بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما ما بعد الحديث المؤنن وهذا العنوان من المحقق كما مر معنا والحيض المؤنن الذي فيه فلان ان فلان قال هو شبيه بعن فلان عن فلان هذا هو ان فلانا قال لانها صيغة تحتمل السماع وتحتمل عدم السماع ولذلك في اهل العلم تكلموا فيه يقول ابن رجب علينا وعليه رحمة الله. فاما قول الراوي ان فلانا قاله فهل يحمل على الاتصال ام لا وهذا على قسمين يعني هو متصل ام هو منقطع يقول فهذا على قسمين احدهما ان يكون ذلك القول المحكي عن فلان او الفعل المحشي عنه بالقول مما يمكن ان يكون الرابط قد شهده وسمعه منه فهذا حكمه حكم قول الراوي قال فلان كذا او فعل فلان كذا على ما سبق ذكره والقسم الثاني ان يكون ذلك القول المحكي عن المروي عنه او الفعل مما لا يمكن ان يكون قد شهده الراوي مثل ان لا يكون قد ادرك زمانه كقول عروة ان عائشة قالت للنبي صلى الله عليه وسلم كذا وكذا فهل هو مرسل لعدم الاتيان بما يبين انه رواه عن عائشة ام هو متصل لان عروة قد عرف بالرواية عن عائشة فالظاهر انه سمع ذلك منها هذا فيه خلاف. لهذا الامر فيه خلاف والا في حقيقة الامر هو لما يروي عن ام المؤمنين عائشة وفي هذا ذكر واقع هو لم يشهدها لكن من المحتمل انه قد سمعه منها ثم صاق الحكاية كما صاغها فهذا السبب الذي جعل اهل العلم يختلفون والا فان المؤنن والمعنعن او قال او حدث او روى هذه الالفاظ هي واحدة قال ابو داوود سمعت ابا عبد الله يعني احمد وتأمل ان ابدا صاحب السنن له سؤالات وله مسائل عن الامام احمد قال كان مالك زعموا انه يرى عن فلان وان فلان سواء. طبعا نحن نرى انها سواء ولنشر احمد مثل حديث جابر ان سليكا جاء والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب وعن جابر عن سليك انه جاء والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب قال اي ابو داوود وسمعت احمد قيل له ان رجلا قال عن عروة قالت عائشة يا رسول الله عن عروة قالت عائشة يا رسول الله وعن عروة عن عائشة سواء قال كيف هذا سواء؟ ليس هذا لسواء فذكر احمد القسمين الذين اشرنا اليهما يعني الشيء الذي محتمل انه حظر الحكاية او لم يحضرها لكن يبقى احتمال انه قد اخذ الخبر ممن انعن عنه او انن عنه ثم صاغه بهذه الطريقة هذا اذا محتمل يقول فاما رواية جابر ان سليكا جاء والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب. وروايته عن سليك انه جاء والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب. فهذا من القسم الاول لانه يمكن ان يكون جابر شهد ذلك وحضره ويمكن ان يكون رواه عن سليك نحن نقول ليس كل ما يرويه الصحابي قد سمعه مباشرة من النبي صلى الله عليه وسلم. لا اشكال في هذا فالصحابة يسمع بعضهم من بعض فلا نستدل بهذا على التفريق بين المؤنن والمعننع يقول مثل هذا كثير في الحديث مثل رواية ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمر كذا وكذا ولذلك لما يأتينا مثل هذا نحن نقبله لان ابن عمر سمع من النبي وان ابن عمر سمع من ابيه وحتى لو لم يشهد هذه الواقعة فهي مقبولة في احديها متعددة وروي بعضها عن ابن عمر عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم فمن رواه عن ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمر جعله من مسند ابن عمر ومن رواه عن ابن عمر عن عمر جعله من مسند عمر وهذا لا شك فيه ان الاسناد لما يكون عن ابن عمر عن عمر قال هذا يكون من مسند عمر ولذا لما نبحث عنهم في تحفة الاشراف مثلا اللي هو من الكتب المصنفة على المسانيد سوف نجده في مسند عمر وسوف نجد الاحالة عليه في مسند ابن عمر لكن لما يجينا الراوي ابن عمر يحكي واقعة حصلت بين عمر والنبي صلى الله عليه وسلم لا شك ان الكرسي مسندي ابن عمر. فهذي مسألة مهمة جدا يقول ولكن كان القدماء كثيرا ما يقولون عن فلان ويريدون الحكاية عن قصته والتحديث عن شأنه. لا يقصدون الرواية عنه وقد حكى الدارقطني عن موسى ابن هارون الحافظ ان المتقدمين كانوا يفعلون ذلك وقد ذكرنا كلامه في كتاب الحج في باب الصيد للمحرم. تأمل كيف الحزن ينتابنا حينما نقرأ كلام ابن رجب هذا حينما نستذكر كيف فقد هذا الكتاب كيف فقد هذا الكتاب النفيس ولم توجد منه الا قطعة يسيرة وهذا للشيء الذي هو شرح العلل وتأمل ذاك الذي يحفظ العلم لاجل الامة اجمع. كم له من الثواب؟ فان له من الثواب على قدر الامة فينبغي على طالب العلم ان يصحح النية بل عليه ان يعظم النية. فكلما عظمت النية كلما عظم الثواب يقول له اما اذا روى الزهري مثلا عن سعيد بن المسيب ثم قال مرة ان سعيد بن المسيب قال فهذا محمول على الرواية عنه دون الانقطاع وتأمل ان هذا نحو ذلك ولعل هذا هو مراد مالك الذي حكاه احمد عنه ولم يخالف ولذا نحن نقول بهذا بان المؤنن والمعنعن سبب وقد حكى ابن عبدالبر هذا القول عن جمهور العلماء وحكى عن البرديدي خلاف ذلك وانه قال هو محمول على الانقطاع الا ان يعلم اتصاله من وجه اخر وقال لا وجه لذلك ولم يكن لفظ المريج فلعله قال ذلك في القسم الثاني كما سنذكره يقول واما رواية العروة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم وعروة ان عائشة قالت للنبي صلى الله عليه وسلم اتى ثم اتى بالمعنن فهذا هو القسم الثاني وهو الذي انكر احمد التسوية بينهما والحفاظ كثيرا ما يذكرون مثل هذا ويعدونه اختلافا في ارسال الحديث واتصاله وهو موجود شف احنا يبين لك ابن رجب طريقة اهل العلم في مثل هذا حتى تعلم ان المصطلحات من اين اخذت؟ اخذت من اقوالهم واخذت من افعالهم يقول وهو موجود كثيرا في كلام احمد وابي زرعة وابي حاتم والدار قطني وغيرهم من الائمة ومن الناس من يقوله ما سوى وهذا قولنا كما ذكر ذلك لاحمد وهذا انما يكون في من اشتهر بالرواية عن المحشي قصته مثل اشتهام عروة عن عائشة شعروه مع شنو؟ نصه هنا. اما من لم يعرف له سماع منه فلا ينبغي ان يحمل على الاتصال. ولا عند من يكتفي بامكان اللقي طبعا هنا لابد ان يثبت اللقاء والبخاري قد يخرج من هذا القسم في صحيحه كحديث عكرمة ان عائشة قالت للنبي صلى الله عليه وسلم في قصة امرأة رفاعة وقد ذكرنا في كتاب النكاح هذا على تقديره ان يكون من سمع من عائشة وقد ذكر الاسماعيلي في صحيحه ان المتقدمين كانوا لا يفرقون بين هاتين العبارتين وكذلك ذكر احمد ايضا انهم كانوا يتساهلون في ذلك مع قوله انهما ليس سواء وان حكمهما مختلف. لكن كان يقع ذلك منهم احيانا على وجه التسامح وعدم التحرير قال احمد في رواية الاثرم في حديث سفيان عن ابي النظر عن سليمان ابن يسار عن عبدالله بن حذافة بالنهي عن صيام ايام التشريق ومالك قال فيه عن سليمان ابن يسار ان النبي صلى الله عليه وسلم بعث عبدالله ابن حذافة قال احمد هو مرسل سليمان ابن يسار لم يدرك عبدالله بن حذافة قال وهم كانوا يتساهلون بين عن عبد الله ابن حذافة وبين ان النبي صلى الله عليه وسلم بعث عبدالله ابن والراجح انهم اثرا قيل له هو حديث ابي رافع ان النبي صلى الله عليه وسلم بعثه يخطب ميمونة وقال مطر عن ابي رافع قال نعم وذاك ايضا. اذا الراجح ان المؤنن والمعنعن سواء ويشترط في المؤنن والمعنعن عدم التدليس المعاصرة ثبوت اللقاء الذي هو مذهب الامام البخاري ومذهب شيخه علي ابن المديني ومذهب اكثر اهل العلم هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته