بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد تفاضل اهل العلم بالحفظ والاتقان هذا العنوان ليس من كلام الترمذي يأتي كلام الترمذي قال ابو عيسى الترمذي رحمه الله وانما تفاضل اهل العلم بالحفظ والاتقان والتثبت عند السماع وهذه مسألة مهمة جدا الانسان حينما يجلس في درس او يستمع الى درس ينبغي ان يجمع القلب والسمع والبصر وان يركز الانسان وان لا يسرح بعيدا وهذا السرحان تضييع للاعمار وكذلك الانسان حينما يتخيل ويتخيل تضييع للاوقات. فينبغي على الانسان ان يجمع قلبه على استجلاب الفوائد هو على العمل الصالح فيقول انما تفاضل يعني ماذا تفاضل بعض الحفاظ في فضل بعضهم على بعض قال بالحفظ يعني الحفظ المحفوظ والاتقان حينما يتقن الانسان بعضهم يحفظ ولكنه لا يتقن. والتثبت عند السمع اي ان الانسان يكون مركزا حتى يتثبت فلا يفوته شيء الا ويعيش يقول مع انه لم يسلم من الخطأ والغلط كبير احد من الائمة مع حفظهم يعني مهما كان الانسان متحفظ فيبقى النوع البشري يفوته شيء وهذا من رحمة الله تعالى حتى لا يغتر الانسان ابدا. وحتى يعلم انه بحاجة الى ان يستغيث بربه لاجل ان يثبت له محفوظة فهذا من رحمة الله تعالى فالانسان ينتفع من كل شيء. وما وجد للحفظ مثل ترك الذنوب. فالانسان يترك الذنوب ويلجأ الى ربه ولذلك ربنا جل جلاله من على نبيه بالحفظ فقال سبح اسم ربك الاعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى والذي اخرج المرعى فجعله غثاء احوى سنقرئك فلا تنسى. هذه لا نافية وليست ناهية ربنا من على نبيه بان ما يحفظه لا ينساه والانسان حينما يكون على هدي النبوة ينال الخير والفضل ثم قال الترمذي حدثنا محمد بن حميد الرازي قال حدثنا جرير عن عمارة ابن القعقاع قال قال لي ابراهيم النخعي. تأمل ان الاثار يرونها بالاسانيد لاجل ان نتعلم التثبت في كل شيء يقول قال لابراهيم النفعي اذا حدثتني فحدثني عن ابي زرعة ابن عمرو ابن جرير هذا الراوي معروف يروي كثيرا عن ابي هريرة حتى ان اخر حديث في صحيح البخاري من روايته عن ابي هريرة يقول فانه حدثني مرة بحديث ثم سألته بعد ذلك بسنين فلم يخرم منه حرفا وتأمل في كل ما تقرأه او تسمعه يعني فكر فكر يا اخي بالامر فكر لماذا هكذا يصنعون قل فانه حدثني مرة بحديث ثم سألته بعد ذلك بسنين فلم يخرم منه شيئا فكانوا يستمعون الى الراوي ثم يعاودون السماع له بعد مدة لينظروا هل قدم؟ هل اخر؟ هل شك هل غير في الالفاظ؟ فهي تسمى المعاودة المعاودة معاودة السمع ولذلك فان معرفة ضبط الراوي يكون بواحدة من ثلاثة اشياء الصبر ان نصبر مرويات مع مرويات التلاميذ الذين رووا الخبر عن نفس الشيخ التلقين حينما تقرأ عليه المرويات فيلقن ما ليس من حديثه حتى يعلم هل انه يصحح هذا الذي ليس من حديثه ام لا؟ ثالثا المعاودة المعاوية ومن اوائل من وضع هذه القاعدة هي ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها حينما علمت عروة ابن الزبير كيف يعاود عبدالله ابن عمرو ابن العاص في الاحاديث التي سمعها منهم ثم قال الترمذي حدثنا ابو حفص عمرو بن علي تأمل قال حدثنا ابو حفص عمرو ابن علي العرب اذا ارادت ان تعظم انسانا او تبجله يعني ذكر ركنيته تعظيما له وعمرو بن علي في الاسود هو واحد من الائمة الكبار في علم الحديث قال حدثنا يحيى بن سعيد القطان عن سفيان عن منصور وانظر الى جمال هذا السند الترمذي يرويه عن عمرو بن علي عن يحيى بن سعيد عن سفيان الثوري عن منصور ابن المعتمر وهؤلاء كلهم ائمة اعلام وحفاظ متقنون قال قلت لابراهيم النخعي واذا ابراهيم الكبار. ما لسالم ابن ابي الجعد اتم حديثا منك. قال لانه كان اكتب اذا مما يجعل الحفظ متقنا الكتاب ولذلك من يتعلم لغة اخرى عليه ان يتعلم مع السماء والحفظ اي الكتابة وان الانسان ما يتعلمه يدونه ثم يعاوده حتى قال الشعبي ما تتعلمه ما تتعلمه اكتبه فان لم تجد شيئا تكتبه تكتبه به فاكتبه ولو على الحائط ثم قال حدثنا عبد الجبار ابن علاء قال حدثنا سفيان ابن عيينة قال قال هدد نعم قال قال عبد الملك ابن عمير اني لاحدث بالحديث فما ادع منه حرفا يعني الانسان حينما يحدث يأتي به كما هو وزارة التحديد فيه مزية وهي الامن من الغلط. فالانسان يعني الكتابة في هذه المجيء وان الانسان حينما يحدث كما عنده كما حفظ وكما تعلم قل اني لاحدث بالحديث فما ادع منه حرفا. فالانسان لا يترك منه شيء. ويأتي به كما سمعه. ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم دعا يعني من حفظ شيئا فوعاه وحدث به كما سمعه حدثنا الحسين ابن مهدي البصري قال حدثنا عبد الرزاق قال اخبرنا معمر عن قتادة قال ما سمعت اذناي شيئا قط الا وعاه قلبي نعم لا شك ان قتادة من كبار الحفاظ وتلك قلوب قد حفظوها مما لا يحبه الله فثبت فيها ما حفظوه لله وهذه الامانات من السمع والبصر والقلب ينبغي على الانسان ان يحفظها وان يحافظ عليها وان يجعلها فيما يحبه الله وان قرب بها الى الله تعالى وكلما كان الانسان قائما مما يريده الله تعالى اقام الله له الخير ودفع الله عنه الشر حدثنا سعيد ابن عبد الرحمن المخزومي قال حدثنا سفيان ابن عيينة عن عمرو ابن دينار قال ما رأيت احدا انص للحديث من الزفري. ايضا الزهري كان اعجوبة في الحفظ والاتقان اخبرنا ابراهيم بن سعيد الجوهري قال حدثنا سفيان ابن عيينة قال قال ايوب السفتيان ما علمت احدا كان اعلم بحديث اهل المدينة بعد الزهري من يحيى ابن ابي الجثير. ايضا يحيى ابن ابي الجثير وممن دارت عليه السنة توفي عام اثنتين وثلاثين ومئة وقيل تسع وعشرين ومئة وهو امام حافظ جليل وقد انتفع منه اخرون يعني ممن انتفع منه وتخرج على يديه الاوزاعي وهكذا ينبغي على طالب العلم ان ان ينصح اخوانه فاذا ازداد علمه ان يكثر من النصيحة لاخوانه لا سيما من الطلبة الذين يراهم حتى لو مرة واحدة فيتفرس فيهم النباهة او حتى الذين لا يتفرس فيهم النباهة عليه ان ينصحهم لعلهم بهذه النصيحة يصيرون من كبار العلماء فتنتفع الامة وينتفع المنصوح وينتفع الناصح نصحا كبيرا فقد يتخرج على يديك عالم بنصيحة من نصائحك وتبقى انت تدخر لك مثل ما لهذا الذي صار عالما بسبب نصيحتك حدثنا محمد ابن اسماعيل وهو الامام البخاري. قال حدثنا سليمان ابن حرب وهو ابن مجيد الازدي الواشحي قال حدثنا حماد بن زيد وتأمل هذا السند كم هو من سند جليل رواته ائمة كبار قال كان ابن عون يحدث ابن عون هو عبد الله ابن عون ابن ارتبان البصري المتوفى عام اثنتين وخمسين مائة يقول كان ابن عون يحدث فاذا حدثته عن ايوب بخلافه تركه فيقول قد سمعته؟ فيقول ان ايوب اعلمنا بحديث محمد بن سيرين ولذلك هذا يعني اتى بها من المفاضلة فايوب مقدم ايوب له مكانة جليلة من الحفظ والاتقان والعمل فهو سيد الشباب. وهو سيد الفقهاء اخبرنا ابو بكر عن علي بن عبدالله قال شوف الامام الترمذي يعني يروي عن عديد البديل بواسطة قال قلت ليحيى ابن سعيد ايهما اثبت؟ هشام ادى استوائي او مصعق قال ما رأيت مثل مسعر كان مشعر من اثبت الناس. اذا مشعر يعني حتى انه سماه شعبة بن الحجاج بالمصحف لكثرة اتقانه وقوة حفظه والترمذي يسوق هذه النصوص ليبين على ان الرواة يتفاوتون بالحفظ ثم قال حدثنا ابو بكر عبد القدوس ابن محمد. قال وحدثنا ابو الوليد قال سمعت حماد بن زيد يقول ما خالفني شعبة في شيء الا لماذا؟ لان الشعبة كان يعاود الراوي مرارا قال ابو بكر حدثني ابو الوليد قال قال لحماد بن سلمة ان اردت الحديث فعليك بشعبة. شعبة كان اماما جليلا وكان رأسا في التدقيق والتثبت حدثنا عبد ابن حميد قال حدثنا ابو داوود قال قال شعبة ما رويت عن رجل حديثا الا اتيته اكثر من مرة والذي رويت عنه عشرة احاديث اتيته اكثر من عشر مرارا. واذ رويت عنه خمسين حديثا اتيته اكثر من خمسين مرة والذي رويت عنه مئة مئة اتيته اكثر من مئة مرة. الا حيانا البارقين فاني سمعت منه هذه الاحاديث ثم عدت اليه فوجدته قد مات اذا هكذا كان شعبة بن حجاج يدقق كثيرا ولذا يقول الترمذي حدثنا محمد بن إسماعيل وهو البخاري قال حدثنا عبد الله بن ابي الاسود قال اخبرنا ابن مهدي قال سمعت سفيان وايضا هذا سند في غاية العلو والجودة قال سمعت سفيان وهو الثوري يقول شعبة امير المؤمنين في الحديث وهذا لقب يطلق على الذي هو اكثر الناس حفظا هو اتقانا. ولا شك ان شعبة الحجاج كان اماما في هذا ثم قال حدثنا ابو بكر عن علي ابن عبد الله قال سمعت يحيى ابن سعيد يقول ليس احد احب الي من شعبة ولا يعدله احد عندي واذا خالفه سفيان اخذت بقول سفيان لان شعبة نفسه نص على ذلك. قال علي قلت ليحيى ايهما كان احفظ الاحاديث الطوال؟ سفيان او شعبة. قال كان شعبة امر فيها قال يحيى وكان شعبة اعلم بالرجال فلان عن فلان يعني فيما يتعلق بالرواة فيما يتعلق من اقوى في من وكان سفيان صاحب ابواب اي انه كان يعني فقيها وكان يسرد الابواب ويعرف احاديث الباب الواحد نعم ثم يأتي الكلام ان يعني سفيان الثوري نأخذه في المجلس القادم ان شاء الله تعالى هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته