بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين فالصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين. اما بعد رواية الضعفاء والرواية عنهم هذا من تبويبات المحقق قال ابو عيسى رحمه الله سمعت احمد بن الحسين سمعت احمد بن الحسن يقول كنا عند احمد بن حنبل فذكروا من تجب عليه الجمعة فذكر فيه عن بعض اهل العلم من التابعين وغيرهم فقلت فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث فقال عن النبي صلى الله عليه وسلم قلت نعم حدثنا حجاج ابن نصير قال اخبرنا المعارف بن عباد عن عبد الله بن سعيد المقبوري عن ابيه عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة على من اواه الليل الى اهله. قال فغضب احمد وقال استغفر ربك استغفر ربك مرتين اذا نهاه الامام احمد غاية النهي ان يحدث بهذا الخبر. قال ابو عيسى وانما فعل هذا لانه لم يصدق هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم لضعف اسناده. ولانه لا يعرفه عن النبي صلى الله عليه وسلم يعني لا يعرفه صحيحا. والحجاج بن نصير يضعف في الحديث وعبدالله بن سعيد المقبوري ظعفه يحيى ابن سعيد القطان جدا في الحديث. فكل من روي عنه حديث ممن يتهم او يضعف لغفلته وكثرة خطئه ولا يعرف ذلك الحديث الا من حديثه فلا يحتج به اذا هذا ايها الاخوة هو منهج اهل العلم وطالب العلم لا يسير الا على منهج اهل العلم. قال ابن رجب شارحا قول الترمذي هذه الحكاية عن احمد بن الحسن عن احمد ابن حنبل قد ذكرها الترمذي ايضا في كتاب الجمعة اي من جامعه. وسبق ذكر هذا الحديث هناك هو بيان ضعفه اي الحديث المرفوع. وفيه ثلاثة من الضعفاء. حجاج بن نصير الفساطيط معارك بن عباد وعبدالله ابن سعيد المقبري. وهو ابو عباد. وقد سبق ذكره وذكر حجاج ايضا معارك في الكتاب في غير موضع. وكان الثوري يروي عن ابي عباد هذا ويقول استبان لي كذبه في مجلس وكان يحيى وعبدالرحمن لا يحدثان عنه. وقال يحيى ابن معين لا يكتب حديثه. اي لا يكتب احتجاجا ولا يكتب اعتبارا وقال البخاري تركوه واما ما ذكره الترمذي ان الحديث اذا انفرد به من هو متهم بالكذب او من هو ضعيف في الحديث لغفلته وكثرة خطأه ولم يعرف ذلك في الحديث الا من حديثه فانه لا يحتج به فمراده انه لا يحتج به في الاحكام الشرعية والامور العلمية وان كان قد يروى حديث بعض هؤلاء في الرقائق والترغيب والترهيب فقد رخص كثير من الائمة في رواية الاحاديث الرقاق ونحوها عن الضعفاء. منهم ابن مهدي واحمد بن حنبل يعني يتلخص في الفضائل دون الاحكام وهذا الترخص ليس على اطلاقه ايها الاخوة يعني ان الانسان لا يتوسع توسعا غير مرضي وقال رواد ابن الجراح سمعت سفيان الثوري يقول لا تأخذوا هذا العلم في الحلال والحرام الا من الرؤساء المشهورين بالعلم الذين يعرفون الزيادة والنقصان. ولا بأس بما سوى ذلك من المشايخ وقال ابن ابي حاتم حدثنا ابي قال حدثنا عبدا قال قيل لابن المبارك وروى عن رجل حديثا ثقيلة هذا رجل ضعيف. فقال يحتمل ان يروى عنه هذا القدر او مثل هذه اشياء قلت لعبدا مثل اي شيء كان؟ قال في ادب في موعظة في زهد يعني ليس في العقائد وليس في الاحكام وقال ابن معين في موسى ابن عبيدة يكتب من حديثه الرقاق الرقاقة المقصود بها ما يرقق القلب ويزكي النفس وقال ابن عيينة لا تسمعوا من بقية ما كان في سنة اي في الاحكام والحلال والحرام واسمعوا منه ما كان في ثواب وغيره وقال احمد في ابن اسحاق محمد ابن اسحاق ابن يسار المطلبي صاحب السيرة وقال احمد في ابن اسحاق يكثر عنه المغازي وشبهها ما يتعلق بالمغازي والتواريخ ونحوها لا انه يكتب عنه الاحكام وقال ابن معين في زياد البكائي لا بأس به في المغازل واما في غيرها فلا وانما يروى في الترغيب والترهيب والزهد والاداب احاديث اهل الغفلة الذين لا يتهمون بالكذب يعني حفظه ليس عالي لكن لا يبلغ انه كذاب او متهم بالكذب. فالكذاب او متهم بالجذب لا يروى عنه شيء. فاما اهل التهمة فيطرح حديثهم كذا قال ابن ابي حاتم وغيره وظاهر ما ذكره مسلم في مقدمة كتابه يقتضي انه لا تروى احاديث الترغيب والترهيب الا عن من تروى عنه الاحكام هذا هو ظاهر جلال مسجد الحجاج علينا وعليه رحمة الله. قال الترمذي رحمه الله وقد روى غير واحد من الائمة عن الضعفاء وبينوا احوالهم للناس حدثنا ابراهيم بن عبد الله بن المندر الباهلي قال حدثنا يعلى بن عبيد قال قال لنا سفيان الثوري اتقوا الكلبي اللي هو محمد ابن السائب الجلدي فقيل له فانك تروي عنه قال انا اعرف صدقه من كذبه واخبرني محمد ابن اسماعيل هذا البخاري الترمذي ينقل عن البخاري قال حدثني يحيى الدماعين الامام العراقي المعروف قال حدثنا عفان عن ابي عوانة قال لما مات الحسن البصري رحمه الله اشتهيت كلامه. لماذا؟ لان كلام الحسن البصري مما تطيب به النفس ويرق به القلب. يقول فتتبعته عن اصحاب الحسن فاتيت به امان ابن ابي عياش فقرأه علي كله عن الحسن. فما استحل ان اروي عنه شيئا لانه يتساهل في الرواية قال ابو عيسى وقد روى وقد روي عن ابان ابن ابي عياش غير واحد. وقد روى عن ابان ابن ابي عياش غير واحد من الائمة. وان كان في من الضعف والغفلة ما وصفه ابو عوانة وغيره. فلا تغتروا برواية الثقات عن الناس. يعني رواية الثقة عن الراوي ليس توثيقا له قال لانه يروى عن ابن سيرين انه قال ان الرجل يحدثني فما اتهمه ولكن اتهم من فوقه وقد روى غير واحد عن إبراهيم النخعي ان عبد الله ابن مسعود كان يقنت في وتره قبل الركوع. وروى ابا عن ابراهيم النخعي عن علقمة عن عبد الله ابن مسعود ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقنت في وتره قبل الركوع هكذا روى سفيان الثوري عن ابان ابن ابي عياش وروى بعضهم عن ابان ابن ابي عياش بهذا الاسناد نحو هذا وزاد فيه قال عبدالله بن مسعود واخبرتني امي انها باتت عند النبي صلى الله عليه وسلم فرأت النبي صلى الله عليه وسلم يقنت في وتره قبل الركوع قال ابو عيسى وابال ابن ابي عياش وان كان قد وصف بالعبادة والاجتهاد فهذه حاله في الحديث والقوم كانوا اصحاب حفظ فرب رجل وان كان صالحا لا يقيم الشهادة ولا يحفظها فكل من كان متهما في الحديث بالكذب هذا الطعم بالعدالة او كان مغفلا يخطئ الكثير وهذا اللي هو لا الطعن في الحفظ. يقول فالذي اخطأ فالذي اختاره اكثر اهل الحديث. من الائمة ان لا اشتغل بالرواية عنه. الا ترى ان عبد الله بن المبارك حدث عن قوم من اهل العلم. فلما تبين له امرهم ترك في الرواية عنهم. اخبرني موسى ابن حزام قال سمعت صالح ابن عبد الله يقول كنا عند ابي مقاتل السمرقندي جعل يروي عن عون ابن ابي شداد. الاحاديث الطوال التي كان يروي في وصية لقمان. وقتل سعيد ابن جبير وما اشبه هذه الاحاديث فقال ابن اخ لابي مقاتل يا عم لا تقل حدثنا فانك لم تسمع هذه الاشياء قال يا بني هو كلام حسن. اذا من يتساهل يؤثر هذا في عدالته وسمعت الجارود يقول كنا عند ابي معاوية فذكر له حديث ابي مقاتل عن سفيان الثوري عن الاعمش عن ابي ظبيان قال سئل علي عن كور الزنابير قال لا بأس به هو بمنزلة صيد البحر. فقال ابو معاوية ما اقول ان صاحبة كذاب ولكن هذا الحديث كذب. ما اقول ان صاحبكم كذاب ولكن هذا الحديث كذب قال ابن رجب بعد ان ساق هذا النقل الطويل ما ذكره الترمذي رحمه الله يتضمن مسائل من علم الحديث. احداها ان رواية الثقة عن رجل لا تدل على توثيقه. اذا هذه قاعدة من قواعد الحديث احفظها. يقول فان كثيرا من الثقات رووا عن الضعفاء. كسفيان الثوري وشعبة وغيرهما وكان شعبة يقول لو لم احدثكم الا عن الثقات لم احدثكم الا عن نفر يسير وهذا حقيقة المقولة تبطل المقولة القائلة بان الجميع شيوخ شعبة ثقات فاحفظوا هذا قال يحيى القطان ان لم اروا الا عن من ارظى ما رويت عن خمسة او نحو ذلك. وقد اختلف الفقهاء واهل الحديث في رواية الثقة عن رجل غير معروف هل هو تعديل له ام لا وحكى اصحابنا عن احمد في ذلك في روايتين. وحكى عن الحنفية انه تعديل. وعن الشافعية خلاف ذلك والمنصوص عن احمد يدل على انه من عرف منه انه لا يروي الا عن ثقة فروايته عن انسان تعديل له. ومن لم يعرف منه ذلك فليس بتعديل وصرح بذلك طائفة من المحققين من اصحابنا واصحاب الشافعي انا اقول وقد يكون ثقة عنده وليس ثقة عند غيره اذا رواية الراوي عن الراوي ليست توثيقا قال احمد في رواية الاترم اذا روى الحديث عبدالرحمن بن مهدي عن رجل فهو حجة هاي باعتبار ان عبدالرحمن ينتقي فيه اشارة الى الانتقاء ثم قال كان عبدالرحمن اولا يتساهل في الرواية عن غير واحد ثم تشدد بعده وكان يروي عن جابر ثم تركه وقال في رواية ابي زرعة ما لك بن انس اذا روى عن رجل لا يعرف فهو حجة وقال في رواية ابن هانئ ما روى مالك عن احد الا وهو ثقة. كل من روى عنه مالك فهو ثقة. يعني يوجد من الحديث من كان ينتقي لكن لا نستطيع ان نجزم بان جميع شيوخه ثقات. وقال الميموني سمعت احمد مرة يقول كان مالك من اثبت الناس ولا تبالي ان لا تسأل عن رجل روى عنه مالك ولا سيما مديني. قال الميموني وقال ليحيى ابن معين لا اتريد ان تسأل عن رجال ما لك؟ كل من حدث عنه ثقة الا رجلا او رجلين اذا رواية الرابعة عن الراوي ليس توثيقا له ولا نستطيع ان نجزم في شيخ من الشيوخ ان جميع شيوخه ثقات. لانه ما من عالم قيل في هذا الا وجد ما ينتقض هذه القاعدة. والانسان مطالب بالبحث عن الرواة الذين يردون في والاحكام العامة يدخل فيها كثير من التساهل. وامر الدين متين لا يتساهل فيه الانسان ولا يتشدد فيه الانسان بل ان الامر يتبع الحق في كل امر من الامور. هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته