السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد الامين وعلى اله وصحبه ومن دعا بدعوته الى يوم الدين وبعد قال الامام مسلم رحمه الله تعالى في كتاب القسامة من صحيحه تحت باب تغليظ تحريم الدماء والاعراض والاموال حدثنا ابو بكر بن ابي شيبة ويحيى بن حبيب الحارثي وتقاربا في اللفظ قال حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن ايوب عن ابن سيرين عن ابن ابي بكرة عن ابي بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ابو بكر قيل اسمه نفيع ابن الحارث والاصح انه لا يعرف اسمه. وقد قال انا ممن لا يعرف ابوه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والارض. اه ما معنى زلك قال الشارح رحمه الله قال العلماء معناه انهم كانوا في الجاهلية يتمسكون بملة ابراهيم في تحريم الاشهر الحرم وكان يشق عليهم تأخير الختال ثلاثة اشهر متواليات فكانوا اذا احتاجوا الى قتال اخروا تحريم المحرم الى الشهر الذي بعده وسفر ثم يؤخرونه في السنة الاخرى الى شهر اخر وهكذا يفعلون في سنة بعد سنة حتى اختلط عليهم الامر وصادفت حجة النبي صلى الله عليه وسلم تحريمهم وقد طبق الشرع وكانوا في تلك السنة قد حرموا ذي الحجة لموافقة الحساب الذي ذكرناه فاخبر النبي ان الاستدارة صادفت ما حكم الله تعالى به يوم خلق السموات والارض اوضح المشركون كانوا متمسكين بتحريم الاشهر الحرم وهي الثلاث المتواليات ذو القعدة وذو الحجة وشهر الله المحرم ثم بعد ذلك شهر رجب كانوا يحرمون القتال فيها ولكن احيانا يطول عليهم الامد هم يحبون القتال واحيانا يحبون الاعتداء على الاخرين فيؤخرون ازا كان شهر محرم على سبيل المثال حرموا زو القعدة وذي الحجة فيقولون نؤخر محرم للشهر الذي بعد يقدمون سفرا على محرم ويعكسون في هذا التأخير تأخير لشهر الله المحرم يقولون مثلا عنه النسيء انما النسيء زيادة في الكفر واحيانا وكثيرا ما كانوا يخلون بشهر رجب يقاتلون اذا جاء رجب قالوا انه اخ والقتال مستمر يقولون انه اخ رجب الى بعد شوال او نلغي رجب هذا العام فهذا يسمى النسيئ التأخير لكن السنة التي حج فيها النبي توافق ان انهم بعد لف ودوران صادف صادف عام النبي حجة النبي الشهور التي حرمها ابراهيم بالضبط ووافقت اهل الجاهلية في هذا فهذا قوله ان الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والارض السنة اثنا عشر شهرا منها اربعة حرم ثلاث متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب وشهر مضر الذي بين جمادى وشعبان. لان قبيلة مضر كانت تحافظ على رجب لا تؤخر فيه ولا تقدم سم قال اي شهر هذا؟ قلنا الله ورسوله اعلم قال فسكت حتى ظننا انه سيسميه بغير اسمه قال اليس ذي الحجة؟ قلنا بلى قال فاي بلد هذا؟ قلنا الله ورسوله اعلم قال فسكت حتى ظننا انه سيسميه بغير اسمه قال ليس البلدة قلنا بلى قال في يوم هذا قلنا الله ورسوله اعلم فسكت حتى ظننا انه سيسميه بغير اسمه. قال اليس يوم يوم النحر قلنا بلى يا رسول الله قال فان دمائكم واموالكم قال محمد واحسبه قال وارادكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا وستلقون ربكم فيسألكم عن اعمالكم فلا ترجعن بعدي كفارا او ضلالا يضرب بعضكم رقاب بعض كفارا اي تفعلوا فعل الكفار يقتل بعضهم بعضا ولا يتحاشى من الدماء الا ليبلغ الشاهد الغائب فلعل بعض من يبلغه يكون اوعى لهم من بعض من سمعه ثم قال الا هل بلغت قال ابن عبيد في روايته ورجب مضر في رواية ابي بكر فلا ترجعوا بعدي كفارا فلا عفوا فلا ترجعوا بعدي بدل انه لفظت فلا ترجعن من بعدي فلا ترجعوا بعدي واحد. وهذا من دقة مسلم في رواياته الشاهد منه تحريم الدماء والاعراض والاموال وبهذا جاءت الشريعة لحفظ اربعة اشياء اهو لحفظ خمسة اشياء الدين والعقل الدين والعقل والنفس والمال والخامسة والعرض هذا وصل اللهم على نبينا محمد واله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته