الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين العالمين. قال الشيخ الصابوني رحمه الله تعالى في كتابه عقيدة السلف واصحاب الحديث. ويرضى الايمان والطاعة ويسقط الكفر والمعصية قال الله عز وجل ان تكفروا فان الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر. وان تشكروا يرضاه لكم. احسنت. الحمد لله لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان. اما بعد فان المؤلف رحمه الله عقب على قوله ان كفر الكافرين وايمان المؤمنين بقضائه سبحانه وقدره وارادته ومشيئته. عقب بهذه الجملة لينبه الى ان الكفر والمعاصي وان كانت بقدر الله عز وجل فانها مكروهة مبغوضة لله عز وجل ولا يعني تقديرها محبة الله سبحانه وتعالى لها على ما بيناه في درس البارحة فهذا التنبيه في محله. فينبغي ان يفرق بين المراد كونا والمراد شرعا والمعاصي والكفر والقبائح والسيئات كلها مرادة لله سبحانه وتعالى كونا وان كانت هي في نفسها مبغوضة لله سبحانه وتعالى ربنا جل وعلا انما قدرها مع كونها مكروهة لانها تفضي الى ما يحبه سبحانه وتعالى ويترتب على وجودها ما يحبه سبحانه وتعالى. قال رحمه الله ويرضى الايمان والطاعة ويسخط الكفر والمعصية. الرضا صفة اختيارية لله سبحانه وتعالى. وكذلك كالسخط او السخط او السخط لك ان تقول سخط عنق ولك ان تقول سخط ولك ان تقول سخط كجبل اقول هذه صفة ايضا اختيارية لله سبحانه وتعالى. الله سبحانه وتعالى يتصف بهاتين الصفتين. فانه يرضى ويسخط تبارك وتعالى. وقد جاء في النصوص في مواضع المقابلة بين هاتين الصفتين. افمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله فتجد المقابلة بين هاتين الصفتين الصفتين. ذلك بانهم اتبعوا ما اسخط الله وكرهوا رضوانه هذا يدل على المقابلة بين هاتين الصفتين بل كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ برضاه من سخطه كما ثبت في صحيح مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها انها سمعت دعاء النبي عليه الصلاة والسلام في سجوده ومن ذلك انه قال اعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وبك منك لا احصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك. صفة الرضا متعلقها قد يكون الحسنة وقد يكون القائم بها. يعني قد يرضى الله عز وجل الفعل وقد يرضى عن الفاعل يرضى سبحانه وتعالى الفعل كما قال المؤلف رحمه الله يرضى الايمان طاعة النبي صلى الله عليه وسلم كما عند مسلم ومالك في الموطأ قال ان الله يرضى ثلاثا ويكره لكم ثلاثا. يرضى لكم ان تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. وان تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وان تناصحوا من والله وان تناصحوا من ولاه الله امركم. ويرضى الله سبحانه وتعالى عن عن الفاعل نفسه رضي الله عنه ورضوا عنه. كذلك بالنسبة للسخط او السخط الله سبحانه وتعالى يسخط الفعل نفسه. كالكفر والمعاصي. يسخط الفاعل نفسه وتلاحظ في هذا انه قد جاءت صفات لله سبحانه وتعالى متقاربة في كالسخط كالبغض عفوا كالغضب والسخط والاسف فلما اسفونا يعني اغضبونا وليس الاسف بمعنى الحزن فهذه صفات متقاربة في المعنى والله سبحانه وتعالى يسخط الكفر والمعاصي وآآ من رضي بقدر الله عز وجل فانه يرضى عنه. ومن سخط قدر الله عز وجل فانه يسخط عليه كما عند الترمذي من قوله صلى الله عليه وسلم ان الله اذا احب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله سخط او كما قال صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل ان تكفروا فان الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر لا شك ان الله غني عن العباد. فلو ان كل اهل الارض لو ان كل اهل الارض كفروا بالله سبحانه فان هذا لا يضر الله شيئا ولا ينقص ذلك من ملكه شيئا. وكذلك لو امنوا جميعا فان الله سبحانه وتعالى لا يزيد هذا في ملكه شيئا. ان تكفروا فان الله غني عنكم ولا يرضى الكفر وان تشكروا يرضاه لكم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ويعتقد ويشهد اصحاب الحديث ان عواقب العباد مبهمة لا يدري احد لا يدري احد بما يختم له. نعم. يعتقد اهل السنة والجماعة ان عواقب العباد مبهمة. ليس ليس لاحد ان يحكم على نفسه او على غيره بانه من اهل الجنة او من اهل النار مهما رأيت رجلا مجتهدا في طاعة الله سبحانه وتعالى او ظننت هذا في نفسك فحذاري من ان تجزم بنجاة او هلاك. ان مصائر العباد مجهولة بالنسبة لنا ومبهمة. ولا ندري عنها اللهم الا ما جاء النص عليه في الدليل الصحيح وما عدا ذلك فمصائر العباد مبهمة مجهولة. وسبب هذا ارجعوا الى ثلاثة امور اولا ان سرائر العباد مجهولة من حكم الناس او حكم الانسان على غيره فانه لم يطلع على السرائر ما الذي في قلبه؟ وهل هذا الذي تراه من الاجتهاد في العمل الصالح. كان يصاحبه سريرة صالحة وقصد واخلاص قصد حسن واخلاص لله عز وجل ام لا؟ والمعول انما هو على ما في القلب. اليس كذلك؟ الاوان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله ولا سبيل لنا الى الاطلاع الى ما في القلوب ما في القلوب اليس كذلك؟ اذا السرائر ماذا؟ مجهولة. والامر الثاني ان القبول مجهول قبول الاعمال الصالحة من الله تبارك وتعالى بالنسبة لنا في انفسنا وفي غيرنا شيء ماذا؟ مجهول. هل هو للشك في كرم الله عز وجل وشكره او شك في وعده؟ الجواب لا انما فذلك يرجع اما الى عدم استكمال شرائط القبول اما الى عدم استكمال شرائط القبول فلا يدري الانسان هل استكمل شرط القبول فحقق الاخلاص وحقق المتابعة والله عز وجل اخبر عن نفسه فقال انما يتقبل الله من المتقين. فلا يجزم الانسان من نفسه انه قد قام بما امر الله على الوجه الذي اراده الله وشيء اخر وهو ان الانسان لا يدري. ربما يعاقب ان يحبط ثواب عمل صالح متقدم بسبب عمل سيء متأخر. وقلنا ان الحسنات والسيئات تأثيرها تأثير حاصل من الجانبين. تأثير حاصل من الجانبين الحسنات لها تأثير في السيئات غفرانا والسيئات لها تأثير في الحسنات فلا يدري الانسان هل عمله الذي عمله و اصيب عليه هل لا يزال هذا الثواب ثابتا او قد اتى الانسان بعده بشيء يؤدي الى احباط هذا الثواب وابطال هذا العمل. فهذا آآ ايضا شيء مجهول بالنسبة للانسان ولذلك نقول ان مصائر العباد مجهولة اه لا احد يدري عن العاقبة والامر الثالث الامر العظيم وهو شأن الخواتم فالعبرة بالخواتيم بالنسبة للاخوة الذين اه لا يحضرون معنا الدرس لو انهم تكرموا علينا بخفض الصوت فاني اكون كن شاكرا الاخوة الذين في خلف او في خلف المسجد لو انهم يعني خفظوا اصواتهم شيئا اه يكون هذا شيئا حسنا اقول عدم العلم بالخواتيم هذا ايضا يجعل العلم بالعواقب شيئا غير ممكن. والنبي صلى الله عليه وسلم قد اخبر ان الاعمال خواتيم ولا يدري الانسان ما الذي يختم له به؟ هل يجزم احد بخاتمته؟ اجيبوا يا جماعة لا احد والله يدري ما الذي يختم له به. ولذلك كانت مصائر العباد وعواقبهم آآ مجهولة ومبهمة بالنسبة لنا اللهم الا ما دل الدليل عليه لاجل ذلك فان اهل السنة والجماعة هذا الامر وان مصائر العباد مجهولة انما يعلمها الذي الامور كلها بيده سبحانه وتعالى اللهم الا ما جاء النص عليه فاننا نعتقد هذا تصديقا لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم كما سيأتي. اعد بارك الله فيك احسن الله اليكم قال رحمه الله ويعتقد ويشهد اصحاب الحديث ان عواقب العباد مبهمة لا يدري احد بما يختم له ولا يحكمون لواحد بعينه انه من اهل الجنة ولا يحكمون على احد بعينه انه من اهل النار. ولابد من التقييد ها هنا الا من شهد له الدليل. الا من شهد له نعم لان ذلك مغيب عنهم لا يعرفون على ما يموت عليه الانسان. ولذلك يقولون انا مؤمنون ان شاء الله. اي من المؤمنين الذين يختم لهم خير ان شاء الله. اشار المؤلف رحمه الله هنا اشارة عابرة الى مسألة الاستثناء في الايمان. وان اهل السنة يقولون قال ولذلك يقولون انا مؤمنون ان شاء الله. هذه مسألة الاستثناء في الايمان والاستثناء في الايمان سنة ماضية عند اهل السنة الاستثناء في الايمان سنة ماضية عند اهل السنة. والمراد بالاستثناء هو عدم الجزم المراد بالاستثناء عدم الجزم. فكون الانسان لا يجزم لنفسه بالايمان. فيقول انا مؤمن هذا جزم. واما الاستثناء فعدم الجزم اما بقول انا مؤمنون ان شاء الله او انا مؤمن ان شاء الله واما بما يدور في فلك هذا المعنى الذي يدل على عدم الجزم كأن يقول ارجو ان اكون مؤمنا او لا ادري هل انا مؤمن الى غير ذلك من عبارات السلف الصالح؟ المهم ان الخيط الجامع لمعنى الاستثناء في الايمان ما هو ماذا؟ العبارة التي تدل على عدم الجزم بالايمان. اهل السنة والجماعة كما ذكرت يرون الاستثناء في الايمان والاثار عنهم في هذا كثيرة بل كثيرة جدا و اهل السنة في مسألة الاستثناء لهم ملحظ وهو انهم يستثنون باعتبار الايمان من المطلق؟ يعني باعتبار كمال الايمان؟ واما باعتبار مطلق الايمان او باعتبار اصل الايمان فانهم لا يستثنون. اذا اهل السنة اذا قلنا انهم يستثنون في الايمان فالمراد انه باعتبار كماله لا باعتبار اصله. اللهم الا فيما يتعلق بالخاتمة فما يتعلق بالخاتمة تشمل اصله وكماله ما يتعلق بالخاتمة وهو المأخذ الذي ذكره المؤلف فهذا يشمل اصله وكماله. واما بالنسبة كماله فان لهم في هذا مآخذ. اولا انهم يستثنون لاجل القبول. فلا يدرون هل اعمالهم الصالحة؟ والاعمال من الايمان كانت مقبولة عند الله سبحانه وتعالى ام لا؟ هذا شيء مغيب عنهم فهم يستثنون لهذا المأخذ. والامر الثاني انهم يثنون باعتبار ان الايمان المطلق او الايمان الكامل يشمل فعل كل ما امر الله سبحانه وتعالى به وترك كل ما نهى الله عز وجل عنه. ومن يجزم لنفسه بذلك ومن كان منكم من المؤمنين حقا فانه يستحيل ان يقول انه قد اتى بكل ما امره الله به وترك كلما نهى الله عز وجل عنه فلذلك يستثني. اذا الاستثناء يرجع الى معنى الايمان الكامل الذي يشمل كل ما امر الله به والكف عن كل ما نهى الله عنه ولا احد يجزم من نفسه بذلك. الامر الثالث البعد عن التزكية. فان قول الانسان عن نفسه انه مؤمن والمراد انه كامل الايمان لا شك ان هذا من اعظم التزكية فانه يساوي ان يقول انا بر انا تقي انا صالح وهذه لا شك انها تزكية للنفس. والله سبحانه وتعالى يقول فلا تزكوا انفسكم فلا تزكوا قوا انفسكم هو اعلم بمن هو اعلم بمن اتقى. لاجل هذه المآخذ الثلاثة استثنى السلف الصالح رحمهم الله. وثمة شيء رابع وهما اشار اليه المؤلف رحمه الله وهو الاستثناء دار الخاتمة وهذا المأخذ ذكره بعض العلماء ومنهم المؤلف كما سمعت وان كان اكثر متقدمين لم ينصوا على هذا ولكنه مأخذ صحيح. وتفسيرهما بينه المؤلف رحمه الله في قوله اي من المؤمنين الذين يختم لهم بخير ان شاء الله. الاستثناء باعتبار الخاتمة ليس هو الاستثناء باعتبار الموافاة الذي قد قال به كثير من الاشاعرة. هذا شيء وهذا شيء وان كان قد يتشابه هذا مع هذا في الظاهر. لكن ثمة فارق بين هذا المأخذ الذي قال به اه طائفة من علماء اهل السنة وقلنا انه ماخذ صحيح. وبين الذي قاله اولئك الاشاعرة وان لم يكن كل الاشاعرة يقولون به لكن طائفة كبيرة منهم تقول به. وذلك ان الموافاة يعني ان موافاة الانسان ربه سبحانه وتعالى على الايمان شرط في صحة الايمان حالا. انتبه لهذا القوم يرون ان موافاة الانسان على الايمان كونه يختم له بالايمان هذه الخاتمة وهذه الموافاة شرط في صحة الايمان الان في هذه الحال وليس ان الايمان الان ماذا؟ صحيح ولكن الانسان يجهل ما يختم له به. السلف رحمهم الله ما كانوا يقولون هذا بل باعتبار اصل الايمان فانهم يجزمون من من انفسهم بانهم ماذا؟ بانهم مؤمنون ولذلك لو كان السياق يدل على اصل الايمان فانهم يجزمون بمعنى لو قيل لانسان هل انت مسلم او عفوا؟ هل انت كافر او مؤمن ماذا يقول؟ يقول مؤمن لان المراد ها هنا واضح وهو اصل الايمان وكل انسان يعلم من نفسه انه ماذا؟ مسلم ومؤمن هذا الايمان الان وفي الحال اليس كذلك لكنه يستثني باعتبار الخاتمة لا يدري وهذه المصائر امرها الى الله عز وجل لا يدري الانسان ما الذي يختم له به فعلى كل حال هذا الذي قالوه له تعلق باب الصفات و اعتقادهم في ان الرضا قديم وان الغضب قديم والقوم بطبيعة الحال كما تعلمون لا يثبتون لله سبحانه وتعالى صفات الفعلية الاختيارية. اما اهل السنة والجماعة فانهم يعتقدون ان الله عز وجل يرضى عن مؤمن عند ايمانه. فمتى ما وجد سبب الرضا فالله عز وجل يرضى. ومتى وجد سبب السخط فالله عز وجل الا يسخط ولذا يقول الله سبحانه لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة ففيها هذه الحال الله عز وجل ماذا؟ رضي. على كل حال هذا الذي ذكره المؤلف رحمه الله ما هو الذي كان عليه سلفنا الصالح وهو انهم يستثنون في الايمان باعتبار الايمان المطلق الله عز وجل اعلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ويشهدون لمن مات على الاسلام ان عاقبته الجنة فان الذين سبق القضاء عليهم من الله يعذبون بالنار مدة لذنوبهم التي اكتسبوها ولم يتوبوا منها. فانهم يردون اخيرا الى الجنة. ولا يبقى احد في النار من المسلمين فضلا من الله ومنا يقول المؤلف رحمه الله ويشهدون لمن مات على الاسلام ان عاقبته الجنة. هذه الشهادة شهادة مطلقة او شهادة معينة ها مطلقة يعني في الجملة يقولون من مات مسلما فانه في يطلقون هذا اطلاقا. اما على وجه التعيين فانهم لا يفعلون الا في حق من جاء فيه دليل خاص فهم لا يخصصون ولا يعينون الا بدليل لكنهم في الجملة يقولون من مات على الاسلام فعاقبته الجنة ولا شك فيها هذا ولا ريب والقاعدة في هذا كل من مات مسلما فانه من اهل الجنة اما ابتداء واما مآبا قاعدة اهل السنة المتفق عليها التي دل عليها عشرات الادلة تقول كل من مات مسلما فانه من اهل الجنة اما ابتداء واما مآلا اما ابتداء واما مآلا وهذه المسألة وما بعد لما تكلم فان الذين سبق القضاء عليهم من الله يعني بالعذاب يعذبون بالنار مدة لذنوبهم التي اكتسبوها ولم يتوبوا منها فانهم يردون اخيرا الى الجنة. ولا يبقى احد في النار من المسلمين فضلا من الله ومنة مرت بنا قبل نحو عشرين صحيفة تقريبا مر بنا الكلام في هذا الموضوع. وعلمنا ان احوال المسلمين في الاخرة ترجع الى اربع احوال. احوال المسلمين في في الاخرة ترجع الى اربع احوال. مآلات الناس كلها تدور عليها مالات عفوا المسلمين كلها تدور عليها. الحال الاولى هي من يدخل الجنة بلا حساب ولا عذاب. او بعبارة ادق يدخل الجنة ابتداء بلا حساب ولا عذاب. وما المراد بقولنا يدخل الجنة ابتداء؟ يعني دون ان يدخل النار يعني انه بعد موقف الحساب يكون المرور على الصراط فيدخل الجنة ولا ولا يسقط في النار عافاني الله واياكم منها واسأل الله ان يجعلني واياكم من هؤلاء. فهؤلاء اعلى الدرجات لا يؤخذ بهم الى النار ولا يعذبون فيها مدة طويلة او قصيرة بل الى الجنة مباشرة. ليس هذا فحسب بل انهم ايضا لا يحاسبون بل انهم لا يحاسبون. اذا من يدخل الجنة ابتداء بلا حساب ولا عذاب. وهؤلاء ارفع الدرجات والصنف الثاني هم الذين يدخلون الجنة ابتداء بعد حساب يسير. الذين يدخلون الجنة ابتداء بعد حساب يسير يحاسبون حسابا يسيرا يخفف الله عز وجل عنهم هذا الموقف الذي هو موقف الحساب ثم مآلهم الى الجنة دون سابقة عذاب. الصنف الثالث هم الذين يدخلون الجنة مآلا بعد ان يدخلوا النار مؤقتا. يعني بعد ان يدخل ادخلوا النار دخولا مؤقتا. يدخلون الجنة مآلا دخولا مآليا. وذلك ها بعد ان يدخلوا النار دخولا مؤقتا. كم مدته الله اعلم كلمة مؤقت هنا لا تعني التهوين والتسهيل. المقام مقام عظيم. والله عز وجل وصف عذابه بالشديد فلا يدري الانسان كم هذه المدة؟ نعم لها نهاية. وسيكون بعدها اخراج. ولكن لا يدري الانسان كم هذه مدة ونار الدنيا الهينة اللينة بالنسبة لنار الاخرة لا يصبر الانسان عليها ولا ثانية واحدة نعوذ بالله من عذابه فكيف بعذاب شديد والعظيم اذا قال عن شيء انه شديد فانه والله لشديد. المقصود ان هذا هو الصنف الثالث وهؤلاء الذين اوبقتهم اعمالهم هؤلاء هم الذين لم يشأ الله عز وجل العفو عنهم ممن ترجحت سيئاتهم على حسناتهم الحد الفاصل بين اهل السعادة واهل الشقاوة هو موقف الوزن. الحد الفاصل بين اهل السعادة واهل الشقاوة انما هو موقف الوزن. فمن ثقلت موازينه فاولئك هم مفلحون ومن خفت موازينه فاولئك هم الخاسرون. فاما من خف فاما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية واما من خفت موازينه فامه هاوية. نعوذ بالله من النار. الصنف الرابع والاخير هم الذين يوقفون على الاعراف مدة يشاءها الله عز وجل ثم يكون مآله قم الى الجنة. اذا هؤلاء يدخلون الجنة مآلا ولكن بعد ها؟ ان يوقفوا على الاعراب والاعراف كما علمنا في دروس ماظية مرتفع بين الجنة والنار. وهؤلاء اهل الذين قال الله عز وجل عنهم وعلى الاعراف رجال هؤلاء اصح ما جاء فيهم ان من تساوت حسناتهم وسيئاتهم. وهذا هو الثابت عن اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد جاء عن حذيفة وابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهم وجاء ايضا عن غير واحد من السلف والخلف وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا المعنى لكنه لا يصح فيه حديث. والمعول فيه على اثار الصحابة. اذا احوال الناس تدور على احوال المسلمين تدور على هذه المآلات الاربعة التي ذكرناها نعم اعد لو تكرر احسن الله اليكم قال رحمه الله ويشهدون لمن مات على الاسلام ان عاقبته الجنة. فان الذين سبق القضاء عليهم من الله يعذبون بالنار مدة لذنوبهم التي اكتسبوها ولم يتوبوا منها. لا شك انهم يدخلون النار. هذا الدخول الذي وصفناه ذنوبهم التي اكتسبوها. وليس الامر راجعا لمحض المشيئة كما تقول نفاة الحكمة في افعال الله عز وجل انما نقول الامر مرتبط باسباب. وهذا دليل على ثبوت الحكمة وفي افعال الله عز وجل وانه انما ادخلهم الله النار بذنوبهم. قال التي اكتسبوها ولم يتوبوا منها او لم يفعلوا الاسباب التي تؤدي الى تكفيرها غير التوبة لان ليس مختصا بالتوبة بل يشمل التوبة وغيرها وان كان التكفير بالتوبة لا شك انه اعظم ما يكون اعظم اسباب التكفير هو التوبة ولا شيء يكون سببا لتكفير جميع الذنوب حتى الكفر الا التوبة ولكن ثمة مكفرات اخرى ثمة اسباب للمغفرة اخرى هي نحو من عشرة الشيخان ابن تيمية وابن القيم رحمه الله في مواضع من كتبهما او لم يشأ الله عز وجل العفو عنها بمحض رحمته سبحانه وتعالى وبدون سبب. فالله عز وجل قد يعفو عن الذنوب باسباب وقد يعفو عن الذنوب بمحض رحمته سبحانه وتعالى وبدون اسباب. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فانهم يردون اخيرا الى الجنة. يردون يردون اخيرا الى الجنة. اذا دخل هؤلاء العصاة النار فانهم يعذبون فيها المدة التي يشاؤها الله سبحانه وتعالى كما علمنا هذا سابقا الذي دل الدليل عليه انهم تنالوا النار بسبب ذنوبهم. ثم ان الله عز وجل يميتهم في النار. ثم ان الله عز وجل لا يميتهم في النار. ويصبحون فحما. يتفهمون. ثم بعد ذلك ضبائر ضبائر يعني مجموعات مجموعات فيدخلون الجنة ويلقون على آآ اطراف انهار الجنة. ويقال لاهل الجنة افيضوا عليهم. فيفيضون عليهم من ان انهار الجنة فينبتون وينشأون وينشؤون نشأة اخرى ينبتون كما قال النبي صلى الله عليه وسلم كما تنبت الحبة على حميل السيل يعني على طرف السيل. فهذا كله قد اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه انهم تنالهم النار وتصيبهم النار بذنوبهم فيميتهم فيها اماطة. يعني ينالهم من العذاب المقدار الذي يشاءه الله ثم من رحمته بهم وهم في النار انهم ماذا؟ يموتون. يميتهم الله سبحانه وتعالى ويصبحون فحما. ثم بعد ذلك يخرجون ضبائر ضبائر ويلقون على آآ حواف واطراف هذه انهار انهار الجنة ثم بعد ذلك ينبتون. ويسميهم اهل الجنة الجهنميين. يسميهم اهل الجنة الجهنميين في ابتداء الامر تكون هذه هي تسميتهم من قبل اهل الجنة. ثم ان الله سبحانه وتعالى يبدل هذه التسمية فيسميهم عتقاء الرحمن. او عتقاء الجبار بهذا وبهذا جاءت الاحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تصبح تسميتهم ماذا؟ عتقاء الرحمن او عتقاء الجبار سبحانه وتعالى نعم لا يبقى احسن الله اليكم قال رحمه الله ولا يبقى احد في النار من المسلمين فضلا من الله ومنا. نعم كما اخبر بهذا صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان الله تعالى يقول الحديث طويل ابتداء من حديث انس ثم ختامه من حديث ابي سعيد وفيه ان الله تعالى يقول وعزتي وجلالي وعظمتي وكبريائي لاخرجن من النار من قال لا اله الا الله. فمن جاء بلا اله الا الله بلوازمها. فلا شك انه لن يبقى في النار ولو مكث فيها ما مكث. ما له الى ان يخرجه سبحانه وتعالى وقد اقسم ربنا جل وعلا على ذلك ووعد والله لا يخلف الميعاد. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومن مات والعياذ بالله على الكفر فمرده الى النار لا ينجو منها ولا يكون لمقامه فيها منتهى هذا ايضا من المواضع التي كررها المؤلف رحمه الله لاقتضاء المقام بيانها والا فالكلام عن هذا قد مضى ايضا وتكلمنا عن هذه المسألة وقلنا ان النار باقية لا تفنى وان اهلها ايضا فلا تفنى النار ولا اهلها. كما ان الجنة لا تفنى ولا اهلها وعلى هذا الدليل من الوحي ومن الاجماع. الدليل من الوحي ومن الاجماع. وسقنا على هذا ادلة عدة وذكرنا كلام اهل العلم في الاجماع على ذلك فيما سبق. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فاما الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من اصحابه باعيانهم فان اصحاب الحديث يشهدون لهم بذلك تصديقا منهم للرسول صلى الله عليه وسلم فيما ذكر ووعده لهم. فانه صلى الله عليه وسلم لم يشهد لهم بها الا بعد ان عرف ذلك والله تعالى اطلع رسوله صلى الله عليه وسلم على ما شاء من غيبه. وبيان ذلك في قوله عز وجل عالم الغيب فلا يظهر على به احدا الا من ارتضى من رسول. المؤلف هنا يستدرك اه لكلامه السابق فانه ذكر ان اهل السنة لا يشهدون ثم قال فاما الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من اصحابه باعيانهم فان اصحاب الحديث يشهدون لهم بذلك. ولا شك انه قد ثبتت الاحاديث والصحاح بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم لطائفة من اصحابه بانهم من اهل الجنة. واهل السنة يشهدون وبهذا تصديقا لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذه المسألة حكى فيها اهل العلم ثلاثة اقوال ومنه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في مواضع من كتبه ومنها في المجلد الخامس من منهاج السنة وكذلك في كتاب النبوات وكذلك في مجموع الفتاوى ان الناس في هذا على ثلاثة اقوال القول الاول هو قول من يقول اننا لا نشهد الا للانبياء عليهم الصلاة والسلام حقيقة ان النقل عن هذا القول تارة يكون الا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتارة الا الأنبياء والأقرب والله اعلم انهم يريدون الا للانبياء وذكر النبي صلى الله عليه وسلم انما كان على سبيل التمثيل وهذا القول نسب الى محمد ابن الحنفية ونسب ايضا الى الاوزاعي رحمه الله. وثمة كقول اخر من اهل العلم من يجعله تابعا للقول الاول او راجعا اليه ومنهم من يقول قول مستقل وهو قول من يقول اننا لا نشهد لهؤلاء الذين جاء فيهم الاحاديث لكننا نقول انهم من اهل الجنة. فهمنا؟ يقولون ما نقول؟ نشهد انه في الجنة لكن يقول انهم في الجنة والخلاف ها هنا مع الجمهور لفظي ولذلك تناظر الامام احمد مع علي ابن المديني في هذه المسألة وكان يقول بهذا. قال علي رحمه الله اقول انه في الجنة ولا له بالجنة. اقول انه في الجنة ولا اشهد له بالجنة. فقال احمد رحمه الله ان قلت انه في الجنة فقد شهدت له بذلك. ان قلت انه في الجنة فقد شهدت له بذلك. ان اعتبرنا هذا قولا آآ مستقلا فالخلاف بينه وبين قول الجمهور الاتي خلاف لفظي. وان اعتبرناه من القول الاول الذي يظهر والله اعلم ان القول الاول قول مستقل هم هم فعلا لا يجزمون لاحد بالجنة الا للانبياء عليهم الصلاة والسلام. و القول الثاني او الثالث اذا اعتبرنا هذا قولا هو ان الشهادة تكون لكل من شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم. يشهد بالجنة لكل من جاء في حقه نص خاص. كما سيمثل لهذا المؤلف رحمه الله وهذا الذي عليه جماهير اهل العلم. ولا شك ان هذا والقول الصواب في هذه المسألة. القول الثالث هو الشهادة لمن جاء في حقه نص خاص كذلك لمن اتفقت الامة على الثناء عليه واستفاضت شهرته بالخير في الامة فانه يشهد له ايضا بالجنة. كعمر بن عبدالعزيز والحسن البصري والامام احمد والشافعي وامثال هؤلاء من اهل الخير والصلاح الذين انعقدت كلمة اهل السنة والعلم على الثناء عليهم ممن قال بهذا ابو ثور فانه كان يقول اشهد ان احمد بن حنبل في الجنة. كان يقول ان احمد بن حنبل في الجنة. واستدل اصحاب هذا القول بما ثبت في الصحيحين وغيرهما من الاحاديث التي تدل على ان من شهد له بالخير فهو من اهل الجنة. كحديث انس رضي الله عنه الثابت في الصحيحين وفيه ان انه مرت جنازة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال وجبت لما اثنوا عليها خيرا. في رواية عند مسلم وجبت وجبت وجبت. وكذلك قال في اخرى وجبت لما اثنوا عليها فيها شرا فقال عمر رضي الله عنه ما وجبت؟ فقال تلك اثنيتم عليها خيرا فوجبت لها الجنة. وهذه اثنيتم عليها شرا فوجبت لها النار. انتم شهداء الله في الارض فاستدل اصحاب هذا القول بهذا الحديث وامثاله على هذا المعنى وهو الشهادة لمن استفاضت اه شهرته والثناء عليه في الامة. والذي يبدو والله تعالى اعلم ان هذا الاستدلال فيه نظر وذلك ان الذي كان من الصحابة رضي الله عنهم ليس الشهادة لهذه الجنازة بالجنة. اليس كذلك ولا الشهادة لتلك بالنار. انما كان ثناء بماذا؟ بخير. ثمان النبي صلى الله عليه وسلم الذي اطلعه الله على الغيب اخبر ان هذه اثنيتم عليها خيرا وجبت لها الجنة. وهذه اثنيتم عليها فوجبت لها النار فليس في هذا الحديث ان الصحابة شهدوا بماذا؟ ان الصحابة شهدوا بالجنة لا سيما اذا لاحظنا امرا وهو اننا اذا قلنا بهذا فما ميزة تخصيص النبي صلى الله عليه وسلم لاناس بانهم من اهل الجنة. لو كان الامر كذلك لكنا نجزم لكل احد من الصحابة بانه من اهل الجنة. فان الثناء بالخير والمدحى والتعظيم لاصحاب الله صلى الله عليه وسلم يفوق باضعاف مضاعفة ما يكون لعمر ابن عبد العزيز او الحسن البصري اليس كذلك فكل اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عند اهل السنة كلهم على وجه التخصيص والتعيين اهل مدح والثناء اليس كذلك؟ فمعنى هذا اننا سوف نخص كل صحابي بالشهادة بالجنة. اذا ماذا تكون هناك او ما هي الميزة التي ستكون لمن؟ خصه النبي صلى الله عليه وسلم بحديث خاص انه من اهل الجنة فالذي يبدو والله تعالى اعلم ان الاحوط والاسلم والاقرب هو القول الثاني وهو الذي عليه جمهور اهل العلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقد بشر صلى الله عليه وسلم عشرة من اصحابه بالجنة فهم ابو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وعبد الرحمن ابن عوف وسعد وسعيد وابو عبيدة وابو عبيدة ابن الجراح رضي الله عنه نعم قلنا هؤلاء هم العشرة المبشرون بالجنة وسموا بالعشرة المبشرين وان كان النبي صلى الله عليه وسلم قد بشر غيره لانه جاءت البشارة لهم في حديث واحد ابو بكر في الجنة عمر في الجنة عثمان في الجنة الى اخر الحديث نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وكذلك قال ابن قيس ابن شماس انه من اهل الجنة. قال قال انس بن مالك فلقد كان يمشي بين اظهرنا ونحن نقول انه من اهل الجنة. نعم شهد النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الصحابي الجليل الذي هو ثابت ابن قيس ابن شماس الخزرجي الانصاري رضي الله عنه شهد له بالجنة هو من النقباء من اصحاب بيعة الرضوان ومن اهل احد واستشهد رضي الله عنه في اليمامة وهو من اجلة اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي الصحابة غير واحد اسمهم سابق ابن قيس ذكر ابن حجر في الاصابة اربعة. هذا احدهم. ان كان رابعهم قد اختلف في اسم ابيه. المقصود ان ثابت ابن قيس اذا ذكر فالمقصود به ابن شماس. آآ الذي شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة. كذلك شهد النبي عليه الصلاة والسلام لعدة اخرين كالحسن والحسين وعبدالله بن سلام وبلال وخديجة وفاطمة وكثير غير هؤلاء شهد له النبي صلى الله عليه وسلم والشيخ عبد العزيز رحمه الله تتبع اه ما ورد في هذا فبلغ الذين ساقهم في كتابه شرح الواسطية ساقهم واحدا واربعين من الصحابة رضي الله عنهم الذين ثبت الدليل بشهادة صلى الله عليه وسلم لهم بالجنة واظن انه لو تتبع انسان لوجد اكثر من هذا العدد. لعلنا نكتفي بهذا القدر والله عز وجل اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين