السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد الامين وعلى اله وصحبه ومن دعا بدعوته الى يوم الدين وبعد قال الامام مسلم رحمه الله تعالى في كتاب الامارة من صحيحه تحت باب المبايعة بعد فتح مكة على الاسلام والجهاد والخير وبيان معنى لا هجرة بعد الفتح. يعني بقوله لا هجرة بعد الفتح هجرة مخصوصة وهي الهجرة الى مدينة رسول الله لابتغاء الثواب الله عز وجل للمهاجرين الذين اثنى عليهم في الكتاب العزيز اما اذا ضاقت بشخص السبل وذهب الى المدينة فرارا بدينه فلا يحرم الاجر لكن اجر الهجرة الى رسول الله وثواب الهجرة الى رسول الله قد انقطع بعد الفتح وذلك لان الذين كانوا يهاجرون قبل الفتح يضحون باموالهم وديانهم وقراباتهم. اما بعد الفتح فقد انتشر الاسلام. وكثر الناس روح فكان من الذين يهاجرون من يهاجرون ابتغاء الدنيا ايضا فلذلك ذهب ثواب الهجرة بفتح مكة قال الشارح رحمه الله ان الهجرة قد مضت لاهلها معناها ان الهجرة الممدوحة الفضيلة التي لاصحابها المزية الظاهرة. انما كانت قبل الفتح فقد مضت لاهلها اي حصلت لمن وفق لها قبل الفتح. وفي رواية اخرى لا هجرة بعد الفتح. اي يقول قال اصحابنا وغيرهم من العلماء الهجرة من دار الحرب الى دار الاسلام باقية الى يوم القيامة. وتأولوا هذا الحديث تأوي اليه. احدهما لا هجرة بعد الفتح من مكة انها صارت دار اسلام فلا تتصور منها الهجرة. والثاني والاصح معناه ان الهجرة الفاضلة المهمة المطلوبة التي يمتاز بها له امتيازا ظاهرا انقطعت بعد فتح بفتح مكة ومضت لاهلها الذين هاجروا قبل فتح مكة لان الاسلام قوي او عز بعد فتح مكة عزا ظاهرا بخلاف ما قبله قال حدثنا محمد بن الصباح ابو جعفر حدثنا اسماعيل بن زكريا عن عاصم الاحول عن ابي عثمان النهدي حدثني مجاشع ابن مسعود السلمي قال اتيت النبي صلى الله عليه وسلم ابايعه على الهجرة فقال ان الهجرة قد مضت لاهلها يعني قد اخذ اهلها الثواب الذين كانوا قبل الفتح. ولكن على الاسلام والجهاد والخير. الا ولكن ابايعك على الاسلام والجهاد والخير في رواية عن ابي مسعود مجاشة ابن مسعود السلمي قال جئت باخي ابي معبد الى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الفتح فقلت يا رسول الله بيعه على الهجرة. قال قد مضت الهجرة باهلها قلت فباي شيء تبايعه؟ قال على الاسلام والجهاد والخير قال ابو عثمان فلقيت ابا معبد فاخبرت بقوله مجاشع فقال صدق. قال حدثنا ابن يحيى واسحاق ابن ابراهيم قال اخبر الناس جدير عن منصور عن مجاهد عن طاووس عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح يوم الفتح فتح مكة لا هجرة ولكن جهاد ونية اي تحصيل القيد بسبب البزر قد انقطع ولكن حصنوا بالجهاد والنية الصالحة وفي هذا الحديث الحث على نية الخير مطلقا وانه يثاب على النية قال واذا استنفرتم فانفروا. معناها اذا طلبكم الامام للخروج للجهاد فاجيبوه قال لك هذا دليل على ان الجهاد ليس فرضين. ما الفرض كفاية اذا فعله من تحصل بهم الكفاية سقط الحرج عن الباقين. وان تركوه كلهم هم اثموا كلهم نعم قال وحدثنا محمد بن عبدالله بن نمير حدثنا ابي حدثنا عبد الله بن حبيب بن ابي ثابت عن عبدالله بن عبدالرحمن عن ابن ابي حسين عن عائشة قالت سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الهجرة فقال لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية وازا تنفرتم فانفروا ايضا قال وحدثنا ابو بكر بن خلاد الباهلي وحدثنا الوليد بن مسلم. حدثنا عبدالرحمن بن كامر الاوزاعي وهو عالم الشامي ومفتيها في زمانه. قال حدثني ابن شهاب الزهري حدثني عطاء بن يزيد الليثي انه حدثهم قال حدثني ابو سعيد سعيد الخدري ان عربيا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الهجرة فقال ويحك ان سنة الهجرة لشديد فهل لك من ابل؟ قال نعم. قال هل تؤتي صدقتها؟ قال نعم. قال فاعمل من وراء البحار يقصد وراء البحار القرى يقصد بالبحار القرى والقرية البحيرة كما قال سعد ابن عبادة يا رسول الله لقد من الله عليك بالذي من به عليك وكان اهل البحيرة كادوا ان يصطلحوا على تتويج عبدالله ابن ابي ابن سلول ملكا عليهم البحيرة المراد بالبحيرة القرية. هنا قال ويحكى ان شأنها ان شأن الهجرة لشديد. هل لك من ابل؟ قال نعم. قال فهل تؤتي صدقتها؟ قال انه قال فاعمل من وراء البئر حرف ان الله لن يترك من عملك شيئا هذا وصل اللهم على نبينا محمد واله وسلم. والحمد لله رب العالمين. وفي الحديث زيادة فلتحلبها يوم وردها. قال نعم على الماء يعني حتى يراك الناس فيأتون وتعطيهم كثبات من البانها والله اعلم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته