بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال ابن رجب علينا وعليه رحمة الله اقسام الرواة واحكامها وقد ذكرنا فيما تقدم ان الرواة ينقسمون اربعة اقسام احدها من يتهم بالكذب لما قال يتهم بالكذب اي وصف بانه كذاب. بس لما نقول كذاب الذي ثبت لنا مؤكدا كذبه والثاني من لا يتهم لكن الغالب على حديثه الوهم والغلط تأمل هنا عبارة يعني العبارة مشكولة في طبعة الكتاب الوهم والغلط وان هذين القسمين يترك تخريج حديثهم الا لمجرد معرفتهم يعني حديث فيه متهم وحديث فيه راوي غالب حديثه الوهم والغلط هؤلاء يترك تخريج حديثهم الا لمجرد معرفته يعني لا نخرج احاديثهم احتجاجا ولا بثا بين الناس انما لاجل المعرفة قال والثالث من هو صادق ويكثر في حديثه الوهم الوهم والسابقة ضبطها الوهم وهل هو يفرق بينهما ام هكذا جاءت لان الوهم بفتح الهاء الغلط اي ما اخطأ فيه الانسان وهو يراه صوابا مثال ذلك من تناديه باسم ماهر وانت ترى ان اسمه ماهر وهو في الصواب ماجد وليس ماهر فهذا وهم اي غلط وهذا هو الذي يستعمله المحدثون في عباراتهم. اما الوهم بسكون الهاء فانه يقال فيما سبق الذهن اليه مع ارادة غيره مثال ذلك من ناديته باسم اسعد وانت تريد ان تقول احمد فهذا وهم ويرجع فيما يتعلق بتحرير هذه المسألة الى كتاب الجامع في العلل الجزء الاول الصحيفة اثنتين وسبعين الهامش الاول فالشيخ ذكر هنا الوهم والوهم ولا ادري هل هو يفرق بينهما ام لا يقول ابن رجب وقد ذكرنا الاختلاف في الرواية عنه وتركه والرابع الحفاظ الذين يندر او يقل الغلط والخطأ في حديثهم وهذا هو القسم المحتج به بالاتفاق. لانه ليس ليس من شرط الراوي ان لا يخطئ ابدا يقول وقد ذكر الترمذي حكم الاقسام الثلاثة فيما تقدم وذكر ها هنا حكم القسم الرابع وهم الحفاظ المتقنون الذين يقل خطأهم وذكر انه لم يسلم من الغلط والخطأ كبير احد من الائمة مع حفظهم وهو كما قال يقول ابن رجب معلقا على صنيع الترمذي قال وهو كما قال وهذه لما تأتي من ابن رجب فابن رجب راسخ في علم الحديث ثم نقل النصوص وقال ابن معين من لم يخطئ فهو كذاب يعني لا يجوز شخص لا يقع في الخطأ لان الانسان مجبول على النقص ولذلك في هذه الامة الذي لا يخطئ هو النبي صلى الله عليه وسلم. اما غيره فهو معرض للخطأ والنسيان وقال ابن معين لست اعجب ممن يحدث فيخطأ وانما اعجب ممن يحدث فيصيب تأمل هنا النقل عن يحيى ابن معين لان يحيى ابن معين امام في الرجال امام في الجرح والتعديل. امام في العلل ومعرفة خبايا الحديث فلما يقول هذا القول قوله في غاية الدقة وقال ابن المبارك ومن يسلم من الوهم؟ يعني من الذي يسلم من الوهم؟ لا يوجد انسان يسلم من الوهم لان الله قد جبل الانسان على على النسيان نعم نسيت عهدك والنسيان مغتفر فاغفر فاول ناس اول الناس. الانسان ما سمي انسان الا لنسيانه يقول ابن رجب وقد وهمت عائشة جماعة من الصحابة في رواياتهم للحديث وقد جمع بعضهم جزءا في ذلك طبعا هو الجزء اللي هو كتاب الزر في الشيء الايجابي الارادي ما استدركته عائشة على الصحابة وهي استدراجات وبعضها اجتهادات منها فهي امامة من ائمة العلل هي امام وهي ممن قعد القواعد في علم الحديث وهي من اهل السماع وهي من اهل المعرفة وهي من اهل الرواية يقول ووهم سعيد ابن المسيب ابن عباس في قوله تزوج النبي صلى الله عليه وسلم ميمونة وهو محرم الحديث صحيح لابن عباس لكن ابن عباس ظن ان النبي صلى الله عليه وسلم تزوج وهو محرم والصواب ان النبي صلى الله عليه وسلم تزوج وهو حلال فمع جلالة ابن عباس وتبحره في العلم وقربه من ميمونة الا انه قد دخل الوهم في قوله هذا يقول ابن رجب وقرأت بخط ابي حفص البرمجي الفقيه الحنبلي ذكرت لابي الحسن يعني الدارقطني جاء عمرو ابن يحيى المازني في ذكره الحمار موضع البعير في توجه النبي صلى الله عليه وسلم الى خيبر وان احمد لم يضعف لم يضعفه بذلك يعني قد يصح الخبر الا ان فيه لفظة يسيرة فيها خطأ فقال ابو الحسن مثل هذا في الصحابة قال روى رافع بن عمرو بن روى رافع بن عمرو المزني قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب على بغلة بمنى وروى الناس كلهم خطبة النبي صلى الله عليه وسلم على ناقة او جمل افيظعف الصحابي بذلك؟ يعني قد يأتي شيء يسير جدا لا يؤثر في صحة الخبر فهذا من الشيء المحتمل وقد ذكر الاثرم لاحمد ان ابن المديني كان يحمل على عمرو ابن يحيى وذكر له هذا الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى على حمار وقال انما هو على بعير. فقال احمد هذا سهل يعني الخطأ بهذا ليس امرا صعبا فهو خطأ سهل وقال احمد كان مالك من اثبت الناس وكان يخطئ يعني قد يحصل شيء في النادر من مروياته وقال حماد بن زيد قد اخطأ في غير شيء يعني مع تمكنه وتبحره وكثرة روايته قد يخطئ في غير شيء وهذا لا يؤثر الخطأ اليسير البسيط مع مجموع العدد الكبير من الاحاديث التي لم يخطئ بها وقال علي ابن المديني المحدثين صحفوا واخطأوا ما خلا اربعة يزيد ابن زريع وابن علية وبشرى ابن المفضل وعبد الوارث ابن سعد. طبعا مقولة علي ابن المدينة تعطي هؤلاء مزيا وانهم اصحاب ضبط واتقان وانهم مقدمون على كثيرين وقال البرذعي شهدت ابا زرعة ذكر عبدالرحمن بن مهدي ومدحه واطنب في مدحه وقال وهم في غير يعني مع كونه بهذه المنزلة الا انه وهم في غير شيء في غير الشعر في اكثر من حديث ثم ذكر عدة اسماء صحفها طبعا الخطأ قد يكون في المتون وقد يكون في الرواة وقال قال عن سماك عن عبد الله ابن ظالم وانما هو ما لك ابن ظالم. يعني قد يحصل خطأ يسير وتغيير وقال ابن معين يحيى ابن زكريا ابن ابي زائدة كيس لا اعلم اخطأ الا في حديث واحد اذا البشر مهما كان فعمل الانسان يبقى فيه قصور ولذلك يعني الشافعي قرأ المذنب الرسالة عليه مئة مرة وكان في كل مرة يصحح ويغير يقدم ويؤخر ويحدث ويضيف ويقول ابى الله الا ان يصح كتابة فجهد البشر مهما بلغ فيعوزه شيء هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته