على ثبوت القدر وان الهداية والاضلال بيد الله سبحانه وتعالى. فينبغي على الانسان ان يكون قلبه وجل خائفا لانه ما يدري ما الذي كتب له كل ذلك قد خزن عنا علمه هو الذي اوصل اليها الامر ليس ليس كذلك. كل من يحتج بهذه الحجة على تعطيل اوامر الله سبحانه وتعالى هو اول من يعلم من نفسه انه انما يتعلل ويخاصم بها وليس انه البطلان في بدائه العقول. فكيف يحتج به على امر الله والرسول صلى الله عليه وسلم ثم نقول ثالثا ان هذه الحجة التي يحتج بها حجة تعليل ولجج وليست حجة علم فالعلم بالحق وصلى الله وسلم وبارك على نبيه ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا يا رب قال الشيخ رحمه الله تعالى في كتابه عقيدة السنة واصحاب الحديث. ويشهدون ان الله تعالى ويضل من يشاء عنه لا حجة الا قضاه الله عليه ولا عذر له لديه. احسنت. هذه المسألة التي ذكرنا عنوانها في درس البارحة وهي مسألة الاحتجاج بالقدر على المعاصي بين المؤلف رحمه الله وها هنا ان اهل السنة يشهدون ان الله تعالى يهدي من لدينه ويضل من يشاء عنه يعني عن دينه. لا حجة لمن اضله الله عليه يعني ليس على الله حجة. هذا الذي ضل ليس له على الله حجة. ولا عذر لهذا ضال لدى الله تبارك وتعالى فقد انقطع العذر وزالت هذه المعاذير. بالتالي كانت القاعدة عند اهل السنة والجماعة ان القدر يؤمن به ولا يحتج به على المعاصي. القدر يؤمن به ولا يحتج به على المعاصي عباد الله الصالحون لا يحتجون بالقدر على المعائب وانما يطمئنون اليه في المصائب لا يحتجون بالقدر على المعائب وانما يطمئنون اليه في المصائب اذا نزلت المصيبة بابن ادم فانه يطمئن الى تقدير الله عز وجل لانه يعلم ان تقدير الله خير فيقول قدر الله وما شاء فعل. ويقول عدل في قضاؤك. فهو بان تقدير الله سبحانه وتعالى خير ويطمئن الى ذلك. اما المخذولون فانهم هم الذين يحتجون بالقدر على المعاصي. فيزعمون ان القدر عذر لهم في الا يفعلوا ما امروا و في ان ينتهكوا ما حرم عليهم لان الامر كله مقدر. بالتالي فانه مسلوب الارادة ولا قدرة له على تغيير قدر الله سبحانه وتعالى. فهو مجبور يفعل الشيء الذي لا له على دفعه عنه ثم بعد ذلك يحاسب عليه. فاذا قيل له افعل ما امر الله قال لن افعل حتى يخلق الله عز وجل في هذا الفعل. واذا قيل كف عما حرم الله قال لا قال حتى يخلق الله التوبة في قلبه. وهذه الحجة لا شك انها حجة باطلة وعذر قبيح لا يجوز بحال لاحد ان يحتج بهذا ولا ان يحتج بهذه الحجة. ويدل على ذلك امور. اولا ان نقول ان هذه الحجة حجة باطلة لانها لا تضطرد. بمعنى اذا كان القدر هو علة العذر. فشرط العلة ان الطرد كما تعلمون في اصول الفقه بمعنى كلما وجدت العلة وجد ها الحكم كلما وجدت العلة وجد الحكم كلما وجد القدر وجد ماذا؟ وجد العذر فيعذر الانسان وبالتالي فان انه لا يفعل شيئا والعذر حاصل له. وهل هذا مضطرد؟ اجيبوا. هذا ليس مضطردا اكبر دليل على هذا ان يقال لهذا الذي يدعي ان القدر عذر له في ان يقعد عن الطاعة. فنقول له ولماذا كان هذا عذرا في مطالب الدين. ولم يكن عذرا في مطالب الدنيا. لماذا؟ المصالح الدنيوية تقوم وتتحرك وتبذل كل ما تستطيع لاجل تحصيله ولا تفعل ذلك لاجل مصالح الدين. اذا امرك هواك نشطت. واذا امرك مولاك تعاجست وهل هذا الا محض الهوى؟ هذا الذي يحتج بالقدر نقول له ان كان الامر كما تزعم فلا تأكل ولا تشرب ولا تلبس وان مسك ما مسك من فان ينبغي عليك ان تتربص وان تنتظر ماذا؟ قدر الله سبحانه وتعالى ولا تبادر الى الاكل اذا مسك الجوع ولا تبادر الى الشرب اذا مسك العطش. بل اذا ابتليت بما تبتلى به من الامراض فهذا من قدر الله عليك ماذا؟ ان تنتظر قدر الله الذي يزيل هذا المرض. لو اصبت باحتراق كن في جسدك فعليك ان تسكن وان تنتظر ليسري هذا لتسري هذه النار في جسدك ولا تحرك ساكنا لان هذا ماذا؟ لان هذا قدر الله وانت قد التزمت بالا تفعل شيئا امام قدر الله حتى يقدر الله على عز وجل لك شيئا اخر. اذا اعتدي عليك جاء انسان فظلمك اخذ مالك بل فجر بامرأتك بل قتل ابنك بل قطع اوصال ابيك فان عليك ان تبتسم في وجهك وتقول له هذا قدر الله. فعلي ماذا؟ ان انتظر ولا احرك ساكنا. وعليه ان يقبل اذا استدان منه احد دينا او اشترى منه شيئا وما دفع اليه المال فيقول يا اخي انتظر حتى يخلق الله في قلبي الرغبة او ارادة لان اعطيك دينك هلم جرا في امس في امثلة كثيرة من هذا الباب. وهل هذا يكون مقبولا؟ اجيبوا يا جماعة. هل يقبل هذا احد لا يقبله هذا احد. اذا هذا دليل على ان هذه العلة التي يعتل بها علة باطلة غير صحيحة الجواب الثاني او الامر الثاني ان نقول ان هذه الحجة حجة باطلة بطلانا ضروريا لمنافاتها الفطرة التي فطر الله الناس عليها الله عز وجل فطر العبادة على طلب ما ينفعهم. وعلى دفع ما يضرون وهذا اوضح من ان يستدل عليه ولذا لو ان انسانا وقف على جبل وصاح باخر ينذره فيقول ان العدو قادم او ان السبع قادم او وانك يا هذا الذي في الوادي تنبه الى ان السيل قادم هل في فطرة العباد مسلمهم وكافرهم مؤمنهم بالقدر او منكرهم للقدر؟ هل في فطرة احد ان يقول انتظر اليس هذا بقدر الله؟ اذا علي ان انتظر حتى يخلق الله عز وجل في قلبي ارادة لاجل ان اهرب من هذا العدو او ان ارتفع عن هذا الوادي. هل هذا يفعله احد؟ اجيبوا لا لا يفعله احد وهذا مخالف للفطرة التي فطر الله الناس عليها. رسول الله صلى الله عليه وسلم هو النذير وهو البشير صلى الله عليه وسلم. الله عز وجل اخبر عنه انه نذير ينذر عن بالله عز وجل ان هو الا نذير وبشير. فالنبي صلى الله عليه وسلم نذير واخبر عن نفسه عليه الصلاة والسلام بان انه النذير العريان فاذا كان ينذرك من عذاب الله عز وجل فان تصديقك له اقتضي بالضرورة ان تستجيب وان تفر من هذا الذي يعود عليك بالمكاره اليس كذلك اذا عدم اقبالك على امر رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يحذرك والذي ينذرك هذا دليل على ضعف تصديقك. وليس على انه لا قدرة عليك لا قدرة لك على الاستجابة فتبين بهذا ان هذه الحجة داحضة ويا لله العجب اذا كان هذا الاعتراض معلومة بعد اجتهاد ونظر علمي وصل الى ان عليه الكف وعدم الحركة والنشاط في طاعة الله سبحانه وتعالى وهذا بين واضح لا ينازع فيه منصف. ثم نقول رابعا ان هذا الاحتجاج بالقدر الذي يزعم صاحبه انه معذور لان كل شيء مقدر فلا قدرة له على تغيير ما قدره الله سبحانه وشاء وبالتالي فانه لا مهما قيل له افعل او قيل له لا فان عليه ان لا يصنع شيئا حتى ينتظر قدر الله عز وجل فيخلق في قلبه تغيير ذلك. نقول هذا الذي يحتج بهذا اما ان يكون مريدا للطاعة بمعنى الاحتجاج بالقدر اما ان يكون من مريد للطاعة او ان يكون من غير مريد للطاعة. اما المريد للطاعة الذي يريد طاعة الله فانه لا بد ان يطيع. ولا يمكن ان يعتل بهذه العلة. لماذا؟ لاننا نعلم يقينا ان الارادة التامة مع القدرة الكاملة يحصل عنها الفعل. صح ولا لا؟ متى ما وجدت ارادة تامة وقدرة كاملة فان الفعل ماذا؟ سيحصل قطعا الا لوجود الا لوجود ها؟ مانع ولا مانع عن طاعة الله. الله سبحانه وتعالى يسر العبادة وسهل امرها على العباد. فلا يوجد ما يمنع من ان يقوم الانسان بعبادة الله عز وجل. اذا ان كان هذا الذي يعتل بهذه العلة مريدا لطاعة الله عز وجل فانه لن يعتل لانه سوف يطيع. فتبين بهذا انه ان ادعى انه مريد فهو ماذا؟ كاذب ان ائتل بهذه العلة وقعد عن الطاعة علمنا حينها انه ماذا انه غير مريد. وبالتالي نقول ان غير المريد يستحق العقوبة لانه غير وليس لانه غير قادر. وبالتالي صار لا عذر له. صار هذا الانسان لا عذر له الامر الخامس ان نقول ان هذا الاحتجاج قد نهى عنه الشرع. فان ان كنت مؤمنا بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم فانه يلزمك ان تستجيب لامر الله عز وجل وان تنتهي عما الله عنه اذا امرك الله او رسوله صلى الله عليه وسلم وجبت عليك الطاعة. واذا نهيت عن شيء وجب عليك ان تنتهي. وهذا موجب شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا صلى الله عليه وسلم رسول الله. وهذا الاحتجاج قد نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ففي حديث الصحيحين من حديث ابي عبد الرحمن السلمي عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه لما ذكر انهم كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة في بقيع الغرقد. قال عليه الصلاة والسلام ما منكم من احد الا وقد كتب مقعده اما من الجنة واما من النار. هنا قالوا افلا نتكل انظر سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم هل لهم ان يعتذروا بالقدر؟ وبما هو مكتوب فيدعو العمل ويتكل على القدر. ماذا قال صلى الله عليه وسلم؟ قال لا وهذا نهي من رسول الله صلى الله عليه وسلم فواجب على العبد ان ينتهي. قال لا اعملوا فكل ميسر فاما اهل الطاعة فيوفقون لاهله فاما اهل الجنة فيوفقون لعمل الطاعة واما اهل النار فيوفقون لعمل المعصية ثم تلا قول الله عز وجل فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى الى قوله يسره للعسرى. اذا هذا امر منهي عنه في الشرع. ومن كان مسلما فانه واجب عليه ان ينتهي. ثم يقال سادسا ان هذا الاحتجاج بالقدر علاوة على انه من منهي عنه في الشرع فانه لا فائدة منه. هذا المحتج بالقدر انما يحتج بما لا فائدة فيه انما هو يضيع عمره ويبخس حقه مثل هذا المحتج بالقدر. مثل انسان طارت شرارة من نار فوقعت على بيته. فبدأ بيته يشتعل فقيل له ادرك هذا البيت. واطفئ هذه النار فقال انتظروا من اين اتت هذه الشرارة؟ اليست من قدري اذا لابد ان انتظر حتى يأتي قدر من الله عز وجل فيطفئها فجلس فاحترق بيته فهل هذا افعله عاقل؟ او هذا عنده خبل في عقله؟ واحتجاجه لا فائدة منه بل في الحقيقة هذا المحتج بالقدر حاله اسوأ من ذاك لان الذي الشرارة الى بيته لم يكن له فيها فعل. اليس كذلك؟ لكن هذا الذي يحتج بالقدر على المعاصي هو الذي اورد نفسه معصية الله تبارك وتعالى هو الذي اوصل نفسه الى هذه الحال فيستحق على ذلك العقوبة فبدلا من ان تندب حظك وتتعلل بما لا حجة فيه فان عليك ان تقوم وان تبادر الى طاعة الله سبحانه وتعالى وكف نفسك عن محارم الله. ثم يقال سابعا الاعتلال بالذنب علاوة على وقوعك في الذنب الاول وانك تفعل شيئا لا فائدة منه انت قد وقعت في ذنب ثان. فان ما فعلته هو انك تريد ان عارضة بين قدر الله وامره. تضرب تريد ان تضرب القدر بالشرع. وهذا مخالف شرع الرب وفيه اساءة للادب مع الله سبحانه وتعالى. وما هذه الحال الا حال ابليس الذي وقع فيما وقعت فيه. فقال بما اغويت لازينن لهم في الارض ولاغوينهم اجمعين. وعليه فمن اراد الله سبحانه وتعالى سعادته فانه ان وقع في الذنب والتقصير. فانه يقول ما قال ابواه ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. والمخذول يحتج احتج به ابليس بما اغويتني. فانظر لنفسك ماذا تريد؟ واعلم ان الاعتذار اعتذاران اعتذار مع عدم الاقرار والاعتراف. وهذه حال ابليس واعتذار هو اعتذار مع اقرار واعتراف وهذا من تمام التوبة مالحة وهذا الذي عليه عباد الله الصالحون. فهذه بعض الاوجه التي يجاب بها قول من قال بالاحتجاز بالقدر وان القدر حجة على ترك بما امر الله وفعل ما حرم الله ولا شك ان هذا من القول الضال بل هذا اشنع واقبح ولوازمه ابطل من قول من نفى قدر الله عز وجل. وان يكون او وان تكون افعال العباد حاصلة بلا قدر او بلا تقدير بلا مشيئة ولا خلق من الله سبحانه وتعالى. فان اولئك القدرية من المعتزلة وغيرهم عندهم تعظيم. لاوامر الله سبحانه وتعالى وتعظيم لنواهيه. بخلاف حال هؤلاء الذين يجرهم هذا المسلك الى الانحلال الى الانسلاخ عن دين الله سبحانه وتعالى نعوذ بالله من الخذلان. ثمان المؤلف رحمه الله ساق جملة من الادلة التي تدل على هذا الموضوع وخلاصتها وجوب الجمع بين الخلق والامر وجوب الجمع بين الشرع والقدر. تحقيق الايمان بالربوبية والالوهية نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله قال الله عز وجل قل فالله احسنت. يقول المؤلف رحمه الله ويشهدون ان ان الله تعالى يهدي من يشاء لدينه ويضل من يشاء عنه. لا حجة لمن اضله عليه ولا عذر له لديه. اي والله. لا حجة له ان ربي على صراط مستقيم. فاقواله سبحانه حق. وقضاؤه كله عدل جل ربنا وعز استدل بعد ذلك المؤلف رحمه الله بقوله قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم اجمعين هذه اية عظيمة وفيها فوائد شتى تتعلق بالموضوع الذي نحن فيه هذه الاية سبقها قوله تبارك وتعالى سيقول الذين اشركوا لو شاء الله ما اشركنا ولا ولا حرمنا من شيء. كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا. قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا ان تتبعون الا الظن وان انتم الا تخرصون. ثم قال قل فلله الحجة البالغة. فلو شاء الا هداكم اجمعين. اول فائدة نستفيدها من هذه الاية ان الاحتجاج بالقدر على عائد مسلك المشركين. لانهم هم الذين قالوا لو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا ولا حرمنا من شيء فمن احتج بالقدر على المعاصي فاننا نقول انه سالك مسلك هؤلاء لا مسلك المؤمنين المتقين. والفائدة الثانية ان الله سبحانه وتعالى قد جمع في هذه الاية بين الحجة الشرعية والمشيئة القدرية. وهذا هو لان الله سبحانه قال قل فلله الحجة البالغة. ثم قال فلو شاء لهداكم اجمعين. فدل هذا على ان الحجة الشرعية لله. وان القدر لله سبحانه وتعالى. الحجة البالغة هي الحجة الشرعية. حيث ارسل الله سبحانه الرسل وانزل الكتب وصرف الايات وضرب الامثال وكانت الحجة قائمة على العباد ثم بين قدره سبحانه وتعالى فقال فلو شاء لهداكم اجمعين فهذا الذي يجب على العباد ان يجمعوا بين الامرين بين الحجة الشرعية وبين المشيئة القدرية. حجة الله حجة بالغة وقلنا ان الحجة البالغة هي الحجة الواصلة الى المقصود هذه الحجة من الله تبارك وتعالى لا شك انها حجة قد بلغت صميم القلب وخالطت العقل. فلا عذر معها ولا يقبل من احد عذر بعد ذلك. الله سبحانه وتعالى ارسل الرسل وانزل الكتب لاجل هذا رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل. قال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين لا احد احب اليه العذر من الله. ولذلك بعث المنذرين المبشرين. وآآ الله سبحانه الا ارحم واعز واحكم من ان يعذبه. من له عذر قطع الله سبحانه وتعالى الاعذار. بين الحجة واقام المحجة فمن ضل بعد ذلك فانه يكون قد ضل على علم. الفائدة الثالثة ان هذه الاية تدل على ان حجة المحتج بالقدر حجة داحضة الله سبحانه وتعالى يقول في الاية قل فلله الحجة البالغة. الفاء هنا هي التي تسمى الفصيحة وهي مؤذنة بكلام محذوف بمعنى اذا كان ما احتج به هؤلاء المشركون ما هو الا اتباع للظن ما هو الا تخرص فان لله الحجة البالغة. ولاحظ تقديم الخبر على المبتدأ. تقديم والمجرور الذي هو الخبر على المبتدع الذي يفيد الاختصاص يعني ان الحجة البالغة لله لا وعليه فحجتكم حجة داحضة. الحجة البالغة انما هي لله وليست لكم فحجتكم اذا حجة داحضة وهكذا كل من احتج بالقدر ان حجته داحضة والحجة لله عليه وليس له حجة على الله. الفائدة الرابعة يقال هذا الذي قاله هؤلاء المشركون لو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا ولا حرمنا شيء. اهو حق ام باطل؟ ما رأيكم يا جماعة قولهم لو شاء الله ما اشركنا الى اخره حق ام باطل؟ احسنت هو حق لكن وجه الانكار انهم ارادوا به الباطل ما قال المشركون هذه المقالة لانهم يريدون اثبات القدر. انما ارادوا ربط امر الله سبحانه وتعالى. فكلمة حق اريد بها باطل. فالمقام مقام انكار عليه الفائدة التي بعد هذا قوله سبحانه عفوا ان قوله جل وعلا فلو شاء لهداكم اجمعين. ماذا يفيد انه لو شاءه الله سبحانه وتعالى لحصل ولكن حكمته تأبى ذلك هدايتهم جميعا لم تكن لماذا؟ لان الله سبحانه وتعالى ما شاء ذلك لان الحكمة لا تقتضي. والله سبحانه وتعالى انما يشاء مشيئة مقترنة بماذا؟ بالحكمة. كما ان الله سبحانه وتعالى لا يعذب بغير ذنب لان عدله يأبى ذلك كذلك هو سبحانه وتعالى لا يهدي كل الناس لاجل ان حكمته ماذا؟ تأبى ذلك وهذا ما تبين آآ في نصوص اخرى من ان الله سبحانه وتعالى لو شاء لهدى الناس جميعا ولو شاء ربك لامن من في الارض كلهم لكن حكمة الله سبحانه وتعالى تأبى ذلك وقد علمنا سابقا ان ثبوت الحكمة لله جل وعلا امر قطعي ولا يلزم ان نعلم تفاصيل ذلك وانما نستدل على على ما جهلنا بما علمنا. نعم. قال رحمه الله وقال كذلك هذه الاية تدل على ما سبق بيانه وهو انه لو شاء الله سبحانه حصول الهداية لجميع العباد لحصل لكمال قدرة الله عز وجل ولكن ذلك لم يكن لان حكمة الله تبارك وتعالى تأبى ذلك. فلو لهداكم نعم ولو شئنا لاتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لاملأن جهنم من الجنة والناس اجمعين. لا شك ان هذا يدل على ثبوت القدر وثبوت المشيئة وثبوت صفة الكلام لله عز وجل. لان هذا قول قاله الله جل وعلا. لانه قال هنا ولكن حق القول مني فهذا قول من الله تبارك وتعالى فهو الذي قال سبحانه وتعالى لاملأن جهنم من الجنة والناس اجمعين. وهذا قد دل عليه ما ثبت في الصحيحين من حديث احتجاج الجنة والنار. قال الله سبحانه ولكل واحدة منكما ملؤها كل واحدة منكما والخطاب الى الجنة والنار ملؤها. فهذا هو ما شاء الله سبحانه وتعالى لحكمته البالغة نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقال ولقد تركنا جهنم كثيرا من الجن والانس كفايا. احسنت. الله سبحانه يبين لنا في هذه الاية انه قدر لجهنم يعني جعل لجهنم وانشأ لجهنم كثيرا من الجن والانس هذه الاية تدل على ثبوت الارادة الكونية. وهي المدلول عليها باللام في قوله لجهنم. فاللام ها هنا تدل على ان هذه هي ارادة الله عز وجل ها الكونية. فهذا الذي شاءه الله سبحانه وتعالى. ان طائفة ممن خلق سوف يكونون من اهل النار. علم الله حالهم. ومآلهم وشاء الله عز وجل ذلك بعد ان كتبه وخلقه عند قيامهم بالباطل. فبالتالي تحقق هذا الامر الذي اخبرنا الله سبحانه وتعالى به ها هنا. و هذا يدلك على ان الله سبحانه وتعالى خلق السماوات والارض وما بينهما وما فيهما للحق الله عز وجل ما خلق السماوات والارض وما بينهما لاعب تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. وانما قال سبحانه وما خلقنا السماوات والارض وما بينهما لاعبين ما خلقناهما الا بالحق. هذا الحق يتضمن امرين يتضمن غاية مرادتا من العباد وغاية مرادة بالعباد. انتبه. هذه الاية تبين لنا الغاية المرادة العباد وقوله تعالى وما خلقت الجن والانس الا الا ليعبدون بينت لنا الغاية المرادة من العباد تلك دلت على الارادة الشرعية وهذه دلت على الارادة فالله سبحانه وتعالى خلق الخلق وهو يريد منهم عبادته خلق الخلق وهو يريد بهم الجزاء. فيجازيهم سبحانه وتعالى على الضلال بالعدل وعلى الهدى والصلاح بالفضل. هذه هي الغاية المرادة بهم. وهذا يدل على ثبوت الحكمة لله سبحانه وتعالى. وان هذه اللام انما هي لام الحكمة. او كما يقول لغويون لام التعليل وليست لام العاقبة كما يقوله من يقوله من نفاة الحكمة ربما اغتر بهذا من اغتر ممن لم يحقق المقام ها هنا. الصواب ان لام العاقبة ليست هي المراد في هذه الاية ولا في نظائرها البتة انما الله سبحانه وتعالى ذرع هؤلاء لجهنم لان هذه هي بان هذه مشيئته سبحانه وتعالى وله الحكمة جل وعلا فيما يقدر. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله سبحان من خلق الخلق بلا حاجة اليه فجعل عن طريقين طريقا لله فضلا وفريقا للجحيم هذا. وجعله قويا ورشدا وجعل من قومه ورشيدا وسعيدا وطيبا من رحمته وبهيدا. نعم. الله سبحانه خلق الخلق بلا حاجة نعم خلق الخلق بلا حاجة. ما كان خلقه للعباد بحاجته اليهم. او لحاجة له منهم وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون. ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين فالله هو الغني الذي له الغنى المطلق. وعليه فخلق العباد ما كان لحاجته بل كان لنفعهم خلق الخلق ما كان لحاجته. حاشى وكلا انما كان ذلك لي انه اراد ان ينفعهم واراد ان ينتفعوا فيتنعموا في الدنيا بطاعة الله سبحانه وتعالى ويتنعم في الاخرة بنعيم الجنان ولكن منهم من استجاب ومنهم من صدف واعرض واستكبر وتولى فاستحق عذاب الله تبارك وتعالى. كون الله عز وجل غنيا عن العباد غنيا عن العباد وليس محتاجا اليهم هذا يدلك على انه لا يجب عليه الهداية ليس يجب على الله عز وجل هدايتهم. لو كان خلقهم لحاجته اليهم لوجبت عليه ماذا؟ هذه الهداية لكن لما كان غنيا كانت الهداية من فضله سبحانه وتعالى. كان التفضل ولم نحضن من الله عز وجل لو كان يحتاجهم ينتفع هو سبحانه وتعالى بهم ومنهم هنا نقول ان عليه او ان من الامر الذي يجب عليه على سبيل المعاوضة واقامة العدل ان ها ان لكن لما لم يكن الامر كذلك كانت الهداية ها محض تفضل منه سبحانه وتعالى فجعلهم فريقين فريقا للنعيم فضلا وفريقا للجحيم عدلا وجعل منهم هويا ورشيدا وشقيا وسعيدا وقريبا من رحمته وبعيدا. هؤلاء عملهم سبحانه بعفوه. وهؤلاء عاملهم سبحانه بعدله وهو المحمود على كل ويوم القيامة سينطق الكل. وقيل الحمد لله رب العالمين. الكل سينطق بها. حتى الذين في سواء الجحيم. لانه قد تبين لهم عدل الله عز وجل. فهو يحمد على هذا العدل تبارك وتعالى كل الخلائق السعيد والشقي سيحمدون الله تبارك وتعالى يوم القيامة. وقيل الحمد لله رب العالمين. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله قال تعالى لا يسأل عن ما يفعله وهم يسألون فقال تبارك الله رب العالمين. نعم. قال سبحانه لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. هذا دليل على كمال عزة الله عز وجل وكمال حكمته وعلمه. وما اكثر ما يخطئ الناس في فهم هذه الاية فان كثيرا منهم متأثر بمذهب المتكلمين فيظن ان هذه الاية سيقت لاجلي بيان انتفاء الحكمة. وان الله سبحانه وتعالى يفعل مشيئته لان له القدرة والقوة والسلطان. ولذلك لا يسأل يفعل ما يشادنا ان يسأل عن فعله والاية وان كان سياقها اصلا لا يدل على هذا المعنى لا من قريب ولا من بعيد لانها سيقت يعني في مسألة التوحيد فلو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا. لكننا نقول مع ذلك ان هذه الاية تدل على ضد ما يستدلون به. لاننا نقول ان كمال علم الله عز وجل وكمال حكمته وكمال قدرته تنافي اعتراض المعترضين وسؤال السائلين. انتبه لا يسأل عما يفعل لان كمال علمه وكمال حكمته وكمال قدرته تنافي اعتراض المعترضين وسؤال السائلين اي سؤال يسأله سبحانه وتعالى في افعاله ويعترض عليه به وهو الذي له الحكمة البالغة وله العلم الواسع سبحانه وتعالى اما يكون ذلك فهذا يدل على نقيض قولهم وهذه او وهذا الاستدلال في نفيهم حكمة بها يشبه استدلالهم بقوله تعالى ليس كمثله شيء على نفي الصفات عن الله سبحانه وتعالى مع انها تدل على نقيض قولهم ليس كمثله شيء لا لانه لا يتصف بالصفات. بل لان ان له الصفات الكاملة لان له الكمال المطلق في صفاته سبحانه وتعالى فلاجل هذا ليس كمثله كذلك الشأن ها هنا. الله عز وجل لا يسأل عما يفعل لا لان لاحق لا لانه لا حكمة في في فعله وقدره بل لان له كمال الحكمة والعلم سبحانه وتعالى. فتنبه لهذه الاخطاء التي يورثها مذهب هؤلاء المتكلمين. لان هذه الاصول التي يؤصلونها سوف تؤثر في تعاملهم مع هذه الادلة والنصوص فلابد ان تتنبه لهذا ولذلك ربما تقرأ ثلاثة اربعة خمس عشر تفاسير ولا تجد فيها القول الصواب انما تجد انهم يتواردون على قول واحد وهو قول نفات نفات قول الحكمة من هؤلاء المتكلمين. ثم اورد قول الله سبحانه وتعالى الا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين وهذا مما تكمن به المدحة لله سبحانه وتعالى وذلك بالجمع بين آآ الشرع والقدر لان قوله الا له الخلق دليل على انه المتفرد بالاحكام القط انه المتفرد بالاحكام الكونية القدرية وان قوله سبحانه والامر دليل على انه المتفرد بالاحكام الشرعية الدينية. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله قال عز وجل هذا وفريقا حق عليهم الضلال انهم اتخوا الشياطين اولياء من دون الله ويحسبون انهم مهتدون. نعم. هذه الاية يبدو ان المؤلف رحمه الله نحى فيها الى منحى من قال ان معنى قوله تعالى كما بدأكم تعودون. يعني مما سبق في علم الله سبحانه وتعالى وفي كتابه من هدى او ضلال فانكم تعودون اليه. كما بدأ سبحانه تقدير امركم فان هم تعودون اليه وتصيرون اليه اذا كان الله عز وجل قد علم وكتب انكم ستكونون من المهتدين فانكم الى هذا الذي قدر وتصيرون اليه. واذا كان قد علم وكتب انكم ستكونون من الضالين فانكم ستعودون اليه وتصيرون اليه. وهذا الذي آآ قيل قد قال به كثير من اهل العلم وفسروا به هذه الاية ويكون ما بعدها كالتتمة لهذا المعنى فريقا هدى وفريق الحق عليهم الضلالة انه اتخذوا الشياطين اولياء من دون الله ويحسبون انهم مهتدون. والقول الاخر فيها ان هذه الاية فيها الاستدلال على المعادي ببدء الخلق. وهذا كثير في امرأة ان يستدل على المعادي بماذا؟ ببدء الخلق. ويكون ما بعدها متعلقا بمسألة القدر. والهداية الاية الاولى في شيء والاية التي بعدها في شيء اخر فهمنا يعني قوله كما بدأكم تعودون يعني كما ان الله سبحانه وتعالى ابتدأ خلقكم فانه قادر على اعادته بعد ذلك الم يكن نطفة مما يمنى الى ان قال اليس ذلك بقادر على ان يحيي الموتى؟ اذا هذا يتعلق باثبات البعث فيه الاستدلال بماذا؟ ها؟ الاستدلال على المعادي ببدء الخلق على كل حال الايتان قد قال بهما من قال من اهل العلم والمقصود انه مهما قيل في اه الاية الاولى فان الاية الاخرى دليل على ثبوت الهداية والاطلال وان ذلك بمشيئة الله سبحانه وتعالى. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فقال اولئك هم نصيب من الكتاب. قال ابن عباس رضي الله عنهما من السعادة والشقاوة. احسنت هذه الاية اولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب. سبق قوله تعالى فمن اظلم ممن افترى على الله كذبا او كذب بايات اولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب ثم قال حتى اذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم قالوا اينما كنتم تدعون فمن دون الله قالوا ضلوا عنا الى اخر ما بين سبحانه وتعالى. هذه الاية فيها دليل على ثبوت القدر وان كل نفس منفوسة فانه قد كتب الله سبحانه مقعدها من الجنة او من النار. وما الها من السعادة والشقاوة فمهما حصل ومهما كان. ومهما وقع في الحياة. فان المآل هي لما كتب الله تبارك وتعالى. ولذا كم من الناس من يعيش السنوات الطويلة مسلمة مؤديا لطاعة الله عز وجل. ثم تكون الخاتمة انه قولوا الى ما كتب الله تبارك وتعالى يناله نصيبه من الكتاب. فيضل فيشقى والعياذ بالله ولو كان هذا في في اخر لحظة من الحياة نعوذ بالله من الخذلان والعكس صحيح. كم من الناس من عاش السنوات الطويلة وهو كافر معرض عن الله تبارك وتعالى. مجتهد في الاعراض عن طاعة الله ولكن يناله في اخر حياته نصيبه من الكتاب. فما قدره الله عز وجل عليه. من انه سيسعد يناله ولو في اخر دقيقة من حياته. فيسلم ويموت على الاسلام. فيكون من السعداء. اذا هذا دليل وحجب عنا معرفته فعلى الانسان ان يتنبه وان يجد ويجتهد الايمان بالقدر يا اخوة حاث على العمل وليس انه مثبط عن العمل. ولذا لما سمع النبي صلى الله عليه وسلم ما اخبر به عليه الصلاة والسلام من ثبوت القدر وان كل انسان قد كتب مقعده من الجنة او النار فيسأل سراقة ابن مالك رضي الله عنه عن العمل وعن فائدته فيجيبه النبي عليه الصلاة والسلام بان كل انسان ميسر لما خلق له الشاهد انه رضي الله عنه قد قال فما كنت اشد اجتهادا مني الان ما كنت اشد اجتهادا مني الان. ما سمع هذه المقالة فجلس وقال اذا كان الامر قد كتب فما فما فما الفائدة؟ انما اجتهد اجتهادا اكثر واشد مما كان عليه في السابق لم؟ لانه علم ان الله عز وجل جعل للهداية اسبابا فاما من اعطى واتقى وصدق للحسنى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى. اذا كلما كنت الى السبب اقرب كنت الى النتيجة اقوى خطأ كلما كنت الى السبب اقرب كنت الى النتيجة اقرب. اذا ما الذي يمنعك ان تكون من النجاة بان تكون قريبا من طاعة الله سبحانه وتعالى. وهذه الاية آآ قيل فيها قول اخر وهو ان قوله اولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب. يعني ينالهم ما قدر لهم من الاعمال والارزاق وليس انه ينالهم نصيبهم من مما كتب لهم من السعادة والشقاوة. انما الاية في قدر اخر وهو ما قدر لهم من الاعمال والارزاق وهؤلاء آآ احتجوا بقرينة ما جاء بعد ذلك حتى اذا جاءتهم رسلهم يتوفونهم. دل هذا على ان حتى اذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم. قالوا هذا دليل على ان المقام يتعلق بانتهاء العمر والرزق لانه ذكر حتى التي تدل على انتهاء الغاية الى اللحظة هم يستهلكون اعمارهم وارزاقهم الى اللحظة التي يأتي فيها الملائكة لقبض ارواحهم واختار ابن القيم رحمه الله في شفاء العليل الجمع بين القولين اولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب يعني من الاعمار والارزاق والهداية والشقاء. ولا مانع من ان يراد من الاية هذا المعنى جميعا ولعل هذا هو الاقرب في هذه الاية هو العلم عند الله عز وجل لعلنا نقف عند هذا الحد ونكمل ان شاء الله في اللقاء القادم. والله عز وجل اعلم. وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين