واضح يا جماعة؟ انتبهتم لهذا؟ طيب اذا تنبه الى هذه القاعدة فان كل ما اراده الله عز وجل فقد احبه بالنظر وباعتبار ها فعله هو سبحانه وتعالى فان فعله كله الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به به يا رب العالمين. قال الشيخ الصابوني رحمه الله تعالى في كتابه عقيدة السلف واصحاب الحديث. ومن مذهب اهل السنة وطريقتهم مع بان الخير والشر من الله وبقضائه انه لا يضاف الى الله تعالى ما يتوهم منه نقص على الانفراد فيقال يا خالق والخنازير فيقال يا خالق القردة والقردة والخنازير. والخنافس والجعلان والجعلان. الجعلان جعل يعني دويبة معروفة من من جنس الخنافس نعم. احسن الله اليكم. وان كان لا وان كان لا مخلوق الا والرب خالقه. وفي ذلك ورد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعاء الاستفتاح تباركت وتعاليت والشر ليس اليك. نعم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد. وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد لا يزال المؤلف رحمه الله يتكلم عن موضوع الشر وكونه مخلوقا لله سبحانه وتعالى وداخل فيما قدره جل وعلا وقضاه. ولكنه اشار ها هنا الى مسألة اضافة الشر الى الله سبحانه وتعالى على وجه الانفراد او التخصيص وقاعدة اهل العلم في هذا الباب وجوب مراعاة الادب مع الله عز وجل والتعظيم له. وبالتالي فان العلماء رحمهم الله مع اعتقادهم ان الله خلق كل شيء. ومن ذلك هذه الذوات القبيحة و هذه الشرور والمصائب وما الى ذلك فانهم تأدبا مع الله تبارك وتعالى لا يضيفون هذه الاشياء اليه على سبيل الانفراد والتخصيص. فلا يقول احد اللهم يا خالق القردة ولا اللهم يا رب الخنازير ولا اللهم يا موجد الشرور ونحو ذلك فان هذا ليس من الامر السائغ ولا من اللائق ان يفعله الانسان في حق آآ فيما يضيفه الى الله سبحانه وتعالى وذلك لوجوه. اولا ان هذه الاظافة الخاصة توهم نقصا وكل ما اوهم نقصا فانه ينبغي اجتنابه. الامر الثاني ان هذا الاستعمال فيه سوء ادب مع الله تبارك وتعالى. وذلك مما يتعين اجتنابه كل ما فيه سوء ادب مع الله تبارك وتعالى. بل ينبغي على الانسان ان آآ يحرص على ان لا يستعمل من الالفاظ الا كل ما فيه تعظيم لله عز وجل. وكلما كان اللفظ اشد تعظيما لله تبارك وتعالى كان اكد من غيره. وذكر شيخ الاسلام رحمه الله اه قاعدة في هذا وهي ان الشيء العام اذا كان تخصيصه ببعض اللفظ فيه خروج عن القول الجميل فانه يمنع منه. العام اذا كان في تخصيصه وذكر بعضه خروج عن القول الجميل واللفظ الحسن فان هذا مما ينبغي اجتنابه ويمنع من هذا التخصيص. وانت تدرك هذا بادنى تأمل ارأيتم لو ان شخصا وقف امام حاكم يريد الثناء عليه فقال له يا ايها الحاكم ان لك الحكم على السارقين والزناة والفاسقين. وحكمك نافذ في المراحض والمزابل واماكن الدعارة وما شاكل ذلك. ماذا ترون؟ اهو ما اهو مادح له ها؟ او هذا الى الذم اقرب. اذا كان هذا غير لائق في حق المخلوق فلا ان يكون غير لائق في حق الخالق سبحانه وتعالى من باب اولى. فلا شك ان هذا مما لا ينبغي ان يكون وامر ثالث ان هذه الاظافة الخاصة التي ذكرناها فيها مخالفة لطريق القرآن والسنة. فانك اذا تأملت وجدت ان الله سبحانه وتعالى يضيف الى نفسه الخير والذوات الكريمة. تجد في القرآن بيدك الخير ولا تجد فيه بيدك الشر تجد ذكر مربوبات لله سبحانه وتعالى شأنها عظيم. تجد ان الله عز وجل يخبر عن نفسه بانه رب السماوات وبانه رب الارض وبانه رب العرش تجد ان النبي صلى الله عليه وسلم يتوسل الى الله بربوبيته الى تلك الذوات الشريفة. فيقول اللهم رب جبرائيل وميكائيل واسرافيل ولا تجد ان النبي عليه الصلاة والسلام لكمال علمه بربه وكمال ادبه معه يستعمل مثل هذه الاضافات والتخصيص التي ذكرناها فدل هذا على ان من يسلك هذا المسلك مخالف لطريقة القرآن والسنة والله سبحانه وتعالى يقول ولله الاسماء الحسنى ها فادعوه بها. وهذا مخالف وهذا المسلك مخالف ما امر الله عز وجل به هذا الذي يخصص هذه التخصيصات لا شك انه ما دعا الله عز وجل الاسماء واضف الى هذا امرا رابعا. ان التخصيص في هذا السياق يفيد التعظيم. التخصيص في هذا السياق ماذا؟ يفيد التعظيم اذا اضيف العرش الى الله عز وجل فقيل ان الله رب العرش او ان الله رب جبريل وميكائيل واسرافيل هذا يفيد ما ان هذه المضافات ها معظمة ولها شأن ولها فضل ولا لا يجوز للانسان ان يعظم القبائح. فلو اظاف وخصص مثل تلك القبائح والذوات الدنيئة لو خصص ذكرها واظاف الى الله سبحانه وتعالى لكان في هذا ماذا اجيبوا يا جماعة تعظيما لها. ولا ينبغي للانسان ان يعظم هذه القبائح. فهذه اربع او جهد تبين لك ان الحق في هذا هو ما ذكر من مذهب اهل السنة وطريقتهم من انهم لا يذكرون او لا يضيفون الى الله عز وجل على سبيل الانفراد هذا الذي يتوهم فيه نقصا من ذكر هذه الخبيثة والدنيئة والقبائح والشرور وما الى ذلك. قال وفي ذلك ورد قول رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم في دعاء الاستفتاح تباركت وتعاليت والشر ليس اليك. نعم في حديث علي رضي الله عنه عند مسلم في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهذا من ضمن ما يدعو في استفتاحه في صلاة والشر ليس الى الله سبحانه وتعالى فسره المؤلف فيما يأتي. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومعناه والله اعلم والشر ليس مما يضاف اليك افرادا وقصدا حتى يقال حتى يقال لك في ونادى يا خالق الشر ويا مقدر الشر وان كان هو الخالق والمقدر لهما جميعا. نعم. نعم. هذا بعض ما يدل عليه هذا الحديث والشر ليس اليه. وان كان الحديث يدل ما على ما هو اعم من ذلك. فالشر ليس اليك بمعنى لا يصدر منك ولا يضاف اليك ولا يتقرب به اليك. من يعيدها انت لا يصدر منك الله عز وجل لا يكون في فعله ولا تكون في صفاته تبارك وتعالى ماذا؟ شر البتة لا قليل ولا كثير. الله ينزه عن ذلك. نعم ها ولا يضاف الى الله سبحانه وتعالى كما ذكرنا قبل قليل واخيرا ها ولا يتقرب به اليه. الله سبحانه وتعالى اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه القبائح والشرور لا يتقرب بها الى الله عز وجل. المعاصي والسيئات لا يتقرب بها الانسان الى الله سبحانه وتعالى انما يتقرب الى الله عز وجل الصالحات نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله لذلك اضاف الخضر عليه السلام ارادة العيب الى نفسه. فقال فيما اخبر الله عنه في قوله اما السفينة كانت لمساكين يعملون في البحر فاردت ان اعيبها. ولما ذكر الخير والبر والرحمة اضاف ارادتها الى الله عز وجل. فقال فاراد ربك ان يبلغا اشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك. ولذلك قال مخبرا عن ابراهيم عليه السلام انه قال واذا مرضت فهو يشفين فاضاف المرض الى نفسه والشفاء الى ربه. وان كان الجميع منه. احسنت. وهذا يا اخوة يدل على كمال الادب مع الله عز وجل وهذا الذي كان عليه انبياء الله ورسله وكان عليه الكمل من عباد الله الصالحين. يراعون الادب مع الله تبارك وتعالى. ويحبسون السنتهم. عن كل ما يتنافى مع ذلك وهذا باب شريف من ابواب العبودية لابد ان يلحظه الانسان و ما احسن ما قال بعض السلف ليعظم احدكم ربه فلا يقول اخزى الله الكلب وفعل به كذا وكذا ذكر الاسم الجليل العظيم في هذا السياق ماذا؟ فيه شيء ولذلك فينبغي على الانسان ان يعظم الله سبحانه وتعالى. ويعني هذا قاله بكر بن عبد الله المزني وروي عن غيره ايضا من السلف هذا تعظيم لله عز وجل وتأدب معه. هذا الاسم العظيم لا ينبغي ان تذكره مقرونا بماذا؟ بالكلب. تقول اخسى الله فعل به كذا فمثل هذا ينبغي ان يلاحظ وهذا ايضا مما نلحظه في هذا الكلام الحسن الذي ذكره المؤلف رحمه الله كيف ان ارادة العيب اظافها الخطر عليه السلام الى نفسه وما قال فاراد الله عيبها انما اضاف ذلك ماذا؟ الى نفسه اجلالا لله تبارك وتعالى. لكن لما كان السياق في ذكر الخير والبر والرحمة اظافه الى الله عز وجل فقال فاراد ربك ان يبلغا اشدهما ويستخرجا كنز لهما وقل مثل هذا فيما جاء في كتاب الله عز وجل عن الخليل ابراهيم عليه الصلاة والسلام. قال واذا مرضت فهو يشفين. ما قال واذا امرضتني فانك تشفيني. انما نسب المرض ماذا؟ الى نفسه. قال واذا مرضت فينبغي ان يسلك الانسان يعني هذا المسلك وهذا كثير كما ذكرت لكم. يعني تجد في بيدك الخير لا تجد بيدك الشر. تجد في القرآن مثلا ان الله عز وجل يقول ولكن الله حبب اليكم الايمان بينه في قلوبكم. لكن في غير هذا تجد زين للناس حب الشهوات. تجد في الفاتحة صراط الذين انعمت عليهم ها غير الذين غضبت عليهم لا قال غيري المغضوب عليهم فينبغي على الانسان ان ان يستفيد وان يتعلم من هذا المسلك الذي فيه من تعظيم الله عز وجل والتعدد معه ما هو ظاهر. وعلى كل حال بما ان الحديث قد وصل الى هذا ام فينبغي ان نعلم ان ما يتعلق باضافة الشر جاءت في النصوص على ثلاثة انحاء جاءت في النصوص على ثلاثة انحاء. اولا ان يندرج الشر في هموم ما خلق الله عز وجل ان يندرج الشر في عموم ما خلق الله سبحانه وتعالى. فالشر داخل في قول الله عز وجل الله خالق كل شيء. داخل في قول الله عز وجل قل كل ها من عند الله. لا تخصيص ها هنا وان كان العموم يشمل هذه الشرور والقبائح. اليس كذلك؟ ففي قوله الله خالق كل شيء شيء يندرج ها الخنزير والكلب والعقارب والحيات الى اخر ذلك. الامر الثاني او الامر الثاني اضافة الشر الى سببه. اضافة الشر الى سببه. كما تجد هذا في كتاب الله عز وجل قل اعوذ برب الفلق الفلق من شر ما خلق ومن شر غاسق اذا وقب ومن شر النفاثات في في العقد تجد ان الشر اضيف ها هنا الى الى سببه او اضيف الى محله وهذا ايضا فيه ان الادب ما فيه. والضرب الثالث ان يحذف الفاعل. والضرب الثالث ان يحذف الفاعل كما جاء في قول الله عز وجل وانا لا ندري فيما اخبر به عن الجن وانا لا ندري اشر اريد بمن في الارض لكن في الخير ها ام اراد بهم ربهم رشدا. لاحظ هذا المسلك في الادب مع الله عز وجل على كل حال انت اذا تأملت في هذي في في تأملت هذا في سورة الفاتحة وجدت هذه الاضرب الثلاثة موجودة. تجد في قول الله عز وجل الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم. مالك يوم الدين اياك نعبد واياك نستعين فهل ثمة ما يعجز الله؟ حاشى وكلا. الله قادر على ذلك. لكنه لم يقع. لعدم مشيئته سبحانه وتعالى لعدم مشيئة الله تبارك وتعالى. ولو شاء ان لا يعصى ما خلق ابليس اهدنا الصراط المستقيم. صراط الذين ها انعمت عليهم. هذا واحد غيري المغضوب عليهم. ثلاثة الحمد لله ها؟ رب العالمين. العموم الذي يشمل ماذا كل الشرور فتجد ان هذه الاوجه او الاضرب الثلاثة جاءت في سورة الفاتحة والعلم عند الله عز وجل. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومن مذهب اهل السنة والجماعة ان الله عز وجل مريد لجميع العباد خيرها وشرها. ولم يؤمن احد الا بمشيئته ولو شاء لجعل الناس امة واحدة. ولو شاء ان لا يعصى ما خلق ابليس فكفر الكافرين وايمان المؤمنين بقضائه سبحانه وتعالى وقدره وارادته ومشيئته. اراد كل ذلك وشاءه يقول المؤلف رحمه الله ومن مذهب اهل السنة والجماعة ان الله عز وجل مريد لجميع اعمال عباد خيرها وشرها. هذا يجرنا الى البحث في موضوع الارادة. في موضوع الارادة هل الشر مراد لله عز وجل؟ او هو غير مراد؟ هل المعاصي؟ هل الكفر؟ مراد لله عز وجل او هو غير مراد فقوله ها هنا ان الله تعالى ان الله عز وجل مريد لجميع اعمال العباد. ما ها هنا نعم الارادة الكونية. اولا الارادة اقول تمهيد اذا ان الارادة صفة فعلية اختيارية لله سبحانه وتعالى. فالله عز وجل يريد والله عز وجل يشاء وضبط هذا الموضوع من جهة اه ما ذكر المؤلف رحمه الله يحتاج الى ذكر ضوابط وذكر قواعد آآ تضبط لك باذن الله سبحانه وتعالى هذا الباب. ولعلي اقتصر على اربع قواعد وضوابط تتعلق بهذا الموضوع. اولا الارادة قسمان. الارادة قسمان ارادة كونية وارادة دينية. ارادة كونية وارادة دينية. وهذا ما دل عليه استقراء كتاب الله سبحانه وتعالى لم تأتي الارادة في كتاب الله عز وجل على باب واحد او على نحو واحد وانما جاءت على هذين الضربين. تارة اريد بالارادة ارادة ماذا كونية وتارة اريد بالارادة ارادة دينية شرعية. اما الارادة الكونية فانها المرادفة للمشيئة. الشاملة لكل الحوادث الموجبة لجميعها. اعيد الارادة الكونية هي المرادفة للمشيئة. فالارادة الكونية والمشيئة شيء واحد. وهي الشاملة لجميع الحوادث كل حادث كل واقع فانه داخل تحت مشيئة الله عز وجل. ولو وداخل تحت هذه الارادة ولو لم يرده الله عز وجل فانه لا يكون. ولو لم يرده الله عز وجل فانه لا يكون وهذه الارادة هي الموجبة للاشياء على الحقيقة. هذه الارادة هي الموجبة للاشياء على الحقيقة. بمعنى الذي اوجب وجود الاشياء انما هو هذه الارادة فان الله عز وجل اذا اراد وجود شيء فانه يقع عقيدة ارادته ولا يمكن ان يتخلف ذلك. كل ما اراده الله عز وجل كونا فانه ماذا؟ يقع عقب ارادة الله تبارك وتعالى فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن هذه الارادة هي التي جاءت في نحو قول الله عز وجل انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن يكون ان كان الله يريد الاسئلة اجعلوها عند عبد الله عشان لا تختلط بهذه لانها اصبحت ارى الاسئلة تتكرر اقول وجاءت في نحو قوله تعالى ان كان الله يريد ان يغويكم و في امثالها من الادلة هذا هو القسم الاول. القسم الثاني الارادة الدينية الشرعية وهذا هي المتضمنة للمحبة المستلزمة للامر. الارادة الدينية الارادة الشرعية هي المتضمنة للمحبة المستلزمة للامر. واذا قلت المستلزمة اولي الامر فاي الامرين اريد؟ الامر الشرعي وليس الامر الكوني. فنحن نتكلم الان عن الاوامر الشرعية كل ما اراده الله عز وجل شرعا فقد امر به شرعا كما سيأتي بيانه عن قريب ان شاء الله عز وجل. وهذه هي الارادة التي في نحو قول الله عز وجل يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر. والله يريد ان يتوب عليكم وفي امثالها من هذه الايات انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت فهذه هي الارادة الكونية هذه هي الارادة الشرعية الدينية. وهاتان الارادتان بينهما فروق والفروق هي ما يأتي اولا الارادة الكونية لابد من وقوع المراد فيها. بمعنى كل ما اراده الله كونا فانه واقع ولابد. ولا يلزم هذا ها في الارادة الشرعية ليست كل مراد شرعا واقعا. ليس كل مراد شرعا واقعا. قد يقع وقد لا يقع. اما اذا شاء الله شيئا واراده فانه لا بد من وقوعه. ولا يمكن ان يكون ثمة ارادة ارادة الله عز وجل فضلا عن ان تتغلب عليها. الله ينزه عن ذلك. الامر الثاني ان الامر عفوا ان الارادة الشرعية ملازمة للمحبة فكل ما اراده الله او شرعا فقد احبه. ولا يلزم هذا في الارادة الكونية. ليس كل ما اراده الله كونا اه يكون محبوبا لله عز وجل قد يحبه وقد لا يحبه. لكن ما اراده شرعا فانه ماذا لابد ان يكون محبوبا لله. الامر الثالث ان الارادة الدينية مستلزمة للامر. يعني الامر شرعي فكل ما اراده الله شرعا فقد امر به اما امر ايجاب واما امر استحباب. ولا يلزم هذا في الارادة الكونية لا يلزم هذا في الارادة الكونية. بهذا التقرير يتضح لنا ان هاتين الارادتين تجتمعان وتنفرد احداهما قد تتخلفان تجتمعان فيما اراد الله عز وجل او فيما وقع من كل ما وقع من الطاعات كل ما حصل بالفعل من الطاعات فانه قد اجتمع فيه الارادتان صلاة العشاء التي صليتها ارادها الله عز وجل كونا نعم ما دليلكم؟ كونها وقعت وكل ما وقع فهو مراد لله عز وجل ما شاء الله كان اذا هذا كان اذا شاءه الله. هل هذا ايضا مراد لله عز عز وجل شرعا والدليل كونه امر به وكونه احبه نحن نعلم ان الصلاة محبوبة الله عز وجل. اذا كل ما امر به شرعا وكل ما احبه فانه مراد لله عز وجل شرعا ترد الارادة الكونية فيما وقع مما لا يحبه الله. تنفرد الارادة الكونية فيما وقع مما لا مما لا يحبه الله. ويشمل هذا امرين. ما وقع من المعاصي. وما وقع من الذوات التي لا نعلم ان الله يحبها وكذلك المباحات. ما وقع من المباحات ما ما هناك دليل على ان الله يحبها فهي اذا مرادة ماذا؟ مرادة كونا. اذا كل آآ ما ما لا يحبه الله سبحانه وتعالى ووقع فانه قد وجد فيه ماذا؟ هذه الصورة وجدت فيها؟ اجيبوا الارادة الكونية فحسب. وانفردت الارادة الشرعية فيما لم يقع من الطاعات. الطاعة التي امر الله عز وجل بها. ولم تقع من هذا الشخص المعين فاننا نقول ان هذه الطاعة ارادها الله من فلان شرعا فقط طيب الارادة الكونية نقول ما اراده بدليل؟ اولا كونها غير مرادة لله عز وجل كونا دليل ذلك عدم وقوعها. فصلاة المغرب التي مضت وانقضى وقتها لم تقع من فلان او فلان او فلان من الكفار. اذا نحن نجزم ان الله ما ارادها منهم كونا اليس كذلك؟ بدليل عدم عدم وقوعها. لكن هل ارادها الله عز وجل منهم شرعا؟ نعم. نعم. الله امر العباد جميعا بعبادته يا ايها الناس اعبدوا ربكم فالامر بالعبادة توجه الى جميع الثقلين الجن والانس طيب وقد تتخلف الارادتان معا بمعنى نقدر في اذهاننا صورة لا يكون فيها هذا الشيء مرادا ها شرعا ولا ولا كونا وذلك في ما لم يقع من المعاصي او ما لا نعلم ان الله يحبه. فكون معصية مثلا لم تقع من شخص معين في وقت معين هذا دليل على انتفاء الارادتين فيها فالمعاصي غير لله شرعا. وكذلك لم تكن هذه المعصية في هذا الوقت من هذا الشخص مرادة لله كونا لكونها لكونها ما وقعت. اذا لابد من التنبه الى هذا الامر. وهذا التفريق من المهمات التي تعصم بتوفيق الله عز وجل من الوقوع في الانحراف في هذا الباب. فانه بسبب عدم هذا التفريق ضل من ضل من القدرية ومن الجبرية. العجيب ان القدرية والجبرية قد اخذ باصل واحد ثم اتيا بقولين متقابلين فكلا الفريقين سوى بين الارادة اه سوى عفوا بين نوعي الارادة فالارادة عندهم كانت واحدة ثم سوى بين هذه الارادة والمحبة. يعني الخطأ كان ماذا؟ من جهتين. اولا الارادة عندهم شيء واحد لا ينقسم. الارادة عندهم ها شيء واحد لا ينقسم. ثم هذه الارادة هي الارادة المشيئة الرضا المحبة كلها شيء واحد. وهذا ما نص عليه كل من الاشاعرة والمعتزلة. هؤلاء جبرية وهؤلاء قدرية. والماتوريدية كانوا في هذا احسن حالا من الاشاعرة. وعموما في مسائل القدر واظن انني قلت هذا. عموما في مسائل القدر الماتريدية احسن حالا فان قد فرقوا بين الارادتين وما جعلوا الارادة بعمومها مرادفة للمحبة فرقوا بين الامرين واصابوا في هذا على تقصير في التقرير. على تقصير في التقرير. على كل حال. ماذا على هذا الامر. الذي ترتب على هذا ان المعتزلة اخرجوا افعال العباد عن ان تكون مرادة لله تبارك وتعالى مطلقا. لماذا؟ لان افعال العباد فيها قبائح. فيها معاصي فيها كفر اليس كذلك؟ وهذه امور غير محبوبة لله عز وجل. بالتالي غير هي غير مرادة لله عز وجل. اخرجوا اعمال العباد عن ان تكون مرادة لله. نفوا تعلقا بارادة بافعال العباد انتبه هم ما نفوا ارادة الله مطلقا. بعض الناس يطلق مثل هذا. هم نفوا تعلقا الارادة بماذا؟ بافعال العباد اما في ايجاد الكون الذوات وما الى ذلك هم لا لا يخالفون فيها. و ان كان مفهوم الارادة عندهم اصلا خطأ. يعني صفة الارادة عندهم صفة ليست قائمة بالله عز وجل بل انها منفصلة عن الله عز وجل وقائمة في لا محل. في في لا محل. يعني ليس لها محل تقوم فيه وليس هذا قائما بالله عز وجل. على كل حال ليس هذا موضوعا. المقصود ان القوم بهذا نفوا ان تكون افعال العباد ها داخلة تحت ارادة الله سبحانه وتعالى نفوا ان تكون داخلة تحت خلق الله عز وجل. القوم عندهم ملازمة بين الارادة والخلق ما يخلقه الله عز وجل هو الذي يريده. طيب افعال العباد عندهم الله خالقها او هم الذين هم الذين خلقوها واذا لا تتعلق بها ايضا ها ارادة الله سبحانه وتعالى. ونتج عن هذا بالنسبة للاشاعرة ان جعلوا كل مقدر محبوبا لله. لماذا؟ لان ارادة شيء واحد والارادة ملازمة او مرادفة للمحبة والرضا. اذا كل ما يقع في هذا الكون فانه ماذا؟ محبوب لله تبارك وتعالى. فاتوا بهذه الشناعة العظيمة. طيب ماذا يسمعون هم يقرؤون كتاب الله يمر بهم قول الله عز وجل ولا يرضى لعباده الكفر ماذا يصنعون؟ الاجابة ها؟ سهلة جدا. اركب مركبة تعويل واحمل ما تشاء على ما تشاء. ولا تبالي. الامر سهل. تجد انهم اول ذلك باحد تأويلين اولا ولا يرضى لعباده الكفر الذي لم يقع. حملوا الكفر ها هنا ها؟ على الذي لم يقع. ولا يحب الكفر كفر الذي لم يقع. او ولا يرضى يرضى تساوي ها؟ يريد ها؟ لا يريد الكفر دينا ولا يرضاه ها دينا ولا يتقرب به الى الله عز وجل. واضح يا جماعة؟ وكل هذا ويل وتحريف. نص الاية وسياقها يدل على اه خلاف ما وهذا ما سنتكلم عنه بعد قليل ان شاء الله عز وجل. آآ وعلى كل حال ما ذكروا من التسوية بين المشيئة والمحبة لا شك كان ذلك باطل بالاتفاق. مخالف للغة مخالف التقريرات العقدية عند السلف الصالح مخالف ايضا للتقريرات الفقهية عند الفقهاء. فان الفقهاء مجمعون على ان من حلف فقال والله لافعلن كذا من المستحبات. الا اذا شاء الله. ثم لم يفعل يحنث اجيبوا يا جماعة. والله لافعلن كذا. وهذا مستحب. ثم لم يفعله ولكنه قال استثنى فقال الا اذا شاء الله ما الحكم؟ لا يحمل طيب ماذا لو قال؟ والله افعلن كذا من المستحبات الا اذا احب الله ولم يفعله. يحلف هذا دليل على التفريق بين المشيئة والمحبة وانهما ليسا مترادفين الثاني الانقسام في الارادة انما هو باعتبار مفعوله انما هو باعتبار مفعولات الله لا افعاله انتبه لهذا الموضع. ينبغي ان تفرق يا رعاك الله بين ارادة الله عز وجل لفعله وبين ارادة الله عز وجل لمفعولاته يعني لافعاله عباده انقسام الارادة الى ارادة شرعية والى ارادة كونية هو باعتبار تعلق الارادة بمفعولات الله وليس باعتبار تعلقها بافعال الله عز وجل ما ارادة الله لافعاله فانها ارادة واحدة وهي ملازمة للمحبة بمعنى كل ما فعله الله عز وجل ها فانه يحبه ولذا فعله لم تفهم هذه هذه يعني نكتة مهمة ولابد من الالتفات اليها واشار اليها ابن القيم رحمه الله في شفاء العلي. حينما نقول هناك ارادة كونية وهناك ارادة شرعية هذا باعتبار تعلق العبادة التعلق الارادة بافعال العباد يعني مفعول قلنا لابد من التفريق بين الفعل والمفعول. افعال العباد مفعولات لله لا افعال لهم. فعل الله قائم به سبحانه وتعالى وصفة له. اما المفعولات مخلوقات منفصلة عن الله عز وجل بائنة عنه. اليس كذلك؟ اذا هذا الانقسام انما تلاحظه من جهة ها؟ من جهة المفعولات من جهة تعلق الارادة بافعال العباد لكن هل افعال الله عز وجل يرد فيها ذلك الخلق الذي هو خلق الله عز وجل. حينما يخلق الله خيرا او يخلق الله عز وجل شرا ها هذا الخلق الذي هو فعل الله عز وجل اراده الله عز وجل واحبه خير وحكمة. ولذلك فهو محبوب له سبحانه وتعالى. ولذلك حصل فالمحبة كما يقول ابن القيم رحمه الله هي العلة الغائية من كل شيء. كل شيء خلقه الله واوجده به وامر به وقدره انما كان لانه يحبه. سبحانه وتعالى. الامر الثالث المراد نوعان. مراد لذاته ومراد لغيره مراد لذاته وهو ما احبه. ومراد لغيره وهو ما الم يحبه وهو ما لم يحبه. كل شيء اراده الله عز وجل مما لا يحبه فاعلم ان ما اراده لغيره. ما معنى هذا؟ يعني اراد الله ما لا يحب انه يوصل الى ما يحب. انتبه لهذه القاعدة فانها تحل عنك اشكالات كثيرة. فما اكثر ما يستشكل هذا الامر كيف يريد الله عز وجل كونا ما يبغضه يشاء وجود كفر يشاء وجود معاص يشاء وجود ابليس يشاء وجود الظلم وكل ذلك غير محبوب لله عز وجل. نقول ها هنا هذه المرادات المبغوضة لا شك انها غير محبوبة. اذا هي غير مرادة لذاتها. انما هي مرادة لغيرها ارادها الله وان كانت في نفسها مبغوضة له لانها لانه يترتب على وجود المراد ما يحبه الله سبحانه وتعالى. فان هذه يا اخوة اذا المراد ماذا نوعان مراد لذاته ما هو؟ ما احبه سبحانه وتعالى ومراد لغيره وهو ما لم يحبك طيب لماذا اذا اراد؟ لانه يترتب على وجوده ما يحب. ولذا قلنا هو مراد لغيره قلنا هو مراد لغيره. طيب الامر الرابع لا يلزم من كون الامر حكمة ان يكون الامتثال حكمة. لا يلزم من كون الامر ها حكمة ان يكون الامتثال حكمة ما معنى هذا؟ قد يقول بعض الناس كيف يأمر الله سبحانه وتعالى بما يعلم انه لا يقع وبما يشاء عدم وقوعه ولا يشاء وقوعه. ولكنه مع ذلك ماذا؟ امر به اليس كذلك؟ يعني امر الله عز وجل بالايمان ابا جهل ولكنه لم يشأ وقوعه الايمان منه. فامر بما لا يقع امر بما لا يمتثل. ما وجه ذلك؟ اجيبوا يا جماعة القاعدة عندكم ها لا تلازم بين الامرين الامر ها هنا حكمة والامتثال ليس حكمة ولذلك ما شاء الله عز وجل حصوله. خذ مثلا وقس عليه الله عز وجل في سورة التوبة امر بان ينفر الناس في سبيل الله عز وجل انفروا خفافا قال ثم بعدها بعدة ايات بين الله سبحانه وتعالى ما كان من منافقين الذين توجه الامر اليهم. هم في الاحكام في الاوامر الواردة ها مندرجون صح ولا لا؟ والامر يشمله. لكن ماذا قال الله عز وجل؟ قال لو خرجوا فيكم ما ازادوكم الا خبالا. ولا اوقعوا خلالكم يبغونكم الفتنة. اذا هناك مفسدة تترتب على الامتثال. فكان الامتثال غير حكمة. ولذا لم يشأ الله عز وجل امتثاله. لو شاء الله امتثالهم لامتثلوا. صح ولا لا؟ ولا خرجوا. ولكن هذا لا يحصل به او لا تترتب عليه مصلحة ولا حكمة ولاجل ذلك ها ما شاء الله عز وجل اذا لا تلازم يا اخوتاه بين الامرين حينما يرد على نفسك هذا الاستشكال استحظر هذه القاعدة كون الله عز وجل يأمر ها بما يعلم انه لا يقع نقول لا تلازم بين بين ان يكون الامر ها حكمة وان يكون الامتثال وان يكون الامتثال حكمة. انتبه لهذا القواعد والضوابط فانها تزيل عنك بتوفيق الله عز وجل كثيرا من هذه الاستشكالات. و المؤلف رحمه الله ساق يعني الجملة والخلاصة في هذا الصدد فنعود الى ما ذكر رحمه الله قال ومن ومن مذهب اهل السنة والجماعة ان الله عز وجل مريد لجميع اعمال العباد خيرها وشرها لم يؤمن احد الا بمشيئته. لا شك ان ايمان المؤمن انما كان بمشيئة الله عز وجل هو الذي شاء فان الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فان الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء. والله يدعو الى اداة للسلام ويهدي من يشاء الى صراط مستقيم. وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله والله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا. ولو شاء لجعل الناس امة واحدة ولو شاء لجعل الناس امة واحدة. ولكنه لم يشأ ذلك. وهذا يجرنا الى ذكر قاعدة وهي ان ما لم يوجد عدم وجوده راجع الى عدم المشيئة الى عدم القدرة انتبه الى هذا. ما لم يوجد لم لم يوجد هل لعدم المشيئة؟ كلا. نعم. هل لعدم عفوا القدرة؟ الجواب؟ كلا. الله قادر على على كل شيء والله على كل شيء قدير. لو شاء الله ان يجعل الناس امة واحدة كلها على امة الايمان والتوحيد مثلا لو شاء ان لا يعصى لما عصي. لو شاء ان لا يعصى لما اوجد السبب. لعصيان الناس واعظم سبب عصيان الناس لا شك انه ابليس اللعين. فابليس كما ذكرنا هو معدن الشرق واساس السوء وهو الذي يزين للناس ويغويهم وهو الذي له لمة. توعد بالشر وتزين الباطل وهو الذي يجري من ابن ادم مجرى الدم. فهذا ابليس الذي في صدور الناس لو شاء الله عز وجل ان يعصى لما اوجد السبب الذي آآ به كان العصيان او بسبب وجوده كان العصيان. ولكن الله سبحانه وتعالى شاء ذلك وقدره. اوجد الله عز وجل ابليس فهو مراد لله عز وجل ها وجوده مراد لله كونا هذا واحد. ووجوده مراد لغيره. هل وجود ابليس يترتب عليه خير؟ والله انه ليترتبن على وجود فيه خيرات بل خيرات كثيرة وقد افاض في بيانها ابن القيم رحمه الله في موضع النافع في كتابه مدارج السالكين. في المجلد الثاني ولخص منها قدرا نافعا عن ابن ابي العز رحمه الله في شرح الطحاوية. واذكر لك بعضها. وجود ابليس ترتب عليه ظهور طرف من قدرة الله عز وجل. فان خلق المتضادات دليل على عظيم قدرة الخالق سبحانه وتعالى. كيف ان الله عز وجل لقدرته العظيمة الباهرة اوجد هذه الذات التي هي الغاية في الخبث. كما انه هو سبحانه الذي اوجد الذات الخيرة العظيمة وهي ذات جبريل او ذات النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وهذا دليل على عظيم القدرة الخالق تبارك وتعالى. ومن ذلك ايضا ان وجود ابليس ترتب عليه ظهور او حصول اثار صفات الله عز وجل القهرية كالانتقام والغضب والاسف وما الى ذلك والله عز وجل يحب ظهور صفاته كما ان وجود ابليس ترتب عليه حصول اثار صفات الله عز وجل التي ترجع الى الرحمة والمغفرة والعفو لما وجد ابليس وجدت المعاصي وجدت مغفرة الله ووجدت رحمة الله. والله يحب ذلك. قال صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولا اتى بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم. اذا الله عز وجل يحب المغفرة والله عز وجل يحب التوابين ظهور اثار صفات الله عز وجل شيء محبوب لله عز وجل وجود ابليس ترتب عليه حصول كثير من العبوديات. انى تحصل عبودية التوبة الا تحصل عبودية الجهاد والمجاهدة انها تحصل عبودية المعاداة في الله تحصل عبودية الامر بالمعروف والنهي عن المنكر انها تحصل عبودية الصبر ونهي النفس عن الهوى. انى تحصل الاستعاذة بالله سبحانه وتعالى في سلسلة طويلة من هذه العبوديات اذا كان ابليس غير اذا كان ابليس غير موجود. اذا ترتبت عبوديات عظيمة يحبها الله سبحانه وتعالى اقول انها ترتبت على وجود ابليس. اذا الله سبحانه وتعالى شاء وجود ابليس واراده كونا لانه يترتب عليه اشياء كثيرة يحبها سبحانه وتعالى. قد يقول قائل الا يمكن وجود هذه اللوازم بدون وجود الملزوم فالجواب ان يقال هذا سؤال فاسد في نفسه. والسؤال الفاسد ليس له جواب لا لعجز المسؤول لكن لانه في نفسه فاسد. اذا قلت لك من زوجة الاعزب فسكت عن الجواب اقول انت جاهل لا تفهم كلام المتوجه او لان السؤال في نفسه فاسد. هذا الذي يقول الا يمكن وجود هذه المصالح بدون وجود ابليس نقول المقام ها هنا مقام لازم وملزوم. فوجود اللازم لابد فيه من وجود الملزوم. سؤال هذا السائل يشبه ان يقول قائل لماذا لا يوجد الابن بلا يا اب لماذا لا توجد حركة بلا متحرك؟ لماذا لا توجد صلاة بلا مصل هل هذا السؤال مستقيم ولا سؤال فاسد يا جماعة؟ سؤال فاسد. لانه يريد السائل ها هنا وجود لازم ها بلا وجود الملزوم وهذا لا يمكن. هذا لا يقع ويتنافى وحكمة رحمة الله تبارك وتعالى. اذا الله سبحانه وتعالى لو شاء ان لا يعصى ما خلق ابليس اذا معصية العاصي اسألكم يا جماعة معصية العاصي مرادة لله عز وجل اه ان قلت نعم قلت اخطأت وان قلت لا قلت اخطأت والصواب لابد من التفصيل والتقييد. فنقول ها؟ المعاصي مرادة لله لا شرعا المعاصي مرادة لله كونا لا شرعا. والله عز وجل اعز واعظم من ان يعصى قصرا. ما عصي الله عز وجل الا بمشيئته وذلك لعزته سبحانه وتعالى. وها هنا اذكر لك قصة لطيفة ومفيدة وهي المناظرة المختصرة التي جرت بين ابي اسحاق الاسفراييني وعبد الجبار الهمذاني. حينما التقيا فقال عبدالجبار وعبد الجبار ها معتزلي قدري فافعال العباد عنده ومنها المعاصي ها؟ خارجة عن ارادة الله غير هي غير ارادة لله عز وجل. فرفع هذا الرجل صوته قائلا سبحان من تنزه عن الفحشاء فرد ابو اسحاق سبحان من لا يكون في ملكه الا ما يشاء ادرك مراده فقال عبدالجبار افيشاء ربنا ان يعصى فرد ابو اسحاق افيعصى ربنا قصرا؟ قال ارأيت ان منعني الهدى واوردني الردى احسن الي ام اسى. قال ان منعك ما هو لك فقد اساء وان منعك ما هو له فانه يفعل ما يشاء. فالجم عبد الجبار وما استطاع ان يجيب بعد هذا الجواب الملجم. المقصود ان عصيان العاصي وكفر الكافر وقبائح القبيح كل ذلك قد شاءه الله سبحانه وتعالى اذا كان ذلك مما وقع فانه قد شاءه الله تبارك وتعالى وله في مشيئته حكمة بالغة. قال فكفر الكافرين وايمان المؤمنين بقضائه سبحانه وتعالى وقدره وارادته وارادته ومشيئته. اه طبعا كونه يرادف بين الارادة والمشيئة هي تدلك على انه يريد ها الارادة الكونية. كذلك هنا يعني اردف بين الامرين. قال مريد لجميع اعمال عباد اعمال العباد خيرها وشرها لم يؤمن احد الا بمشيئته. هذا يشير الى انه يريد بالارادة في هذا الموضع ها الارادة الكونية. اراد كل ذلك وشاءه وقضاه. سبحان انه وتعالى لا شك ان الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء. لعلنا نقف عند هذا القدر ولنا آآ لقاء غدا ان شاء الله اسأل الله لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح والاخلاص في القول والعمل وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان