السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد الامين وعلى اله وصحبه ومن دعى بدعوته الى يوم الدين وبعد. قال الامام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه في باب الجنائز تحت باب الميت يعذب ببكاء الحي. حدثنا داوود بن الرشيد. حدثنا اسماعيل بن علية. حدثنا ايوب عن عبدالله بن ابي مليكة قال كنت جالسا الى جنب ابن عمر ونحن ننتظر جنازة ام ابان بنت عثمان وعنده عمرو بن عثمان فجاء ابن عباس يقوده قائد. ذلك لان ابن عباس رضي الله عنهما كان قد عمي رضي الله تعالى عنه فجاء ابن عباس يقوده قائد فوراه اخبر بمكان ابن عمر فجاء حتى جلس الى جنبي فكنت بينهما اي وان كنت بينهما اي كنت بين ابن عباس وابن عمر فدا صوت من الدار يعني امرأة تصيح او تبكي. فقال ابن عمر كانه يعرض على عمرو ان يقوم فينهاه. عمرو واخو الميتة عمرو بن عثمان اخو ام ابان بنت عثمان. كأنه يعرض على عمرو ان يقوم فينهاهم قال ابن عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الميت ليعذب ببكاء اهله عليه قال فارسلها عبدالله مرسلة يعني ارسلها لم يقيض ذلك بيهودي لم يقل ذلك باليهود كما قالت عائشة. فقال ابن عباس يعني يرد على ابن عمر كنا مع امير المؤمنين عمر بن الخطاب حتى اذا كنا بالبيداء يعني ارض لا بيوت فيها ميدان الارض مكان فسيح لا بيوت فيه ولا شيء. اذ هو برجل نازل في شجرة فقال ليذهب فاعلم لي من ذاك الرجل. فذهبت فاذا هو صهيب فرجعت اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. اعوز بالله من الشيطان الرجيم فرجعت اليه فقلت انك امرتني ان اعلم لك من ذاك وانه صهيب. قال مروا فليلحق بنا قلت ان معه اهله. قال وان كان معه اهله ربما قال ايوب مرة فامر مره فليلحق بنا. فلما قدمنا لم يلبس امير المؤمنين ان اصيب فجاء صهيب يقول واخاه وصاحباه. فقال عمر الم تعلم اولم تسمع؟ قال ايوب او قال اولم تعلم او لم تسمع ان دقة مسلم في الالفاظ يعني. ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الميت ليعذب ببكاء اهله قال فاما عبد الله فارسلها مرسلة واما عمر فقال ببعض يعني ببعض بكاء اهل عليه يعني في رواية لعل هذا يوضح ارسلها عبدالله مرسلة ليست كما اطلقنا انه لم يقيدها باليهود انما ارسلها مرسلة ان الميت ليعذب كاهلي عليه في عمر قال ان الميت ليعذب ببعض بكاء اهل عليه يعني هزا استدراك من ابن عباس على ابن عمر فاهم يا عبدالرحمن؟ نعم. يعني ابن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الميت ليعذب كاهله عليه. فارسلها ابن عمر لكن ابن عباس يروي عن عمر استدرك في ماذا؟ في جزئية ان الميت ليعذب ببعض بكائه عليه يعني البكاء المصحوب بالنياحة. قال فاما عبد الله يعني ابن عمر فارسلها مرسلة يعني ارسله مرسلتان غير مقيدة باليهود وغير مقيدة بكلمة بعض اهلها. اما عمر فقال ببعض اهله ببعض بكاء اهله. فهمت مفهوم جيدا؟ نعم. يعني دلوقتي ابن عمر عن رسول الله اما علمت ان الميت ليعذب بكاء اهله اما ابن عباس فروى عن عمر ان الميت ليعذب ببعض بكاء اهله. يعني بذلك البكاء المصحوب بالنياح. فقمت دخلت على عائشة فحدثتها بما قال ابن عمر فقالت لا والله ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قط ان الميت يعذب بكاء احد. عائشة نفت ولكن مثبت مقدم على النافي. نافته حلفت. قال ولكنه قال ان الكافر يزيده الله ببكاء اهله عليه عذابا وان الله له اضحك وابكى ولا تزر وازرة وزر اخرى قال ايوب قال ابن ابي مليكة حدثني القاسم ابن محمد قال لما بلغ عائشة قول عمر وابن عمر قالت انكم لتحدثوني عن غير كاذبين ولا مكذبين. ولكن السمع يخطئ ولكن السمع يخطئ. هكذا قالت عائشة رضي الله تعالى عنها من القائل ياسين في ريب من القيل وانه واضحك وابكى. هل ابن عباس او عائشة كما في الرواية هذه نواصل قال حدثنا محمد بن رافع وعبد ابن حميد قال ابن رافع شف عائشة كيف ادبوها في الانكار مع انها يعني تنفي وهما يثبتان قالت انكم لتحدثوني عن غير كاذبين ولا مكذبين. ولكن السمع يخطئ. حدثنا محمد بن رافع عبد ابن حميد قال ابن حدثنا عبد الرزاق يخبرنا ابن جريج. اخبرني عبد الله بن ابي مليكة قال توفيت ابنة لعثمان بن عفان قال فجئنا لنشهدها. فحضرها ابن عباس قال فحضرها ابن ابن عمر وابن عباس. قال واني جالس بينهما عن ابن ابي مليك يقول واني لجالس بينهما قال جلست الى احدهما ثم جاء الاخر فجلس الى جنبي فقال عبدالله بن عمر لعمرو بن عثمان وهو موجهه الا تنهى عن البكاء؟ الرواية الاخرى انه عرض له فين رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الميت ليعذب ببكاء اهل علي حتى اذا كنا بالبيداء عفوا فقال ابن عباس قد كان عمر يقول بعد ذلك ثم حدث فقال صدرت مع عمر من مكة حتى اذا كنا بالبيداء فاذا هو بركب تحت ظل شجرة قال اذهب ظلم من هؤلاء الرج فنظرت فاذا هو صهيب. قال فاخبرته فقال ادعه لي فرجعت الى صهيب فقلت ارتحل فلحق امير المؤمنين فلما اصيب عمر يعني يوم ان طعن عمر دخل صهيب يبكي يقول واخاه واصاحباه فقال عمر يا صهيب اتبكي عليه؟ قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الميت يعذب ببعض عليه فقال ابن عباس فلما مات عمر ذكرت ذلك لعائشة فقالت يرحم الله عمر لا والله ما حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ان الله يعذب المؤمن ببكاء احد ولكن قال ان الله يزيد الكافر عذابا ببكاء اهلي عليهم. قال وقالت عائشة حسبكم القرآن ولا تزر وازرة وزر اخرى. قال وقال ابن عباس عند ذلك والله اضحك وابكى يعني قلنا الرواية دي تفصيلية يا عبدالرحمن في ان نعيش اتقالت ولا تزر وازرة نزر اخرى وابن عباس هو الذي قال والله اضحك وابكى. قال ابن ابي مليكة فوالله ما قال ابن عمر من يعني لم نراجعها ابن عمر نواصل ازن اننا نأتي على الدرس افضل يا عبدالرحمن ثم قال وحدثنا خلف بن هشام وابو الربيع الزهراني جميعنا الحماد قال خلف حدثنا حماد بن زيد عن هشام بن عروة عن ابيه قال ذكر عند عائشة قول ابن عمر الميت يعذب كأهل عليه. فقالت رحم الله ابا عبدالرحمن سمع شيئا فلم يحفظه. انما مرت على رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة يهودي جنازة يودي وهم يبكون عليه. فقال انتم تبكون عليه وانه ليعذب هذه من رواية من هشام ابن عروة عن ابيه في رواية اخرى ايضا طريق هشام عن ابيه قال زكر عند عيشة ان ابن عمر قال ان ابن عمر يرفع الى النبي صلى الله عليه وسلم ان يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الميت يعذب وفي قبره ببكاء اهله عليه. فقالت وهيل او وهلا مم. بالكسر وبالفتح انما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انه ليعذب بخطيئته او بذنبه وان اهله ليبكون عليه الان وذاك مثل قوله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على القليب يوم بدر وفيه قتلى بدر من المشركين. فقال لهم ما قال انهم ليسمعون ما اقول وقد الى وانما قال انهم ليعلمون ان ما كنت اقول لهم حق عائشة ادخلت شيئا اخر هنا. عايشة تنفي ايضا سماع الاموات يوم بدر وعمر سأل النبي قال يا رسول الله اتنادي اقواما جيفا او كما قال؟ قال والذي نفسي بيده ما انتم باسمع لما اقول منهم. كان عائشة تنكر ذلك ايضا تنكر سماع الاموات ثم قرأت انك يعني تقول عمر ويهم لما قال انهم لا يسمعون ما اقول قد وهل انما قال انهم ليعلمون ان ما كنت اقول لحق ولابن عمر يعني توهم ابن عمر ثم قرأت انك لا تسمع الموتى وما انت بمسمع من في القبور قل حين مقاعده من النار يعني عائشة خالفت ابن عمر ومن اتبع ابنه آآ اباه عمر من وجهين او في مسألتين مسألة اطلاق ان الميت يعذب ببكاء الحي او بكاء نعليه يا ترى ان ذلك في اليهود تقول انهم يبكون عليه وهو يعذب. وايه ووهلت ابن عمر لما قال لما روى حديثا القليب ايضا لما روى القليب ان النبي وقف على قليب بدر فقال يا ابا جهل بن هشام يا عتبة بن ربيعة يا شيبة بن ربيعة هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا فاني وجدت ما وعدني ربي حقا. فقال عمر اتنادي اقواما جيفا؟ قال عليه الصلاة والسلام والذي نفسي بيده ما انتم باسمع لما اقول منه. وفي رواية انهم ليسمعون ما اقول. عائشة توهمهم وتقول انما قال النبي انهم لا يعلمون ان ما كنت اقول لهم حق هذه المسألة طبعا غريبة على عائشة لان ما هي شهدت الواقعة ما شهدت الواقعة لكن عمر كان مع النبي عليه الصلاة والسلام. عمر كان مع رسول الله. فعائشة رضي الله عنها شديدة الانكار على من خالفها رضي الله عنه وسريعة التوهيم لمن خالفها ما قالت ما قال النبي قط ان الميت يعذب كاهل عليه المثبت مقدم على النافي. قد يكون قال في موطن اخر. رضي الله عنه قال وحدثنا كتيبة بن سعيد عن مالك بن انس فيما قرأ عليه عن عبدالله بن ابي بكر عن ابيه عن عمرة بنت عبدالرحمن انها اخبرته انها سمعت عائشة وذكر لها ان عبد الله ابن عمر يقول ان الميت ليعذب ببكاء الحي فقالت عائشة يغفر الله لابي عبدالرحمن ام انه لم يكذب ولكنه نسي او اخطأ انما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم مع اليهودية يبكى عليها فقال انهم ليبكون عليها وانها لتعذب في قبرها فاصل قال حدثنا ابو بكر ابن ابي شيبة تحدثنا وكيع عن سعيد بن عبيد نطائي ومحمد بن قيس عن علي بن ربيعة قال اول من عليه بالكوفة قرزة ابن كعب. فقال المغيرة ابن شعبة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من نيح علي وعاب فانه يعذب. بما عليه يوم القيامة واضح فاصبح سلاسة روى الحديث عن رسول الله عمر وابن عمر والمغيرة ابن شعبة ثلاثة رووا عن النبي عليه الصلاة والسلام ان الميت يعذب ببكاء لعلي ورواية المغيرة في فيها بما نيح عليه هذا وصل اللهم على نبينا محمد وسلم. وقد تقدم قبل توجيه الحديث توجيه حديس الميت يعذب عليه بعد اتفاقهم على ان المراد بالبكاء ليس دمع العين ولا حزن القلب. لان بقى وهو مرسل رحمة للعالمين عليه الصلاة والسلام. قال تعالى وما ارسلناك الا رحمة للعالمين. ومع ذلك بكى في عدة مواطن طيب قدمناها كبكائي على ابني ابراهيم اذ قال ان العين لتدمع وان القلب ليحزن ولا نقول الا ما يرضي ربنا. وانا لفراقك يا ابراهيم ولا محزونون؟ وبكى على ابنته زينب هي هي زينب بكى على ابنته زينب رضي الله عنها رضي الله عنه وليدها رحم الله وليدهب قال له اصحابه اتبكي يا رسول الله؟ قال ان الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب. ولكن يعذب يعذب هذا ويرحم للسانه وكان ذهب الى سعد بن عبادة وكان مرض مرضا اشرف معه على الوفاة لكن الله نجاه. فبكى النبي صلى الله عليه وسلم على سعد ابن عبادة ايضا فكل هذا دال على ان المراد ليس البكاء دم العين وحزن القلب انما البكاء المصحوب بالنياح. نرجع فنقول اذا كان البكاء المسحوب بالنياحة فلماذا يعذب الميت بذنب غيره والله يقول ولا تزر وازرة وزر اخرى. فاجاب العلماء على ذلك بعدة اجوبة. من هذه الاجوبة انه اذا اوصى ان يبكى ان يناح عليه كما كان القائل يقول اذا انا مت فاني بما انا لغو وشق علي الجيب يا ابنة معبدي. الثاني يعني قلنا له الاول اذا اوصى الثاني اذا كان كانت النياحة من سنته. في حياته كان ينوح ويبكي فتعلموا منه. الثالث اذا صار في تعليم اهل السنة. الرابع ان هذا العذاب عذاب نفسي. عذاب نفسي. هم يبكون عليه ويتألم لبكائهم عليه. كذا قيل والله تعالى اعلى واعلم وصل اللهم على نبينا محمد واله وسلم. والحمد لله رب العالمين