بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما في هذا المجلس نأخذ علما من الاعلام الذين ذكرهم ابن رجب الحنبلي وليتأمل الناضر بان هؤلاء الائمة قد عاشوا حياتهم في طلب العلم وبثه وقد نقى الله تعالى بهم سنة النبي صلى الله عليه وسلم وحفظ الله تعالى بهم الدين وكل انسان ينظر الى نفسه ويقارن عملهما عمل هؤلاء ولينظر الانسان ماذا قدم لهذا الدين فينبغي على كل احد ان يعمل العمل الذي ينفعه عند ربه ويقربه الى مولاه سبحانه وتعالى لاجل ان يخط لنفسه في التأريخ امورا تنفعه بين يدي الله تعالى وليتأمل انسان ان ما تيسر لنا وتوفر لنا هو اعظم مما توفر لهم وهذه نعم ينبغي ان نأخذها بعين الاعتبار. وعلامة الرحمة الموجودة في قلب العبد ان يكون محبا لوصول الخير الخلق عموما وللمؤمنين خصوصا كارها حصول الشر والظرر عليهم فبقدر هذه المحبة والكراهة تكون رحمتك. ولذلك في هذا العلم هو رحمة الله تعالى. والحريص والذي يحرص ان يوصل رحمة الله تعالى الى كل مكان. قال ابن رجب ومنهم يحيى بن سعيد القطان. ابو سعيد هنا معرفة الكنى امر في غاية الاهمية خليفة شعبة وتأمل خليفة الشعبة كيف ان الشعبة كان رأسا في زمانه وان يحيى ابن سعيد قد حمل الراية بعده. وكان امام اهل زمانهم والقائم بعده مقامه في هذا العلم وهنا ينظر الانسان انظر ايها الاخ الكريم باي شيء اقامك الله تعالى وتأمل الليل والنهار اللذان يأخذان منك هل انت تقدم عطاء للامة ولنفسك؟ ام لا؟ تأمل يا اخي يقول وعنه تلقاه ائمة هذا الشأن كاحمد وعلي ويحيى ونحوهم يعني ونحوه من الائمة الذين صاروا من بعد ائمة كبار يرجع اليهم وهكذا طالب العلم يسعى لان يطبع تلميذه قالوا قديما طبع الاستاذ تلميذه فينبغي ان يكون الانسان قدوة في العلم والعمل حتى يكتى ذلك وحتى يجعل لنفسه خلفاء يحملون هذا العلم عنه يقول وقد كان شعبة يحكمه على نفسه في هذا العلم ان يسأله في بعض الامور ويأخذ رأيه وينتفع منه لان علم المصطلح وعلم الرجال وعلم الجرح والتعديل والعلل يكون فيه اجتهاد كثير وهذا الاجتهاد يكون حصيلة المذاكرة والمتابعة والحفظ والاتقان والتفنن في العلم يقول ذكر ابن ابي حاتم عن ابيه عن رسته الاصبهاني قال سمعت ابن المهدي يقول اختلفوا يوما عند شعبة فقالوا اجعل بيننا وبينك حكما فقال رضيت بالاحوال باعتبار انه يحيى ابن سعيد القطاني وقال له الاحول يعني يحيى بن سعيد القطاني فجاء يحيى فتحاكم اليه فقضى على شعبة فقال له شعبة ومن يطيق نقدك يا احول؟ او من له مثل نقدك؟ باعتبار انه مرضي حتى على من حكم عليه وقال ابن معين قال لي عبدالرحمن ابن مهدي لا ترى بعينيك مثل يحيى ابن سعيد القطان ابدا قال الامام احمد وقال الامام احمد ما رأينا مثل يحيى بن سعيد في هذا الشأن يعني في معرفة الحديث برواته وهو كان صاحب هذا الشأن وجعل يرفع امره جدا وقال احمد ايضا لم يكن في زمان يحيى القبطان مثله كان تعلم من شعبة اي اخذ الصنعة من شعبة. واحيانا الاستاذ ينظر في بعض طلابه بليهتم به غاية الاهتمام حينما يتفرس فيه الخير والاتقان ونفع الامة وسئل احمد عن يحيى وابن مهدي ووكيع فقال كان يحيى ابصرهم الرجال وانقاهم حديثا فانه كان ينتقي في شيوخه. واظنه قال واثبتهم حديثا. وقال ايضا لا يقاس بيحيى ابن سعيد في العلم احد اذا هو مقدم على اهل زمانه وقال ايضا يحيى بن سعيد اليه المنتهى في التثبت بالبصرة وقال ايضا ما رأيت في الحديث اثبت منه. قال سهيل بن صالح سألت احمد بن حنبل فقلت يحيى القطان وابن المبارك اذا اختلفا في حديث فقول من تقدم فقال ليس نقدم نحن على يحيى احدا. اذا هو كان مقدم وقال ابو حاتم الرازي اذا اختلف ابن مبارك ويحيى ابن سعيد وسفيان ابن عيينة في حديث اخذ بقول يحيى قال ابن المدين ما رأيت احدا انفع للاسلام واهله من يحيى ابن سعيد القطا يا لها من تزكية عظيمة من امام عظيم فانت لا تفكر في يحيى ابن سعيد فكر في نفسك فكر في نفسك كم قدمت للاسلام وماذا قدمت للاسلام قال علي سمعت يحيى ابن سعيد يقول ينبغي لصاحب الحديث ان يكون ثبت الاخذ. يعني يتثبت الانسان حينما يحمل العلم ويكون يفهم ما يقال له ويبصر الرجال ثم يتعاهد ذاك وقال البخاري اعلم الناس بالثوري يحيى بن سعيد لانه عرف صحيح حديثه من تدليسه فقال ابو علي الحافظ حدثنا ابو بكر الواسطي قال سمعت علي بن المديني يقول شعبة احفظ الناس للمشايخ وسفيان احفظ الناس للابواب. وابن مهدي احفظهم. قال للمشايخ والابواب ويحيى ابن سعيد اعرف بمخارج الاسانيد هنا مخرج الحيث لما تكون مدني او يكون حمصي او يكون بصري ونحو ذلك. واعرف بمواضع الطعن من جميعهم. اي مواطن العلل وقال يحيى بن غيلان سمعت يحيى بن سعيد يقول ما تركت حديث محمد ابن اسحاق الا لله. وتأمل هذا ان محمد ابن اسحاق صاحب السيرة ترك الحديث عنه لله تعالى ان محمد ابن اسحاق نزل حفظه يسيرا وكان يدلس وقال ابو بكر بن خلاد دخلت على يحيى بن سعيد في مرضه. فقال لي يا ابا بكر ما تركت اهل البصرة يتكلمون يعني باي شيء يتحدثه اهل البصرة قلت يذكرون خيرا الا انهم يخافون عليك من كلامك في الناس اي كلامه في الجرح والتعديل ببيان الاسانيد وبيان الرواة فقال احفظ عني باعتبار انه فعل هذا لله وانه يرجو الله في هذا الكلام لان يكون خصمي في الاخرة رجل من عرض الناس احب الي من ان يكون خصمي في الاخرة النبي صلى الله عليه وسلم يقول بلغك عني حديث وقع في وهمك انه عني غير صحيح يعني فلم تنكر. اذا ده كان الائمة علينا وعليهم رحمة الله تعالى يقدمون امر هذا الدين ويقدمون النصيحة فهذا من النصيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم والدين النصيحة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم. فالنصيحة لحفظ سنة النبي صلى الله عليه وسلم نصيحة لدين الله تعالى والسعيد في هذه الدنيا من يقدم امر الدين صافيا كما انزله الله تعالى من السماء هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته