ما يقع في ضمائرهم من امور النساء وارشدهم الى اضمار الخير دون الشر ثم لم يؤيسهن من رحمته ولم يقنطهم من عائلته فقال واعلموا ان الله غفور حليم اذا قال الشافعي يرحمه الله تعالى كل ما حكم به رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو مما فهمه من القرآن. وهذه مقولة عن الشافعي حقيقة لم ابحث عنها في كتب الشافعي لكن شيخ الاسلام نقلها في مقدمة التفسير وقال عبد السلام بن عبد الرحمن اللخم الاشبيلي المتوفى عام ست وثلاثين وخمس مئة كل حديث ففي القرآن الاشارة اليه تعريضا او تسريحا وما قال من شيء فهو في القرآن او فيه اصله قرب او بعد فهمه من فهمه وعمه عنه من عنه اذا يعني هذه هذا الكلام يعيدنا على المقولة القديمة التي نكررها دائما على ان القرآن والسنة من مشكاة واحدة من مشكاة واحدة وهذا الحديث قلنا حديث عظيم وهو ينتظم مع قوله تعالى يوم تبلى السرائر انما الاعمال بالنيات ينتظر مع قوله تعالى يوم تبلى السرائر. ونحن في شرحنا يعني يشير الى الايات الواردة يشير الى الايات الواردة مناسبة التي يشتغل مع الحديث مناسبا في شرح الحديث ولنربض طالب العلم مع كتاب الله تعالى فهذا مقصد من مقاصد الامام البخاري. وانت حينما تقلب في الصحيح يعني يندر ان تأتيك صفحة ليس فيها اية من كتاب الله تعالى. فهذا الحديث هو حديث عظيم ينتظر مع قوله تعالى يوم تبلى السرائر في سورة الطه والسرائر جمع سريرة وهي ما يرسمه الانسان ويخفيه في نفسه ومعلوم ان النيات من وراء الاعمال فرائض. وانما تبلى السرائر لان الحساب يوم الدين يجري على النيات من وراء الاعمال. ومعنى اي تكشف وتظهر فافضل ابتلاء الاختبار والكذب واذا حصل الاختبار في الحياة في الدنيا فانه لم يبق في الاخرة الا الكشف ولذلك حبنا يقول وحصل ما في الصدور في سورة العادية وكذلك فان الحديث ينتظم مع ما جاء في سورة سبح اسم ربك الاعلى والتي فيها سنقرئك فلا تنسى مع ما في اخرها قد افلح من تذكر والتي فيها الاشارة الى ان التزكي والتزكية من اعظم مقاصد البعثة المحمدية انا اتي بهذا ينتظم مع الحديث انما الاعمال بالنيات لا سيما ان الامام البخاري قد جعله في بداية كتابهم بل من اعظم مقاصد بعثة الانبياء جميعا التزكية والتزكي من اعظم مقاصد الانبياء جميعا وذاك في سورة الاعلى في اخرها قد افلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى بل تؤثرون الحياة الدنيا والاخرة خير وابقى. ان هذا لفي الصحف الاولى. صحف ابراهيم وموسى والتذكي يكون لصفاء النفس والقلب مما لا يحبه الله يزكي الانسان يخليها من كل شيء لا يحبه الله واحتواء النفس والقلب على ما يحبه الله ايضا. فالتزكية ليس فقط التخلية يخليها الانسان مما لا يحبه الله ويحليها بما يحبه الله والقلب اذا صفا اشرقت عليه المعاني الطيبة ولذا احسن من قال فاذا احب الله باطن عبده ظهرت عليه مواهب الفتاح واذا صدقت لله نية مصلح مال العباد اليه بالارواح. نعم ان القلب اذا صفا اشرقت عليه المعاني الطيبة فلا يصدر منه غالبا الا الطيب من القول والفعل. ودل الحديث مع ما في. كتاب الله الى انه يجب ان يكون من مقاصد التعليم والدعوة الانسان يسعى غاية السعي في تزكية النفس