بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الترمذي علينا وعليه رحمة الله حدثنا ابو عمار الحسين ابن حريث قال سمعت وكيعا يقول قال شعبة سفيان الثوري احفظ مني ما حدثني سفيان عن شيخ بشيء فسألته الا وجدته كما حدثني وتأمل اخي الكريم هذه هي الطريقة الرابعة في ضبط رواية الراغب لنعرف هل انه ضبط ام انه لم يضبط احنا زكرنا الصبر ذكرنا التلقين ذكرنا المعاودة الامر الرابع اللي هي هو مراجعة الاصل مراجعة الاصل فكان ايضا يرجعون الى الاصل ليتثبتوا من ذلك. يقول سعب سفيان الثوري احفظ مني ثم يستدل على هذا يقول ما حدثني سفيان عن شيخ بشيء فسألته الا وجدته كما حدثني كيف لشعبة ان يسمع من سفيان ثم يسمع من شيخه؟ لامرين اول طلب العلو ثانيا التوثق من الحفظ والاتقان ولذا فان الشعبة حكم على سفيان بهذا الحكم وهذا مهم جدا ثم قال الترمذي حدثنا عمرو بن علي وهو الفلاس قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول الائمة في الحديث اربعة سفيان الثوري ومالك بن انس والاوزاعي وحماد بن زيد. طبعا عبدالرحمن بن مهدي هو امام من ائمة الحديث وقال هذا في هؤلاء وهذا يدل على ان هؤلاء من المقدمين في الحديث رواية ودراية قال ابو عيسى سمعت اسحاق ابن موسى الانصاري يقول سمعت معنى ابن عيسى القزاز يقول كان ما لك بن انس يشدد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الباء والتاء ونحوهما اي كانوا يدققون في كل شيء حتى في الحروف وحتى في النقط ولذلك الجهد الذي بذله اهل الحديث في حفظ سنة النبي صلى الله عليه وسلم هو غاية ما يستطيعه البشر حتى اوصلوا لنا السنة كما قالها النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال اخبرنا ابو موسى قال حدثني ابراهيم بن عبدالله بن قريم الانصاري قاضي المدينة قال مر ما لك بن انس على ابي حازم وهو جالس فجازه اي تجاوزه فقيل له قال اني لم اجد موضعا اجلس فيه وكرهت ان اخذ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا قائم اذا ما لك كان يتحرى وكان يعظم حديث النبي صلى الله عليه وسلم اخذا واداء واذا عظم الانسان حديث النبي صلى الله عليه وسلم اخذا وعملا واداء وبثا فان الله يرفع الانسان ولذلك تأمل كيف ان الله قد رفع مالك لا بكثرة صيام ولا بكثرة الصلاة انما هو بشيء بقلبه ومن ذلك تعظيمه لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وانت يا اخي الكريم كلما عظم في قلبك الكتاب والسنة والفقه فعظمتهما اخذا واداء وعملا وتأدية وبثا فان الله سبحانه وتعالى يرفعك ويرفع ذكرك ثم قال اخبرنا ابو بكر عن علي ابن عبد الله قال قال يحيى ابن سعيد هذا يحيى ابن سعيد القطان مالك عن سعيد ابن المسيب احب الي من سفيان الثوري عن ابراهيم النخعي قال يحيى ما في القوم احد اصح حديثا من ما لك من ما لك بن انس كان ما لك امام في الحديث. لا شك ان الامام مالك هو كبير المتثبتين لا شك انه كبير المتثبتين ولذا فان مالك هو رأس في العلم يقول سمعت احمد بن الحسن الترمذي يقول سمعت احمد بن الحسن يقول سمعت احمد بن حنبل يقول ما رأيت بعيني مثل يحيى ابن سعيد القطان. ايضا يحيى بن سعيد القطان كان عظيم الشأن يحيى ابن سعيد ابن فروخ القطان ابو سعيد كان عظيم الشأن وقد اخذ عنه الكبار والامام احمد لقي عددا كبيرا من الشيوخ وجالس اقوام يقول ما رأيت بعيني مثل يحيى ابن سعيد القطري اذا هو مقدم في الحديث مقدم في العلل مقدم في الجرح والتعديل مقدم في الفقه مقدما بقراءة القرآن وتلاوته والاهتمام به وتعظيمه مقدم ايضا في تصدره للناس وتعليم الناس فكان يصلي صلاة العصر ويجلس عند سارية ويبقى الناس يسألونه حتى صلاة المغرب فهكذا بذلوا حينما تعلموا وبذلوا حينما علموا فحفظ الله بهم الدين. وحفظهم جيلا الى جيل. وحفظ الله او علمهم تصارف الكتب وصاروا في الرواية فجزاهم الله خير الجزاء قال احمد بن الحسن وسئل احمد بن حنبل عن وكيع وعبد الرحمن بن مهدي قال احمد وكيع اكبر في القلب وعبدالرحمن امام ولما يقال عبدالرحمن امام اي هو مرجع يرجع اليه. ووكيع اكبر في القلب اي له مكانة عظيمة فيما يتعلق الورع والديانة والحفظ والزهد وتعليم الناس امور القلوب وهكذا. وعبدالرحمن هو امام ومرجع ولذا بعض الاحاديث يرويها الامام احمد عن عبد الرحمن بن مهدي يقول ابى ان يحدثني به حتى شاع عند الناس فكان عبدالرحمن ابن مهدي يحمل هذه الراية حملا جليلا يقول الترمذي سمعت محمد بن عمرو بن نبهان بن صفوان الثقفي البصرية يقول سمعت علي ابن المديني يقول لو حلفت بين الركن والمقام لحلفت اني لم ارى احدا اعلم من عبد الرحمن ابن مهدي اذا لا شك في ان القسم بالله عظيم وهي اعظم بالمكان والوقت ولذا الركن هو ركن الحجر الاسود والمقام هو مقام ابراهيم فهو مكان عظيم والانسان يعظم شعائر الله تعالى. يقول لو حلفت بين الركن والمقام لحلفت اني لم ارى احدا اعلم من عبد الرحمن ابن مهدي. لا شك ان عبدالرحمن بن كان اماما في العلم ورأسا في ذلك وهذا القول قول علي ابن المديني الذي قيل فيه كأن الله خلقه لهذا الشأن. والف ستين كتابا في العلل وطجال والجرح والتعذيب فقوله يكون في غاية الجلالة مع قسمه الجليل في المكان الجليل قال ابو عيسى والكلام في هذا والرواية عن اهل العلم يكثر وانما بينا شيئا منه على الاغتصاب ليستدل به على منازل اهل العلم يعني يقول انا اتيت بنبذ من ذلك حتى ندرك ان هؤلاء الائمة الذين حملوا علم الحديث وحملوا علم الجرح والتعديل هم من خيار هذه الامة وصفوتها بعد الصحابة والتابعين. ثم قال وتفاضل بعضهم على بعض في الحفظ والاتقان ومن تكلم فيه من اهل العلم لاي شيء تكلم فيه. اما من تكلم فيه فلماذا يسوق الاشياء الواردة في من تكلم فيه السبب الذي اتركوا لي ما فيه هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته