وهذا هو الصحيح والله اعلم. هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد رواية الثقات عن غيره عن غير ثقة قال ابن ابي حاتم سألت ابي عن رواية الثقات عن رجل غير ثقة مما يقويه يعني ما الذي يقوي هذا اذا وجدنا ثقة قد روى عن غير ثقة. ما الذي يرفع من شأن هذا الراهب الذي فيه شيء قال اذا كان معروفا بالضعف لم تقوه روايته عنه يعني هذا الراوي كان ضعيفا وروى عنه ثقة فان رواية الثقة عن الضعيف لا تقويه قال وان كان مجهولا نفعه رواية الثقة عنه. اذا كان هذا الراوي يعني لا نعرف شيء عنه يعني لم يعرف بالضعف فهذا يرفع من شأنه نوعا ما لانه ربما كان فقط مستور ليس مجهولا حقيقة قال وسمعت ابي يقول اذا رأيت شعبة يحدث عن رجل فاعلم انه ثقة الا نفرا باعيانهم. معنى هذا ان شعبة عرف في تنقية شيوخه وانه لا يروي عن كل من هب ودرج انما ينتقي في شيوخه مثل الامام مالك حينما كان يتوخى القوية من حديث اهل الحجاز وسألت ابا زرعة هنا عبد الرحمن ابن ابي حاتم يسأل ابا زرعة اللي هو عبيد الله ابن عبد الكريم وسألت ابا زرعة عن رواية الثقات عن الرجل مما يقوي حديثه قال اي لعمري يعني معناه انه لا يقويه قلت الكلبي روى عنه الثوري قال انما ذاك اذا لم يتكلم فيه العلماء. وكان الكلبي يتكلم فيه يعني هنا قول ابي زرعة مع قول ابي حاتم بمعنى واحد باعتبار انه ينفعه اذا لم يرد فيه الجرح يقوي شأنه رواية الثقة المشهور بالعلم عن الراوية اما اذا لا نعلم اما اذا تكلم فيه فهذا لا ينفعه فقال قلت الكلبي روى عنه الثوري. الكلبي اللي هو محمد بن السائب الكلبي وهو كذاب الثوري روى عنه لكن الثوري كان ينتقي من احاديثه قال انما ذاك اذا لم يتكلم فيه العلماء وكان الكلبي يتكلم فيه قلت فما معنى رواية الثوري عنه وهو غير ثقة عنده؟ قال كان الثوري يذكر الرواية عن الرجل عدا الانكار والتعجب فيعلقون عنه روايته عنه ولم يكن روايته عن الكلب قبوله لهم. يعني احيانا الثور يروي عن الراوي ويبين انه ضعيف لكن بعض من يحمل عن الثوري ينقل الرواية عن الثوري ولا ينقل كلامه في الكلام عن الراوي قال ابن رجب وذكر العقيلي باسناد له عن الثوري قال اني لاروي الحديث على ثلاثة اوجه يعني رواية اهل العلم للاحاديث ليس من باب الاحتجاج فقط وانما لهم مقاصد في روايتهم عن الراوي اسمع الحديث من الرجل اتخذه دينا حينما يروي عن الثقة ويروي عن الرجل يتخذه دينا ان يتدين به يتعبد الله بهذا الحديث يأتمر بامره وينتهي بنهيه هذا صنف وهو الرواية عن الثقات واسمع الحديث من الرجل اوقف حديثه يعني اسمع من الراوي الحديث وانظر وابحث في هذا الحديث واسمع الحديث من الرجل لا اعبأ بحديثها واحب معرفته هذا الصنف الثالث اللي هو يعرفه لاجل توقيه على طريقة عرفت الشر لا للشر. ولكن لتوقيه وهذي فيها مقاصد الترمذي لما روى حديث ابي هارون العبد عن ابي سعيد الخدري يأتوكم اناس من قبل المشرق والمغرب يطلبون هذا العلم فاذا اتوكم فقولوا لهم مرحبا بوصية رسول الله اخرجه الترمذي ليحذر منه حتى لا يتغير اسم الراوي الظعيف خطأ او عمدا فيظن ان الحديث صحيح وحصل هذا عباد بن العوام لما روى عن الجوير هذا الخبر قال عن ابي نظرة فأبدل ابا هارون الظعيف المتروك بابي نظرة الثقة المأمون صار ظاهر الحديث ثقة عن ثقة عن ثقة فالترمذي كان له مقصد في روايته للحديث وتضعيفه اياه فهنا الثوري يروي الحديث عن عن الرجال بثلاثة صور صورة يروي عن الثقات يتعبد بحديثهم صورة اخرى عن اخرين يبحث عن مروياتهم وينظر فيها الاخر لاجل توقيه المسألة الثالثة الرواية عن الضعفاء من اهل التهمة بالكذب والغفلة وكثرة الغلط الرواية عن هؤلاء قال وقد ذكر الترمذي للعلماء في ذلك قولين احدها احدهما جواز الرواية عنهم حكاه عن سفيان الثوري لكن كلامه في روايته عن الكلبي يدل على انه لم يكن يحدث الا بما يعرف انه صدق اذا هذا قول ولكن طبعا هذا مقيد والثاني الامتناع من ذلك. ذكره عن ابي عوام اللي هو الوظاح بن عبد الله بن يزيد ليش؟ المتوفى عام ست وسبعين ومئة وابن المبارك وهو الامام الكبير عبدالله ابن المبارك المتوفى محدى وثمانين ومئة وحكاه الترمذي عن اكثر اهل الحديث وحكاها الترمذي عن اكثر اهل الحديث من الائمة. اذا هذا هو المنع وقد ذكر الحاكم المذهب الاول عن مالك في الشافعي وابي حنيفة واعتمد في حكايته عن ما لك على روايته عن عبدالكريم ابي امية اللي هو عبد الكريم ابن ابي المخارق ابو امية طبعا يعني لا يعاب على مالك في روايته عن عبد الكريم انه روى له ثلاثة اثار فقط ولم يروي عنه شيئا مرفوعا يقول ابن رجب ولكن قد ذكرنا عذره في روايته عنه وفي حكايته عن الشافعي على روايته عن ابراهيم ابن ابي يحيى اللي هو الاسلمي وابي داوود سليمان ابن عمرو النفعي وغيرهما من المجروحين ففي حكايته عن ابي حنيفة على روايته عن جابر الجعفي وابي العطوف الجزري قال وحدث ابو يوسف ومحمد ابن الحسن ابو يوسف اللي هو تلميذ ابي حنيفة يعقوب القاضي ومحمد ابن الحسن له ايضا تلميذ ابي حنيفة محمد بن الحسن الشيباني عن الحسن ابن عمارة وعبدالله ابن محرر وغيرهما من المجروحين وكذلك من بعدهم من ائمة المسلمين قرنا بعد قرن وعصرا بعد عصر الى عصرنا هذا. لم يخلو حديث امام من ائمة الفريقين عن معطوف عن مطعون فيه من المحدثين شف انظر الان حتى تتعلم طريقة التأصيل العلمي ابن رجب هنا نقل عن الترمذي في هذه المسألة اقوال اهل العلم في رواية عن ضعفا ثم نقل عن الحاكم قال وقد ذكر الحاكم اللي هو الحاكم له مؤلفات له مؤلفات وهذا في كتابه المدخل الى كتاب الاشيلي وقد ذكر الحاكم المذهب الاول عن مالك الشافعي وابي حنيفة باعتبار ان مالك قد روى عن البخاري وان الشافعي روى عن ابراهيم بن ابي يحيى الاسلمي وابي داود سليمان ابن عمرو النفعي وابي حنيفة باعتبار ان ابا حنيفة قد روى عن جابر جعفي وعن ابي العطوف باعتبار ان يعقوب القاضي محمد ابن الحسن قد روي عن الحسن ابن عمارة وعن عبدالله ابن محرر وعن غيرهما من الضعفاء حتى تتعرف كيفية بناء المسألة العلمية ابن رجب لما ذكر هذا قال وللائمة في ذلك غرض ظاهر يعني لماذا رووا عن من في حفظهم شيء قال وهو ان يعرفوا الحديث من اين مخرجه والمنفرد به عدل او مجروح يعني لاجل معرفة شأن الخبر ثم روى باسناده الترمذي عن الاثرم قال رأى احمد بن حنبل عفوا ثم روى باسنادها الحاكم في المدخل ثم روى باسناده اي الحاكم عن الاثرم قال رأى احمد بن حنبل يحيى بن معين بصنعاء يكتب صحيفة معمر عن ابان عن انس عياش فاذا اطلع عليه انسان كتمه فقال له احمد تكتب صحيفة معمر عن اذان وتعلم ان موضوعه فلو قال لك قائل تتكلم في اباء ثم تكتب حديثه على الوجه فقال رحمك الله يا ابا عبد الله اكتب هذه الصحيفة عن عبد الرزاق عن معمر على الوجه فاحفظها كلها واعلم انها موضوعة حتى لا يجيء بعده انسان فيجعل بدا الابان ثابتا. هذا المسألة التي نبهنا عليها يكون في السند الراوي ضعيف فقد يبدل سهوا او عمدا فالائمة كتبوا هذا لاجل ان يضبطوه ويرويها عن معمر عن ثابت عن انس. فاقول له كذبت انما هي عن معمر عن ابان لا عن ثابت وذكر ايضا من طريق احمد بن علي الابار قال قال يحيى ابن معين كتبنا عن الكذابين وسجرنا بها التنور واخرجنا بها خبزا نضجا يعني بتذهبوها ليعرفوها لتتقى وخرج العقيلي من طريق ابي غسان قال جاءني علي بن المديني فاكتسب عدني عن عبد السلام ابن حرب احاديث اسحاق ابن ابي فروة فقلت اي شيء تصنع بها؟ قال اعرفها حتى لا تقلب قلت فرق بين كتابة حديث الضعيف بين روايته فان الائمة كذبوا احاديث الضعفاء لمعرفتها ولم يروها كما قال يحيى سجرنا بها التنور. وكذلك احمد خرق حديث خلق ممن كتب حديثهم ولم يحدث به واسقط من المسند حديث خلق من المتروكين لم يخرجه فيه مثل فائد ابي الورقاء والكثير ابن عبد الله المزني وابار بن ابي عياش وغيرهم وكان يحدث عمن دونهم في الظعف وفي رواية اسحاق بن ابراهيم بن هاني قد يحتاج الرجل يحدث عن الضعيف مثل عمرو ابن مرزوق وعمرو بن حكام ومحمد ابن معاوية وعلي بن الجعد تأمل وعلي ابن الجعد. واسحاق ابن ابي اسرائيل ولا يعجبني ان يحدث عن بعضهم يعني معناه قد يروى عن بعض من في حفظهم شيء لاجل تقوية اخبارهم وتأمل ماذا سيقول الامام احمد بن حنبل وقال في روايته ايضا وقد سأله ترى ان نكتب الحديث المنكر قال المنكر ابدا منكر. يعني الخطأ هو خطأ فلا ينفعه ان يتقوى قيل له فالضعفاء قال قد يحتاج اليهم في وقته يعني ربما يتقوى واحد يتضاعف ليس كل ما يبيه الضعيف خطأ فربما نأخذ حديث الضعيف نبحث له هل لهما يعضده ام لا كانه لم يرى بالكتابة عنهم بأسا وقال في رواية ابن القاسم ابن لهيعة ما كان حديثه بذاك وما اكتب حديثه الا للاعتبار والاستدلال انما قد اكتب حديث الرجل كأني استدل به مع حديث غيره يشده لا انه حجة اذا انفرد هذا هو مقصودهم في الرواية عن بعض ابن في حفظ مشيط بعضها لتتقى وبعضها يبحث عنها للتقوية قال في رواية المنروذي كنت لا اكتب حديث جابر الجعفي ثم كتبته اعتبر به اي لاجل ان ننظر هل له ما يقويه ام لا وقال في رواية مهنى اصلها مهنىء ويقال مهنىء وسأله لم تكتب حديث ابي بكر ابن ابي مريم وهو ضعيف؟ قال اعرفه اي لاجل معرفته. قال محمد بن رافع النيسابوري رأيت مددنا رأيت احمدا بين يدي يزيد بن هارون وفي يده كتاب لزهير عن جابر الجعفي وهو يكتبه. قلت يا ابا عبدالله تنهوننا عن جابر وتكتبوه؟ قال نعرفه. اين نكتبه؟ لاجل ان نعرفه وكذا قال احمد في حديث عبيد الله الوصافي انما اكتبه للمعرفة والذي يتبين من عمل الامام احمد وكلامه انه يترك الرواية عن المتهمين والذي غلب عليهم الخطأ للغفلة وسوء الحفظ ويحدث عمن دونهم في الظعف مثل من في حفظه شيء او يختلف الناس في تضعيفه وتوثيقه وكذلك كان ابو زرعة الرازي يفعل. واما الذين كتبوا حديث الكذابين من اهل المعرفة والحفظ. فانما كتبوه لمعرفته وهذا كما ذكروا احاديثهم في كتب الجرح والتعديل ويقول بعضهم في كثير من احاديثهم لا يجوز ذكرها الا ليبين الا ليبين امرها. او معنى ذلك اي لاجل ان تتقى وقد سبق عن ابن ابي حاتم انه يجوز رواية حديث من كثرت غفلته في غير الاحكام واما رواية اهل التهمة بالكذب فلا تجوز الا مع بيان حاله وهذا هو الصحيح والله اعلم. وهذه الجملة الاخيرة مهمة. اما رواية اهل التهمة بالكذب فلا تجوز الا مع بيان حاله