بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال ابن رجب الحنبلي علينا وعليه رحمة الله ومنهم عبدالرحمن بن عمرو بن يحمد الاوزاعي طبعا محقق الكتاب الدكتور نور الدين عتر البسه الله ثوب العافية وختم الله لنا وله بخير كتب حاشية طيبة في ترجمته ونقل فوائد عديدة وللدكتور محمد اديب الصالح كتاب عن الاوزاعي فالاوزاعي هو امام جليل وكان اماما بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر فنسأل الله ان يرحمه وان يرحم علماء هذه الامة وان يرحم امة محمد صلى الله عليه وسلم في كل زمان ومكان لكن المقصود في هذه التراجم ان الانسان حينما يقرأ عليه ان يقتدي بهؤلاء الذين كانوا على هذه الطريقة المتينة في المتابعة. يقول ابن رجب ابو عمرو امام اهل الشام لما يقول امام اهل الشام كان في زمانه اعلم اهل الشام وكان مرجع اهل الشام واهل الشام في القديمة والحديث ينمازون بقوة الذكاء وقوة الحافظة وحسن الالفاظ وكذلك قراؤهم خير القراء ومخارج حروفهم خير المخارج وانا في رحلتي الى هذه البلاد منذ اربع سنوات ونصف تعجبت من همم طلابهم فتجدهم لهم نهم في الحفظ ولهم نهم في الطلب فسرعان ما تجد طالب في الصف التاسع مثلا او في الصف الثامن تجده يحفظ القرآن بسرعة ثم يقرأ على شيخ ثم ينال الاجازة ثم بعد سنة سنتين يختم بالقراءة العشرة ثم بعد سنة ستجده يدرس ما شاء الله فلديهم قوة كبيرة نسأل الله ان يحفظ الشام واهلها. وان يجعلهم جميعا على ما يحبه الله تعالى. وان يدفع الله عنا وعنهم القتلى والانسان لما ينظر في هذه المعنى يجد فيها مصائب كثيرة لكن الانسان يجب عليه ان يتعلم العلم وان يعمل به وان يعلم الناس وان يدل الى الخير لعل هذه الرحمة تصل الى جميع البيوت. فكلما وعظمت نية طالب العلم ازداد اجره يقول ابن رجب ذكر اسماعيل ابن عياش انه سمع الناس سنة اربعين ومئة يقولون الاوزاعي اليوم عالم الامة ونحن الاوزاعي تدفع عن سبع وخمسين ومئة يعني قبل وفاته بسبع عشرة ناس يقول عالم الامة ولما يقال عالم الامة هذي بمثابة لقب شيخ الاسلام الذي اطلق على كثيرين وقال مالك ان الامام مالك يعني لا يلقي القول جزافا. فهو يدقق كثيرا في الاقوال والامام مالك كان هو امام اهل الحجاز قال ما اعرف الاوزاعي امام يقتدى به. شف لما نقول كلمة امام معنى الامام هو الذي يقتذى به ويتبعه الناس في الخير فكلمة الامام لا تطلق على كل احد. انما تطلق على من كان اماما يقول ابن رجب وكان مالك يرجحه على سفيان الثوري وغيره يعني سفيان الثوري كان امام اهل العراق فلما يكون الامام مالك يرجح الاوزاعي على سفيان الثوري دل على جلالتي الاوزاعي وقال عبدالله بن داود الخريبي كان الاوزاعي افضل اهل زمانه طبعا هذه الافظلية هي لا يعلمها الا الله سبحانه وتعالى ان لا يعلمها في القلوب الا الله لكن هذا يدل على مكانته وفضله وامامته فقال ابن معين الاوزاعي اثبت من سفيان ابن عيينة. يعني تأمل كيف ان سفيان ابن عيينة ثبت وثقة وحافظ وجليل ومكثر ويحيى بن معين هذا الامام الحافظ الكبير الذي كتب بيديه الف الف حديث يقول الاوزاعي اثبت من سفيان فيدل على قوة الاوزاعي ومكانته وحفظه وامامته وقال اسحاق بن ابراهيم اللي هو اسحاق ابن ابراهيم ابن راهويه الامام الكبير وكان ايضا اسحاق في زمانه له مؤلفات وكان يعني احد العلماء الكبار حتى ان البخاري قد قرأ كتب اسحاق وقرأ كتب عبد الله قد قرأ كتب عبد الله ابن المبارك وهكذا يقال اسحاق ابن ابراهيم اذا اجتمع سفيان الثوري ومالك بن انس والاوزاعي على امر فهو سنة وان لم يكن في كتاب ناطق فانهم ائمة يعني هؤلاء لا يجتمعون على شيء الا اذا كان سنة ثابتة وهذا يرفع من شأن الاوزاعي وايضا يرفع من شأن مالك وسفيان الثوري ولا شك ان سفيان الثوري كان اماما السنة ومالك كان اماما في السنة والاوزاعي كان اماما في السنة وهذه مقولة اسحاق فيها ملمحهم باعتبار ان طالب العلم يرجع الى الكتاب ويرجع الى السنة. ثم يرجع الى اقوال الصحابة والتابعين يعين ويرجع الى اقوال ائمة الدين وقال الفلاسفة وهو عمرو بن علي الفلاس الائمة خمسة الاوزاعي بالشام والثوري بالكوفة ومالك بالحرمين وشعبة وحماد بن زيد بالبصرة. تأمل هنا هذه المدارس مدرسة الشام مدرسة الكوفة مكة والمدينة ومدرسة البصرة فالفلاس هنا ذكر فيها هذه المدارس يعني ذكر ائمة هذه المدارس. وذكر ابن مهدي الائمة اربعة ولم يذكر شعبا. يعني نفس مقولة الفلاس لكن لم يذكر شعبة وقد خرجه الترمذي وروي من غير وجه عن ابن مهدي اي له اكثر من طريق عن ابن مهدي وفي رواية عنه قال ائمة الناس في زمانهم اربعة فذكرهم وقال ابن مهدي طبعا ابن مهدي اللي هو عبدالرحمن ابن مهدي الامام العراقي الكبير يقول لم يكن بالشام اعلم بالسنة من الاوزاعي كان اماما بالسنة حافظا للحديث عارفا يحب وذكر الوليد ابن مسلم عن الاوزاعي قال كنا نسمع الحديث فنعرضه على اصحابنا كما نعرض الدرهم الزائغ على الصيارف فما عرفوا منه اخذنا وما انكر منه تركنا وهاي المسألة مهمة تدل على جلالة الائمة لانهم كانوا يحفظون القرآن ويحفظون السنة الى عرضت عليهم سنة لم يعرفوها الا على عدم صحتها عندهم ولذلك حينما ندرس حديث ينبغي ان لا نترك اقوال هؤلاء الائمة بل نرجع الى اقوالهم. خذ على سبيل المثال النهي عن صوم يوم السبت هذا انكره ائمة السنة من اهل العلم فيكون هذا الحديث حديث النهي غير صحيح وغير ثابت فلا بد من مراجعة اقوالهم والاهتمام بها هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته