بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال ابن رجب علينا وعليه رحمة الله المسألة الرابعة الرواية بالاجازة من غير مناورة يعني ان يجيز الشيخ التلميذ من غير ان يناوله الكتاب وقد ذكر الترمذي عن بعض اهل العلم اجازتها. اي اجازة الاجازة وقد حكاه غيره عن جمهور اهل العلم. يعني غير الترمذي حكى هذا عن الجمهور وحكاه بعضهم اجماعا بعضهم حكى الاجماع على ذلك وليس كذلك يعني ليس الامر مجمعا عليه بل ان الامر فيه اختلاف بل قد انكر الاجازة جماعة من العلماء هناك جماعة من اهل العلم صح عنهم انكارهم انه لا تجوز الرواية بالاجازة وان الاجازة امر غير مشروع وحكي ذلك عن ابي زرعة هذا ينسب الى ابي زرعة عبيد الله ابن عبد الكريم الرازي وصالح ابن محمد وابراهيم الحربي وروى الربيع عن الشافعي انه كره الاجازة لان الربيع قرأ الشاة على الشافعي وبقيت اشياء قليلة اراد ان يجيزها فيها فلم يجيزها فيها هذا هو وجه الكراهية قال الحاكم لقد كره المكروهة عند اكثر ائمة هذا الشأن والذين انكروا الاجازة المطلقة. منهم من رخص في المناولة. بعضهم ما انما كره الاجازة المطلقة لما نقول له اجهزتك ولم يعين له شيء والذين انكروا الاجازة المطلقة منهم منهم من رخص في المناورة باعتبار ان المناولة اجازة اجازة معين لمعين في معين وهو قول احمد بن صالح المصري. وروي ايضا متله عن ابراهيم الحربي وابي بكر البرقاني وظاهر ابتلاني احمد في رواية الاثرم في قصة رواية ابي اليمان عن شعيب يدل على مثل ذلك الا ان يحمل انكاره على ابي اليمان على اطلاقه لفظ الاجازة في الرواية بالاجازة لا على اصل الرواية بالاجازة يقول ابن رجب وقد ذكرنا عنه رواية اخرى انه اجاز لابي اليمان اطلاق قوله اخبرنا فيما يرويه عن شعيب بالمناولة الاجازة ثم قال وهو قول كثير من السلف والخلف يعني القول بالاجازة هو مذهب كثير من اهل العلم من السلف وممن جاء بعدهم من الخلف ومن المعاصرين وروي عن احمد انه اجاز ان يقول حدثنا فيما يرويه بالاجازة وحوشي ايضا عن مالك وليث ابن سعد والثوري وغيرهم طبعا نحن لا نرخص ان يقول حدثنا ويقول اخبرنا اجازة والاجازة صحيحة ولكن المكروه الان هو امر المبالغة في الاجازات فبعضهم صار ينهى عن ذلك مطلقا وبعضهم يتوسع في هذا فالامر يتوسط به طبعا من استطاع ان يسمع من لفظ الشيخ ويحذر المجالس كاملة فهذا هو الاحسن ومن لم يتهيأ له ذلك ونال الاجازة التي هي اذن بالرواية يحق له ان يروي بها ويقول اجاز لفلان او اخبرني اجازة لان السند من خصائص هذه الامة ولابد ان نحافظ على هذه الخصيصة تأمل معي اخي الكريم في مطلع سورة الجمعة. قوله تعالى يسبح لله ما في السماوات وما في الارض الملك القدوس العزيز الحكيم هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل في ضلال مبين واخرين منهم لما يلحق بهم وهو العزيز الحكيم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم اهل العلم قد بينوا هذا حتى جاء قال الزمخشري في تفسيره ويعلمهم ان يعلمهم ويعلم اخرين لان التعليم اذا تناسق الى اخر الزمان كان كله مستندا الى اوله فكأنه هو الذي تولى كلما وجد منه وهو العزيز الحكيم في تمكينه رجل اميا من ذلك الامر العظيم وتأييده عليه واختياره اياه من بين كافة البشر ذلك الفضل الذي اعطاه محمدا هو ان يكون نبي ابناء عصره ونبي ابناء العصور الغوابر هو فضل الله يؤتيه من يشاء من يشاء اعطاءه وتقتضيه حكمته. قال طبعا كلام الزمخشري وافضل من علق على كتاب الزنقشر هو الطيبي في حاشيته النفيسة حاشيته على الكشاف طبعا هو بمثابة شرح ولكن من تواضعه سماها حاشية يقول الطيبي اي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي تولى كل ما وجد من التعليم يعني يصح اسناد التعليم الى رسول الله صلى الله عليه وسلم للامم الفائتة للحصر. الى انقراض العالم لانه اذا تناسقت الان عنها من اتقات المتقنين الذين حموا المتون من تحريف الزائغين والاسناد من تولي الكاذبين صح ان يقال هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم يعلمهم الكتاب والحكمة ويعلم اخرين منهم لما يلحق بهم قال الطيبي هذا يدل على جلالة قدر المحدثين وعلو مرتبتهم ولذلك قال ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم اللهم اجعلنا من زمرتهم وما زال الكلام للطيبي قال عمري ان علم الرواية من اقوى اركان الدين. واوثق عرى المتقين. لا يرغب في نشره الا كل صادق تقي ولا يزهد في نصره الا كل منافق شقي. قال ابو نصر بن سلام ليس شيء اثقل على اهل الالحاد ولا ابغض اليهم من سماع الحديث وروايته واسناده وقال ابن قطان ليس في الدنيا مبتدعا الا وهو يبغض اهل الحديث وقال ابن مبارك الاسناد من الدين ولولا الاسناد لقال من شاء ما شاء وذكر البيهقي في كتاب المدخل عن الشافعي عن ابن عيينة حدثني الزهري بحديث فقلت هاته بلا اسناد قال اترقى السطح بلا سلم قال محمد بن اسلم الطوسي قرب الاسناد قرب الى الله تعالى وقال الحاكم النيسابوري لولا كثرة مواظبة طائفة المحدثين على حفظ الاسناد لدرس منار الاسلام ولتمكن اهل الالحاد والبدع فيه بوضع الاحاديث وقلب اسانيد والاسناد واسطة بين الحق والخلق وهو سلم السلام ومرقاة النجاة ومفتاح النجاح. فمن رفع قدره ارتفع ومن وضع شأنه اتبع الى هنا ينتهي كلام الطيب في حاشيته عن الكشاف عند تفسير سورة الجمعة اذا الاجازة مهمة وان الاستاذ يعتني ان الانسان يعتني بالاسناد وان المرء لا يبالغ ولا يستكثر من كثرة الاسانيد ولا يتساهل فيها ولا يطلب الاجازة ممن لم يره. لا تطلب اجازة من شخص لم تره ومجالس السماع التي تستطيع سماعها هي اعلى وافضل. فحينما تسمع من شيخ كتابا كاملا وتأخذ السمد هذا هو الافضل وما لم يتهيأ وحضرت بعد ظل المجالس واوجست بالباقي فهذا حسن ومن رأيته ايضا واجازك فهذا لا بأس به وحينما تروي فلا تدلس. قل اخبرنا اجازة او اجاز لفلان بكذا عن شيخه كذا وتسوق الاسناد. هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته